«الأعلى للدولة» يدعو «النواب» للتفاوض بشأن قوانين الانتخابات الليبية

حماد ينتقد «انحياز البعثة الأممية لحكومة الوحدة لأن ولايتها انتهت قانوناً»

«الأعلى للدولة» دعا مجلس النواب للتفاوض بشأن قوانين الانتخابات الليبية (المجلس)
«الأعلى للدولة» دعا مجلس النواب للتفاوض بشأن قوانين الانتخابات الليبية (المجلس)
TT

«الأعلى للدولة» يدعو «النواب» للتفاوض بشأن قوانين الانتخابات الليبية

«الأعلى للدولة» دعا مجلس النواب للتفاوض بشأن قوانين الانتخابات الليبية (المجلس)
«الأعلى للدولة» دعا مجلس النواب للتفاوض بشأن قوانين الانتخابات الليبية (المجلس)

بينما أعرب رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد تكالة، عن استعداده لفتح نقاش بشأن قوانين الانتخابات مع مجلس «النواب»، انتقدت لجنة «6 + 6» المشتركة من مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» المبادرة، التي طرحها رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، لجمع الأطراف الرئيسية الخمسة على طاولة مفاوضات جديدة، بهدف الاتفاق على القوانين المنظمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة في البلاد.

وقالت اللجنة في بيان، مساء الجمعة، إن «باتيلي لا يملك الحق في وضع مسارات تتجاوز الشرعية، لأن نتائجها ستكون محل طعن أمام القضاء الليبي»، وعدّت أن الهدف من فتح باب التعديلات على القوانين الانتخابية هو «هدم التوافق وتعطيل مسار الانتخابات».

وبعدما دافعت اللجنة عمّا أصدرته من قوانين انتخابية، ووصفتها بأنها «أفضل الممكن، ولاقت ترحيباً شعبياً وقبولاً من الأحزاب والقوى الوطنية كلها»، رأت أنه «لا يحق لأي جهة دولية أن ترفض القوانين، التي أنجزتها اللجنة بشكل توافق وقانوني»، مشيرة إلى أن الحوار الذي دعا إليه باتيلي «لا يستند إلى أساس قانوني، ولم يخضع للمعايير الموضوعية».

ودعت اللجنة في المقابل مجلسي النواب والأعلى للدولة إلى الحوار المباشر للتوافق على بقية الخطوات في طريق الانتخابات، و«قطع الطريق على البعثة الأممية لاستغلال المادة 64 من الاتفاق السياسي».

وبحسب مصدر في البعثة الأممية، تحدّث لوسائل إعلام محلية (السبت)، فقد أرسلت حكومة الوحدة «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، «قائمة بأسماء ممثليها للمشاركة في الاجتماع التحضيري» لمبادرة باتيلي.

تكالة خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة (الخارجية المغربية)

في سياق ذلك، أكد تكالة استعداده لفتح نقاش بشأن القوانين الانتخابية مع مجلس «النواب»، بوصفه الشريك الأساسي في العملية الدستورية. وقال تكالة خلال مؤتمر صحافي، مساء الجمعة، مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، «إذا كان مجلس النواب يريد منا التباحث في هذه القوانين، فنحن على استعداد لفتحها مجدداً»، لكنه اشترط في المقابل «عدم القفز على النتائج، التي تم التوصل إليها بين مجلسي النواب و(الأعلى للدولة) سابقاً في بوزنيقة بالمغرب».

وعدّ تكالة أن مجلس الدولة «لم يرفض القوانين الانتخابية، بل أكد على ما تم في بوزنيقة، وتم اعتماده في جلسة رسمية، ورفض أي تعديلات حدثت بعد ذلك».

أسامة حماد خلال مؤتمر بمجلس النواب الليبي (حكومة الاستقرار الموازية)

في حين استنكر رئيس حكومة الاستقرار «الموازية»، أسامة حماد، خلال كلمة له، (السبت) ضمن فعاليات «اليوم العالمي لمكافحة الفساد» بمقر مجلس النواب بمدينة بنغازي، «وجود هيئات أخرى، تتبع حكومة (الوحدة)»، التي عدّها «منتهية الولاية».

