«رئاسية مصر»: نشاط مُكثّف لحملات المرشحين... و«الخارجية» تدعو المغتربين للمشاركة

عشية بدء الصمت الانتخابي

وزيرة الهجرة المصرية خلال لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في ميلانو (وزارة الهجرة المصرية)
وزيرة الهجرة المصرية خلال لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في ميلانو (وزارة الهجرة المصرية)
TT

«رئاسية مصر»: نشاط مُكثّف لحملات المرشحين... و«الخارجية» تدعو المغتربين للمشاركة

وزيرة الهجرة المصرية خلال لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في ميلانو (وزارة الهجرة المصرية)
وزيرة الهجرة المصرية خلال لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في ميلانو (وزارة الهجرة المصرية)

كثّفت حملات المرشحين في الانتخابات الرئاسية بمصر دعايتها وأنشطتها وجولاتها الميدانية، قبل بدء الصمت الانتخابي، (الأربعاء)، في حين دعت وزارة الخارجية المصرية، (الثلاثاء)، المصريين في الخارج، للمشاركة في انتخابات الرئاسة.

ويدلي المصريون في الخارج بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية (الجمعة) المقبل لمدة 3 أيام متتالية، من خلال 137 مقراً انتخابياً بالسفارات والقنصليات المصرية في 121 دولة حول العالم، في حين يدلي المصريون في الداخل المصري بأصواتهم أيام 10 و11 و12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ودعا وزير الخارجية المصري، سامح شكري، المصريين بالخارج إلى «ممارسة حقهم الدستوري» و«التعبير عن إرادتهم» في صناديق الاقتراع. وقال شكري في إفادة رسمية، (الثلاثاء)، إن «مشاركة المواطنين في الحياة العامة، هي حق وواجب وطني يكفله الدستور»، مؤكداً أنه «تم توفير الإمكانات كافة لتيسير عملية إدلاء الناخبين بأصواتهم وفقاً للقرارات والقواعد الإرشادية الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات». كما أشار شكري إلى أن «(الخارجية) تسهم في ترتيبات مشاركة المنظمات الدولية والإقليمية، ومن بينها جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، التي تلقت الدعوة من الهيئة الوطنية للمشاركة في متابعة الانتخابات».

جانب من أنشطة دعم المرشح عبد الفتاح السيسي في فرنسا (الحملة الانتخابية للسيسي)

وإلى جانب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، يتنافس في الانتخابات المقبلة كل من فريد زهران رئيس «الحزب المصري الديمقراطي»، وعبد السند يمامة رئيس حزب «الوفد»، وحازم عمر رئيس حزب «الشعب الجمهوري».

ووصف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، جمال بيومي، استعدادات البعثات الدبلوماسية المصرية للتصويت في الخارج بـ«الجيدة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الدبلوماسية المصرية لديها خبرات كبيرة في تنظيم الانتخابات، كما أنه تم تدريب أعضاء البعثات على التفاصيل الفنية المتعلقة بالانتخابات والقوانين الحاكمة، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات».

جانب من مؤتمر حملة المرشح فريد زهران في الجيزة (الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي)

و«يُقدّر عدد المصريين في الخارج بنحو 14 مليون مواطن»، بحسب وزارة الهجرة المصرية. وقال مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، أحمد بنداري، إنه «يحق للمصريين الموجودين بالخارج، لأغراض العمل أو الزيارات المؤقتة أثناء التصويت، التوجه إلى السفارات للإدلاء بأصواتهم». وأضاف بنداري في تصريحات تلفزيونية، مساء الاثنين، أن «تصويت المصريين بالخارج سيتم بالحضور المباشر لمقار السفارات، ولا يوجد تصويت إلكتروني؛ لأن ذلك يتطلب تعديلات تشريعية».

في غضون ذلك، كثفت حملات المرشحين دعايتها الانتخابية عبر المؤتمرات الجماهيرية والمقابلات التليفزيونية قبل ساعات من الصمت الانتخابي، الذي يبدأ بالنسبة للتصويت في الخارج، الأربعاء.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، طارق فهمي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «منصات التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في الترويج للمرشحين وبرامجهم». وبحسب فهمي فإن «الحملات الانتخابية للمرشحين الأربعة أُديرت بشكل جيد».

