أوقعت السلطات الأمنية في شرق ليبيا، «أكبر كمية في تاريخ البلاد» من مادة «الكوكايين»، بعملية نوعية نفذتها في ميناء بنغازي البحري، بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالسعودية.
وقال جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في بنغازي إنه تمكن من ضبط شحنة من «الكوكايين»، عدّها «الأكبر في تاريخ البلاد»، ووصفها بأنها «تاريخية وتحمل أسرار جريمة دولية»، وذلك بمساعدة «اللواء طارق بن زياد» التابع لـ«الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأوضح الجهاز، في بيان يوم الاثنين، أن إحدى نقاط الاتصال تلقت بلاغاً من «نقطة الاتصال بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات بالسعودية يفيد بوجود شحنة موز مشبوهة قادمة من دولة الإكوادور يشتبه بأنها تحتوي على كمية من مادة الكوكايين الخام».
وتضبط السلطات في شرق ليبيا وغربها «كميات كبيرة» من جميع أصناف المخدرات، خصوصاً حبوب الهلوسة، قادمة براً وبحراً، لكن بعضاً منها يتسرب إلى داخل البلاد.
وأتلف مركز جمرك ميناء مصراتة بـ«غرب ليبيا»، قبل عام، شحنة مواد مخدرة قُدرت حينها بـ8 ملايين قرص مخدر، إضافة إلى نحو 15 ألف قطعة حشيش، قال إنها قادمة من سيراليون عبر مالطا، وفق ما أعلنت عنه مصلحة الجمارك.
وكشف جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في بنغازي، الاثنين، عن أنه «أُبلغ بمعلومات الشحنة من المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالسعودية في 29 فبراير (شباط) الماضي، فسارع بتشكيل فريق عمل لجمع المعلومات والتعامل معها والتنسيق مع النيابة ومصلحة الجمارك، فأظهرت التحقيقات أن عملية الشحن تمت وفق المعايير المعتمدة دولياً»، منوهاً بأنه «في اليوم التالي، تم الانتقال إلى الميناء لفتح الحاويتين المشتبه فيهما، فتبين أنه تم الإفراج عنهما عقب تفتيشهما وتمريرهما على الكشف الصحي».
وتحدث مصدر بميناء بنغازي البحري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عما سمّاه «نشاطاً مخيفاً» للعصابات المتاجرة في المخدرات، وقال: «ليبيا مستهدفة، وشبابها أيضاً من قبل مافيا دولية بتعاون محلي»، لافتاً إلى «عمليات ضبط الشحنات التي تنجح الأجهزة الأمنية في منعها من دخول البلاد».
وللتأكد من حقيقة وجود المخدر، أمر عناصر الجهاز بإرجاء الحاويتين داخل الميناء وإعادة تمريرهما على جهاز الماسح الضوئي، بالإضافة إلى تفتيشهما بواسطة كلاب الأثر؛ وكانت المفاجأة هي العثور في أرضية الحاويتين وسط الموز على كمية تقدر بنحو 128 كيلوغراماً من مخدر الكوكايين الخام، أي ما يقدر بـ640 كيلوغراماً بعد تخفيفها.
وتحدث الجهاز عن أنه عقب عمليات التحقيق الأولية «تبين وجود تواطؤ من أحد أعضاء مصلحة الجمارك، فتم ضبطه، بالإضافة إلى أحد المشتبه بهم»، لافتاً إلى أنه تمت إحالة الموقوفين والمادة المضبوطة إلى مديرية مصلحة الجمارك بميناء بنغازي البحري، وجارٍ البحث والتحري وجمع المعلومات عن بقية أفراد شبكة التهريب».
وقدر جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في بنغازي، القيمة المالية للشحنة المضبوطة بـ224 مليون دينار (الدولار يساوي 4.83 دينار في السوق الرسمية)، كما يقدر سعر الكيلوغرام من الكوكايين في ليبيا بنحو 350 ألف دينار، بينما يصل سعر الغرام إلى 350 ديناراً.
وعدّ الجهاز، الذي يترأسه اللواء عادل عبد العزيز، ضبط هذه الكمية «الضخمة إنجازاً كبيراً» في جهود مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات في ليبيا.
وسبق وأعلن مركز جمرك ميناء بنغازي، في نهاية عام 2023، ضبط «كمية كبيرة» من المخدرات في إحدى الحاويات بالميناء، بلغت 20 مليون قرص من مخدر «الترامادول».