وزير خارجية إسبانيا في الرباط غداً للتباحث مع نظيره المغربي

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ تشكيل حكومة سانشيز الجديدة

وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس (أ.ف.ب)
TT

وزير خارجية إسبانيا في الرباط غداً للتباحث مع نظيره المغربي

وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس (أ.ف.ب)

يبدأ وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، غداً الأربعاء، زيارة رسمية للمغرب هي الأولى من نوعها له إلى الخارج، بصفته رئيس الدبلوماسية الإسبانية في الولاية الحكومية الجديدة، التي يرأسها بيدرو سانشيز.

وقالت وكالة الأنباء المغربية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية إسبانية، إن هذه الزيارة التي تدوم يومين «تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية واللغوية»، مشيرة إلى أن الوزير الإسباني سيجري صباح الخميس في الرباط محادثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة.

وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة (ماب)

في السياق ذاته، ذكرت وكالة «إيفي» الإسبانية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية في الرباط ومدريد، قولها إن زيارة ألباريس إلى الرباط تؤكد عزم الحكومة الإسبانية تعزيز العلاقات السياسية والتجارية والثقافية مع المغرب.

وأضافت المصادر ذاتها أنه يرتقب عقد لقاء لرجال الأعمال من البلدين، في إطار تقوية العلاقات التجارية بينهما، والتي تعززت أخيراً بعد التطور الإيجابي الذي شهدته في الأشهر الأخيرة.

وجاء هذا الزخم القائم في العلاقات المغربية - الإسبانية على إثر الرسالة، التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس في 14 من مارس (آذار) 2022، والتي أكد فيها دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، والتزام إسبانيا الواضح بضمان سيادة المغرب ووحدة ترابه.

وفي 7 من أبريل (نيسان) 2022، استقبل الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالرباط رئيس الحكومة الإسبانية، حيث جددا «تأكيد إرادتهما لفتح مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، قائمة على الاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والتشاور الدائم والتعاون الصريح والصادق». كما جرى الاتفاق على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خريطة طريق تغطي جميع قطاعات الشراكة، تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتشمل خريطة الطريق 16 نقطة، تهم مختلف مجالات التعاون، التي تجسد الروح الجديدة، القائمة على الثقة والتشاور، منها تفعيل التعاون القطاعي في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك (الاقتصادي والتجاري والطاقي والصناعي والثقافي).

تجدر الإشارة إلى أن هذه الروح الجديدة في العلاقات المغربية - الإسبانية، تعززت بعقد أشغال الدورة الـ12 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، التي احتضنتها الرباط في فبراير (شباط) الماضي، حيث عبر البلدان عن التزامهما المشترك باستدامة العلاقات بينهما، وإنعاش المبادلات التجارية والاستثمارات.

يذكر أنه في الإعلان المشترك، الذي صدر عقب الاجتماع رفيع المستوى، جددت إسبانيا موقفها الذي يعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل نزاع الصحراء، كما رحبت بالتعاون العملي الفعال مع المغرب في مجال الهجرة الدائرية والنظامية.



حملة مصرية كبرى لترشيد المياه بموازاة تصاعد نزاع «السد الإثيوبي»

تواضروس الثاني خلال استقباله وزيرَي الموارد المائية والأوقاف للمشاركة في حملة ترشيد استهلاك المياه (وزارة الموارد المائية المصرية)
تواضروس الثاني خلال استقباله وزيرَي الموارد المائية والأوقاف للمشاركة في حملة ترشيد استهلاك المياه (وزارة الموارد المائية المصرية)
TT

حملة مصرية كبرى لترشيد المياه بموازاة تصاعد نزاع «السد الإثيوبي»

تواضروس الثاني خلال استقباله وزيرَي الموارد المائية والأوقاف للمشاركة في حملة ترشيد استهلاك المياه (وزارة الموارد المائية المصرية)
تواضروس الثاني خلال استقباله وزيرَي الموارد المائية والأوقاف للمشاركة في حملة ترشيد استهلاك المياه (وزارة الموارد المائية المصرية)

بالتوازي مع تصاعد النزاع بين مصر وإثيوبيا بشأن «سد النهضة» على نهر النيل، حيث تخشى القاهرة من تأثيره في حصتها المائية، التي لا تلبي احتياجاتها، تستعد مصر لإطلاق حملة كبرى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لترشيد الاستهلاك المحلي من المياه، بمشاركة علماء في الأزهر وكبار رجال الكنيسة.

وتعاني مصر من «عجز مائي»، بنحو 30 مليار متر مكعب سنوياً، حيث «تبلغ حصة مصر من مياه نهر النيل 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، في حين يتجاوز استهلاكها الحالي 85 مليار متر مكعب، ويتم تعويض الفارق من المياه الجوفية ومشروعات تحلية مياه البحر»، وفق وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم.