وتعجّب حماد من «انحياز البعثة الأممية لحكومة انتهت ولايتها قانوناً»، متهماً «الوحدة» بـ«القيام بعمليات فساد مالي وإداري، وهو ما يتسبب في إطالة أمد الصراع بين الليبيين».

وفي هذا السياق، دعا حماد «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» لاتخاذ «كل الخطوات والقرارات الكفيلة بمكافحة المفسدين، بدءاً من الأجهزة الموازية غير الشرعية، التي تنتحل الصفات والمناصب الوظيفية، وصولاً إلى كل مَن أفسد الشأن العام الليبي مالياً وإدارياً»، مؤكداً في المقابل أن حكومته بوزاراتها وهيئاتها كافة «تخضع لموازين الأجهزة الرقابية والقضائية».

جهود لفتح الطرق فى طرابلس (داخلية حكومة الوحدة)

في غضون ذلك، تعرضت العديد من الطرق بمناطق شمال غربي البلاد إلى سقوط أمطار غزيرة. وأعلنت حكومة الوحدة اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع هذه التقلبات الجوية المتوقعة، في حين أصدر وزير الحكم المحلي بالحكومة ورئيس فريقها للطوارئ والاستجابة السريعة، بدر الدين التومي، تعليماته لوزارتي الصحة والداخلية، وأجهزة وجهات خدمية عدة بـ«ضرورة تجهيز جميع الإمكانات لديها وتسخيرها؛ استعداداً لأي طارئ قد يحدث، جراء هطول الأمطار المتوقع، على خلفية المعلومات الواردة بشأن حدوث تقلبات جوية وأمطار غزيرة متوقعة، قد تؤدي إلى جريان الأودية وتجمع المياه في الأماكن المنخفضة».

الدبيبة أكد أنه وجه برفع درجة الاستعداد القصوى تأهباً لأي طارئ تسببه التقلبات الجوية المتوقعة (الوحدة)

ومن جانبه قال الدبيبة، (السبت)، إنه «يتابع مع الأجهزة الخدمية والصحية والأمنية كلها الأوضاع هناك»، مشيراً إلى أنه وجّه بـ«رفع درجة الاستعداد القصوى؛ تأهباً لأي طارئ». كما طالب الدبيبة المواطنين بـ«أخذ الحيطة والحذر، خصوصاً القاطنين في مسارات الأودية والأماكن المنخفضة».

بدورها، أكدت جامعة طرابلس تعليق الدراسة، (السبت)؛ بسبب التقلبات الجوية، كما أعلنت مراقبة التربية والتعليم ببلدية تاجوراء تعليق الدراسة، (الأحد) لسوء الأحوال الجوية، واستمرار تساقط الأمطار وتراكم المياه في الطرقات.

ونفى الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، أسامة علي، مطالبة بعض المواطنين «بإخلاء منازلهم»، مشيراً إلى تحذيرهم بعد ورود تقارير بقرب وصول كميات كبيرة من الأمطار إلى المنطقة الممتدة من تاجوراء إلى رأس جدير.


مقالات ذات صلة

تلميحات الدبيبة بـ«غياب الرقابة» تلاحق «إعادة الإعمار» بشرق ليبيا

شمال افريقيا أحد الجسور التي يدشنها «صندوق إعادة الإعمار» بشرق ليبيا (المكتب الإعلامي للصندوق)

تلميحات الدبيبة بـ«غياب الرقابة» تلاحق «إعادة الإعمار» بشرق ليبيا

تحدث عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» الليبية أكثر من مرة عن أجهزة تبني مشروعات في بعض مدن البلاد «من دون أن تمر على الأجهزة الرقابية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جلسة لمجلس النواب الليبي الأسبوع الماضي (صفحة المتحدث باسم المجلس)

«الأموال الليبية بالخارج»... أرصدة زادها الانقسام تجميداً

قال رئيس مجلس النواب الليبي إن «مجلسه وجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي طالبه فيها بضرورة التحفظ على الأموال الليبية المجمدة في الخارج لمنع أي تصرف غير قانوني»

