أعلنت الإدارة العامة لأمن السواحل بالعاصمة الليبية طرابلس أن الفرق التابعة لها أنقذت 200 مهاجر غير شرعي بينهم نساء وأطفال كانوا على متن قارب متهالك داخل المياه الإقليمية، بينما انتشل جهاز الإسعاف والطوارئ في العاصمة عدداً من جثث المهاجرين، بعد غرق مركب كان يقلهم قرب ساحل مدينة زوارة بغرب البلاد.
وقالت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، اليوم الجمعة، إن الدورية البحرية، التي كانت تستقل الزورق المسمى (300 وادي كعام)، نجحت في إنقاذ 200 مهاجر ينتمون إلى جنسيات مختلفة من الغرق. وأوضحت أنه بعد إنقاذ المهاجرين تم إنزالهم في نقطة ميناء الشعاب البحري، التابعة لأمن السواحل فرع طرابلس، قبل أن يتم تسليمهم إلى جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم.
من جهته، قال مكتب إسعاف (رأس اجدير) إنه تلقى بلاغاً من مديرية أمن زوارة، يفيد بانقلاب قارب يقل مهاجرين غير نظاميين قرب ساحلها، ووجود ناجين وجثث على شاطئ البحر، ولفت إلى أن فرق الإسعاف «انطلقت على الفور، وعملت على انتشال عدد من جثث مهاجرين قضوا، بالإضافة إلى إنقاذ عدد آخر من الغرق».
وباتت زوارة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والتي تبعد عن العاصمة طرابلس نحو 120 كيلومتراً غرباً، تعد من أهم نقاط انطلاق المهاجرين غير النظاميين إلى دول أوروبا، بجانب مدن أخرى مثل الزاوية والقرة بوللي.
وسبق أن أعلنت الحكومة المكلفة من مجلس النواب عن عقد مؤتمر دولي حول قضايا الهجرة غير النظامية في نهاية شهر فبراير (شباط) 2024 بمدينة بنغازي، وجاء ذلك في أعقاب تنظيم حكومة طرابلس مؤتمراً مماثلاً في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ووقّعت إيطاليا، وفق وسائل إعلام محلية، اتفاقاً مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات أخرى لإجلاء 1500 لاجئ وشخص بحاجة إلى حماية دولية من ليبيا خلال ثلاث سنوات.
في شأن ذي صلة، بحث رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في بنغازي، واللواء نوري الساعدي، مع القائم بأعمال السفارة الباكستانية لدى ليبيا أوضاع المهاجرين بالبلاد. وقال جهاز مكافحة الهجرة في بيان، الجمعة، إن اللقاء تضمن بحث آلية ترحيل المهاجرين غير النظاميين طوعاً، بالإضافة إلى المساعدات، التي تضمن لهم إقامة جيدة داخل مراكز الإيواء في ليبيا.
وأكد رئيس جهاز الهجرة خلال الاجتماع أهمية دور مكاتب الأمم المتحدة، وهيئاتها الإنسانية في توفير الدعم الإغاثي والنفسي للمهاجرين، الفارين من الحروب والصراعات في بلادهم. واتفق المجتمعون على ضرورة تضافر الجهود، وتكثيفها بين مؤسسات الدولة الأمنية المختصة بالهجرة، والمؤسسات الدولية للحد منها وتقنينها.