وتستهدف الحملة رفع الوعي بأهمية المياه، ونشر ثقافة ترشيد استخدامها، بحسب إفادة رسمية للوزير هاني سويلم، الثلاثاء، الذي قال إن الحملة تنطلق بمشاركة عدد من علماء الأزهر الشريف وكبار الأئمة، وكبار رجال الكنيسة المرقسية (الأرثوذكسية)، ورموز الفكر والثقافة، والقدوات المجتمعية؛ لدعوة المواطنين لترشيد المياه والحفاظ عليها.

وعقب زيارته لبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، أشار سويلم إلى أنه «تم مؤخراً تدريب أكثر من 900 من أئمة وزارة الأوقاف؛ للمشاركة في الحملة، ونشر المعلومات الصحيحة عن قضية المياه، وأن الوزارة ترغب في تكرار مثل هذا النموذج الناجح بتدريب الآباء الكهنة».

وتتضمّن حملة ترشيد استخدام المياه «تنويهات توعوية بمختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والاتفاق مع وزارة النقل لعرض بوسترات توعية في محطات وعربات القطارات والمترو كافة، وفق وزير الموارد المائية المصري.

ويشترط أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، أن تشارك مؤسسات الدولة كلها في الحملة؛ كي تحقق أهدافها. يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحملة يجب أن تتم على المستوى القومي»، موضحاً أن «80 في المائة من الموارد المائية تذهب لقطاع الزراعة، و5 في المائة للصناعة، وما بين 12 و15 في المائة للشرب».

من جهته، رحّب البابا تواضروس الثاني بعقد لقاءات تدريبية للآباء الكهنة؛ لتوعيتهم بأهمية الاستخدام الرشيد للمياه ليقوموا بدورهم في توعية أبناء الكنيسة في العظات الكنسية»، مؤكداً خلال استقباله الوزير سويلم، ووزير الأوقاف المصري أسامة الأزهري، «استعداد الكنيسة الكامل للمشارَكة في دعم الفعاليات كافة التي تهدف إلى زيادة وعي المواطنين بقضية المياه».

في حين أكد الوزير الأزهري، أن الوزارة «تقوم بكثير من البرامج الدعوية والتوعوية بأهمية نعمة الماء والحفاظ عليها»، معرباً عن استعداده الكامل لـ«تكثيف البرامج التوعوية لترشيد استخدام المياه بالتعاون مع الكنيسة المرقسية ووزارة الري».

وتتزامن الحملة المصرية مع تصاعد التوترات بين القاهرة وأديس أبابا بشأن «سد النهضة»، الذي تبنيه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل منذ عام 2011، بداعي توليد الكهرباء، لكن دولتَي المصب، مصر والسودان، تخشيان من تأثر حصتيهما من مياه نهر النيل.

وفي أحدث إفادة مصرية بشأن السد الإثيوبي، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، (الثلاثاء)، موقف بلاده «الداعي للتوصل لاتفاق ملزم قانوناً لتشغيل السد الإثيوبي، وإعمال قواعد القانون الدولي في هذا الشأن».

وشدّد عبد العاطي على أن «الأمن المائي المصري مسألة وجودية لن تتهاون مصر فيها»، في حين نقل بيان مصري، عن وزير الخارجية الأميركي تأكيده «التزام الولايات المتحدة بدعم الأمن المائي المصري».

وكان رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أكد خلال لقائه عدداً من المفكرين والكُتاب المصريين، الأسبوع الماضي، أن «بلاده سعت للخروج بأقل الأضرار من مشروع السد الإثيوبي خلال السنوات الماضية، بإجراءات منها مشروعات فنية لمعالجة المياه»، مشيراً إلى أن «التحدي الأساسي حالياً هو حماية حصة مصر من مياه النيل، والحفاظ عليها»، لافتاً إلى أن «أي معطيات جديدة في قضية سد النهضة من شأنها أن تؤثر في حصة مصر المائية، سيقابلها توجه آخر تماماً».

وتأمل مديرة البرنامج الأفريقي بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر، الدكتورة أماني الطويل، أن تُبنى على إعادة إثارة قضية «سد النهضة» مع الولايات المتحدة، «وساطة أميركية تحرك المياه الراكدة».

وقالت الطويل لـ«الشرق الأوسط» إن «القضية مطروحة على أجندة الإدارة الأميركية، وقد نشهد تحركات بشأنها عقب الانتخابات الرئاسية»، وبحسب الطويل فإن «أميركا والمجتمع الدولي أصبحا لديهما تفهم لمخاوف مصر ومطالبها بشأن سد النهضة»، كما أنه «بسبب التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط فإن أميركا تحتاج للجهود المصرية، فضلاً عن تراجع التفهم الدولي للجانب الإثيوبي؛ بسبب ما تثيره أديس أبابا من توترات في القرن الأفريقي».