مؤتمر للمرشح عبد السند يمامة في محافظة الغربية بدلتا مصر (حزب الوفد)

في السياق ذاته، دعت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، سها جندي، المصريين بالخارج إلى «عدم الالتفات لأي (مزاعم) يتم الترويج لها عن أن نتيجة الانتخابات محسومة». وأكدت في إفادة (الثلاثاء)، عقب لقائها عدداً من المصريين بمدينة ميلانو الإيطالية ضمن جولتها الأوروبية في إطار حملة «شارك بصوتك»، «أهمية مشاركة المصريين بالخارج لاختيار القيادة الجديدة، والتوجه المستقبلي للدولة، والحفاظ على مكتسبات الاستقرار».


مقالات ذات صلة

سوريا تعتقل أحمد المنصور بعد بثه فيديوهات تهدد الحكومة المصرية

المشرق العربي سوريا تعتقل أحمد المنصور بعد بثه فيديوهات تهدد الحكومة المصرية

سوريا تعتقل أحمد المنصور بعد بثه فيديوهات تهدد الحكومة المصرية

قال مصدر بوزارة الداخلية السورية لـ«رويترز» إن السلطات الحاكمة في سوريا ألقت القبض على المصري أحمد المنصور بعد بثه تسجيلات مصورة يهدد فيها الحكومة المصرية

«الشرق الأوسط» (دمشق )
شمال افريقيا اجتماع المجموعة الوزارية للتنمية البشرية لمناقشة مقترح «البكالوريا» (مجلس الوزراء المصري)

«التعليم» المصرية تطلق حواراً مجتمعياً حول نظام «البكالوريا» وسط جدل متصاعد

بالتزامن مع جدل متصاعد، أطلقت وزارة التعليم المصرية، الثلاثاء، سلسلة جلسات لحوار مجتمعي بشأن تطبيق نظام «البكالوريا» بديلاً لشهادة الثانوية العامة الحالية.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي طلاب بإحدى المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)

انتقادات لإضافة مادة الدين للمجموع في مقترح تطوير التعليم المصري

قوبل اتجاه لإضافة مادة الدين إلى مجموع درجات طلاب الثانوية، ضمن مقترح تطوير التعليم المصري، بانتقادات وجدل واسع، في ظل مخاوف عبر عنها البعض من تأثير المقترح.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (أرشيفية - واس)

«في أفضل حالاتها»... مصر توضح طبيعة العلاقات مع السعودية والإمارات

أكدت مصر قوة ومتانة علاقاتها مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واصفةً العلاقات بين الدول الثلاث بأنها «ركيزة أساسية للاستقرار».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي طورت وزارة الداخلية مراكز الإصلاح والتأهيل في السنوات الماضية (وزارة الداخلية - أرشيفية)

«الداخلية المصرية» تنفي إضراب نزلاء «مراكز الإصلاح» عن الطعام

نفت وزارة الداخلية المصرية، ما وصفته بـ«ادعاءات»، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بإضراب عدد من نزلاء أحد مراكز «الإصلاح والتأهيل» عن الطعام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
TT

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

يترقب الليبيون المرحلة الثانية من الاقتراع على المجالس المحلية، نهاية يناير (كانون ثاني) الحالي، في عملية تبدو «أكثر تعقيداً» من سابقتها التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحسب «المفوضية العليا للانتخابات»، وسط تحديات أمنية تهيمن على المشهد الليبي، وفق مراقبين.

وجاء الإقرار الرسمي بأن المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية ستكون ساخنة من زاوية «لوجيستية»، خصوصاً مع «زيادة أعداد الناخبين ومراكز الاقتراع ثلاثة أضعاف ما كان بالمرحلة الأولى»، حسب تصريحات رئيس المفوضية عماد السايح، الذي لم يحدد موعد إجرائها بعد، لكنه رأى ضرورة «توفير الدعم اللازم لها».

رئيس المفوضية الوطنية للانتخابات عماد السايح (مفوضية الانتخابات)

ومن المقرر أن تُجرى انتخابات المرحلة الثانية في 63 بلدية، منها 41 بلدية في المنطقة الغربية، و13 بلدية بالمنطقة الشرقية، إضافة إلى 9 بلديات في المنطقة الجنوبية، حسب قرار صادر عن المفوضية الأسبوع الماضي.

ويرصد المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية، كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة، وفي طليعتها طرابلس وبنغازي»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى رغبة المفوضية في «الذهاب بعيداً لإنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي».

وفي 16 نوفمبر الماضي أجريت انتخابات المجموعة الأولى في 58 بلدية، شهدت إقبالاً كبيراً بلغ 74 في المائة من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، بحسب بيانات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

وفي المنطقة الشرقية، أعلن رئيس المفوضية عماد السايح عن بدء الاستعدادات للجولة الثانية من الانتخابات، بلقاء مع مسؤولي مكاتب الإدارة الانتخابية، واطمأن إلى استكمال « التحضيرات اللازمة لتنظيم الانتخابات وفق أعلى معايير الشفافية والنزاهة».

