تكرار حوادث سقوط «كباري المشاة» يثير غضباً في مصر

سقوط جزئي لجسر في الجيزة دون ضحايا

اصطدام السيارة النقل بـ«كوبري المشاة» (محافظة الجيرة)
اصطدام السيارة النقل بـ«كوبري المشاة» (محافظة الجيرة)
TT

تكرار حوادث سقوط «كباري المشاة» يثير غضباً في مصر

اصطدام السيارة النقل بـ«كوبري المشاة» (محافظة الجيرة)
اصطدام السيارة النقل بـ«كوبري المشاة» (محافظة الجيرة)

أثارت واقعة سقوط جزئي لـ«كوبري مشاة» في محافظة الجيزة بمصر، غضباً بين المصريين، خصوصاً مع «تكرار وقائع مماثلة في أوقات سابقة»، وسط مطالبات بـ«محاسبة المتسبب في الواقعة».

شهدت منطقة ضاحية العجوزة بالجيزة، الخميس، سقوط «كوبري مشاة». وذكرت وسائل إعلام محلية أن «الحادث سببه اصطدام (صندوق) لسيارة نقل بجسم الكوبري، مما أدى إلى انهيار جزء من الكوبري، وسقوطه على السيارة التي اصطدمت به من دون خسائر في الأرواح».

وتسببت الواقعة في توقف حركة المرور لساعات، مما دفع السلطات الأمنية إلى إجراء تحويلات مرورية إلى شوارع أخرى. وقال محافظ الجيزة أحمد راشد، في إفادة رسمية خلال تفقده موقع الحادث، إن «السلطات أجرت التحويلات المرورية اللازمة بالمنطقة لحين الانتهاء من إزالة الحطام حفاظاً على سلامة المواطنين». في حين واصلت السلطات القضائية المصرية «التحقيق في الواقعة لبيان أسبابها».

وشغلت واقعة «الكوبري» الذي يطلَق عليه «كوبري مشاة أحمد عرابي» في نطاق حي العجوزة، متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، وبينما عبّر متابعون عن غضبهم من الواقعة. سخر آخرون بسبب أن «كوبري المشاة» لم يمر على بنائه أكثر من ثلاثة أشهر فقط. وعلق الإعلامي المصري جابر القرموطي، على صفحته بمنصة «إكس»، بقوله: «مفيش حاجة اسمها كوبري مشاة يقع عشان عربية خبطت فيه»، وطالب بـ«التحقيق في الواقعة ومحاسبة المتسبب فيها».

من جهته، قال أستاذ النقل والهندسة في جامعة الأزهر، إبراهيم مبروك، لـ«الشرق الأوسط» إن «(كباري المشاة) من المفترض أن تتضمن لوحة بخط كبير واضح، تشير إلى الارتفاع المسموح به للسيارات التي تمر من تحتها، وفي الغالب فإن سائق السيارة النقل فتح صندوق السيارة (القلاب) بالخطأ أو تعطل جهاز تشغيله ما تسبب في الاصطدام بالكوبري».

وحسب مبروك فإن «(كباري المشاة) في مصر وكل دول العالم يتم تصميمها بشكل بسيط، بمعنى أنها ليست مصممة لتحمل الصدمات، أو أن تتحمل ضغط أو قوة اصطدام كبيرة، لأن ذلك مكلّف جداً، كما أنها مخصصة لعبور الأشخاص فقط، وهذا لا يُشكل أحمالاً كبيرة على (كباري المشاة) لتصميمها بشكل يتحمل الأثقال الكبيرة، لذلك يُمكن أن يتم بناء (كباري المشاة) من الخشب».

وشهدت مصر وقائع مماثلة خلال الفترة الماضية، ففي يونيو (حزيران) الماضي، سقط «كوبري مشاة» أمام إحدى الجامعات بضاحية «6 أكتوبر» من دون خسائر بشرية. وفي فبراير (شباط) الماضي، سقط «كوبري مشاة الثلاجة» على الطريق الزراعي «مصر - الإسكندرية» نتيجة اصطدام ونش محمَّل بحفار بجسم الكوبري. وفي سبتمبر (أيلول) عام 2022 أُصيب 3 عمال بكسور سقط بهم كوبري في مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة (دلتا مصر) في أثناء عملهم على إزالته تنفيذاً لقرار حكومي.


