توفي وزير الدفاع الجزائري الأسبق، اللواء خالد نزار، مساء الجمعة، في إقامته بأعالي العاصمة الجزائرية، بعد أن أقعده المرض في الأشهر الأخيرة.
وبرحيله تطوى صفحة هامة من تاريخ الجزائر الحديث، حيث اقترن اسمه بقمع الانتفاضة الشعبية، التي وقعت في 5 أكتوبر (تشرين الأول) 1988، التي خلفت 500 قتيل. وبإلغاء نتائج انتخابات البرلمان نهاية 1991، التي حقق فيها الإسلاميون فوزاً ساحقاً، دخلت البلاد في حرب أهلية عرفت بـ«العشرية السوداء».
وأعلن عن وفاة أكبر خصم للإسلاميين الموقع الإلكتروني، الذي يديره ابنه لطفي نزار «آلجيري باتريوتيك». وكان اللواء المتقاعد (86 سنة) قد عاد في أغسطس (آب) الماضي إلى الواجهة، بعد أن اتهمته النيابة السويسرية بـ«ارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، بناء على شكوى رفعها ضده عضوان في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المنحلة، وهما لاجئان بأوروبا، اتهماه فيها بـ«تعذيبهما» خلال فترة الاقتتال الدامي مع الجماعات المتشددة.
وعدّت السلطات الجزائرية اتهامه «أمراً غير مقبول»، وأن القضية «بلغت حدوداً لا يمكن التسامح معها»، وأعلنت عزمها «استخلاص كل النتائج، بما فيها تلك التي هي أبعد من أن تكون مرغوبة في مستقبل العلاقات الجزائرية - السويسرية»، وفق الكلام الذي وجّهه وزير الخارجية أحمد عطاف لنظيره السويسري في اتصال هاتفي.
وكان يشير ضمناً إلى أن بلاده قد لا تتردد في قطع علاقاتها مع برن. وقال الرئيس عبد المجيد تبون، معزياً، إن الراحل «كان من أبرز الشخصيات العسكرية، وكرس مشوار حياته الحافل بالتضحية والعطاء خدمة للوطن من مختلف المناصب والمسؤوليات التي تقلدها، ولكن لا راد لقضاء الله وقدره، فما نملك إلا التسليم، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا».