عضو بـ«النواب» الليبي: رفض الدبيبة تشكيل حكومة موحدة غير مقبول

المغربي قال إنه لا يرى انتخابات في بلد يضم حكومتين

عضو مجلس النواب الليبي إدريس المغربي (الشرق الأوسط)
عضو مجلس النواب الليبي إدريس المغربي (الشرق الأوسط)
TT

عضو بـ«النواب» الليبي: رفض الدبيبة تشكيل حكومة موحدة غير مقبول

عضو مجلس النواب الليبي إدريس المغربي (الشرق الأوسط)
عضو مجلس النواب الليبي إدريس المغربي (الشرق الأوسط)

وصف عضو مجلس النواب الليبي، إدريس المغربي، رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، مقترح مجلس النواب بتشكيل حكومة موحدة، تقود البلاد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية، بأنه «تعنت»، مضيفاً أن الليبيين يريدون إجراء انتخابات. وقال المغربي لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، الأربعاء، إنه لا يعتقد أن هناك انتخابات تأتي دون حكومة موحدة، مؤكداً أنه لا يرى انتخابات في بلد يضم حكومتين. وأضاف المغربي موضحاً «بغض النظر عما إذا كان الدبيبة سيترشح أو لن يترشح في الحكومة المقبلة، فرفضه غير المبرر ليس مقبولاً». وتابع قائلا: «لا نريد تحويل الحكومة لأجل أشخاص معينين. ما نريده هو تكوين حكومة واحدة أولاً، لأنه لا يوجد بلد بحكومتين... وليست هناك انتخابات ترجع لحكومتين، لذلك من الضروري توحيد الحكومة لكي ينجح هذا الأمر». وتابع عضو مجلس النواب موجهاً حديثه إلى الدبيبة: «أنت الذي من المفترض أن توحد الحكومة»، مضيفاً أن «رفضه وتعنته في هذا الأمر يدل على خيانته لثقة مجلس النواب، وبالتالي هو بالمنطق شخص خارج على القانون».

المغربي عدّ رفض الدبيبة مقترح مجلس النواب بتشكيل حكومة موحدة بأنه «تعنت» (الشرق الأوسط)

في سياق ذلك أوضح المغربي أن «المنطق يقول إنه شخص مختص بسلطة الآن، ورافض حتى يسلمها بقوة السلاح»، مشيرا إلى أن رفض الدبيبة تشكيل حكومة موحدة سببه «التشبث بالكرسي لا أكثر ولا أقل، وكأنه سيكون رئيس حكومة مدى الحياة». كما تحدّث المغربي عن جهود مجلس النواب لتعزيز الحوار مع حكومة الوحدة الوطنية للوصول إلى حل، وقال بهذا الخصوص: «ليست لدينا مشكلة مع عبد الحميد (الدبيبة)، لكن نحن نتحدث عن كلام منطقي هدفه أن ندير حكومة موحدة... وليست لدينا مشكلة، حتى لو كان عبد الحميد يريد الترشح من جديد رئيساً للحكومة، لكن الآن ضروري وجود حكومة موحدة لإجراء الانتخابات»، مضيفاً «على الرغم من كل المحاولات للتوفيق بين الحكومتين (حكومة الوحدة الوطنية والحكومة المعينة من البرلمان)، لكن للأسف الشديد ليس هناك توافق في أن تكون حكومة واحدة مدمجة. فكل واحد يقول إن الحل في اقتراح حكومة جديدة، وبعدها تدخل الانتخابات، وتكون البلد فيها حكومة موحدة». ورداً على تصريحات الدبيبة حول المرحلة المقبلة التي تتمثل في القاعدة الدستورية لتنظيم الانتخابات، قال المغربي: «هذا ليس من اختصاصه (الدبيبة)، بل من اختصاص مجلس النواب كونه الجسم التشريعي، وعمله يقتصر على الجزء التنفيذي، لكن المهمة التشريعية هذه جسم آخر، يخص مؤسسات الدولة، وليست فوضى». وتابع الغربي موضحاً أن «المؤسسة عندها عمل داخلي، وعندها عمل الجيش، وعندها عمل السلطة التنفيذية، وأيضاً لديها السلطة التشريعية، لكن أنت تتدخل في القاعدة الدستورية. هذه التصرفات غير طبيعية وغير مسؤولة لشخص في كرسي إدارة دولة». موضحاً أنه «من المستحيل أن تتحدث عن قاعدة دستورية وأنت سلطة تنفيذية... حاولنا أن ندير الوفاق بين الحكومتين، وقلنا: هناك مدة ثمانية أشهر أو سنة على الأكثر من أجل عقد العملية الانتخابية، ولكي تخرج البلاد من سيادة السياسي، ليكون فيها رئيس دولة ومجلس تشريعي جديد، ورئيس لحكومة جديدة. هذا إذا كنا نريد أن تصب مصلحة بلدنا في هذا الاتجاه». وكان الدبيبة قد جدد، الثلاثاء، رفضه لمقترح مجلس النواب تشكيل حكومة موحدة تقود البلاد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية، وقال بهذا الخصوص: «لقد قلنا لا لأي أفكار من مجلس النواب يكون فيها استمرار للوضع كما هو عليه، وبحث مرحلة انتقالية جديدة... سنذهب إلى المرحلة التالية، وهي القاعدة الدستورية لتنظيم الانتخابات».