مقالات ذات صلة

مصر وتونس تستحوذان على جوائز «الأقصر السينمائي»

يوميات الشرق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (إدارة المهرجان)

مصر وتونس تستحوذان على جوائز «الأقصر السينمائي»

استحوذت مصر وتونس على جوائز الدورة الـ14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذي اختتمت فعالياته، الثلاثاء، في محافظة الأقصر (جنوب مصر)

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تحليل إخباري رد فعل امرأة وهي تتفقد الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هل تكون خطة «اليوم التالي» في غزة «نقطة خلاف» جديدة؟

وسط جهود مكثفة نحو تنفيذ هدنة جديدة في قطاع غزة، تزايد الحديث عن خطة «اليوم التالي» لانتهاء الحرب، كان أحدثها تصريحات أميركية شملت تفاصيل، بينها وجود أجنبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

في ظل الجدل الذي أثير أخيراً حول «موهبته» احتفى مهرجان الأقصر السينمائي في دورته الـ14 بذكرى مئوية ميلاد الفنان المصري الكبير شكري سرحان.

انتصار دردير (القاهرة )
المشرق العربي سوريا تعتقل أحمد المنصور بعد بثّه فيديوهات تهدّد الحكومة المصرية

سوريا تعتقل أحمد المنصور بعد بثّه فيديوهات تهدّد الحكومة المصرية

قال مصدر بوزارة الداخلية السورية لـ«رويترز» إن السلطات الحاكمة في سوريا ألقت القبض على المصري أحمد المنصور بعد بثّه تسجيلات مصورة يهدّد فيها الحكومة المصرية

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شمال افريقيا اجتماع المجموعة الوزارية للتنمية البشرية لمناقشة مقترح «البكالوريا» (مجلس الوزراء المصري)

«التعليم» المصرية تطلق حواراً مجتمعياً حول نظام «البكالوريا» وسط جدل متصاعد

بالتزامن مع جدل متصاعد، أطلقت وزارة التعليم المصرية، الثلاثاء، سلسلة جلسات لحوار مجتمعي بشأن تطبيق نظام «البكالوريا» بديلاً لشهادة الثانوية العامة الحالية.

عصام فضل (القاهرة)

المتحدث باسم «الصليب الأحمر»: ظروف إنسانية مأساوية بسبب الحرب في السودان

المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
TT

المتحدث باسم «الصليب الأحمر»: ظروف إنسانية مأساوية بسبب الحرب في السودان

المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)

قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، عدنان حزام، إن «الحرب أفرزت واقعاً إنسانياً مريراً»، وإن حجم الاحتياجات كبير جداً، لكن المساعدات الإنسانية التي يتم تقديمها متواضعة بسبب تعقيدات الوصول إلى المناطق المتضررة من الحرب، وإدخال المساعدات وحركتها داخل البلاد».

وأضاف في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن الوضع الإنساني في السودان بات «مأساوياً»، إذ إن الملايين من السودانيين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مشيراً إلى أن «عشرات الآلاف قتلوا وأصيبوا جراء الحرب التي تسببت أيضاً في نزوح أكثر من 11 مليون داخل وخارج السودان، وتأثرت البنى التحتية بشكل كبير خصوصاً خدمات المياه والصحة والكهرباء».

وأوضح حزام «أن ما يقدم من مساعدات للاستجابة الإنسانية للواقع المأساوي في السودان يهدف إلى التخفيف من هذه المعاناة بقدر المستطاع».

