باتيلي يُكثف اجتماعاته في العاصمة الليبية قبل طرح مبادرته السياسية

حكومة «الوحدة» تدعو إلى «ضرورة الاستثمار في النفط والغاز لرفع الإنتاج»

لقاء المنفي مع سفير فرنسا (المجلس الرئاسي)
لقاء المنفي مع سفير فرنسا (المجلس الرئاسي)
TT

باتيلي يُكثف اجتماعاته في العاصمة الليبية قبل طرح مبادرته السياسية

لقاء المنفي مع سفير فرنسا (المجلس الرئاسي)
لقاء المنفي مع سفير فرنسا (المجلس الرئاسي)

كثف رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، اجتماعاته في طرابلس مع مختلف الأطراف المحلية، وممثلي الأطراف الدولية، استباقا لطرح مبادرته لطاولة حوار خماسية، تضم الأطراف الرئيسية في البلاد، بهدف التمهيد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة. وفي غضون ذلك دعا رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة خلال اجتماعه، مساء الثلاثاء، مع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، إلى «ضرورة الاستثمار في مجال النفط والغاز بهدف رفع الإنتاجية».

وقال باتيلي إنه اتفق مع سفير هولندا لدى ليبيا، يوست كلارنبيك، خلال اجتماعهما مساء الثلاثاء بالعاصمة طرابلس، على دعوة القادة الليبيين إلى الالتزام بـ«التوصل إلى تسوية لإنهاء الأزمة الراهنة، من خلال الاتفاق على الجلوس إلى طاولة المفاوضات»، لافتاً إلى أنه جدد خلال لقاء مع السفير الألماني، مايكل أونماخت، الدعوة للقادة الليبيين إلى «الانضمام إلى عملية الحوار لإنهاء الأزمة السياسية، وإجراء الانتخابات، وإعطاء فرصة للسلام والاستقرار والازدهار في ليبيا».

وأوضح باتيلي أنه تشاور مع السفير التونسي، الأسعد العجيلي، حول الوضع الراهن في ليبيا، واستجابة بعثة الأمم المتحدة للتحديات الحالية، لافتاً إلى أنهما جددا دعوتهما للتوصل إلى تسوية سياسية لتجاوز الأزمة السياسية. وقال إنه بعدما ناقش مع سفير فرنسا لدى ليبيا، مصطفى مهراج، الوضع السياسي والاقتصادي والأمني، حث جميع القادة الليبيين على الارتقاء إلى مستوى التحدي المتمثل في الدخول في حوار، بهدف تجنيب وطنهم الأم المخاطر الكثيرة التي تتهددُه، وجدّدا التزامهما المشترك بجميع محاور عملية السلام في ليبيا، بما في ذلك المسار الأمني.

كما شدد باتيلي خلال لقائه مع السفير المصري، تامر مصطفى، على ضرورة مشاركة جميع الشركاء الإقليميين والدوليين بشكل إيجابي في العملية الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية من شأنها أن تمهد الطريق لإجراء الانتخابات.

إلى ذلك، أشاد رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، خلال اجتماعه، الأربعاء، مع السفير مهراج بدور فرنسا الداعم له وللقضية الليبية لإنجاز الاستحقاقات المقبلة، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي وآماله لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة، وتسوية الأزمة عبر مسارات الحل السياسي.

بدوره، استغل عضو المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، اجتماعه مساء الثلاثاء، مع سفير المملكة المتحدة، مارتن لونغدن، بالتأكيد على «أهمية أن يؤدي المجتمع الدولي دوراً إيجابياً لإنهاء حالة الانسداد السياسي، تماشياً مع تطلعات الليبيين للوصول إلى الاستقرار وإجراء الاستحقاقات الانتخابية». كما ناقش اللافي مع القائم بأعمال السفارة اليابانية، ماساكي أماديرا، تطورات العملية السياسية في ليبيا، وخطوات المجلس الرئاسي في ملف المصالحة الوطنية، باعتبار اليابان عضواً في مجلس الأمن الدولي.

لقاء تكالة مع عدد من عمداء البلديات (المجلس الأعلى للدولة)

كما قال رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، إنه بحث، مساء الثلاثاء، بطرابلس مع سفير بعثة الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، خطة باتيلي لحل الأزمة الليبية، والوصول إلى توافق جميع الأطراف السياسية بما يدعم المسار الديمقراطي في ليبيا، إضافة لبحث سبل الحد من الآثار السلبية لـ«الهجرة غير المشروعة» على المجتمع الليبي، ودعم الجهود الليبية في هذا الملف. وأشاد بالدور المهم الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي في دعم جهود المصالحة الليبية الشاملة، والاستقرار والوصول إلى توافق وطني.

بموازاة ذلك، أكد الدبيبة خلال اجتماعه، مساء الثلاثاء، مع بن قدارة على «ضرورة الاستثمار في مجال النفط والغاز بهدف رفع الإنتاجية، والاستفادة من المخزون من خلال الاستكشاف والتطوير، والاستمرار في تقييم الأولوية والجدوى الاقتصادية مع زيادة الإفصاح والشفافية في المشروعات النفطية كافة»، مشدداً على «ضرورة الالتزام بالملاحظات الواردة كافة من الجهات الرقابية بشأن المشاريع الاستراتيجية، ومواصلة تنفيذ المشروعات الاستثمارية، والاستفادة من الخبرات العالمية كافة، وخلق شراكات مع الشركات الوطنية المحلية لرفع كفاءتها»، مؤكداً «ضرورة الاستمرار في إجراءات تطوير حقل الحمادة، بعد معالجة أي ملاحظات فنية أو قانونية، وفق ما اتُّفق عليه في اجتماع المجلس الأعلى لشؤون الطاقة العاشر، وضمان شفافية الإجراءات وسلامتها».

