مصر تختتم التصويت في انتخابات الرئاسة

زهران يشكو من «مخالفات»... وإعلان النتائج الاثنين

مصري يسير بجوار لافتة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (رويترز)
مصري يسير بجوار لافتة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (رويترز)
TT

مصر تختتم التصويت في انتخابات الرئاسة

مصري يسير بجوار لافتة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (رويترز)
مصري يسير بجوار لافتة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (رويترز)

اختتم المصريون، الثلاثاء، التصويت في الانتخابات الرئاسية داخل البلاد، بعد اقتراع امتد على مدار 3 أيام، خلال الجولة الأولى التي شارك فيها 4 مرشحين يتقدمهم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، والذي يُتوقع فوزه بولاية ثالثة، مدتها 6 سنوات.

وقبيل إغلاق باب التصويت، شَكَت حملة المرشح فريد زهران، رئيس الحزب «المصري الديمقراطي الاجتماعي»، من «مخالفات» داخل بعض اللجان الانتخابية. بينما تحدث المرشح عبد السند يمامة، رئيس حزب «الوفد»، عن «عدم حسم المنافسة». ويشارك كذلك بالانتخابات المرشح والنائب السابق، حازم عمر.

وصوّت المصريون بالخارج في الانتخابات مطلع الشهر الجاري لمدة ثلاثة أيام، فيما تُعلَن نتيجة الاستحقاق الرئاسي، الاثنين المقبل، 18 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

وقال مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، أحمد بنداري، في مؤتمر صحافي، (الثلاثاء)، إن «الهيئة لم تطبع 67 مليون بطاقة اقتراع (عدد من يحق لهم التصويت) لكنها طبعت نحو 70 في المائة من العدد، وجرى توزيع البطاقات على المحافظات المصرية وفقاً لنسب الكتل التصويتية»، لافتاً إلى أن «الكثافة العالية للمواطنين أمام اللجان كشفت عن ضرورة تغيير استراتيجية الهيئة في توزيع البطاقات على اللجان»، وحسب بنداري فإن «7 ملايين مواطن استعلموا عن مقراتهم الانتخابية».

ناخبون مصريون يدلون بأصواتهم في أحد مراكز الاقتراع بالقاهرة خلال اليوم الأخير من الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

وتُجرى الانتخابات تحت إشراف قضائي، وتابعتها 14 منظمة دولية، و62 منظمة مجتمع مدني محلية، وفقاً للهيئة الوطنية للانتخابات. وجرت الانتخابات في 11631 لجنة فرعية على مستوى المحافظات المصرية بعدد 376 لجنة عامة.

بدوره تحدث المرشح عبد السند يمامة في تصريحات متلفزة، مساء الثلاثاء، وقال إن «المنافسة في الانتخابات الرئاسية غير محسومة وإن هناك منافسة قوية على الأرض»، مؤكداً أن «حملته لم ترصد أي مخالفات».

وفي حين أشاد المرشح الرئاسي حازم عمر، رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، الثلاثاء، بـ«مشاركة الشباب في التصويت بالانتخابات»، تحدثت حملة المرشح الرئاسي فريد زهران، عمّا وصفتها بـ«مخالفات» خلال اليومين الأول والثاني من التصويت.

وقال المستشار القانوني لحملة زهران، حسني سبالة، مساء الاثنين، إن «غرفة العمليات رصدت بعض المخالفات في عدد من اللجان، منها وجود رفع صور مرشح منافس داخل المقرات الانتخابية، وتوجيه الناخبين في التصويت، وكذلك توزيع كوبونات لصرف مواد غذائية، وجرى إبلاغ (الهيئة الوطنية للانتخابات) بالمخالفات».

شرطي وناخبون خارج مركز اقتراع في العاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

من جانبه، قال نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، محمود سامي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «اليوم الثالث من التصويت، الثلاثاء، شهد (مخالفات) أيضاً داخل اللجان الانتخابية».

لكنّ أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في مصر، نهى بكر، عدّت «المخالفات» التي يجري الحديث عنها داخل المقرات الانتخابية «غير مؤثرة». وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «رفع صور بعض المرشحين أو الدعاية الانتخابية أمام اللجان سلوكيات قام بها أشخاص وليست مؤسسات الدولة المصرية، وهي مخالفات بسيطة لا تؤثر في نزاهة الانتخابات».

كان رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، حازم بدوي، قد أكد عدم رصد «أي مخالفات» خلال التصويت. وقال، مساء الاثنين، إن «الانتخابات الرئاسية جرت في مظهر حضاري ولا توجد أي خروقات»، مؤكداً أن «الشكاوى كانت تخص معوقات بسبب زيادة الإقبال على التصويت داخل اللجان، لذا جرى الدفع بعدد إضافي من القضاة والموظفين في بعض اللجان».