وقال إن اللجنة الدولية «تركز هذا العام على الأنشطة والاحتياجات الأساسية المنقذة للحياة في مجالي الصحة والحماية، وتقديم الإغاثة والمساعدات الغذائية والمالية للمجتمعات الأكثر تضرراً والقريبة من مناطق الحرب، بالإضافة إلى عملها في ملفات لم شمل الأسر التي تفرقت بسبب القتال، والبحث عن المفقودين».

وأضاف أن اللجنة تعمل بالتنسيق مع «الهلال الأحمر السوداني» في معظم مناطق البلاد، وتتعاون أيضاً مع السلطات الصحية الرسمية. وأشار إلى أن ملف المساعدات الإنسانية في السودان «شائك، وحجم الاحتياجات كبير جداً، وهذا التحدي يواجه المنظمات الإنسانية، ونحاول من خلال العمل المشترك التخفيف من المعاناة، ولا نستطيع أن نقول إنهاءها، لأن الصراع أفرز واقعاً إنسانياً مريراً».

أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)

وأشار إلى أن اللجنة الدولية تتواصل مع جميع الأطراف في السودان لتسهيل عملها في الوصول للمحتاجين إلى المساعدات الإنسانية. وقال: «نحاول تذكير أطراف الصراع بالوفاء بالتزاماتهم الأخلاقية والقانونية، وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني التي تحرم استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وتسهيل الخروج الآمن للمواطنين أثناء عمليات النزوح، وعدم استهداف المرافق الصحية والخدمية التي توقفت 80 في المائة منها عن العمل».

ورأى المتحدث باسم «الصليب الأحمر» أن «سوء الواقع الصحي والبيئي في السودان انعكس سلباً على المواطنين، ما صعب حصول الكثيرين منهم على الرعاية الصحية، وفي ظل تفشي بعض الأوبئة والأمراض الموسمية تتضاعف جهود المؤسسات الصحية التي لا تزال تعمل».

وقال: «نأمل في أن تتوقف الاعتداءات على المرافق الصحية والطواقم الصحية، وأن يكون هناك مزيد من الاحترام لقواعد القانون الدولي الإنساني».

دور الوسيط

وبشأن إجلاء المدنيين العالقين في مناطق الحرب، أفاد حزام، بأن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حوار دائم مع طرفي القتال: الجيش السوداني و(قوات الدعم السريع) في ملف الحماية، وحضّهما على فتح ممرات آمنه في مناطق الصراع، وهذا التزام قانوني وأخلاقي يجب الوفاء به».

مخيم في مدينة القضارف بشرق السودان لنازحين فروا من ولاية الجزيرة وسط البلاد (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال إن اللجنة الدولية «لعبت في الفترة الماضية دورها بوصفها وسيطاً محايداً في إخلاء وتسهيل خروج المحتجزين من الطرفين، لكن هذا يتم بتنسيق وطلب مباشر منهما، مع ضرورة وجود ضمانات أمنية». وأضاف: «مَن أراد البقاء من المدنيين يحظون بالحماية لكونهم لا يشاركون في العمليات العدائية والقتالية».

وعبَّرَ عن أمله في «أن يعم الأمن والسلام في السودان، لأن ذلك سيخفف بشكل كبير من المعاناة الإنسانية»، وقال: «إن الشعب السوداني يستحق أن يعيش في أمان». وأكد أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر «محايدة وتعمل باستقلالية وفق مبدأ عدم التحيز، وتحاول من خلال عملها الوصول إلى مَن هم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية».

نساء وأطفال في مخيم للنازحين أقيم في مدينة ود مدني بالسودان (أ.ف.ب)

وقال إن اللجنة «منفتحة على الاستماع لأي انتقادات والرد عليها، ونأمل إنصاف ما تقدمه المنظمات من عمل، لأن الأزمة الإنسانية في السودان لا تحتمل الكثير من الجدل، الذي يؤثر بشكل كبير على عمليات الاستجابة الإنسانية»، مشيراً إلى مقتل وإصابة عدد من الموظفين في الحرب الدائرة.

ووفقاً لأحدث تقارير وكالات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 25.6 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم 755 ألفاً في خطر المجاعة الحاد.