موريتانيا وإسبانيا تبحثان سبل مكافحة الهجرة غير الشرعية

بيدرو سانشيز وشركاؤه الأوروبيون سيعرضون على نواكشوط مساعدة قدرها 200 مليون يورو

الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)
الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)
TT

موريتانيا وإسبانيا تبحثان سبل مكافحة الهجرة غير الشرعية

الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)
الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني (أ.ف.ب)

يبدأ رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، زيارة لموريتانيا، الخميس، هي الثانية له منذ تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني السلطة في عام 2019. وقال مصدر في المكتب الإعلامي للرئاسة الموريتانية لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، الأربعاء، إن الهدف من هذه الزيارة توسيع الشراكة الأمنية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع موريتانيا، والتنسيق في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وكان سانشيز قد صرح في مقابلة مع التلفزيون الإسباني في وقت سابق بأن «الاتحاد الأوروبي» يدعم موريتانيا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، عبر شواطئها إلى جزر الكناري. في حين أفادت صحيفة «الباييس» الإسبانية بأن سانشيز وشركاءه الأوروبيين سيعرضون على الحكومة الموريتانية 200 مليون يورو لمساعدتها في جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية، بدلاً من المبلغ المخصص لذلك حالياً، البالغ 15 مليون يورو.

وارتفعت وتيرة الهجرة غير الشرعية من الشواطئ الموريتانية إلى جزر الكناري في الأشهر الأخيرة؛ ما دفع الحكومة إلى مطالبة «الاتحاد الأوروبي» بمضاعفة التمويل من أجل الحد من الهجرة إلى سواحل إسبانيا. وترى حكومة موريتانيا أنها خط الدفاع الأول عن الأراضي الإسبانية في وجه الهجرة غير الشرعية من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (أ.ف.ب)

وعلى مدى السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الموريتانية - الإسبانية تطوراً متزايداً في مجالات الأمن، خصوصاً في مكافحة الهجرة، علماً بأن البلدين يرتبطان باتفاقيات للتعاون في هذا المجال. وقد زار ولد الشيخ الغزواني إسبانيا في مايو (أيار) 2022، وهي الأولى من نوعها لرئيس موريتاني منذ 2008، حين زارها الرئيس الأسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.

بدوره، علق رئيس حكومة جزر الكناري، فرناندو كلافيجو، الثلاثاء، على منح مبلغ 200 مليون يورو لموريتانيا من جيب دافعي الضرائب الأوروبيين، خلال الزيارة المقررة لرئيس الحكومة الإسبانية، والمفوضة الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، غدا، إلى موريتانيا، قائلاً إن الزيارة «يمكن أن تساعد في تعزيز التنمية الاقتصادية في البلاد عبر تثبيط الهجرة السرية».

لكنه اعترف، رداً على سؤال من «حزب فوكس»، خلال الجلسة الرقابية للبرلمان، بأن الهجرة ظاهرة «بنيوية ومتأصلة للبشر، وستستمر مع مرور الوقت، ما دام هناك مثل هذا الفارق الاقتصادي الكبير بين أفريقيا وأوروبا، وهناك أيضاً حالات جفاف وحروب وصراعات سياسية»، وفق تعبيره، مشيراً إلى التحدي الذي تواجهه حكومة جزر الكناري في كبح جماح أفواج المهاجرين، مطالباً «الاتحاد الأوروبي» و«الأمم المتحدة» بتحمل مسؤوليتهما.

كما أوضح أنه «لا توجد عصا سحرية لحل أزمة الهجرة... لكنه من المهم أن تكون هناك دولة قوية لمواجهتها»، مشدداً على أن جزر الكناري غير قادرة لوحدها على تحمل تكاليف الرعاية للمهاجرين.



تحقيقات تؤكد تسبب «ماس كهربائي» في حرائق أسواق بالقاهرة

مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)
مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)
TT

تحقيقات تؤكد تسبب «ماس كهربائي» في حرائق أسواق بالقاهرة

مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)
مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)

حلّ الماس الكهربائي بوصفه «متهماً أول» في الحرائق التي اندلعت أخيراً بأسواق تجارية «شهيرة» في وسط القاهرة، بعدما أفادت تحقيقات أولية، السبت، بأن «الماس الكهربائي أحد الأسباب المسؤولة عن اشتعال النيران في حادثي (الموسكي) و(حارة اليهود)»، وهما الحريقان اللذان تسببا في سقوط 7 قتلى، إضافة إلى 6 مصابين، فضلاً عن خسائر مالية كبيرة.

