مصر: جدل بعد تصريحات مثيرة عن حياة عبد الناصر

مصطفى الفقي - حسابه الرسمي
مصطفى الفقي - حسابه الرسمي
TT

مصر: جدل بعد تصريحات مثيرة عن حياة عبد الناصر

مصطفى الفقي - حسابه الرسمي
مصطفى الفقي - حسابه الرسمي

لم يوقف اعتذار مصطفى الفقي، السكرتير الأسبق للرئيس المصري الراحل حسني مبارك، الضجة حول تصريحاته المثيرة للجدل بشأن كواليس حياة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وتحدث الفقي، قبل أيام، في برنامج «الصندوق الأسود»، مع الإعلامي عمار تقي، عن تناول عبد الناصر مشروبات روحية في منزل الرئيس الراحل أنور السادات بعد حرب 1967. وأضاف: «معظم الزعماء بيشربوا». كما تحدث عن «مقبرة جماعية» للمعارضين في عهد عبد الناصر.

وقدم الفقي اعتذاراً رسمياً عن هذه التصريحات، عبر حسابه على منصة «إكس»، مؤكداً أن الحديث احتوى على «معلومات افتقدت الكياسة والدقة»، وأن عبد الناصر كان «رجلاً نزيهاً وشريفاً وشامخاً».

كما أكد في مداخلة هاتفية أجراها مع الإعلامي والبرلماني المصري مصطفى بكري في برنامجه «حقائق وأسرار»، الجمعة، أن تصريحاته السابقة كانت «خطأ كبيراً يعتذر عنه لأنه لم يدقق، وكان يعتقد أنها دردشة غير مسجلة».

تبرير الفقي لم يقنع علاء نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي اتهم سكرتير والده بـ«تغيير كلامه»، مؤكداً عبر حسابه على «إكس»، أن الفقي «يدلي بتصريحات أمام الكاميرات تختلف عن التصريحات التي تكون خلفها».

وتفاعل رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، المعروف بمعارضته جمال عبد الناصر، وقال عبر حسابه على «إكس»: «لو أن شربه للخمر ذنبه الوحيد لكنا أول من سامحه... أما التعذيب وقمع الحريات وخسائر حروبه وخراب مصر فلا تسامح فيه».

لم يقتصر التفاعل على المشاهير، لكنها حظيت باهتمام رواد السوشيال ميديا، من بينهم «فادي» الذي تحدث في تدوينته عما وصفه بـ«انتقام الفقي من الأنظمة السابقة لأنهم من وجهة نظره لم يعطوه حقه في التسلسل الدبلوماسي».

تصرفات الفقي وتصريحاته السابقة تثيران شكوكاً حول مصداقيته، وفق يحيى قلاش نقيب الصحافيين الأسبق، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الحديث والاعتذار وتكذيب ما قيل يجعل الأمر والعدم سواء». وأضاف أن «رصيد الفقي من تغيير المواقف كبير للغاية، ليس فقط مع الرئيس عبد الناصر، لكن مع مختلف الرؤساء».

وتباينت ردود الفعل بين المدونين على الاعتذار بين مرحب على غرار مصطفى المنشاوي الذي وجه الشكر للفقي على «فضيلة الاعتذار».

فيما عدَّ علي الجابري الاعتذار بلا طائل باعتبار أن «الكلمة مثل الرصاصة لا يمكن إعادتها لخزينة الطلقات بعد إطلاقها».

اعتذار الفقي سجله أيضاً في مقاله بجريدة «المصري اليوم»، الأربعاء الماضي، حيث تطرق إلى عتاب الدكتورة هدى عبد الناصر، نجلة الرئيس الراحل، حول تصريحاته، وعدَّ أن حياة عبد الناصر «هي أنصع ما لديه»، فيما رفضت هدى عبد الناصر، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، التعليق على حديث الفقي واعتذاره.


مقالات ذات صلة

مصر: تعهد حكومي بـ«ضبط» أسعار السلع والأسواق

شمال افريقيا الحكومة المصرية تتعهد بضبط الأسواق (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تعهد حكومي بـ«ضبط» أسعار السلع والأسواق

قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأربعاء، إن ملف الأسعار يُعدّ أولوية لحكومته، خصوصاً مع قرب حلول شهر رمضان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مصر تعتزم تطبيق رسوم جمركية على الجوالات الواردة من الخارج (رويترز - أرشيفية)

مصر: «رسوم» الجوال المستورد تُربك مستخدميه

تسببت رسوم فرضتها السلطات المصرية على الجوالات المستوردة من الخارج في حالة إرباك واسعة بين المصريين الذين انتقدوا تحميلهم «أعباء إضافية»

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مصر وحكومة سوريا الانتقالية... «تقارب حذر»

اتصال هو الأول من نوعه بين القاهرة والإدارة السورية الجديدة تناول تأكيدات مصرية أبرزها أن «تكون دمشق مصدر استقرار بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق حشود في احتفالات مبهرة في مصر الجديدة (حي مصر الجديدة «فيسبوك»)

مصر تستقبل العام الجديد باحتفالات «مبهرة»

لم يتصور الشاب الأربعيني عمرو رضوان (موظف بأحد البنوك) أنه سيواجه زحاماً شديداً في ميدان الكوربة بمصر الجديدة (شرق القاهرة)، حين قرر أن يصطحب أسرته للسهرة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
المشرق العربي وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني (رويترز)

وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره المصري «الاستقرار» الإقليمي

كشف وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني اليوم أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره المصري بدر عبد العاطي، ناقشا فيه أهمية دور البلدين في تحقيق الاستقرار.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

مصر: تعهد حكومي بـ«ضبط» أسعار السلع والأسواق

الحكومة المصرية تتعهد بضبط الأسواق (تصوير: عبد الفتاح فرج)
الحكومة المصرية تتعهد بضبط الأسواق (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: تعهد حكومي بـ«ضبط» أسعار السلع والأسواق

الحكومة المصرية تتعهد بضبط الأسواق (تصوير: عبد الفتاح فرج)
الحكومة المصرية تتعهد بضبط الأسواق (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تعهدت الحكومة المصرية مجدداً بـ«ضبط الأسعار والأسواق». وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأربعاء، إن ملف الأسعار يُعدّ أولوية لحكومته، خصوصاً مع قرب حلول شهر رمضان، بحيث لا يواجه المواطن المصري أي موجات من زيادة الأسعار.

وأشار مدبولي في تصريحات عقب اجتماع مجلس الوزراء إلى اجتماع «لجنة ضبط الأسعار» الأسبوع الماضي، وأنه سيتم عقد اجتماعات أخرى مع «اتحاد الغرف التجارية» وجميع التجار والقطاع الخاص لـ«ضمان استقرار الأسعار خلال الفترة المقبلة».

ويشكو مواطنون من استمرار غلاء الأسعار، في وقت ارتفع التضخم السنوي هامشياً إلى 26.5 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من 26.4 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي... وسمح البنك المركزي المصري، في مارس (آذار) 2024، بتحديد سعر صرف الجنيه، وفق آليات السوق (العرض والطلب)، لتنخفض قيمة العملة المحلية. (وسجل سعر الدولار في البنوك المصرية الأربعاء نحو 51 جنيهاً).

وقال مدبولي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إن «سعر صرف الجنيه قد يشهد ارتفاعاً أو انخفاضاً في حدود 5 في المائة خلال الفترة المقبلة»، مؤكداً أن الحكومة «لن تكرر الأخطاء السابقة» فيما يتعلق بتثبيت سعر الصرف، بصفته معبّراً عن قوة الدولة ومتانة اقتصادها.

وأكد رئيس الوزراء المصري، أنه «خلال العام الماضي مررنا بظروف شديدة الصعوبة، وكان هناك العديد من التعقيدات والتحديات الداخلية والخارجية، وبفضل الله تجاوزنا هذه التحديات»، لافتاً إلى أن الدولة المصرية «كان عليها التزامات تُقدر بنحو 39 مليار دولار، ونجحت في سدادها، وهذا العام ستكون الأرقام والأعباء أقل من ذلك بكثير».

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

ووجّه مدبولي رسالة طمأنة للمواطنين، بقوله: «قادرون على تحمل هذه الأعباء، وتجاوزنا العام الماضي التحديات الخارجية الاستثنائية التي حدثت في المنطقة، والتي كان لها تأثير مباشر شديد جداً، ويكفي ما حدث لقناة السويس وأننا فقدنا 70 في المائة من إيرادات القناة».

وأوضح: «نبدأ العام الجديد بتخطيط ورؤية وأمل بأن يكون 2025 رغم التحديات الموجودة أفضل بكل المجالات»، مشيراً إلى أن «إعلان صندوق النقد الدولي إتمام المُراجعة الرابعة للبرنامج المشترك، يُعدّ بمثابة رسالة ثقة في مسار الإصلاح الاقتصادي الذي تنتهجه الحكومة، وهو ما استقبلته الأسواق الخارجية بإيجابية شديدة».

وقبل أيام، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن التوتر الذي شهدته منطقة البحر الأحمر في الآونة الأخيرة والتحديات الإقليمية كبَّدت مصر نحو سبعة مليارات دولار من إيرادات قناة السويس في 2024.

وتراجع معدل عبور السفن للقناة إلى 20148 سفينة في 2023 - 2024، من 25911 سفينة في السنة المالية السابقة عليها، وفق بيانات رسمية... وقناة السويس مصدر رئيسي للنقد الأجنبي في مصر. وسعت السلطات في السنوات القليلة الماضية إلى زيادة إيراداتها بطرق متعددة.

في سياق متصل، تحدث مصطفى مدبولي عن إعلان وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، نتائج الربع الأول من العام المالي الحالي 2024 - 2025 (يبدأ العام المالي بمصر في شهر يوليو/تموز من كل عام)، لافتاً إلى «تحقيق نمو 3.5 في المائة»، مضيفاً أن «هذا رقم مهم جداً يجب التوقف أمامه؛ لأنه يؤكد أن الاقتصاد المصري يسير في الاتجاه الإيجابي، وحقق أرقاماً جيدة جداً»، كما أوضح أن «القطاع الخاص أصبح إجمالي استثماراته خلال الربع الأول من العام المالي أكثر من 60 في المائة تصل إلى 63.5 في المائة من إجمالي الاستثمارات الكلية التي أنفقت خلال الربع الأول».