في السياق قال المتحدث باسم ائتلاف «نزاهة» لمتابعة الانتخابات الرئاسية، رئيس مؤسسة «ماعت» للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، أيمن عقيل، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «طبقاً للمعايير الدولية للحرية والنزاهة يُمنع حمل صور المرشحين أو توجيه الناخبين داخل اللجان، لكنّ المصريين لديهم ثقافة خاصة خلال الانتخابات»، مشيراً إلى أن «البعثات الدولية التي تتابع الانتخابات سألونا عن كل ذلك، وأوضحنا لهم أنها طريقة المصريين في الاحتفال بالانتخابات»، مؤكداً أن «هذه المظاهر الاحتفالية لم تؤثر في نزاهة الانتخابات».

وفي آخر انتخابات رئاسية عُقدت عام 2018، شارك 24.3 مليون ناخب من إجمالي 59.1 مليون مواطن لهم حق التصويت، بنسبة مشاركة بلغت 41.05 في المائة، وتصدّرت المشاركة محافظة الوادي الجديد بنسبة 58.76 في المائة.

وأشادت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر بـ«الأداء المهني الذي قام به مراسلو وسائل الإعلام العالمية في تغطية الانتخابات الرئاسية في مصر». وقال رئيس هيئة الاستعلامات بمصر، ضياء رشوان، الثلاثاء، إن «غرفة العمليات المركزية بالهيئة تتابع على مدار الساعة قيام المراسلين بعملهم الصحافي وتوفير كل التسهيلات لهؤلاء المراسلين، الذين بلغ عددهم 528 مراسلاً يمثلون 110 مؤسسات إعلامية بين صحف ومجلات ووكالات أنباء ومواقع إخبارية وقنوات تلفزيونية، وينتمون إلى 33 دولة من مختلف قارات العالم». وحسب بيان الهيئة فإن «عمليات الرصد بالهيئة لم تتلقَّ أي شكاوى حتى ظُهر الثلاثاء، بشأن أي عقبات تواجه هؤلاء المراسلين في أداء عملهم بأي لجنة».


مقالات ذات صلة

«كأس العالم لكرة اليد»: مصر تهزم الأرجنتين وتهدي العرب الفوز الأول

رياضة عربية إحدى الهجمات للمنتخب المصري على مرمى الأرجنتين (رويترز)

«كأس العالم لكرة اليد»: مصر تهزم الأرجنتين وتهدي العرب الفوز الأول

حقق منتخب مصر فوزاً عريضاً على الأرجنتين، اليوم الأربعاء، ليمنح العرب أول انتصار في بطولة كأس العالم لكرة اليد «رجال» التي تقام في كرواتيا والدنمارك والنرويج.

«الشرق الأوسط» (زغرب)
شمال افريقيا رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان خلال استقبال بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مصر تجدد دعمها الكامل للسودان ومؤسساته الوطنية

تعد زيارة بدر عبد العاطي إلى بورتسودان، الثانية خلال شهرين، حيث كانت الأولى مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بهدف «تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين».

أحمد إمبابي (القاهرة ) وجدان طلحة (بورتسودان)
يوميات الشرق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (إدارة المهرجان)

مصر وتونس تستحوذان على جوائز «الأقصر السينمائي»

استحوذت مصر وتونس على جوائز الدورة الـ14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذي اختتمت فعالياته، الثلاثاء، في محافظة الأقصر (جنوب مصر)

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تحليل إخباري رد فعل امرأة وهي تتفقد الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هل تكون خطة «اليوم التالي» في غزة «نقطة خلاف» جديدة؟

وسط جهود مكثفة نحو تنفيذ هدنة جديدة في قطاع غزة، تزايد الحديث عن خطة «اليوم التالي» لانتهاء الحرب، كان أحدثها تصريحات أميركية شملت تفاصيل، بينها وجود أجنبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

في ظل الجدل الذي أثير أخيراً حول «موهبته» احتفى مهرجان الأقصر السينمائي في دورته الـ14 بذكرى مئوية ميلاد الفنان المصري الكبير شكري سرحان.

انتصار دردير (القاهرة )

جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
TT

جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)

في حين تغرق العلاقات بين الجزائر وباريس في دوامة من التوترات، جدّد جزائريون يعيشون بوسط فرنسا حملة سبق أن أطلقوها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لنزع اسم حاكم عسكري بالجزائر خلال القرن الـ19، اشتهر بالبطش ضد قبائل قادت ثورات عسكرية، بهدف طرد الاستعمار الفرنسي من البلاد.

