خبيرة أممية في الجزائر لإعداد تقرير عن «حالة حقوق الإنسان»

تلتقي مسؤولين حكوميين ونشطاء مستقلين

وزير الداخلية مع المقررة الأممية (الداخلية)
وزير الداخلية مع المقررة الأممية (الداخلية)
TT

خبيرة أممية في الجزائر لإعداد تقرير عن «حالة حقوق الإنسان»

وزير الداخلية مع المقررة الأممية (الداخلية)
وزير الداخلية مع المقررة الأممية (الداخلية)

التقت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بأوضاع المدافعين عن حقوق الإنسان، ماري لولور، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، نشطاء حقوقيين من «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان»، التي تم حلها، في إطار زيارة بدأت الأحد وتدوم 10 أيام، الهدف منها إعداد تقرير عن حالة حقوق الإنسان في الجزائر، تمهيدا لعرضه للمناقشة في اجتماع لمجلس حقوق الإنسان الأممي بجنيف، المقرر عام 2025.

وأفاد ناشطون حقوقيون في الجزائر بأن الخبيرة ستجتمع بمحامين وصحافيين وناشطين بوسائط الإعلام وأساتذة أكاديميين. كما تتضمن أجندة لقاءاتها أعضاء بالحكومة، وعلى رأسهم وزير العدل و«المجلس الوطني لحقوق الإنسان»، و«المرصد الوطني للمجتمع المدني». كما ستلتقي أيضا فريق الأمم المتحدة العامل بالجزائر، وأعضاء بالسلك الدبلوماسي.

المقررة الأممية لأوضاع المدافعين عن حقوق الإنسان مع قيادي برابطة حقوق الإنسان مقيم بأوروبا (حسابات حقوقيين)

ووفق الحقوقيين أنفسهم، ستجري لولور «تقييما لبيئة الدفاع عن حقوق الإنسان في البلاد، والنظر في كيفية قدرة منظمات المجتمع المدني والأفراد على القيام بعملهم في مجال حقوق الإنسان». موضحين أنها ستستمع إلى المدافعين عن حقوق الإنسان، بشأن «أي تحديات يواجهونها في عملهم اليومي، وستقدم على ضوء ذلك توصيات إلى الحكومة بشأن كيفية الحد من المعوقات التي تعترض عملهم».

ومن المقرر أن تسافر ماري لولور إلى تيزي وزو، كبرى مدن القبائل بشرق العاصمة، ووهران بغرب البلاد، للقاء بعض المسؤولين الحكوميين والحقوقيين المستقلين، على أن تعرض باكورة لقاءاتها ومحادثاتها في مؤتمر صحافي في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وكانت لولور قد بدأت اتصالاتها بلقاء رئيس «المجلس الوطني لحقوق الإنسان» عبد الغني زعلاني، الذي أكد أن الخبيرة الآيرلندية «جاءت من أجل أن تتعاون مع الجزائر، والاطلاع على مدى حسن ممارسة وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان، والعمل على نشر المزيد من ثقافة حقوق الإنسان».

ولفت زعلاني إلى أن لولور تجري زيارتها بدعوة من الحكومة الجزائرية، مشددا على أنها «لم تأت مطلقاً من أجل التحقيق، بل على العكس من ذلك، فالزيارة في هذا التوقيت هي بمثابة إشارة قوية إلى أنّ الجزائر منفتحة، وربما أكثر من أي وقت مضى، على حماية مبادئ حقوق الإنسان ونشرها».

رئيس مرصد المجتمع المدني (يمين) مع الخبير الأممي كلمنت فول في سبتمبر الماضي (المرصد)

وكانت لولور قد احتجت مطلع 2023 على صدور قرارين قضائيين بحل «الرابطة الحقوقية»، وتنظيم «تجمع عمل شباب» المعارضين للسلطات. وقالت عبر وسائط الإعلام الاجتماعي إن ذلك «يظهر قمعا مقلقا لمنظمات المجتمع المدني، ويقوض بشكل خطير المساحة المتاحة للمدافعين عن حقوق الإنسان للتواصل والتعبير عن أنفسهم بحرية». ووصفت التنظيمين بأنهما «يحظيان باحترام كبير».

المقرر الأممي لحرية التجمعات في لقائه بناشطين حقوقيين شهر سبتمبر 2023 (حسابات حقوقيين بالإعلام الاجتماعي)

وعشية سفرها إلى الجزائر، دعت المقررة الأممية، عبر حسابها بمنصة «إكس» منظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان، و«غيرهم من أصحاب المصلحة»، إلى رفع مداخلات ومقترحات لها بخصوص القوانين والسياسات الوطنية الرئيسية المعمول بها، التي تؤثر على عمل المدافعين عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني، بما في ذلك تلك المتعلقة بحرية التعبير، وتكوين الجمعيات والتجمع والبيئة، التي يمارسون فيها أنشطتهم.

