الرئيس الكيني وقائد «الدعم السريع» يتفقان على دعم «منبر جدة»

الصليب الأحمر يتسلم دفعة ثانية من أسرى الجيش السوداني

محمد حمدان دقلو (أ.ف.ب)
محمد حمدان دقلو (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الكيني وقائد «الدعم السريع» يتفقان على دعم «منبر جدة»

محمد حمدان دقلو (أ.ف.ب)
محمد حمدان دقلو (أ.ف.ب)

اتفق رئيس دولة كينيا ويليام روتو، مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي»، الجمعة، على دعم «منبر جدة» بتيسير من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، بمشاركة الاتحاد الأفريقي، ومنظمة التنمية الحكومية الدولية «إيغاد»، للوصول إلى حل للأزمة المستشرية في السودان.

وقال حميدتي، في تغريدة على حسابه على منصة «إكس»: «ناقشت خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الكيني تطورات الأوضاع في السودان في ضوء الحرب الدائرة الآن».

وخلال الاتصال الهاتفي، أكد الجانبان أهمية الدور الذي تقوم به «إيغاد» في هذا الاتجاه، والتنسيق المشترك والمتواصل، وبذل مزيد من الجهود لأجل رفع معاناة السودانيين. بينما تقدم قائد «الدعم السريع» بالشكر للرئيس الكيني على دعمه المستمر للشعب السوداني، من أجل استقرار السودان والمنطقة.

الرئيس الكيني ويليام روتو (إ.ب.أ)

وترأس كينيا اللجنة الرباعية لمنظمة «إيغاد» المعنية بحل الأزمة في السودان، وتضم دول جنوب السودان وأوغندا وجيبوتي، البلد المستضيف لمقر المنظمة.

وكان رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قد أجرى، قبل أسبوعين، زيارة إلى كينيا، أزالت حالة التوتر والقطيعة بين البلدين، وذلك على خلفية اتهامات وزارة الخارجية السودانية للقيادة الكينية بالانحياز لقوات الدعم السريع، وتوفير ملاذات آمنة لقيادتها.

واتفق البرهان وروتو على التقدم المحرز في «منبر جدة»، مؤكدين ضرورة تسريع العملية التفاوضية للوصول لوقف إطلاق النار والعدائيات. كما اتفق الجانبان على عقد قمة طارئة لرؤساء «إيغاد» في إطار المساعي لوقف إطلاق النار، ووضع إطار لحوار سوداني شامل لا يستثني أحداً.

وتوصل طرفا القتال في السودان؛ الجيش و«الدعم السريع»، في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بفضل «منبر جدة»، إلى اتفاق حول الالتزامات الإنسانية وإجراءات بناء الثقة، تمهد لاحقاً للدخول في مفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار وللعدائيات في كل أنحاء البلاد.

من جهة ثانية، أعلنت قوات الدعم السريع تسليم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدفعة الثانية من أسرى الجيش بولاية جنوب دارفور. وأفادت اللجنة الدولية بتسلمها 70 أسيراً من محتجزي القوات المسلحة السودانية لدى «الدعم السريع»، في مدينة نيالا، وبدأت في إجراءات تسليمهم لذويهم.

وكانت قيادة قوات الدعم السريع قد وجهت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بإطلاق سراح 256 من أسرى الجيش والقوات النظامية لتعزيز بناء الثقة، مع استئناف المفاوضات مع وفد الجيش في جدة.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أطلقت قوات الدعم السريع سراح 100 من أسرى الجيش، وهي الخطوة التي جاءت بمبادرة من قائدها محمد حمدان دقلو، الشهير باسم «حميدتي».


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السوداني: لا بديل لـ«منبر جدة»

شمال افريقيا وزير الخارجية السعودي في جدة إلى جانب ممثلين عن طرفي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق وقف النار في مايو 2023 (رويترز)

وزير الخارجية السوداني: لا بديل لـ«منبر جدة»

قال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف أحمد، إنَّ حكومته أكَّدت لنائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، الذي زار البلاد السبت، تمسكها بـ«منبر جدة» لحل الأزمة.

