الأمم المتحدة: أكثر من 12 ألفاً قتلوا في حرب السودان

تحدثت عن أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم

سودانية تحمل متاعها فوق رأسها وتعبر الحدود إلى تشاد في 12 نوفمبر 2023 (رويترز)
سودانية تحمل متاعها فوق رأسها وتعبر الحدود إلى تشاد في 12 نوفمبر 2023 (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: أكثر من 12 ألفاً قتلوا في حرب السودان

سودانية تحمل متاعها فوق رأسها وتعبر الحدود إلى تشاد في 12 نوفمبر 2023 (رويترز)
سودانية تحمل متاعها فوق رأسها وتعبر الحدود إلى تشاد في 12 نوفمبر 2023 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من 12 ألف شخص قتلوا منذ بدء القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) الماضي، وتحدثت عن أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.

وأفاد مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان «أوتشا» في تقرير صدر الخميس، بأن نحو 6.6 مليون شخص فروا من منازلهم ولجأوا إلى داخل البلاد وخارجها، وأن السودان يضم أكبر عدد من النازحين وأكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم «يمثل الأطفال نصف سكان البلد».

وبحسب التقرير، يقدر موقع (ACLED) أن أكثر من 12190 شخصا قتلوا منذ اندلاع القتال في أبريل الماضي، بما في ذلك 1300 شخص قتلوا في الشهرين الماضيين.

وسجل الموقع انخفاضا بنسبة 10 في المائة في المعارك، وانخفاضا بنسبة 38 في المائة في الانفجارات وأعمال العنف عن بعد في السودان.

وذكر تقرير الأمم المتحدة أن «قوات الدعم السريع» تعتقل أكثر من 700 شخص في منطقة «أردمتا» بولاية غرب دارفور، بينهم 80 طفلا، تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على إطلاق سراحهم. وتفيد تقارير بأن «أوضاع المعتقلين مزرية».

الدخان يتصاعد جراء المعارك في الخرطوم في 3 مايو 2023 (أ.ف.ب)

وقال مكتب الشؤون الإنسانية بالسودان إن الشركاء الدوليين في مجال العون الإنساني، استطاعوا الوصول إلى نحو 4.5 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد وتقديم المساعدة المنقذة للحياة.

وأفاد التقرير الأممي بأن خطة الاستجابة تتطلب 2.6 مليار دولار أميركي لتوفير المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من 18.1 مليون شخص في حاجة ماسة إليها حتى نهاية العام الحالي، مشيرا إلى أنه لم يتم تمويل النداء إلا بنسبة 38.6 في المائة، أي نحو 989.3 مليون دولار حتى الخميس.

الاستجابة الإنسانية

وعلى صعيد متصل، قال رئيس المفوضية القومية للسلام، سليمان الديبلو، إن تداعيات الحرب وإفرازاتها على النازحين شكلت ضغطا كبيرا على المدن والقرى في مجالات الصحة والتعليم، مؤكدا الحرص على توفير الخدمات الضرورية.

مخيم للاجئين السوادنيين داخل تشاد (أرشيفية: رويترز)

وشدد الديبلو، خلال حديثه الخميس في الملتقى التنويري حول عمليات الاستجابة الإنسانية، بمدينة بورتسودان (شرق البلاد) على ضرورة الالتزام الصارم بالقوانين والنظم المنظمة للعمل الإنساني بين كل الأطراف العاملة في هذا المجال.

وأشار إلى أن الملتقى يؤكد التزام الحكومة بجميع القوانين والاتفاقيات الموقعة بين حكومة السودان والوكالات والمنظمات الإنسانية.

ونوه الديبلو إلى القرار الذي أصدره مجلس الوزراء المكلف تبعية مفوضيات العون الإنساني الولائية للمفوضية الاتحادية بهدف تنسيق الجهود وتسهيل الإجراءات، وفق القوانين والاتفاقيات المنظمة للعمل الإنساني.

قصف في الخرطوم

ميدانيا، تواصل القصف المدفعي المتبادل، بين الطرفين في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم، وقال شهود عيان «إنهم سمعوا دوى قصف مدفعي عنيف ومتتابع في مناطق شرق الخرطوم».

سودانيون يتفرجون على النار وهي تلتهم سوقاً في مدينة الفاشر عاصمة غرب دارفور في 1 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

وبحسب الشهود قصف الجيش من داخل قاعدته العسكرية، في منطقة «وادي سيدنا» شمال مدينة أمدرمان، عددا من مواقع وارتكازات الدعم السريع في أحياء متفرقة من المدينة، ثانية كبرى مدن العاصمة.

وأفادت مصادر محلية بمنطقة الجريف غرب (غرب الخرطوم) بسقوط قذائف تسببت في دمار عدد من المنازل من دون وقوع ضحايا، لكنها تسببت في حالة من الذعر والهلع وسط المواطنين.

وشملت عمليات القصف عددا من أحياء منطقة جنوب الحزام، جنوب الخرطوم.


