8 سنوات سجناً ضد الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي

لاتهامه بـ«الدعوة لارتكاب أعمال القتل والسلب» داخل البلاد

المنصف المرزوقي (الشرق الأوسط)
المنصف المرزوقي (الشرق الأوسط)
TT

8 سنوات سجناً ضد الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي

المنصف المرزوقي (الشرق الأوسط)
المنصف المرزوقي (الشرق الأوسط)

أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة، مساء الجمعة، حكماً غيابياً بالسجن لمدة 8 سنوات مع التنفيذ العاجل في حق المنصف المرزوقي، رئيس الجمهورية التونسية الأسبق، إثر اتهامه بالدعوة للقيام بأعمال عنف في تونس.

وقالت المحكمة إن هذا الحكم يأتي بعد أن فتحت النيابة العامة التونسية تحقيقاً، بعد تصريحات مسيئة أدلى بها المرزوقي على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجهت له على أثرها تهماً عدة، من بينها تدبير اعتداء ضد تونس المقصود به تبديل هيئة الدولة، وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بواسطة السلاح، والدعوة إلى ارتكاب أعمال القتل والسلب على التراب التونسي، وذلك حسب الفصل 72 من القانون الجزائي التونسي.

ومن شأن هذا الحكم القضائي الجديد أن يؤثر على الحقوق السياسية والمدنية للمنصف المرزوقي، بوصفها شرطاً أساسياً من شروط الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، وهو ما قد يمنعه من الترشح لهذه الانتخابات المقررة نهاية السنة الحالية.

وكانت قيادات سياسية عدة قد عبّرت عن نواياها للترشح لانتخابات الرئاسة رغم أنها تواجه اتهامات مختلفة من قبل السلطات التونسية، كما أن بعضهم يقبع في السجن بتهمة التآمر على أمن الدولة، غير أنهم أكدوا على الطابع السياسي والكيدي لتلك القرارات القضائية.

ويعد هذا الحكم الثاني الذي يصدره القضاء التونسي غيابياً بحق المرزوقي، الذي يقيم في فرنسا، حيث سبق للمحكمة ذاتها أن أصدرت ضده في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2021 حكماً بالسجن لمدة 4 سنوات، بتهمة الاعتداء على أمن الدولة بالخارج، وإلحاق ضرر دبلوماسي بتونس، وجاء هذا الاتهام بعد أن أجرى المرزوقي مقابلة على قناة «فرنسا 24»، عبر فيها عن فخره بعد قرار المجلس الدائم للفرنكوفونية تأجيل عقد القمة الفرنكوفونية لمدة سنة، بعد أن كان من المزمع تنظيمها في تونس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 بجزيرة جربة، واتهامه للرئيس التونسي بالانقلاب على المسار الديمقراطي في تونس.

وإثر تلك التصريحات، طلب الرئيس التونسي قيس سعيد من وزيرة العدل بـ«فتح تحقيق قضائي في حق مَن يتآمرون على تونس في الخارج»، مشدداً على أنه «لن يقبل بأن توضع سيادة تونس على طاولة المفاوضات، فالسيادة للشعب وحده».

وقال سعيد إن مَن يتآمر على تونس في الخارج «يجب أن توجه له تهمة التآمر على أمن الدولة في الداخل والخارج»، كما أمر بسحب جواز السفر الدبلوماسي من المنصف المرزوقي.

كما قدّم عدد من المحامين حينها شكوى جزائية ضد المرزوقي، تضمنت طلب فتح بحث قضائي ضده، وضد «كل من يتبين ارتكابه جريمة الاعتداء على أمن الدولة الخارجي».



مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)
مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)
TT

مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)
مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)

قرّرت محكمة الجنايات في مصر «رفع أسماء 716 شخصاً من قوائم الكيانات الإرهابية، والإرهابيين»، ووفق إفادة للنيابة العامة المصرية، الأحد، فإن إجراء رفع أسماء مدرجين بـ«قوائم الإرهاب» يأتي في إطار توجه للحكومة المصرية بـ«مراجعة موقف جميع قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين؛ تمهيداً لرفع كل من يثبت توقف نشاطه الإرهابي من تلك القوائم».