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة في لقاء سابق مع عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية (حكومة الوحدة)

صالح والدبيبة يحتويان «انقسام» ديوان المحاسبة الليبي

أبدى صالح تمسكه بشكشك، وقال إنه سيستمر في أداء مهامه رئيساً لديوان المحاسبة الليبي «حتى انتهاء الإجراءات القانونية»، ما جنّب البلاد «انقساماً جديداً».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السنوسي يلتقي خارج محبسه وفدا من قبيلته (المجلس الاجتماعي بسوق الجمعة والنواحي الأربعة)

السنوسي عديل القذافي... من السجن إلى فيلا رهن الإقامة الجبرية

يقبع السنوسي رئيس جهاز الاستخبارات بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، في سجن معيتيقة تحت إشراف «قوة الردع»، التي سمحت بنقله إلى فيلا رهن الإقامة الجبرية.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة وشكشك في لقاء سابق (حكومة الوحدة)

الانقسامات تطال ديوان المحاسبة الليبي

وسط صمت رسمي من السلطة التنفيذية بطرابلس، دخل ديوان المحاسبة في ليبيا دائرة الصراع على رئاسته بين رئيسه خالد شكشك، ووكيله الموقوف عطية الله السعيطي.

جمال جوهر (القاهرة)

«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لـ«تجاوز مرحلة التفاصيل» وإبرام الاتفاق

مدنيون داخل مبنى مهدم عقب غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
مدنيون داخل مبنى مهدم عقب غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لـ«تجاوز مرحلة التفاصيل» وإبرام الاتفاق

مدنيون داخل مبنى مهدم عقب غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
مدنيون داخل مبنى مهدم عقب غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

اتهامات متبادلة لطرفي الحرب في قطاع غزة بـ«وضع شروط جديدة» جعلت المفاوضات تراوح مكانها وسط مساعٍ لا تتوقف من الوسطاء لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، ودعوات فلسطينية بـ«أهمية تخلي» إسرائيل عن أي مطالب تؤخر إبرام الاتفاق.

المفاوضات المستمرة في نقاش تفاصيل الاتفاق «تنتظر رداً من إسرائيل عقب عودة وفدها قبل أيام من الدوحة للتشاور، لتجاوز تلك المرحلة والدخول في الترتيبات الفنية الأخيرة للتنفيذ والإعلان»، وفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدين أنه «لا مفر عن تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن شروطه المرتبطة بالحصول على قائمة الرهائن الأحياء كاملة أو إضافة أسماء جديدة لنظيرتها التي ستطلق بالمرحلة الأولى من (الصفقة) ليتم إنجازها».

وتضع التقديرات احتمال تعمد نتنياهو وضع هذه الشروط، لتأخير إعلان الاتفاق لوصول حليفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلطة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، لعدم منح إدارة جو بايدن هذا المكسب.

ووفق نائب الأمين العام لـ«حركة الجهاد»، محمد الهندي، في تصريحات الخميس، فإنه «لا يمكن القول إن مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة فشلت حتى الآن»، مشيراً إلى أن «المحادثات كانت جدية وتم بحث كل تفاصيل مقترح الصفقة».

وما يؤخر الانتقال من مرحلة التفاصيل لمرحلة التنفيذ «طلب المفاوض الإسرائيلي أسماء الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وهذا يستغرق وقتاً طويلاً»، حسب الهندي، الذي أشار إلى أن «المفاوض الإسرائيلي وضع أسماء جديدة لا ينطبق عليها شروط المرحلة الأولى من المقترح».

وبرأي الهندي فإن «المفاوضات جادة ودخلت في التفاصيل وأبدينا مرونة، ووافقت على وقف العدوان على 3 مراحل»، مضيفاً: «على الاحتلال التخلي عن أسماء الأسرى الجديدة التي طرحها وأن يكف نتنياهو في المماطلة في إبرام الصفقة لحسابات سياسية».

