لماذا يهتم المصريون بأخبار البنك المركزي؟

«هاشتاغاته» تحظى بأكبر قدر من التفاعلات بـ«السوشيال ميديا»

مقر البنك المركزي المصري في القاهرة (أ.ف.ب)
مقر البنك المركزي المصري في القاهرة (أ.ف.ب)
TT

لماذا يهتم المصريون بأخبار البنك المركزي؟

مقر البنك المركزي المصري في القاهرة (أ.ف.ب)
مقر البنك المركزي المصري في القاهرة (أ.ف.ب)

تصدر وسم البنك المركزي المصري موقع «إكس» خلال الساعات الماضية، واهتم المصريون بالبحث عنه، وحظيت «الهاشتاغات» التي حملت اسم «المركزي» بأكبر قدر من التفاعلات على «السوشيال ميديا»، جاء ذلك عقب اجتماع لجنة السياسة النقدية بـ«المركزي»، مساء الخميس، التي قررت «رفع سعر الفائدة بواقع 2 في المائة على الإيداع والاقتراض».

وحسب مراقبين، فإنه قبل 5 سنوات لم يكن هناك أي اهتمام بمتابعة أخبار البنك المركزي المصري، إلا أنه خلال السنوات الأخيرة، وقبل الاجتماع الأخير للبنك، الخميس، شهد «المركزي» اهتماماً غير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر ما خرج عن اجتماع البنك اهتمامات المغردين على «إكس»، وسط مخاوف من ارتفاعات جديدة في أسعار السلع بمصر، وتخفيض قيمة الجنيه. ويبلغ السعر الرسمي للدولار في مصر (30.9 جنيه مصري)، بينما يتراوح في السوق الموازية (السوداء) بين 65 و70 جنيهاً، بحسب وسائل إعلام محلية، الجمعة.

وقررت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري، مساء الخميس، رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 200 نقطة أساس ليصل إلى 21.25 في المائة، و22.25 في المائة، و21.75 في المائة على الترتيب.

وتفاعل مغردون مع قرار «المركزي» بشأن الفائدة، واستبعد عضو مجلس النواب المصري السابق، محمد فؤاد، في تغريدة عبر «إكس»، أن «يكون قرار (المركزي) توجهاً لـ(تشديد مالي أو نقدي) في ظل التزام الدولة المصرية بسداد الديون والاتجاه لتحريك سعر الصرف الرسمي». في حين تساءل حساب يحمل اسم أيمن مصطفى عن مصدر التدفقات التي تجري المراهنة عليها لتحسين الوضع الاقتصادي.

من جانبه، يرى الباحث في الإعلام الرقمي بمصر، أحمد عصمت، أن اهتمام «السوشيال ميديا» بأخبار «المركزي المصري» هو «اهتمام مبرر» في ظل ترقّب خلال الساعات الماضية لقراراته الأخيرة التي تتعلق بالأوضاع المعيشية للمواطن المصري. ويتوقّع عصمت استمرار الاهتمام بـ«المركزي» عبر «هاشتاغات» مختلفة خلال الفترة المقبلة مع استمرار الانشغال بالوضع الاقتصادي في البلاد وأسعار السلع والدولار والذهب.

ورفع «المركزي» أسعار الفائدة منذ مارس (آذار) 2022 بإجمالي 1300 نقطة أساس لاستيعاب التضخم. في حين توقع البنك «ضغوطاً تضخمية واسعة النطاق في التأثير على أنماط الاستهلاك والتسعير»، بجانب «ارتفاع معدل السيولة المحلية عن متوسطه التاريخي»، وفق بيان لجنة السياسة النقدية بالبنك، مساء الخميس.

وأرجع أستاذ الاقتصاد في مصر، الدكتور ماجد عبد العظيم، التضخم في مصر إلى «زيادة الواردات على الصادرات، بالإضافة إلى مخاوف المصريين من ارتفاع الأسعار بشكل كبير»، مشيراً إلى أن قرار رفع سعر الفائدة فقط «ليس كافياً لمعالجة الوضع الاقتصادي».

أما أستاذ الاقتصاد السياسي في مصر، الدكتور كريم العمدة، فقال إن «قرار (المركزي) الأخير جاء محاولة لامتصاص التضخم المرتفع، وفي محاولة لخفض سعر الدولار في (السوق الموازية)، خصوصاً أن البنوك المصرية يفترض أن تجتمع وتناقش طرح شهادات ادخارية جديدة بفائدة قد تكون أعلى من الموجودة الآن».

وطرح البنك الأهلي المصري وبنك مصر، الشهر الماضي، شهادات ادخارية جديدة لمدة عام، بأعلى عائد يصل لـ27 في المائة يصرف في نهاية مدة الشهادة، و23.5 في المائة بعائد شهري.


مقالات ذات صلة

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

شمال افريقيا السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع لحظات بكاء وتأثر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه، الخميس، مع قادة القوات المسلحة المصرية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة المصرية للحد من «فوضى» الاعتداءات على الطواقم الطبية بالمستشفيات، عبر إقرار قانون «تنظيم المسؤولية الطبية وحماية المريض».