مقالات ذات صلة

تقرير أممي: الاستيطان في الضفة الغربية يبلغ أعلى مستوى له منذ 2017

المشرق العربي وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يستعرض خريطة لتوسيع مستوطنة «معاليه أدوميم» في الضفة الغربية (أ.ف.ب) play-circle

تقرير أممي: الاستيطان في الضفة الغربية يبلغ أعلى مستوى له منذ 2017

بلغ التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة مستوى قياسياً في عام 2025 منذ بدء مراقبة الأمم المتحدة عام 2017.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز) play-circle

غوتيريش يدعو «الدول ذات التأثير» إلى استخدام نفوذها لوقف الحرب في السودان

ندد الأمين العام للأمم المتحدة، الجمعة، بالهجمات على المدنيين والبنية التحتية بالسودان، مطالباً جميع أطراف الصراع بالالتزام بالقانون الدولي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج المهندس أحمد الصويان وأنطونيو غوتيريش يبحثان الموضوعات المشتركة وسُبل التعاون (هيئة الحكومة الرقمية)

غوتيريش يشيد بتقدم السعودية النوعي في الحكومة الرقمية

أشاد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، بما حققته السعودية من تقدم نوعي في مجال الحكومة الرقمية، عادّاً ما وصلت إليه نموذجاً دولياً رائداً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي عناصر من الشرطة الإسرائيلية داخل مقر وكالة «أونروا» في القدس (رويترز)

تأييد أممي لقرار محكمة العدل بعدم صحة الادعاءات بتسلل عناصر من «حماس» إلى «أونروا»

أعلن المفوض العام لـ«أونروا»، الجمعة، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أيَّدت قرار محكمة العدل بعدم صحة الادعاءات الإسرائيلية بتسلل عناصر من «حماس» إلى الوكالة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا تيتيه والقائم بالأعمال المصري تامر الحفني في لقاء بطرابلس (البعثة الأممية)

واشنطن لحلحلة الأزمة الليبية قبيل إطلاق «الحوار الأممي»

كثّفت واشنطن تحركاتها الدبلوماسية بهدف كسر جمود الأزمة الليبية المستمرة منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

غوتيريش يدعو «الدول ذات التأثير» إلى استخدام نفوذها لوقف الحرب في السودان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
TT

غوتيريش يدعو «الدول ذات التأثير» إلى استخدام نفوذها لوقف الحرب في السودان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الجمعة)، بالهجمات على المدنيين والبنية التحتية في السودان.

وطالب غوتيريش، في بيان، جميع الأطراف في السودان بالالتزام بالقانون الدولي، داعياً «الدول ذات التأثير» إلى استخدام نفوذها لإجبار أطراف الصراع في السودان على الوقف الفوري للقتال.

وجدد غوتيريش دعوته أطراف النزاع في السودان إلى الاتفاق على وقف فوري للقتال، واستئناف المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وبدء عملية سياسية شاملة.

كما عبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن استعداد المنظمة «لدعم الخطوات الجادة لإنهاء القتال في السودان ورسم مسار نحو سلام دائم».

وأضاف البيان: «مع اقتراب مرور ألف يوم على هذا الصراع المدمر، يجدد الأمين العام دعوته جميع الدول ذات النفوذ على الأطراف إلى اتخاذ إجراءات فورية واستخدام نفوذها، لإجبارها على وقف فوري للقتال، ووقف تدفق الأسلحة الذي يغذّي الصراع».


محكمة تونسية تقضي بسجن عبير موسي 12 عاماً

عبير موسي (موقع الحزب)
عبير موسي (موقع الحزب)
TT

محكمة تونسية تقضي بسجن عبير موسي 12 عاماً

عبير موسي (موقع الحزب)
عبير موسي (موقع الحزب)

قال المحامي نافع العريبي، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن محكمة تونسية قضت، اليوم الجمعة، بسجن موكلته المعارِضة البارزة عبير موسي 12 عاماً، في خطوةٍ تقول منظمات حقوقية إنها أحدث تحرك لترسيخ الحكم الفردي للرئيس قيس سعيّد، واستخدام القضاء لسحق معارضيه. وأضاف العريبي، لـ«رويترز»: «هذا الحكم ظالم، وهو ليس قراراً قضائياً، بل قرار بتعليمات سياسية... هو حكم سياسي». وتقبع موسي، زعيمة الحزب الدستوري الحر في السجن منذ عام 2023، بعد أن اعتقلتها الشرطة عند مدخل القصر الرئاسي بتهمة الاعتداء بهدف إثارة الفوضى، في حين يرى منتقدون أن ذلك كان جزءاً من حملة قمع واسعة ضد قادة المعارضة البارزين.