مقرر الأمم المتحدة لحرية التجمع كلمنت فول ناشد الجزائر «العفو عن الأشخاص المُدانين بتورطهم في الحراك» (الشرق الأوسط)

وزار مقرر الأمم المتحدة لحرية التجمع كلمنت فول الجزائر في سبتمبر (أيلول) الماضي؛ حيث حث سلطاتها على «العفو عن الأشخاص المُدانين بتورطهم في الحراك»، وكان يقصد بذلك متابعة وسجن العشرات من النشطاء، الذين شاركوا في المظاهرات الرافضة لسياسات النظام، التي قامت في 22 فبراير (شباط) 2019، ودفعت الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة للتنحي.

يشار إلى أن أجندة بعثات الأمم المتحدة الحقوقية، تشمل مطالب بإيفاد بعض المقررين إلى الجزائر، ومنهم المقررة الخاصة بحقوق كبار السن، التي وافقت الجزائر على استقبالها، والمقررون المعنيون بالحقوق الثقافية والحق في الغذاء، والخبير المستقل المعني بحقوق الإنسان والتضامن الدولي.


مقالات ذات صلة

الجزائر تعوّل على نمو الإنتاج العسكري لتطوير قطاعها الصناعي

شمال افريقيا الرئيس تبون مع مسؤولين عن الصناعة العسكرية (الرئاسة)

الجزائر تعوّل على نمو الإنتاج العسكري لتطوير قطاعها الصناعي

الرئيس تبّون: «السياسة التي تبنتها الدولة في السنوات الأخيرة، الهادفة إلى تشجيع الإنتاج المحلي، ساهمت في تقليص فاتورة الواردات بنسبة 40 في المائة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون وعد بـ«حوار شامل مع جميع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين» لكن دون تحديد موعد له (أ.ف.ب)

المعارضة الجزائرية تطالب بـ«إصلاحات جادة للحفاظ على الاستقرار»

طالب قادة 3 أحزاب من المعارضة الجزائرية السلطة بـ«تكريس انفتاح سياسي حقيقي»، و«إطلاق تعددية حقيقية»، و«احترام الحريات العامة»، و«إطلاق مشروع للسيادة والصمود».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا مع اندلاع حرب أوكرانيا باتت الجزائر «لاعباً أساسياً» ضمن كبار مصدري الطاقة إلى أوروبا (سوناطراك)

الطاقة تعزز مكانة الجزائر في أوروبا

كشفت بيانات حديثة نشرتها وكالة الإحصاءات الأوروبية «يوروستات» عن أن الجزائر تفوّقت على روسيا في أكتوبر الماضي في مجال تصدير الطاقة إلى أوروبا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر 

ضرب زلزال بلغت قوته 4.9 درجة على مقياس ريختر ولاية الشلف غرب العاصمة الجزائرية في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الخليج جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)

تأكيد خليجي على دعم الجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن سوريا

شدّد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الأحد على دعم دول المجلس للجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن واستقرار سوريا والوقوف مع الشعب السوري

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)
TT

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)

أكد الجيش المصري حرصه على «تزويد القوات الجوية بأحدث نظم وأنظمة الطائرات الحديثة، وفقاً لرؤية استراتيجية للتعامل مع التحديات كافة ومواكبة التطور التكنولوجي المستمر».

وقال إن «القوات الجوية تظل دائماً الذراع القوية للقوات المسلحة المصرية، التي تمتلك القدرة على تنفيذ مختلف المهام التي تسند إليها على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية». جاء ذلك خلال زيارة القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، الفريق أول عبد المجيد صقر، لإحدى القواعد الجوية، الأحد، بحضور رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق أحمد خليفة، وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات.

ووفق إفادة للمتحدث العسكري المصري فإن «الزيارة تأتي في إطار المتابعة الميدانية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة، للوقوف على مدى الجاهزية والاستعداد القتالي لتنفيذ المهام كافة التي توكل إليها».

وأضاف أن القائد العام للقوات المسلحة قام بالمرور على «معرض أرضي» لعدد من الطائرات والمقاتلات متعددة المهام، واستمع إلى شرح تفصيلي لأحدث الأنظمة القتالية والأسلحة ومعدات الطيران التي زودت بها تلك الطائرات. وناقش عدداً من الطيارين في أسلوب التخطيط والتنفيذ للمهام المكلفين بها لتأمين المجال الجوي المصري تحت مختلف الظروف، كما تابع تنفيذ إقلاع عدد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ إحدى المهام التدريبية التي أكدت «قدرة وكفاءة عناصر القوات الجوية على أداء المهام بدقة عالية».