وجدان طلحة (بورتسودان)
خاص وزير الخارجية السعودي في جدة إلى جانب ممثلين عن طرفي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق وقف النار في مايو 2023 (رويترز)

خاص وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: لا بديل لـ«منبر جدة»

قال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف أحمد، إن حكومته أكدت لنائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، تمسكها بمفاوضات «منبر جدة» لحل الأزمة السودانية.

وجدان طلحة (بورتسودان) محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا البرهان لدى استقباله نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي السبت (مجلس السيادة السوداني/إكس)

الخريجي يؤكد للبرهان: السعودية حريصة على استقرار السودان

تشهد مدينة بورتسودان حراكاً دبلوماسياً مطرداً لإنهاء الاقتتال بوصل المبعوث الأممي، رمطان لعمامرة، ومباحثات خاطفة أجراها نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا من داخل أحد الصفوف بمدرسة «الوحدة» في بورتسودان (أ.ف.ب)

الحرب تحرم آلاف الطلاب السودانيين من امتحانات «الثانوية»

أعلنت الحكومة السودانية في بورتسودان عن عزمها عقد امتحانات الشهادة الثانوية، السبت المقبل، في مناطق سيطرة الجيش وفي مصر، لأول مرة منذ اندلاع الحرب.

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا لقاء حاكم اقليم دارفور و نائب وزير الخارجية الروسي في موسكو (فيسبوك)

مناوي: أجندتنا المحافظة على السودان وليس الانتصار في الحرب

قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة «جيش تحرير السودان»، مني أركو مناوي، إن أجندة الحركة «تتمثل في كيفية المحافظة على السودان، وليس الانتصار في الحرب».

محمد أمين ياسين (نيروبي)

مدينة ليبية تنتفض ضد «المرتزقة»... وحكومة الدبيبة

الدبيبة في افتتاح أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا (حكومة الوحدة)
الدبيبة في افتتاح أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا (حكومة الوحدة)
TT

مدينة ليبية تنتفض ضد «المرتزقة»... وحكومة الدبيبة

الدبيبة في افتتاح أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا (حكومة الوحدة)
الدبيبة في افتتاح أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا (حكومة الوحدة)

عمّت حالة من التوتر بني وليد (شمال غربي ليبيا) إثر منع الأجهزة الأمنية فعالية سياسية تدعو لطرد «المرتزقة» والقوات والقواعد الأجنبية من البلاد، وأعقب ذلك القبض على قيادات قبائلية ونشطاء، ما أدى إلى تسخين الأجواء بالمدينة التي أمضت ليلتها في حالة انتفاضة.

وكان مقرراً أن تستضيف بني وليد، التي لا تزال تدين بالولاء لنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، المشاركين في حراك «لا للتدخل الأجنبي» مساء السبت، قبل أن تدهم قوات الأمن الاجتماع المخصص لذلك، وتقتاد بعض قياداته إلى مقار أمنية، ما تسبب في تصعيد حالة الغضب.

ومع الساعات الأولى من ليل السبت، احتشد مئات المتظاهرين، وخاصة أهالي قبيلة ورفلة، وبعضهم موالٍ أيضاً لسيف الإسلام نجل القذافي، أمام ديوان مديرية أمن بني وليد، في ما يشبه انتفاضة، منددين باعتقال بعض قيادات الحراك، ومرددين الهتاف الشهير: «الله ومعمر وليبيا وبس»، لكنهم أيضاً هتفوا ضد عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة.

ونجح المتظاهرون في الضغط على السلطات في بني وليد لاستعادة المحتجزين، لكنهم ظلوا يصعّدون هتافاتهم ضد الدبيبة وحكومته.