وتمتلك «(حماس) ورقة الجنود الأسرى إذا لم يلتزم الاحتلال بمراحل الاتفاق»، وفق القيادي الفلسطيني، معتقداً أن «هناك علاقة بين نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتوقيت تسلُّم ترمب للسلطة»؛ إذ يرى أن ترمب «جاد بإيقاف الحرب بغزة مع الحفاظ على المصالح الإسرائيلية».

وفي ظل غموض موقف نتنياهو، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول مطلع على المفاوضات، أن «المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مستمرة، لكن المفاوضين ينتظرون التحديث بعد مغادرة الفريق الإسرائيلي قطر للتشاور في وقت سابق»، لافتة إلى أنه «لا تزال هناك بعض الثغرات التي تحتاج إلى تسوية».

اندلع عمود دخان فوق خان يونس من رفح في جنوب قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

ونقل موقع «والا» الإسرائيلي، عن نتنياهو، قوله إنه «لا يمكن التوصل لصفقة دون الحصول على قائمة بأسماء الأسرى الأحياء».

وبتقدير مسؤولين إسرائيليين للموقع ذاته، فإنه «لا تزال هناك فجوات كبيرة رغم إحراز بعض التقدم في مفاوضات الدوحة»، مؤكدين أن «المفاوضات لم تنهَر، لكنها عالقة».

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور خالد سعيد، أن الإعلام الإسرائيلي يمهد لموقف نتنياهو المنتظر بشأن المفاوضات بعد عودة فريقه من الدوحة، وبدأ الحديث بكثافة عن التفاصيل بعدما كان مقتصراً على الإشارة لوجود تقدم أو فجوات فقط، لافتاً إلى أنه من الواضح أن «الشروط الجديدة متعمدة من نتنياهو لتأخير الاتفاق».

ويعتقد سعيد أن «الطرف الفلسطيني قدم مرونة كافية، ولن يقدم على أي تنازلات جديدة، وستبقى الكرة في ملعب نتنياهو مع استمرار الوسطاء في مساعي تذليل الفجوات».

فلسطينيون يتفقدون أضرار غارة إسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

وحسب المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، فإن المفاوضات في مرحلة تفاصيل «أكثر صعوبة» و«عض أصابع»، موضحاً أن الجانب الفلسطيني حتماً لن يسلّم نتنياهو قائمة الرهائن الأحياء المتبقين بعد المرحلة الأولى، لأسباب مرتبطة بأهمية وجود هدوء لمزيد من التقصي وجمع المعلومات، فضلاً عن أن تسليم القائمة سيتبعه نتنياهو بمطالب جديدة كعادته.

ويرجّح أن تستمر جهود الوسطاء لتذليل الفجوات، مستبعداً رداً حاسماً من نتنياهو إلا بعد انتهاء العيد اليهودي الحالي، وغالباً قد يحدث مطلع الشهر المقبل. ونقل موقع «تايمز أوف إسرائيل»، الجمعة، تقديرات مفادها أن «مسؤولين إسرائيليين وأميركيين يقولون إن احتمالات التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن قبل تنصيب ترمب ضئيلة»، وأشار الموقع إلى تقارير عربية تتحدث عن استمرار الخلافات.

ونقلت تلك التقارير عن مسؤول في «حماس»، الخميس، أن الحركة «قدمت قائمة جزئية بأسماء الرهائن الأحياء للمفاوضين، لكنها غير قادرة على التواصل مع كل المجموعات التي تحتجز الرهائن»، لافتاً إلى أنها «ستكون في وضع أفضل لتقديم معلومات عن الرهائن بمجرد بدء وقف إطلاق النار وتسهيل الاتصالات في غزة».

وبينما يتوقع سعيد أن الاتفاق قد يتأخر حسمه إلى تنصيب ترمب، وليس قبله في ظل «عراقيل نتنياهو»، يرجح الرقب أن نتنياهو لا يريد منح مكافأة لإدارة جو بايدن في نهاية ولايته بإبرام اتفاق، وسيؤجله لمنح ذلك المكسب لترمب، معتقداً أن «ما يحدث هو تأجيلات إعلامية فقط لتأخير موعد الحسم لوصول الرئيس الأميركي، ويتم الإعلان عنه عشية أو غداة التنصيب».