رئيس البرلمان عقيلة صالح لدى الإدلاء بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

وبخصوص الإجراءات الأمنية، أكد وزير الداخلية بحكومة شرق ليبيا، اللواء عصام أبو زريبة، أن «إدارة حماية وتأمين الانتخابات على أتم الاستعداد دائماً للتنسيق لإجراء أي اقتراع، من خلال غرف أمنية خاصة بها في المناطق كافة».

وبهذا الخصوص قال أبو زريبة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مستعدون للانتخابات دائماً، ونجدد نشاط منتسبينا من خلال عقد ورش العمل الخاصة بالشأن ذاته لرفع مستوى الأداء».

ومع ذلك، فإن ناشطين ومتابعين عبّروا عن مخاوف مما وصفوها بـ«توترات قبلية» في شرق ليبيا واكبت الجولة الأولى، الأمر الذي نفاه أبو زريبة قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه «صراع ديمقراطي تنافسي بين مكونات المجتمع، كون التركيبة السكانية قبلية».

في المقابل، يبدو التحدي الأمني أكثر وضوحاً في المنطقة الغربية، حسب متابعين، ومثال على ذلك فإنه من المقرر أن تُجرى الانتخابات في 5 دوائر انتخابية تابعة لمدينة الزاوية، علماً بأنها تشهد عملية عسكرية «مثيرة للجدل» ضد ما وصفتها حكومة غرب ليبيا ضد «أوكار مخدرات وتهريب وقود».

وازداد الغموض والتساؤلات بعد مظاهرات اندلعت في مدن بغرب ليبيا هذا الأسبوع، عقب بث اعتراف نجلاء المنقوش، في لقاء تلفزيوني بتفاصيل اجتماعها السري في إيطاليا، العام قبل الماضي، مع نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين.

وفي هذا السياق، أبدى المحلل السياسي، أيوب الأوجلي، قلقاً مما عدّها «مجموعات مسلحة تأتمر بأمر قادة سياسيين يسيطرون على المشهد»، ولم يستبعد أن «تقف هذه المجموعات في وجه إجراء هذه الانتخابات، والاستفادة من الثغرات الأمنية لعرقلتها»، وفق رؤيته.

مسن ليبي يدلي بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

وقال الأوجلي إن عقد الانتخابات «سيبطل حالة القوة القاهرة، التي منعت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال 2021، ومن ثم يهدد استمرار هؤلاء القادة السياسيين في المشهد الليبي».

في مقابل التحديات السياسية أو الأمنية التي لازمت الحالة الليبية منذ 2011، تتمسك الأكاديمية والباحثة أمل العلوي بـ«بالتفاؤل»، استناداً إلى «نجاح المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، ووصول من يمثلون شرائح كثيرة إلى تمثيل ناخبيهم في المجالس، بما يعزز الاستقرار».

وقالت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن نجاح الجولة الأولى هو «مدعاة للتفاؤل بالمضي خطوات عملية وجادة نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي يطمح لها كل الليبيين».

يُشار إلى أن الجولة الأولى من الاقتراع البلدي مضت على «نحو سلس ودون تسجيل خروقات بالمنطقة الغربية»، وفق وصف وزير الداخلية المكلف في حكومة غرب ليبيا، عماد الطرابلسي، ولقيت إشادة من نائبة المبعوث الأممي، ستيفاني خوري في لقاء مع الطرابلسي الشهر الماضي.

ووفق مراقبين، لا تبدو الصورة قاتمة في مجملها، إذ يراهن البعض على الدعم الدولي الواسع من قبل مجلس الأمن والبعثة الأممية، والدول الكبرى للجولة الأولى للانتخابات المحلية، وهو ما عدّه الأوجلي «بصيص أمل» نحو نجاح مساعي الاحتكام لصندوق الاقتراع.

جانب من عمليات الإشراف على نجاح الجولة الأولى من الانتخابات البلدية السابقة (مفوضية الانتخابات)

وعلاوة على ذلك، هناك أيضاً الدعم القبلي لهذه الانتخابات، وهو ما أظهره ملتقى رعاه المجلس الرئاسي الأسبوع الماضي لأعيان وحكماء ومشايخ ليبيين، رأوا في الاقتراع البلدي «مؤشراً على رغبة الليبيين في تحقيق الاستقرار».