الجيش السوداني يوسع هجماته على «الدعم السريع» بالخرطوم

قيادي بـ«التغيير» ينتقد الهجوم على دول المنطقة

الحرب المتواصلة في السودان طالت مواقع مدنية عدة (أ.ف.ب)
الحرب المتواصلة في السودان طالت مواقع مدنية عدة (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يوسع هجماته على «الدعم السريع» بالخرطوم

الحرب المتواصلة في السودان طالت مواقع مدنية عدة (أ.ف.ب)
الحرب المتواصلة في السودان طالت مواقع مدنية عدة (أ.ف.ب)

وسّع الجيش السوداني (السبت) استخدام الطائرات دون طيار، حيث شنّ عدداً من الهجمات على أهداف لقوات «الدعم السريع» في مناطق متفرقة من العاصمة، الخرطوم.

وقال شهود عيان إن طائرات مسيّرة تابعة للجيش، استهدفت مواقع «الدعم السريع» في أحياء وسط وشرق الخرطوم، بالتزامن مع سماع أصوات قصف مدفعي عنيف. وقال مقيمون في حي الرياض (شرق الخرطوم)، إنهم شاهدوا أعمدة الدخان السوداء بعد دوي قصف قوي، «وعملية قصف نفذتها طائرة مسيّرة كانت تحلق فوق المنطقة».

وخلال الأيام الماضية، كثّف الجيش السوداني القصف الجوي بالطيران الحربي والمسيّرات، في حين تراجعت المعارك البرية بين الطرفين. ووفقاً لشهود، تعرّض معسكر لمجموعة من أفراد «الدعم السريع» لضربة بطائرة مسيّرة في ضاحية أركويت.

انتقادات للجيش

من جهة ثانية، انتقد القيادي بـ«قوى الحرية والتغيير» وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني السابق، خالد عمر يوسف، التصريحات التي أطلقها مساعد قائد الجيش، ياسر العطا، ضد دول الإقليم، وما سبقتها من حملات ضد كينيا وإثيوبيا والاتحاد الأفريقي و«إيقاد» والأمم المتحدة، ووصفها بأنها استعادة للخطابات «الغوغائية» التي سادت في سنوات حكم النظام البائد وأورثت السودان العزلة، ودفع الشعب السوداني ثمنها غالياً من حصار وتضييق، وتضرر منها جيراننا بصورة هددت السلم والأمن الإقليميَين.

وقال يوسف على منصة «إكس» إن «أزمة السودان الحالية هي أزمة داخلية بالأساس، معالجتها تتم بالتوجه لوقف الحرب واختيار الحلول السلمية بدلاً عن تدمير البلاد وقتل العباد»، مضيفاً أن «المنهج المختل الذي يريد أن يوسّع دائرة الحرب بتأجيجها داخلياً وخارجياً لن يجلب لبلادنا إلا مزيداً من الخراب».

خالد عمر يوسف وزير شؤون الرئاسة في حكومة حمدوك الأولى (سونا)

وقال يوسف إن «مَن يصدرون خطابات العداء ضد جيران السودان، لا يمثلون السودان، ولا يبحثون عن حفظ سيادته ومصالح شعبه»، مشيراً إلى أنه عقب سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، «مرّ السودان بفترة انتقالية عاد فيها للأسرة الدولية، وانتهت سنوات العزلة والعداء المجاني مع الجيران، وهو ما انعكس إيجاباً على البلاد وشعبها».

وشدد خالد عمر يوسف على أنه «لا يجب أن نسمح لكائن من كان أن يعيدنا لعصور الظلام مرة أخرى تحت أي ذريعة كانت». وكان مساعد قائد الجيش السوداني، الفريق ياسر العطا، اتهم دولة الإمارات بدعم قوات «الدعم السريع» عسكرياً. وطالت الاتهامات دولاً أفريقية، بينها تشاد وأفريقيا الوسطى، بفتح مطاراتها لعبور الإمداد العسكرية إلى داخل البلاد.