وأشارت التحقيقات في الحادثين إلى أن الشرارة الأولى للنيران نتجت عن «ماس كهربائي»، قبل أن تمتد النيران لأماكن أخرى بسبب «وجود مواد قابلة للاشتعال نتيجة البضائع المخزنة في بعض العقارات».

وأخلت النيابة المصرية، السبت، سبيل صاحب مخزن الأحذية، الذي اشتعلت فيه النيران بعد توقيفه، الجمعة، عقب اندلاع حريق في بنايتين بمنطقة العتبة في حي الموسكي. وتبيّن لسلطات التحقيق «عدم حصول صاحب مخزن الأحذية على تصريح بتحويل شقته إلى مخزن للأحذية».

و«الماس الكهربائي أو الشرر الاحتكاكي مسؤول عن 18.4 في المائة من إجمالي مسببات الحرائق بمصر العام الماضي»، وفق «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء»، الذي رصد في تقريره السنوي، الصادر في فبراير (شباط) الماضي، تراجع معدلات الحرائق في مصر من «51963 حريقاً عام 2020 إلى 45345 حريقاً في 2023»، وبنسبة انخفاض عن عام 2022 الذي شهد اندلاع «49341 حريقاً».

سيارات الإطفاء عقب إخماد حريق كبير أدى إلى تدمير متاجر «شهيرة» في وسط القاهرة (رويترز)

وأرجع الخبير الأمني المصري، محمد عبد الحميد، تكرار وقوع حوادث «الماس الكهربائي» لـ«عدم الالتزام بضوابط الحماية المدنية، في حين يتعلق بالأكواد المنظمة لعمليات التشغيل والحمل الكهربائي، مع وجود محال ومخازن تحتاج إلى تغيير العدادات، ووصلات الكهرباء الخاصة بها، نتيجة زيادة الأحمال بإضافة أجهزة وتشغيلها بشكل مستمر»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «غياب الرقابة والتفتيش الدوري على هذه الأماكن يعزز من فرص زيادة المخالفات المرتكبة».

وبحسب الخبير الأمني المصري، فإن «شبكات الكهرباء في المنازل تختلف عن المخصصة للمخازن، إضافة إلى أن بعض السلع والأدوات التي يجري تخزينها تكون بحاجة إلى درجة حرارة معينة»، لافتاً إلى أن بعض الأجهزة الحديثة، التي يجري استخدامها على غرار «غلايات المياه»، أو أجهزة تسخين الطعام، تكون بحاجة لضغط كهربائي عالٍ، الأمر الذي يؤدي لحدوث «شرارات»، ومع وجود مواد قابلة للاشتعال بجوارها «يتحول الأمر لحريق لا يمكن السيطرة عليه عن طريق الشخص؛ لكن يتطلب قوات الإطفاء المدربة».

ورأى عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب أيمن محسب، أن «الحرائق تزداد عادة خلال الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» ضرورة «تنفيذ ضوابط مراقبة، ومتابعة التزام جميع المواقع بإجراءات الحماية المدنية». وأضاف عضو «النواب» أنه قدّم إحاطة برلمانية في مارس (آذار) الماضي لرئيس مجلس الوزراء عن «خطة الحكومة بشأن توافر وسائل الأمان لإخماد حوادث الحرائق، من دون حدوث أضرار ضخمة، وذلك بعد الحريق الذي نشب في استوديو (الأهرام) بالجيزة».

وتسبب «ماس كهربائي» في حريق هائل باستوديو «الأهرام»، أسفر عن تدمير بلاتوهات تصوير عدة داخل الاستوديو، إضافة إلى امتداد النيران للعقارات المجاورة، وتدمير عدد من الشقق السكنية.

سيارة إطفاء خلال إخماد حريق «الموسكي» الجمعة (رويترز)

عودة إلى الخبير الأمني المصري، الذي أكد وجود أسباب عدة لحدوث «الماس الكهربائي»، من بينها «عدم انتظام تيار الضغط الكهربائي لأي سبب من الأسباب، أو انصهار أسلاك بسبب تهالكها، وعدم تجديدها، خصوصاً في المباني القديمة بوسط القاهرة، التي لا تشهد عادة إعادة تأهيل، بما يتناسب مع طبيعة الأنشطة التي تمارس داخلها»، مشدداً على «ضرورة الالتزام بوجود التجهيزات اللازمة لإطفاء الحرائق حال حدوثها، وبما يتناسب مع المواد القابلة للاشتعال التي تكون موجودة بهذه الشقق».

كما شدد النائب البرلماني على «تطبيق الاشتراطات الخاصة بالأمن الصناعي في مختلف الأسواق، وعدم الاكتفاء بتحرير محاضر مخالفات من دون متابعة ما يجري بعد ذلك من إجراءات».