هل يُمهد انضمام أفرقاء ليبيا لاجتماع باتيلي طريق الانتخابات؟

عبد الله باتيلي (البعثة الأممية)
عبد الله باتيلي (البعثة الأممية)
TT
20

هل يُمهد انضمام أفرقاء ليبيا لاجتماع باتيلي طريق الانتخابات؟

عبد الله باتيلي (البعثة الأممية)
عبد الله باتيلي (البعثة الأممية)

أثيرت تساؤلات في ليبيا أخيراً بشأن هل يُمهد انضمام أفرقاء ليبيا لاجتماع المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، طريق الانتخابات الليبية؟ ووفق تقديرات سياسيين، فإنه رغم «موافقة الأفرقاء على المشاركة بهذا الاجتماع الأممي، فإن نتائجه صعب توقعها»، في حين لم يرجح المراقبون «الوصول إلى الانتخابات».

عضو مجلس النواب الليبي، ربيعة أبو رأس، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «كل طرف من أفرقاء الأزمة ممن تمت دعوتهم سيحاول إظهار وتأكيد مدى ثقل وزنه وقوته بمواجهة الآخرين خلال هذا الاجتماع الأممي مما سيحوله لما يشبه المظاهرة السياسية»، مشيرة إلى «وجود رفض تام من قبل بعض تلك الأطراف للقوانين الانتخابية التي أعدتها لجنة مشتركة من قبل مجلسي النواب و(الأعلى للدولة) وهي لجنة (6 + 6) وأقرها البرلمان مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يعني إمكانية مطالبة هؤلاء بمراجعة شاملة لتلك القوانين لا مجرد إحداث تعديل بعض بنودها».

محمد المنفي (أ.ب)

وكان باتيلي قد دعا من وصفهم بالأطراف الخمسة الرئيسية في ليبيا ،أي رئيسي مجلسي النواب، عقيلة صالح، و«الأعلى للدولة»، محمد تكالة، وقائد «الجيش الوطني»، خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، للالتحاق باجتماع يعقد برعايته لبحث القضايا العائقة للانتخابات.

وبحسب ربيعة فإن «عدم تحديد المبعوث الأممي أي أهداف سياسية واضحة، وجدول أعمال لهذا الاجتماع مثل الحديث عن تضمنه بندا للنقاش حول القوانين من عدمه، سيدفع كل طرف من الأطراف المجتمعة بطاولة التفاوض للتمسك بموقعه ومواقفه».

وكان كل من عقيلة صالح وحفتر قد أكدا مشاركتهما في اجتماع باتيلي، وذلك في أعقاب لقاء تشاوري جمعهما ومحمد المنفي في العاصمة المصرية القاهرة السبت الماضي، وهو ما عده مراقبون تراجعا عن الموقف والاشتراطات التي سبق وأعلن عنها مجلس النواب بالإصرار على دعوة رئيس الحكومة «الاستقرار» المكلفة من قبله برئاسة أسامة حماد لهذا الاجتماع، وتراجعا أيضا عن اشتراطه استبعاد مشاركة الدبيبة.

بالمقابل، لم يستبعد رئيس الهيئة التأسيسية لحزب «التجمع الوطني» الليبي، أسعد زهيو، إمكانية أن «يصل هؤلاء الأفرقاء لحد أدنى من التوافق فيما بينهم؛ بعد استنزاف قرابة العشرة أشهر في مناقشات وجولات تفاوضية».

المجلس الأعلى للدولة في ليبيا مستقبلاً عدداً من أعضاء مجلسي النواب و«الدولة» (المجلس)

وتوقع زهيو محاولة الدبيبة، «توظيف الأمر لصالحه بالتركيز على مناقشة قضايا يعرف جيدا أن البرلمان والقيادة العامة للجيش الوطني سيرفضان التطرق إليها، مثل الملاحظات التي أشار إليها باتيلي في بنود القوانين الانتخابية، مثل إلزامية خوض المرشحين الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية لجولة إعادة ثانية، والربط بين إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الجميع يعرف أن لجنة (6 + 6) اشترطت وجود جولة ثانية بغض النظر عن الأصوات التي يحصل عليها المرشح الأوفر حظاً بالجولة الأولى، ليكون هناك مدى زمني أمام من يحمل منهم جنسية ثانية وتصدر السباق لتقديم ما يفيد بتنازله عنها، وبالتالي إلغاء هذه الجولة الثانية قد يؤثر على حظوظ عدة مرشحين منافسين للدبيبة في مقدمتهم حفتر»، مضيفاً «سوف تستغرق ما يعرف بالمعارك التمهيدية لهذا الاجتماع الكثير من الوقت، قبل التطرق لقضية تشكيل حكومة جديدة موحدة تشرف على إجراء الانتخابات بعموم البلاد والتي كان البرلمان يشترط ضرورة تركز النقاش حولها، وهذا بالطبع يصب بمصلحة الدبيبة».

صالح مستقبلاً باتيلي في مكتبه بالقبة شرق ليبيا (مكتب صالح)

وكان البرلمان قد أقر في جلسته التي عقدت الشهر الحالي، الطلب المقدم من 39 نائباً، «برفض مشاركة المجلس في أي حوار سياسي بمشاركة الحكومة منتهية الولاية» في إشارة إلى دعوة الدبيبة للمشاركة في اجتماع باتيلي.

واستبعد زهيو «وجود ضغط دولي يدفع الأفرقاء لحسم نقاشاتهم وخلافاتهم سريعا»، موضحاً أن «الضغط الدولي من قبل حلفاء كل طرف ليبي تمثل في الدفع للانخراط بالمسار الأممي، لكن من المستبعد أن يمتد لدفع تلك الأطراف التي تتصارع منذ سنوات على السلطة، لتقديم تنازلات».

وخلافاً لتأكيدات عقيلة صالح على نفاذ القوانين الانتخابية التي أقرها مجلسه، دعا الدبيبة عند إعلان قبوله المشاركة باجتماع باتيلي إلى ضرورة أن «ترتكز كل النقاشات والحوارات من أجل هدف واحد محدد، وهو الوصول إلى أساس قانوني دستوري متين لضمان نجاح العملية الانتخابية برمتها».


مقالات ذات صلة

اعتقال مدير سجن ليبي في إيطاليا يفتح ملف المطلوبين «للجنائية الدولية»

شمال افريقيا أسامة نجيم رئيس مؤسسة الإصلاح والتأهيل بطرابلس (حسابات موثوقة على وسائل التواصل)

اعتقال مدير سجن ليبي في إيطاليا يفتح ملف المطلوبين «للجنائية الدولية»

عدّت منظمة حقوقية اعتقال مسؤول أمني ليبي بإيطاليا وفق مذكرة من «الجنائية الدولية» على ما يبدو، «تطوراً مهماً في مسار محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا احتجاج سابق لمرضى ضمور العضلات أمام مقر الحكومة بطرابلس (رابطة مرضى ضمور العضلات في ليبيا)

«الوحدة» الليبية توجّه بعلاج مرضى ضمور العضلات بالخارج

وجّه عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، بضرورة استكمال إجراءات علاج مرضى ضمور العضلات خارج البلاد، وسط شكاوى كثيرة من هذه الفئة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة وزّعتها خوري لاجتماعها مع نائب رئيس مجلس النواب الليبي

خوري وصالح يؤكدان أهمية «عملية سياسية شاملة» تمهّد للانتخابات الليبية

قالت المبعوثة الأممية لدى ليبيا ستيفاني خوري، إنها اتفقت مع فوزي النويري، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، على الأهمية الملحّة لتوحيد المؤسسات السيادية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا مؤسسة الإصلاح والتأهيل قسم النساء بطرابلس (المكتب الإعلامي للمؤسسة)

توقيف مسؤول أمني ليبي في إيطاليا

التزمت السلطة التنفيذية في ليبيا الصمت إزاء خبر اعتقال أنجيم، آمر جهاز السلطة القضائية، من قبل السلطات الإيطالية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة وزعها مجلس النواب للقاء بعض أعضائه مع خوري في بنغازي

خوري تناقش في بنغازي «مبادرة» البعثة لكسر الجمود السياسي بليبيا

ناقشت خوري خلال زيارة مفاجئة للمرة الأولى إلى مقر مجلس النواب في بنغازي، مع بعض أعضائه، العملية السياسية التي تعتزم البعثة الأممية تيسيرها.

خالد محمود (القاهرة)

الجزائر تعلن تسلَم سائح إسباني احتجزته جماعة مسلحة بمالي

الإسباني المختطف لحظة وصوله إلى مطار عسكري بالضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية (وزارة الدفاع)
الإسباني المختطف لحظة وصوله إلى مطار عسكري بالضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية (وزارة الدفاع)
TT
20

الجزائر تعلن تسلَم سائح إسباني احتجزته جماعة مسلحة بمالي

الإسباني المختطف لحظة وصوله إلى مطار عسكري بالضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية (وزارة الدفاع)
الإسباني المختطف لحظة وصوله إلى مطار عسكري بالضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية (وزارة الدفاع)

قالت وزارة الدفاع الجزائرية، أن جهاز الأمن العسكري تسلم المواطن الإسباني نافارو كانادا خواكيم، الذي اختطفته جماعة مسلحة مجهولة، يوم 14 من الشهر الحالي، في تنمراست بأقصى جنوب الجزائر واقتادته إلى شمال مالي، وفق ما ذكرته وكالات أنباء عالمية.

وأكدت وزارة الدفاع، أن الرهينة السابق «بصحة جيدة»، مشيرة إلى أنه كان في رحلة سياحية عندما تم اختطافه من طرف «عصابة مسلحة متكونة من خمسة أفراد»، من دون تقديم أي تفاصيل عن هوية الخاطفين ولا إن كانوا اشترطوا فدية أو أي شيء آخر، مقابل إخلاء سبيله.

للمواطن الإسباني المحرر رفقة مسؤول بارز بوزارة الدفاع الجزائرية (وزارة الدفاع)

وأضافت وزارة الدفاع بأن نافارو خواكيم «تم نقله على متن طائرة خاصة، من مطار تين زواتين (بالحدود مع مالي) بالناحية العسكرية السادسة، نحو القاعدة الجوية ببوفاريك (وسط) بالناحية العسكرية الأولى، حيث سيتم تسليمه لاحقاً إلى السلطات الإسبانية". ولفتت إلى أن «هذه العملية تؤكد مرة أخرى، الاحترافية الفعالة للمصالح الأمنية للجيش الوطني الشعبي، في

مكافحة شتى أشكال الجريمة المنظمة عبر كامل التراب الوطني». في إشارة إلى دور الجزائر في تحرير الرهينة الستيني.

وبعد يومين من تداول أخبار عن اختطافه، أفادت وسائل إعلام إسبانية بأن مسلحين تابعين لتنظيمات الطوارق المعارضين لنظام الحكم في مالي، تواصلوا مع الخاطفين بغرض تسلمه. ولا يعرف لحد الساعة أي تفاصيل عما جرى بين عناصر المعارضة المالية والخاطفين.

وعلى إثر وصوله إلى الجزائر، كتب الرئيس عبد المجيد تبون، بحسابه على منصة «كس»: «أشكر مصالحنا الأمنية وأطر وزارة الدفاع الوطني، على تحلَيهم بالفعالية والسرَية، خلال عملية تحرير المواطن الإسباني».