وعبّرت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» بليبيا عن «قلقها البالغ» لعملية «الاحتجاز التعسفي لعدد من المواطنين المجتمعين في مدينة بني وليد، المطالبين بإخراج القوات والقواعد الأجنبية الموجودة على الأراضي الليبية»، مشيرة إلى أن مواطنين طاعنين في السنّ كانوا من بين المعتقلين.

وقالت المؤسسة، في بيان، الأحد، إن «أفراد الأمن التابعين للمديرية التابعة لوزارة الداخلية بحكومة (الوحدة) أطلقوا الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين من أمام مقر المديرية».

وأضرم غاضبون من شباب بني وليد النار في الكاوتشوك اعتراضاً على اعتقال 4 مشايخ من قبيلة ورفلة بالمدينة، كما أغلقوا بعض الطرقات، بعد مظاهرة حاشدة في ميدان الجزائر بالمدينة.

ودافعت مديرية أمن بني وليد عن نفسها، وقالت إنها تشدد على منتسبيها «الالتزام بتنفيذ التعليمات واللوائح التي تمنعهم من التدخل في أي عمل سياسي، وتلزمهم بحماية أي تعبير سلمي للمواطنين»، لكنها «لا تتحمل مسؤولية تأمين أنشطة اجتماعية أو سياسية لا تملك بخصوصها أي بيانات أو موافقات رسمية تسمح بها».

وأبدت مديرية الأمن تخوفها من «اختراق أي تجمع لسكان المدينة، عبر أي مشبوهين، لغرض توريط بني وليد في الفوضى خدمة لمصالح شخصية»، وانتهت إلى «التذكير بأن الثوابت الوطنية المرتبطة بوحدة ليبيا، وحماية سيادتها ومواطنيها، هي مسؤولية دائمة بالنسبة لها، وليست موضع تشكيك أو تخوين».

وتصعّد قبائل موالية لنظام القذافي منذ أشهر عدّة ضد وجود «المرتزقة» والقوات والقواعد الأجنبية في البلاد، مطالبة بإخراجهم، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية «في أسرع وقت».

وسبق للعميد العجمي العتيري، آمر كتيبة «أبو بكر الصديق»، التي اعتقلت سيف الإسلام القذافي، أن أعلن أن الاجتماع التحضيري للقبائل، الذي عملت عليه قبيلة المشاشية تحت عنوان «ملتقى لمّ الشمل»، اتفق على اختيار اللجنة التنسيقية للملتقى العام، مجدداً المطالبة بإخراج القواعد الأجنبية من ليبيا وطرد «المرتزقة».

ورأت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» أن التظاهر السلمي بالعديد من المدن والمناطق الليبية يُعد «تعبيراً طبيعياً عن التذمّر والاستياء من الوجود الأجنبي للقوات والقواعد الأجنبية والمرتزقة في عموم ليبيا»، محملة وزير الداخلية بحكومة «الوحدة» ومدير أمن بني وليد «المسؤولية القانونية الكاملة حيال ما قام به أفراد الأمن بالمديرية من قمع للمواطنين المتظاهرين السلميين، واعتقال عدد منهم».

وتحذر المؤسسة من «استمرار محاولة المساس بحياة المتظاهرين وتعريضهم للترويع والإرهاب المسلح وحجز الحرية بالمخالفة للقانون»، وانتهت إلى أنه «في جميع الأحوال لا يجب استخدام الأسلحة النارية، بشكلٍ عشوائي، لتفريق المعتصمين السلميين».

وتستعين جبهتا شرق ليبيا وغربها بآلاف من عناصر «المرتزقة السوريين» المواليين لتركيا، وآخرين مدعومين من روسيا، وذلك منذ وقف الحرب على العاصمة طرابلس في يونيو (حزيران) 2020، إلى جانب 10 قواعد عسكرية أجنبية، بحسب «معهد الولايات المتحدة للسلام».

وسبق أن هتف مواطنون للقذافي، وذلك إثر خروج جمهور كرة القدم الليبية من «استاد طرابلس الدولي» بعد هزيمة المنتخب أمام نظيره البنيني في تصفيات التأهل لـ«أمم أفريقيا».