ويحق للأسماء التي تم رفعها من «قوائم الإرهاب» التمتع بكامل حقوقها القانونية، سواء في التصرف في أموالها، أو السفر والانتقال، وفق القانون المصري.

ويقضي قانون أقرّته السلطات المصرية في عام 2015 بفرض عقوبات على الأشخاص المدرجين على «قوائم الإرهاب»، تشمل وضعهم على قوائم ترقب الوصول، ومصادرة جوازات سفرهم، وتجميد أصولهم المالية. وكلفت النيابة العامة المصرية الجهات الأمنية بمراجعة الموقف الأمني للمدرجين على قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين، للوقوف على مدى استمرار نشاطهم الإرهابي؛ تمهيداً لرفع كل من يثبت توقف نشاطه من تلك القوائم، وفق إفادة النيابة العامة، الأحد.

وأشارت «النيابة» إلى أن «تحريات الجهات الأمنية، أسفرت عن توقف 716 شخصاً، من المدرجين بقوائم الإرهاب، عن أنشطتهم غير المشروعة، ضد الدولة ومؤسساتها»، وأضافت أن «محكمة الجنايات، وافقت على الطلب المقدم من النائب العام المصري، المستشار محمد شوقي، برفع أسمائهم من تلك القوائم».

وفي مايو (أيار) الماضي، قضت محكمة النقض المصرية، بإلغاء قرار قضائي، بإدراج نحو 1500 شخص، بينهم لاعب كرة القدم المصري السابق، محمد أبو تريكة، على «قوائم الإرهاب»، وإعادة النظر في قضيتهم.

ويرى عضو لجنة «العفو الرئاسي» في مصر، طارق العوضي، أن إجراء رفع أسماء مدرجين من قوائم الإرهاب «خطوة إيجابية تعزز مناخ الحريات بمصر»، وقال إنه «لأول مرة تقوم السلطات المصرية برفع هذا العدد الكبير من المدرجين على قوائم الإرهابيين»، داعياً الحكومة المصرية «لمواصلة إجراءات مراجعة موقف المدرجين كافة بتلك القوائم».

وأوضح العوضي لـ«الشرق الأوسط» أن «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجّه بالإفراج عن المحبوسين من الأشخاص الذين تم رفع أسمائهم من قوائم الإرهابيين». وربط بين خطوة رفع أسماء من «قوائم الإرهاب»، وإجراءات الحكومة المصرية لإنهاء ملف المحبوسين احتياطياً، قائلاً إن «تلك الإجراءات تعكس إرادة سياسية لإنهاء تلك الملفات، وتعزيز مناخ الحريات».

واستجاب السيسي لتوصيات «الحوار الوطني» بمصر (الذي ضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وسياسيين) بشأن قضية «الحبس الاحتياطي»، وأكد على «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس الاحتياطي، وضرورة الحفاظ على طبيعته بوصفه إجراءً وقائياً تستلزمه ضرورة التحقيق، دون أن يتحول لعقوبة»، وفق إفادة للرئاسة المصرية في أغسطس (آب) الماضي.

جلسة محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» بتهمة «الانضمام إلى جماعة على خلاف القانون» (أ.ف.ب)

وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2013، وعدّتها «جماعة إرهابية». ويخضع مئات من قادة وأنصار الجماعة، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا تعلّق معظمها بـ«التحريض على العنف»، وصدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن المشدد والمؤبد.

ورأى رئيس «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، طارق رضوان، أن «مراجعة موقف المدرجين على قوائم الكيانات الإرهابية، خطوة نحو تعزيز الأمن والاستقرار الداخلي»، مشيراً إلى أن «توجيه الرئيس المصري بمراجعة المدرجين على قوائم الإرهاب، يعكس التزامه بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان».

وأوضح رضوان، في إفادة، الأحد، أن «ملف الكيانات الإرهابية والمدرجين على قوائم الإرهاب، من القضايا الحساسة التي تؤثر بشكل مباشر على الأمن والاستقرار الاجتماعي»، ورأى أن مراجعة الحكومة المصرية لهذا الملف «خطوة تعزز قيم التسامح ومصداقيتها في محاربة الإرهاب»، وأشار إلى أن «هذه الخطوة ستسهم في تحسين الصورة العامة لمصر محلياً وخارجياً، وتُظهر التزامها بمبادئ حقوق الإنسان وحكم القانون».