مبادرة الجالية الجزائرية في فرنسا تأتي في وقت تتفاقم فيه التوترات بين الرئيسين الجزائري والفرنسي (الرئاسة الجزائرية)

القصة بدأت قبل عدة أسابيع، عندما بدأت «جمعية فرنسيين من أصول جزائرية» تنشط بمدينة ليون، تضغط على عمدتها غريغوري دوسيه، من أجل استبدال اسم المارشال توماس بيجو (1784-1849) من شارع رئيسي بالدائرة السادسة بالمدينة، بحجة أن «الإبقاء عليه تمجيدٌ لمجرم حرب، وإهانة لنا، ولجميع الفرنسيين الذين يؤمنون بقيم الجمهورية والقيم الإنسانية لبلدنا فرنسا»، وفق ما كتبه ناشطو الجمعية في حساباتهم بالإعلام الاجتماعي.

ونظم مئات الأشخاص، عدد منهم يحمل جنسيتي البلدين، وآخرون هاجروا من الجزائر إلى فرنسا في بداية الألفينات، مظاهرة الأحد الماضي في الشارع، الذي يحمل اسم بيجو، لمطالبة رئيس البلدية دوسيه بإلغاء اسمه من المكان، على أساس أنه «عرف بمجازره التي ارتكبها في الجزائر في القرن التاسع عشر».

ووصف المتظاهرون أنفسهم بأنهم «أبناء مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، الذين تم خنقهم وحرقهم أحياء على يد مارشال فرنسا توماس بيجو»، الذي حكم الجزائر من 1830 إلى 1840.

اسم المارشال بيجو على اللوحة في باريس قبل نزعه (متداولة)

ويناضل المحتجون ليحمل الشارع، الذي يقع بالقرب من القنصلية الجزائرية، اسم «شارع 17 أكتوبر 1961»، تكريماً لـ297 جزائرياً نكّل بهم محافظ شرطة باريس، موريس بابون، عندما خرجوا في مظاهرات في ذلك التاريخ لدعم ثورة التحرير (1954-1962)، التي كانت على وشك الحسم مع الاستعمار.

ووفق الصحافة المحلية في ليون، فقد أعلن غريغوري دوسيه منذ فترة عن دعمه لفكرة تغيير تسمية شارع بيجو، وأكدت أنه «من المتوقع أن تطلق مدينة ليون في الأسابيع المقبلة لجنة من الخبراء لإجراء جرد للشارع والتماثيل، وكذا اللوحات والمواقع التي تُثير الجدل، وتقديم حلول لكل منها».

عمدة مدينة ليون غريغوري دوسيه (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)

من جهته، أعلن «الاتحاد الجزائري»، وهو جمعية للمهاجرين الجزائريين في فرنسا، عزمه رفع دعوى قضائية ضد دوسيه بتهمة «تمجيد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية»، مقترحاً أن يصبح شارع بيجو «شارع كاميل بلان»، عمدة إيفيان-ليه-بان، الذي جرى اغتياله عام 1961 من قِبَل «منظمة الجيش السري»، في حين كان يناضل من أجل السلام في الجزائر.

وقتلت هذه المنظمة المئات من الأشخاص في الجزائر غداة الإعلان عن استقلالها عام 1962، رافضة فكرة خروج فرنسا منها.

عمدة باريس تشرف على إعادة تسمية الشارع بالدائرة 16 (بلدية باريس)

وفي حين يستمر الجدل في ليون، حسمت عمدة باريس، آن هيدالغو، القضية نفسها عندما نزعت في 14 من أكتوبر الماضي، اسم المارشال بيجو من طريق رئيسي بالدائرة رقم 16 «بسبب دوره السيئ في الجزائر؛ حيث ارتكب ما يمكن أن يعد اليوم جرائم حرب»، وفق بيان للعمدة التي تنتمي لليسار، والتي سمّت الطريق نفسه باسم هوبرت جيرمان، أحد رموز تحرير فرنسا من ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وتتزامن هذه التطورات مع اقتراب العلاقات بين البلدين من القطيعة، بعد أن اشتدت الأزمة بين البلدين في يوليو (تموز) الماضي، عندما أعلنت باريس دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، وهو ما أثار سخط الجزائر، التي سحبت سفيرها فوراً، وألغت ترتيبات زيارة كانت ستقود الرئيس عبد المجيد تبون إلى فرنسا في خريف العام الماضي.

جانب من المظاهرة بدعم من الحزب الشيوعي الفرنسي (متداولة)

ومع ذلك ظل هدير الأزمة صامتاً، على الرغم من الحملات التي شنّها اليمين الفرنسي المتطرف بهدف إلغاء «اتفاق الهجرة 1968»، الذي يؤطر مسائل الإقامة والدراسة والعمل والتجارة، و«لمّ الشمل العائلي»، بالنسبة للجزائريين في فرنسا.