ما حقيقة تأثر مصر بظاهرة «النينو» هذا الشتاء؟

نشاط الرياح من الإحساس ببرودة الطقس في مصر (هيئة الأرصاد الجوية المصرية)
نشاط الرياح من الإحساس ببرودة الطقس في مصر (هيئة الأرصاد الجوية المصرية)
TT

ما حقيقة تأثر مصر بظاهرة «النينو» هذا الشتاء؟

نشاط الرياح من الإحساس ببرودة الطقس في مصر (هيئة الأرصاد الجوية المصرية)
نشاط الرياح من الإحساس ببرودة الطقس في مصر (هيئة الأرصاد الجوية المصرية)

مع بداية فصل الشتاء رسمياً، انتشرت تحذيرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، تتحدث عن أن هذا الشتاء يعد الأقوى منذ ما يقرب من 10 سنوات، نتيجة ظاهرة «النينو» التي يتعرض لها نصف الكرة الشمالي، والتي تجعل هذا الشتاء أكثر برودةً. لكن في المقابل، نفت هيئة الأرصاد الجوية المصرية هذا الأمر، مؤكدة على لسان مديرة مركز الاستشعار عن بُعد في الهيئة، الدكتورة إيمان شاكر، أن «هذا الشتاء لا يعد الأبرد».

وقالت الدكتورة إيمان شاكر، عبر مداخلة هاتفية بالتلفزيون المصري، «ظاهرة (النينو) حينما تحدث، تؤدي لارتفاع درجة الحرارة في المحيطات، وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي كله، وأن هذا كان واضحاً في فصل الصيف، ودرجات الحرارة كانت مرتفعة بشكل كبير في الدول الأوروبية والشرق الأوسط وسجلت أرقاماً غير مسبوقة».

وأوضحت أن منظمات دولية تتحدث عن أن ظاهرة «النينو» ستؤدي إلى وجود شتاء هو الأبرد في آخر 10 سنوات، إلا أنها تتحدث عن متوسط درجات العالم، لكن عادة ليس كل الدول تشهد شتاءً بارداً، ومصر تشهد هذه الأيام درجات حرارة أعلى من المعدل الطبيعي.

وقال أستاذ المناخ في جامعة الزقازيق بمصر، نائب رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية السابق، الدكتور علي قطب، إن ظاهرة «النينو» هي سلسلة من أحداث الاحترار والتبريد التي تحدث على طول خط الاستواء في المحيط الهادئ، وبالتالي فإن تأثيرها يكون على مناخ العالم بشكل عام، ولا توجد تأثيرات تخص مصر وحدها.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الظاهرة تحدث مرة كل 3 إلى 5 سنوات ويستمر تأثيرها من 3 إلى 6 أشهر، ويمتد تأثيرها على مناخ الكرة الأرضية بالكامل، وليس على دولة بعينها، وتأتي في صورة تغير في الطقس، إما بارتفاع درجات الحرارة، أو تقلبات وتغيرات شديدة في حالة الطقس، فضلاً عن حدوث أمطار وعاصفة وفيضانات في مختلف دول العالم، ومصر بالطبع جزء من العالم، لكن ليس هناك تأثير يخص مصر وحدها».

وأشار إلى أن تأثير «النينو» على فصل الشتاء يحدث في صورة تدفئة وليس برودة، وهذا يعني حدوث عنف في أي ظاهرة جوية تحدث خلال فصل الشتاء، خصوصاً الأمطار التي تسقط نتيجة تسخين سطح المسطحات المائية، ما يؤدي إلى تشكُّل سحب ركامية رعدية، وهطول أمطار غزيرة، تُحدِث فيضانات في الدولة التي تسقط فيها الأمطار، فيما تتأثر بعض الدول بارتفاع في درجات الحرارة فقط، خصوصاً الأراضي الصحراوية.

ونوه قطب بأن هذا الشتاء الذي بدأ، الجمعة، ما زالت أجواؤه دافئة على مصر أثناء فترات النهار، ولم تنخفض درجات الحرارة حتى الآن عن 19 درجة مئوية، في حين أنه خلال أعوام سابقة، كانت درجة الحرارة تنخفض في هذا التوقيت إلى 11 و12 درجة مئوية خلال موجات عدم استقرار في الجو، لذلك فإن تأثير هذا الظاهرة متغير باستمرار.