زيارة وزير الدفاع المصري تأتي في إطار المتابعة الميدانية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة (المتحدث العسكري المصري)

جولة وزير الدفاع المصري تأتي وسط توترات إقليمية عدة، أبرزها الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والمستجدات في لبنان وسوريا. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، تفقد وزير الدفاع قاعدة «محمد نجيب» العسكرية شمال البلاد، مؤكداً حينها أهمية القاعدة باعتبارها «قوة ردع على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي»، وقدرتها على «صد أي عدائيات».

وبحسب بيان المتحدث العسكري المصري، الأحد، قام القائد العام للقوات المسلحة بالمرور على إحدى الدورات للتدريب على أعمال القتال الجوي التي تنفذ بمشاركة القوات الجوية المصرية وعناصر من القوات الجوية للدول الصديقة والشقيقة. ورحب بطياري الدول المشاركة بالدورات التدريبية المختلفة على أرض مصر، مؤكداً حرص القوات المسلحة على «دعم آفاق التعاون العسكري وتبادل الخبرات مع جيوش الدول الصديقة والشقيقة».

من جانبه، قال قائد القوات الجوية المصرية، الفريق محمود فؤاد عبد الجواد، إن «مقاتلي القوات الجوية يمتلكون القدرة لتأمين حدود الدولة والدفاع عن سماء مصر وترابها في ظل التحديات الراهنة».

قام وزير الدفاع المصري بالمرور على إحدى الدورات للتدريب على أعمال القتال الجوي (المتحدث العسكري المصري)

تأكيدات الجيش المصري جاءت غداة إعلان الحكومة الأميركية «الموافقة على بيع معدات عسكرية لمصر تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار».

وبحسب إفادة رسمية لـ«الخارجية الأميركية» فإن الوزارة أبلغت الكونغرس بموافقتها على «بيع تجهيزات خاصة بـ555 دبابة من طراز (إيه1 أم1 أبرامز) الأميركية الصنع بقيمة 4.69 مليار دولار، و2183 صاروخ جو - أرض من طراز (هلفاير) بقيمة 630 مليون دولار، وذخائر موجّهة بقيمة 30 مليون دولار». (الدولار الأميركي يساوي 50.88 جنيه في البنوك المصرية).

وكانت واشنطن قد علقت خلال السنوات القليلة الماضية نحو 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية المقدمة لمصر، بعد ربطها باشتراطات تتعلق بملف «حقوق الإنسان». وفي سبتمبر الماضي، قررت الولايات المتحدة عدم تعليق جزء من مساعداتها العسكرية لمصر، لتحصل القاهرة على كامل قيمتها البالغة 1.3 مليار دولار، في خطوة عدها مراقبون آنذاك مؤشراً على «إدراك واشنطن لأهمية القاهرة في المنطقة».

القوات البحرية المصرية توقع عقد اتفاق مع «إدارة الهيدروغرافيا البحرية الفرنسية» (المتحدث العسكري المصري)

في سياق آخر، وقعت «شعبة المساحة البحرية المصرية»، الأحد، عقد اتفاق تقني مع «إدارة الهيدروغرافيا البحرية الفرنسية» في مجالات الملاحة، وذلك بحضور قائد القوات البحرية، الفريق أشرف عطوة.

وأفاد المتحدث العسكري المصري، بأن ذلك «في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري المشترك بين القوات البحرية المصرية والفرنسية لدعم وتعزيز قدرات القوات البحرية».

وأضاف أن الاتفاق يهدف إلى «بحث سبل تبادل المعرفة والخبرات في مجالات الهيدروغرافيا وعلوم المحيطات، واستكشاف فرص التعاون المستقبلي بين (شعبة المساحة البحرية) و(إدارة الهيدروغرافيا الفرنسية) لتعزيز القدرات العملية لكلا الطرفين».

وكذا «تطبيق إطار العمل الخاص بـ(المنظمة الهيدروغرافية الدولية)، الذي يمثل نقلة نوعية في تطوير خدمات الملاحة والمساحة وأعمال المسح البحري بما يحقق توطين التكنولوجيا وصناعة الخرائط الرقمية والبحرية وفقاً للمستويات الدولية، ويعزز المصالح المشتركة، ويدعم القدرات لكل الأنشطة البحرية المصرية، بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة للدولة».