عودة هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر تُعمق أزمة قناة السويس

سفينة شحن أثناء عبورها قناة السويس نهاية الشهر الماضي (الموقع الإلكتروني للقناة)
سفينة شحن أثناء عبورها قناة السويس نهاية الشهر الماضي (الموقع الإلكتروني للقناة)
TT

عودة هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر تُعمق أزمة قناة السويس

سفينة شحن أثناء عبورها قناة السويس نهاية الشهر الماضي (الموقع الإلكتروني للقناة)
سفينة شحن أثناء عبورها قناة السويس نهاية الشهر الماضي (الموقع الإلكتروني للقناة)

تعمق عودة هجمات جماعة الحوثيين اليمنية على سفن بالبحر الأحمر أزمة قناة السويس المصرية التي تراجعت إيراداتها بسبب التوترات في منطقة باب المندب، وفق خبراء ومراقبين.

فبعد فترة من الهدوء، نفذت الجماعة اليمنية هذا الأسبوع هجمات على سفينتي شحن في البحر الأحمر، ما أسفر عن مقتل أربعة على الأقل من الطاقمين، وإصابة آخرين.

وبعودة هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر، تستمر أزمة الملاحة في قناة السويس، وفق عضو «الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع» وليد جاب الله الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «الاستهداف المستمر للسفن المارة بالمجرى الملاحي يفاقم من خسائر قناة السويس، ويمنع عودة حركة الملاحة بها إلى طبيعتها».

السفينة اليونانية «ماجيك سيز» لحظة تفجيرها من قِبَل الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)

وتشكو الحكومة المصرية من تأثيرات اقتصادية بسبب التوترات في المنطقة، وأكدت في أكثر من مناسبة تأثر إيرادات قناة السويس بالاضطرابات في البحر الأحمر، وهجمات الحوثيين على السفن المارة بمضيق باب المندب منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وقالت الحكومة إن خسائر القناة بلغت نحو 7 مليارات دولار العام الماضي.

استمرار المعاناة

يقول جاب الله: «لا تزال قناة السويس تعاني نتيجة الهجمات السابقة للجماعة اليمنية على السفن المارة بمضيق باب المندب، والتي دفعت شركات الشحن العالمية لتغيير وجهتها لطرق بديلة».

وأضاف: «التطورات الإقليمية سبب رئيس في استمرار خسائر قناة السويس»، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية تتعامل مع تلك المتغيرات بالتواصل المباشر مع التوكيلات الملاحية العالمية، و«تقديم عروض وحوافز للمرور عبر المجرى الملاحي للقناة».

وفي منتصف مايو (أيار) الماضي، قررت هيئة قناة السويس تقديم حوافز وتخفيضات بنسبة 15 في المائة على رسوم عبور سفن الحاويات ذات الحمولة الصافية 130 ألف طن أو أكثر (محملة أو فارغة) لمدة 90 يوماً.

ويقول عضو «الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع» إن مصر «اختارت الصمود في مواجهة التداعيات المستمرة لهجمات الحوثيين على حركة العبور بقناة السويس».

وأشار إلى أن إدارة القناة عملت على تطوير وزيادة القطع البحرية «بما يساهم في مضاعفة أعداد السفن المارة، وتقليل زمن العبور، والتعامل مع أي مشكلات ملاحية»، إلى جانب العمل على ضخ استثمارات جديدة، وتقديم حوافز لشركات الشحن العالمية.

استحداث عوامل جذب

وناقش رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، مع رئيس غرفة الملاحة بالإسكندرية، محمد المصيلحي، ورئيس الخط الملاحي التركي (ألكور)، علي بكمزجي «آليات جذب ناقلات البترول وسفن الصب الجاف العاملة بين أوروبا وآسيا، والعودة للعبور من قناة السويس مرة أخرى»، وفق إفادة لقناة السويس، الأربعاء.

رئيس هيئة قناة السويس خلال لقائه رئيس الخط الملاحي التركي (ألكور) (هيئة قناة السويس)

وأكد رئيس هيئة القناة الحرص على التشاور المباشر مع العملاء، والتعامل بمرونة من المتغيرات المتسارعة في سوق النقل البحري، وتطورات الأوضاع في المنطقة.

وقال: «قناة السويس نجحت في استحداث عوامل جذب لتشجيع عبور السفن عبر القناة رغم التحديات الراهنة، بإضافة حزمة من الخدمات الملاحية واللوجستية التي لم تكن تقدم من قبل».

ويأتي استئناف هجمات الحوثيين ضد السفن المارة بالبحر الأحمر بعد أن توصلت الجماعة في مايو (أيار) الماضي لاتفاق لوقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة بوساطة عُمانية لضمان حركة الملاحة في البحر الأحمر.

وأدانت الولايات المتحدة هجمات الحوثيين الأخيرة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامى بروس، في إفادة يوم الأربعاء، إن هذا يُعد «عملاً إرهابياً غير مبرر»، وأشارت إلى أن الحادث «يُبرز التهديد المستمر الذي يشكله الحوثيون على حرية الملاحة والأمن البحري والاقتصادي في المنطقة».