من جهة أخرى، كشفت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية تفاصيل حالة الطقس المتوقعة خلال الأسبوع الأول لـبداية فصل الشتاء، حتى الأربعاء 27 ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وأضافت أنه تسود خلال حالة الطقس، السبت، أجواء لطيفة نهاراً على القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية وشمال الصعيد، معتدلة الحرارة على جنوب سيناء وجنوب الصعيد، باردة ليلاً على أغلب الأنحاء.

وأوضحت أن نشاط الرياح يزيد من الإحساس ببرودة الطقس، حيث تنشط الرياح على مناطق من القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية الغربية، وتكون مثيرة للرمال والأتربة على مناطق من السواحل الشمالية الشرقية ومدن القناة على فترات متقطعة، والفرصة مهيأة لسقوط أمطار خفيفة لمتوسطة على مناطق من السواحل الشمالية الغربية وشمال الوجه البحري على فترات متقطعة.


مقالات ذات صلة

تقرير: مناخ بريطانيا ازداد حرّاً ومطراً

أوروبا أشخاص يستمتعون بالطقس الدافئ في لندن (رويترز)

تقرير: مناخ بريطانيا ازداد حرّاً ومطراً

توقع تقرير، نُشر اليوم (الخميس)، تزايد موجات الحر والمطر في المملكة المتحدة، في إطار تحليله عواقب الاحترار المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية على مناخ بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل إطفاء يعمل على إطفاء حريق لون روك المشتعل في سبراي بولاية أوريغون بالولايات المتحدة في 21 يوليو 2024 في لقطة الشاشة هذه التي تم الحصول عليها من مقطع فيديو (رويترز)

العالم يسجل اليوم الأكثر سخونة على الإطلاق

كان الأحد 21 يوليو (تموز) اليوم الأكثر حرارة على الإطلاق على مستوى العالم، وفقاً للبيانات الأولية الصادرة عن خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا شرطيون صينيون في قارب من المطاط يبحثون عن متضررين أو محاصَرين في منطقة أغرقتها مياه الأمطار في تشونغ تشينغ (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 قتلى و8 مفقودين في أمطار طوفانية في الصين

أدت الأحوال الجوية القصوى التي تشهدها الصين خلال الصيف إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا الأمطار تغرق مناطق بأكملها في بلدة الشيخ جلال بأفغانستان (أرشيفية - رويترز)

35 قتيلاً على الأقل جراء أمطار غزيرة في شرق أفغانستان

قضى 35 شخصاً على الأقل وأصيب 230 آخرون اليوم الاثنين جراء أمطار مصحوبة بعواصف عنيفة في مدينة جلال آباد وضواحيها في شرق أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (كابول)
يوميات الشرق الطقس العاصف في اليمن يزيد من المخاطر الجسيمة على الأرواح وتعطيل سبل العيش (إعلام محلي)

الأرقام القياسية للحرارة تتهاوى حول العالم في 2024

شهد العام 2024 تسجيل الكثير من الأرقام القياسية الجديدة في درجات الحرارة حول العالم، مع استمرار تأثير زيادة غازات الدفيئة في الغلاف الجوي على مناخ الكوكب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

واقعة جديدة لفتاة تقفز من سيارة «تطبيق نقل ذكي» بمصر

الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)
الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)
TT

واقعة جديدة لفتاة تقفز من سيارة «تطبيق نقل ذكي» بمصر

الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)
الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)

شهدت مصر واقعة جديدة لقفز فتاة من سيارة تابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي أثناء سيرها، لتعيد إلى الأذهان وقائع سابقة في هذا الصدد، وضعت شركات النقل الذكي في مصر أمام مسؤوليات بسبب اشتراطات السلامة والأمان.

وكشفت وزارة الداخلية المصرية، السبت، عن ملابسات الواقعة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، حول سقوط فتاة من سيارة خاصة بأحد تطبيقات النقل الذكي بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) وتعرضها لإصابات.

وذكرت الوزارة في بيان على صفحتها بموقع «فيسبوك»، أن فحص الواقعة المتداولة أفاد بأنه في تاريخ 26 يوليو (تموز) الحالي، أبلغت إحدى الفتيات التي تحمل جنسية دولة أفريقية بأنها حال استقلالها سيارة «تابعة لإحدى تطبيقات النقل الذكي» لتقلها من منطقة المهندسين إلى محل إقامتها بمنطقة بولاق الدكرور، حاول قائد السيارة التحرش بها، فألقت بنفسها من السيارة أثناء سيرها، مما أدى لإصابتها بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، وذكر البيان أن قائد السيارة فر هارباً.