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا مشاركون في ندوة جامعة أسيوط عن «الهجرة غير المشروعة» تحدثوا عن «البدائل الآمنة» (المحافظة)

مصر لمكافحة «الهجرة غير المشروعة» عبر جولات في المحافظات

تشير الحكومة المصرية بشكل متكرر إلى «استمرار جهود مواجهة الهجرة غير المشروعة، وذلك بهدف توفير حياة آمنة للمواطنين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
خاص عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

خاص كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

تسبب الوجود السوري المتنامي بمصر في إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد مشروعاتهم الاستثمارية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
TT

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية مفجعة، أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

وشهدت مصر، الجمعة، حادثاً أُصيب خلاله نحو 52 شخصاً، إثر انقلاب حافلة (أتوبيس رحلات) على طريق «الجلالة - الزعفرانة» (شمال محافظة البحر الأحمر - جنوب مصر)، قبل توجهها إلى دير الأنبا أنطونيوس بالمحافظة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية «خروج جميع المصابين من المستشفى، بعد تحسّن حالاتهم»، وقالت في إفادة لها، الجمعة، إن «الحادث أسفر عن إصابة 52 راكباً؛ نُقل 31 منهم إلى مستشفى (رأس غارب) التخصصي، في حين تم إسعاف 21 مصاباً آخرين بموقع الحادث».

واحتجزت الأجهزة الأمنية سائق «الحافلة» المتسبّب في الحادث، في حين كلّفت السلطات القضائية لجنة فنية بفحص أسباب وقوع الحادث حول ما إذا كان عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً نتيجة للقيادة الخاطئة، حسب وسائل إعلام محلية.

وأعاد انقلاب الحافلة بطريق «الجلالة - الزعفرانة» إلى الأذهان حادث انقلاب حافلة تابعة لجامعة «الجلالة الأهلية»، على الطريق السريع «الجلالة - العين السخنة»، في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ مما أدّى إلى وفاة 7 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين.

وشهدت منطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) حادث «دهس» سيارة، دراجةً نارية كان يستقلها عامل «دليفري» (التوصيل المنزلي)؛ مما أدى إلى مقتله.

كما شهدت محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) حادث انقلاب سيارة نقل ركاب، الخميس، على الطريق الصحراوي السريع؛ مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.

وأظهرت التحريات الأولية للحادث أن السيارة تعرّضت للانقلاب، نتيجة السرعة الزائدة، وفقدان السائق السيطرة عليها.

وسجّلت إصابات حوادث الطرق في مصر ارتفاعاً بنسبة 27 في المائة، على أساس سنوي، بواقع 71016 إصابة عام 2023، في حين بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق خلال العام نفسه 5861 حالة وفاة، بنسبة انخفاض 24.5 في المائة، وفقاً للنشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في شهر مايو (أيار) الماضي.

طريق الجلالة (وزارة النقل المصرية)

وباعتقاد رئيس الجمعية المصرية لرعايا ضحايا الطرق (منظمة مدنية)، سامي مختار، أن «نحو 80 في المائة من حوادث الطرق يحدّث نتيجة لأخطاء من العنصر البشري»، مشيراً إلى أن «تكرار الحوادث المرورية يستوجب مزيداً من الاهتمام من جهات حكومية؛ للحد من وقوعها، وتعزيز السلامة على الطرق».

ودعا مختار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية بالسلامة المرورية، لجميع مستخدمي الطرق، من سائقي السيارات والركاب»، قائلاً إن حملات التوعية يجب أن تشمل «التعريف بقواعد وآداب السير على الطرق، وإجراءات السلامة، والكشف على تعاطي المخدرات للسائقين في أثناء السير»، ومشدداً على ضرورة «تكثيف حملات الرقابة بخصوص تعاطي المخدرات في أثناء القيادة».

ولقي حادث انقلاب حافلة طريق «الجلالة» تفاعلاً من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث دعوا إلى «مراجعة الحالة الفنية للطريق، بعد تكرار حوادث انقلاب حافلات الركاب عليه».

بينما يستبعد أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، حسن مهدي، فرضية أن يكون وقوع الحوادث بسبب الحالة الفنية للطريق، مرجعاً ذلك إلى «عدم تكرار الحوادث في مكان واحد على الطريق»، ومشيراً إلى أن «وقوع الحوادث المرورية في مناطق متفرقة يعني أن السبب قد يكون فنياً؛ بسبب (المركبة)، أو لخطأ بشري من السائق».

وأشار مهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى ضرورة «تطبيق منظومة النقل الذكي، للحد من الحوادث، خصوصاً على الطرق السريعة»، مضيفاً أن «التوسع في المراقبة الذكية لحركة السير سيقلّل من الأخطاء، ويُسهم في التزام السائقين بإجراءات السلامة في أثناء القيادة»، وموضحاً أن «مشروع قانون المرور الجديد، المعروض أمام البرلمان ينص على تطبيق هذه المنظومة بشكل موسع».

وتضع الحكومة المصرية «قانون المرور الجديد» ضمن أولوياتها في الأجندة التشريعية لدور الانعقاد الحالي للبرلمان، وناقش مجلس النواب، في شهر أكتوبر الماضي «بعض التعديلات على قانون المرور، تضمّنت عقوبات مغلظة على مخالفات السير، والقيادة دون ترخيص».