مقالات ذات صلة

تعطل سد «جبل الأولياء» يغرق مناطق واسعة في السودان

شمال افريقيا جسر خزان «جبل الأولياء»... (أرشيفية - وسائل إعلام سودانية محلية)

تعطل سد «جبل الأولياء» يغرق مناطق واسعة في السودان

تسبب تعطل سد رئيسي، يقع على بعد 40 كيلومتراً جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، عن العمل جراء الحرب في فيضانات غمرت مناطق واسعة من ولاية النيل الأبيض.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
أفريقيا عبور أكثر من خمسة آلاف شخص الحدود من السودان إلى جنوب السودان حيث تستشري أعمال عنف مختلفة (أ.ب)

تحذيرات من وضع «صعب للغاية» عند حدود جنوب السودان مع تدفق اللاجئين

حذّرت منظمة أطباء بلا حدود الاثنين من أن الوضع عند حدود جنوب السودان «صعب للغاية»، مع فرار آلاف الأشخاص من السودان المجاور إثر اشتداد القتال.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شمال افريقيا وزير الخارجية السعودي في جدة إلى جانب ممثلين عن طرفي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق وقف النار في مايو 2023 (رويترز)

وزير الخارجية السوداني: لا بديل لـ«منبر جدة»

قال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف أحمد، إنَّ حكومته أكَّدت لنائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، الذي زار البلاد السبت، تمسكها بـ«منبر جدة» لحل الأزمة.

وجدان طلحة (بورتسودان)
خاص وزير الخارجية السعودي في جدة إلى جانب ممثلين عن طرفي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق وقف النار في مايو 2023 (رويترز)

خاص وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: لا بديل لـ«منبر جدة»

قال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف أحمد، إن حكومته أكدت لنائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، تمسكها بمفاوضات «منبر جدة» لحل الأزمة السودانية.

وجدان طلحة (بورتسودان) محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا البرهان لدى استقباله نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي السبت (مجلس السيادة السوداني/إكس)

الخريجي يؤكد للبرهان: السعودية حريصة على استقرار السودان

تشهد مدينة بورتسودان حراكاً دبلوماسياً مطرداً لإنهاء الاقتتال بوصل المبعوث الأممي، رمطان لعمامرة، ومباحثات خاطفة أجراها نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي.

أحمد يونس (كمبالا)

«الدعم السريع» تستعيد السيطرة على قاعدة رئيسية في دارفور

اندلع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش في أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)
اندلع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش في أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)
TT

«الدعم السريع» تستعيد السيطرة على قاعدة رئيسية في دارفور

اندلع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش في أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)
اندلع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش في أبريل 2023 (أرشيفية - رويترز)

قالت «قوات الدعم السريع» السودانية إنها استعادت السيطرة على قاعدة لوجيستية رئيسية في شمال دارفور، اليوم (الأحد)، بعد يوم من استيلاء قوات منافسة متحالفة مع الجيش السوداني عليها، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

اندلع الصراع بين «الدعم السريع» والجيش في أبريل (نيسان) 2023، ووقعت بعض أعنف المعارك في شمال دارفور، حيث يقاتل الجيش والقوات المشتركة المتحالفة، وهي مجموعة من الجماعات المتمردة السابقة، للحفاظ على موطئ قدم أخير في إقليم دارفور الأوسع.

وقال الجيش والقوات المشتركة في بيانين إنهما سيطرا، أمس، على قاعدة «الزرق» التي استخدمتها «الدعم السريع» خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهراً قاعدة لوجيستية لنقل الإمدادات من الحدود القريبة مع تشاد وليبيا.

وقالا إن قواتهما قتلت العشرات من جنود «الدعم السريع» ودمرت مركبات واستولت على إمدادات أثناء الاستيلاء على القاعدة.

ويقول محللون إن الحادث قد يؤجج التوتر العرقي بين القبائل العربية التي تشكل قاعدة «الدعم السريع»، وقبيلة الزغاوة التي تشكل معظم القوات المشتركة.

واتهمت «الدعم السريع» مقاتلي القوات المشتركة بقتل المدنيين وحرق المنازل والمرافق العامة القريبة أثناء الغارة.

وقالت في بيان اليوم: «ارتكبت حركات الارتزاق تطهيراً عرقياً بحق المدنيين العزل في منطقة الزُرق، وتعمدت ارتكاب جرائم قتل لعدد من الأطفال والنساء وكبار السن وحرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين والمركز الصحي والمدارس وجميع المرافق العامة والخاصة».