اجتماع الدبيبة مع رئيس مؤسسة النفط (حكومة الوحدة)

ومن جهته، أكد بن قدارة أن مؤسسة النفط عكفت على تفعيل مشاريع التطوير والاستكشاف المتوقفة منذ سنوات دون مبرر لذلك، وخلق شراكات عالمية بهدف زيادة إنتاج النفط والغاز، موضحاً أن مشروعات القطاع تتطلب تدفقات مالية كبيرة، وتحتاج لمستثمرين أجانب لضمان تنفيذها وفق الجداول الزمنية المعتمدة.

في السياق أشار رئيس «تجمع فزان»، أبو بكر أبو ستة، إلى «استمرار إغلاق الحقول النفطية والاعتصام بداخلها»، لافتاً إلى اتجاه المحتجين لـ«التصعيد حال عدم الاستجابة لمطالب التجمع». وقال اليوم الأربعاء إن «حكومة الوحدة لم تستجب لدعوة التجمع للتحاور».

من جهة أخرى، رصدت وسائل إعلام محلية هبوط طائرة تابعة للقوات الجوية التركية من طراز «إيرباص أطلس إيه 400 إم»، قادمة من أنقرة، في مطار مصراتة بغرب البلاد، ولم يصدر أي بيان رسمي من حكومة الوحدة التي ترتبط بعلاقات تعاون عسكرية مع تركيا.


مقالات ذات صلة

تباين ليبي بشأن تفعيل مخرجات «اجتماع بوزنيقة»

شمال افريقيا جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)

تباين ليبي بشأن تفعيل مخرجات «اجتماع بوزنيقة»

أعلن ممثلون عن مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا، نهاية الأسبوع الماضي، توصلهم إلى اتفاق يستهدف إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من أشغال مؤتمر «قادة دول الاستخبارات العسكرية لدول الجوار» في طرابلس (الوحدة)

الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا ساحة لتصفية الحسابات

الدبيبة يؤكد أن بلاده «لن تكون ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية، ولن تستخدم ورقة ضغط في الصراعات الدولية والإقليمية».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» في روما الخميس (البعثة الأوروبية)

ليبيا: خوري تسارع لتفعيل مبادرتها وسط صراع على ديوان المحاسبة

تسعى المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا ستيفاني خوري إلى جمع الأفرقاء السياسيين على «المبادرة» التي أطلقتها أمام مجلس الأمن الدولي منتصف الأسبوع الماضي.

جمال جوهر (القاهرة)
تحليل إخباري بلقاسم حفتر ملتقياً القائم بالأعمال الأميركي (السفارة الأميركية)

تحليل إخباري لماذا تَكثّفَ الحراك الدبلوماسي الأميركي في بنغازي؟

تتخذ مباحثات المبعوث الأميركي الخاص السفير ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال برنت جيرمي، طابعاً دورياً مع الأفرقاء الليبيين، إلا أن هذه المرة لها وقع مختلف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا النائب العام الليبي (وسط) مع المدعي العام لدى المحكمة العليا الإيطالية (مكتب الصور)

قصة 5 ليبيين حُكم عليهم بالسجن 30 عاماً بإيطاليا

كانت محكمة إيطالية قضت عام 2015 بالسجن 30 عاماً على خمسة لاعبين ليبيين بتهمة «الاتجار بالبشر»، ومنذ ذاك التاريخ وهم قيد الحبس إلى أن تحركت السلطات الليبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
TT

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، طرفي النزاع في السودان إلى «إلقاء السلاح» بعد عام ونصف العام من الحرب التي تعصف بالبلاد، عادّاً أن المسار الوحيد الممكن هو «وقف إطلاق النار والتفاوض».

وقال ماكرون خلال جولة في القرن الأفريقي، عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد: «ندعو طرفي النزاع إلى إلقاء السلاح، وكل الجهات الفاعلة الإقليمية التي يمكنها أن تلعب دوراً إلى القيام بذلك بطريقة إيجابية، لصالح الشعب الذي عانى كثيراً».

وأضاف وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «العملية الوحيدة الممكنة في السودان هي وقف إطلاق النار والتفاوض، وأن يستعيد المجتمع المدني الذي كان مثيراً للإعجاب خلال الثورة، مكانته» في إشارة إلى التحرك الشعبي الذي أطاح بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، وأثار تفاؤلاً كبيراً.

ومنذ أبريل (نيسان) 2023 اندلعت حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو؛ وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.

ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وفقاً للأمم المتحدة التي دقت ناقوس الخطر مجدداً، الخميس، بشأن الوضع في البلاد التي قد تواجه أخطر أزمة غذائية في التاريخ المعاصر.

وهناك حاجة إلى مساعدات بقيمة 4.2 مليار دولار لتلبية حاجات السودانيين عام 2025، بحسب إيديم ووسورنو، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.