وأضافت الوزارة أنه بعد تقنين الإجراءات، تمكنت الجهات المعنية من تحديد وضبط مرتكب الواقعة، وأنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله، مع الإشارة إلى أنه حين ضبطه كان مصاباً (إثر تعديها عليه عقب محاولته التحرش بها)، وفق الوزارة.

وشهدت تطبيقات النقل الذكي أكثر من واقعة أدت لتحركات برلمانية تطالب بتقنين أوضاعها والتأكد من وسائل السلامة والأمان بها، بالإضافة إلى «دعوات سوشيالية» لمقاطعة هذه التطبيقات بعد تكرار الحوادث.

وكان القضاء المصري قد أصدر حكماً بالسجن 15 عاماً، على سائق يعمل لدى إحدى شركات النقل الذكي، وإلغاء رخصة القيادة الخاصة به، بعد إدانته بالشروع في خطف الفتاة حبيبة الشماع، في قضية اشتهرت باسم «فتاة الشروق»، وكانت قد قفزت من سيارة النقل الذكي في فبراير (شباط) الماضي، وذكرت لأحد المارة أن السائق كان يحاول اختطافها، وسقطت في غيبوبة لأيام إثر الحادث وتوفيت في مارس (آذار) الماضي.

كما وقع حادث آخر للفتاة نبيلة عوض التي صدر حكم قبل أيام لصالحها في قضية مشابهة ضد سائق لأحد تطبيقات النقل الذكي بالسجن المشدد 15 عاماً، بعد أن تعرضت لمحاولة خطف واغتصاب، مما أدى إلى إصابتها بجروح.

وتناول مجلس النواب المصري هذه القضية بعد أكثر من طلب إحاطة من أعضائه، وعقدت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمجلس جلسة استماع في مايو (أيار) الماضي، لمسؤولين حكوميين وآخرين من ممثلي تطبيقات النقل الذكي.

وقال النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن هذه الجلسة قد خرجت بـ4 توصيات من شأنها ضمان عنصر الأمان لمستخدمي هذه التطبيقات، وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه التوصيات تمثلت في «التأكيد على أن الشركات العاملة في مجال النقل البري باستخدام تكنولوجيا المعلومات هي شركات خدمات نقل وليست شركات عاملة في مجال التطبيقات الرقمية؛ وبالتالي فهي تعد ناقلاً، ومعنية بضمان سلامة الركاب، وهو التزام وجوبي لا تجوز مخالفته أو التحلل منه».

وأشار إلى أن «التوصية الثانية تلزم وزارة النقل بسرعة إنفاذ جميع أحكام قانون تنظيم خدمات النقل البري للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات الصادر بالقانون رقم (87) لسنة 2018».

وتؤكد التوصية الثالثة «إلزام الحكومة بتعزيز سبل سلامة الركاب من خلال استحداث وسائل حماية إضافية، وبصفة خاصة مراقبة عملية النقل البري باستخدام تكنولوجيا المعلومات عبر الكاميرات والتسجيل الصوتي».

أما التوصية الرابعة بحسب رئيس لجنة الاتصالات بالنواب، فتشدد على «قيام جميع الشركات الراغبة في العمل بالمجال بتوفير مركز لخدمة العملاء لاستقبال الشكاوى وتسجيلها بشكل منتظم على أن تكون قاعدة بيانات الشكاوى مرتبطة إلكترونياً عند طلبها بأي وسيلة من الوسائل بوزارة النقل، وتقوم الوزارة بمتابعة التنفيذ».

وكان مسؤول بإحدى شركات النقل الذكي قال إنهم قد اتخذوا عدداً من الإجراءات عقب الحادثة الأولى لفتاة الشروق حبيبة الشماع، أولها استحداث زر استغاثة عاجلة (sos) على جميع تطبيقات النقل التشاركي، بالإضافة إلى إلزام السائقين بتقديم السجل الجنائي (فيش وتشبيه) بشكل سنوي، بالإضافة إلى فصل الراكب عن السائقين بألواح زجاجية داخل المركبات.

بينما ذكر رئيس جهاز النقل الذكي، سيد متولي، خلال جلسة الاستماع، أنه «ليس هناك ترخيص لشركات النقل الذكي، وأن هناك لجنة من الجهاز المركزي لتنظيم الاتصالات والنقل لتقنين أوضاع الشركات».