وتولت عبير موسي، وهي محامية وسياسية تونسية، في أغسطس (آب) 2016، رئاسة الحزب الدستوري الحر، وأصبحت محامية في نقابة المحامين في محكمة التعقيب، وهي أيضاً نائبة رئيس بلدية أريانة، ورئيسة لجنة التقاضي وعضو في المنتدى الوطني للمحامين في التجمع الدستوري الديمقراطي، والأمينة العامة للجمعية التونسية لضحايا الإرهاب.

وفي 12 يناير (كانون الثاني) 2010، جرى تعيينها نائبة للأمين العام للمرأة في التجمع الدستوري الديمقراطي. وبعد سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي وحلّ التجمع الدستوري الديمقراطي في عام 2011، والذي عارضته بصفتها محامية، انضمت موسي إلى الحركة الدستورية التي أسسها رئيس الوزراء السابق حامد القروي. وفي 13 أغسطس 2016، جرى تعيينها رئيساً للحركة الدستورية، التي سُميت لاحقاً باسم الحزب الدستوري الحر.

وتُعد موسي سليلة نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، الذي أطاحت به الثورة في عام 2011، حيث شغلت عدة مناصب داخل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحلّ، آخِرها في يناير 2010 حين تقلدت منصب نائبة الأمين العام للحزب لشؤون المرأة. وقد اشتهرت بكونها تُكن العداء والكره الشديدين للجماعات الإسلامية، وأبرزها جماعة الإخوان المسلمين التي تصفها بالجماعة «الإرهابية»، كما باركت الإطاحة بحكم الجماعة عام 2013 في مصر، وأكدت أن «إسقاط المصريين جماعة الإخوان شكّل ضربة قوية ومُوجعة لتنظيمهم الدولي». كما ترفض موسي أي شكل من أشكال الحوار مع حركة النهضة التونسية، التي تتهمها بأنها «فرع للتنظيم الدولي للإخوان في تونس».


محادثات «مصرية - فرنسية» تتناول تطورات الأوضاع في «الضفة» والسودان

السيسي وماكرون خلال لقاء جرحى فلسطينيين في أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
السيسي وماكرون خلال لقاء جرحى فلسطينيين في أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
TT

محادثات «مصرية - فرنسية» تتناول تطورات الأوضاع في «الضفة» والسودان

السيسي وماكرون خلال لقاء جرحى فلسطينيين في أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
السيسي وماكرون خلال لقاء جرحى فلسطينيين في أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)

تناولت محادثات «مصرية - فرنسية» «الحرب في غزة» والمستجدات في الضفة الغربية، والسودان. وتلقّى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الجمعة، اتصالاً هاتفياً من الرئيس إيمانويل ماكرون؛ حيث بحثا تطورات الأوضاع الإقليمية.

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، فإن الرئيس السيسي أعرب عن تقديره العميق لما تشهده العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا من تطور نوعي، خصوصاً عقب الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس الفرنسي إلى القاهرة في أبريل (نيسان) 2025، وهو ما انعكس إيجاباً على تنامي التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وأوضح المتحدث الرئاسي أن الرئيسين بحثا سُبل مواصلة دفع العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، عبر تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري، وزيادة حجم التبادل التجاري الذي شهد تقدماً ملموساً خلال الأشهر الماضية، فضلاً عن التعاون في قطاعات الصناعة والسياحة والنقل.

وتناول الاتصال مستجدات الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها قطاع غزة؛ حيث أعرب السيسي عن تقدير مصر الدعم الفرنسي للجهود المصرية التي أفضت للتوصل إلى اتفاق وقف الحرب، مؤكداً «ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار، والانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام». وشدّد على أهمية تعزيز إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والبدء الفوري في مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار.

وأعرب ماكرون عن تقديره الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي، ولا سيما في تثبيت اتفاق وقف الحرب في غزة.

وكان الرئيس المصري ونظيره الفرنسي قد أكدا خلال زيارة مدينة العريش المصرية في أبريل الماضي «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية العمل على الإسراع في نفاذ المساعدات الإنسانية، وضمان حماية المدنيين وعمال الإغاثة». وشددا على «رفضهما القاطع لأي محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم». وزار السيسي وماكرون حينها مستشفى العريش، والتقيا عدداً من الجرحى الفلسطينيين.

وحسب متحدث الرئاسة المصرية، تطرّق الاتصال الهاتفي بين السيسي وماكرون، مساء الجمعة، إلى تطورات الأوضاع في الضفة الغربية؛ حيث أكد الرئيس السيسي رفض مصر القاطع للانتهاكات الإسرائيلية، مشدداً على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني وزيادة الضغط الدولي لوقف هذه الانتهاكات، ودعم السلطة الفلسطينية في الوفاء بالتزاماتها تجاه شعبها.

واتفق الرئيسان على أن الجهود الراهنة يجب أن تفضي إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما يتعلّق بالشأن السوداني، أكد الرئيس السيسي دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه، ورفضها أي محاولات تُهدد أمنه، معرباً عن مساندة مصر جهود إنهاء الحرب واستعادة السلم والاستقرار في السودان الشقيق.