أثارت واقعة سقوط جزئي لـ«كوبري مشاة» في محافظة الجيزة بمصر، غضباً بين المصريين، خصوصاً مع «تكرار وقائع مماثلة في أوقات سابقة»، وسط مطالبات بـ«محاسبة المتسبب في الواقعة».
شهدت منطقة ضاحية العجوزة بالجيزة، الخميس، سقوط «كوبري مشاة». وذكرت وسائل إعلام محلية أن «الحادث سببه اصطدام (صندوق) لسيارة نقل بجسم الكوبري، مما أدى إلى انهيار جزء من الكوبري، وسقوطه على السيارة التي اصطدمت به من دون خسائر في الأرواح».
وتسببت الواقعة في توقف حركة المرور لساعات، مما دفع السلطات الأمنية إلى إجراء تحويلات مرورية إلى شوارع أخرى. وقال محافظ الجيزة أحمد راشد، في إفادة رسمية خلال تفقده موقع الحادث، إن «السلطات أجرت التحويلات المرورية اللازمة بالمنطقة لحين الانتهاء من إزالة الحطام حفاظاً على سلامة المواطنين». في حين واصلت السلطات القضائية المصرية «التحقيق في الواقعة لبيان أسبابها».
سقوط كوبري مشاة أحمد عرابيألقت أجهزة الأمن في الجيزة، اليوم الخميس، القبض على سائق «التريللا» المتسبب في سقوط جزء من كوبرى مشاة بشارع أحمد عرابي بالمهندسين، وأحالته إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات pic.twitter.com/VdWvtyh7F7
— محمد نجيب الكشكي (@mohamedalkeshki) November 23, 2023
وشغلت واقعة «الكوبري» الذي يطلَق عليه «كوبري مشاة أحمد عرابي» في نطاق حي العجوزة، متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، وبينما عبّر متابعون عن غضبهم من الواقعة. سخر آخرون بسبب أن «كوبري المشاة» لم يمر على بنائه أكثر من ثلاثة أشهر فقط. وعلق الإعلامي المصري جابر القرموطي، على صفحته بمنصة «إكس»، بقوله: «مفيش حاجة اسمها كوبري مشاة يقع عشان عربية خبطت فيه»، وطالب بـ«التحقيق في الواقعة ومحاسبة المتسبب فيها».
مفيش حاجة اسمها كوبري مشاة يقع عشان عربية خبطت فيه .اتمني يحصل تحقيق جاد ولازم المهمل والفاسد يتحاسب pic.twitter.com/KF5bJbDNZ1
— جابر القرموطى (@gaberelkarmouty) November 23, 2023
من جهته، قال أستاذ النقل والهندسة في جامعة الأزهر، إبراهيم مبروك، لـ«الشرق الأوسط» إن «(كباري المشاة) من المفترض أن تتضمن لوحة بخط كبير واضح، تشير إلى الارتفاع المسموح به للسيارات التي تمر من تحتها، وفي الغالب فإن سائق السيارة النقل فتح صندوق السيارة (القلاب) بالخطأ أو تعطل جهاز تشغيله ما تسبب في الاصطدام بالكوبري».
وحسب مبروك فإن «(كباري المشاة) في مصر وكل دول العالم يتم تصميمها بشكل بسيط، بمعنى أنها ليست مصممة لتحمل الصدمات، أو أن تتحمل ضغط أو قوة اصطدام كبيرة، لأن ذلك مكلّف جداً، كما أنها مخصصة لعبور الأشخاص فقط، وهذا لا يُشكل أحمالاً كبيرة على (كباري المشاة) لتصميمها بشكل يتحمل الأثقال الكبيرة، لذلك يُمكن أن يتم بناء (كباري المشاة) من الخشب».
وشهدت مصر وقائع مماثلة خلال الفترة الماضية، ففي يونيو (حزيران) الماضي، سقط «كوبري مشاة» أمام إحدى الجامعات بضاحية «6 أكتوبر» من دون خسائر بشرية. وفي فبراير (شباط) الماضي، سقط «كوبري مشاة الثلاجة» على الطريق الزراعي «مصر - الإسكندرية» نتيجة اصطدام ونش محمَّل بحفار بجسم الكوبري. وفي سبتمبر (أيلول) عام 2022 أُصيب 3 عمال بكسور سقط بهم كوبري في مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة (دلتا مصر) في أثناء عملهم على إزالته تنفيذاً لقرار حكومي.