رئيس «قوى تحرير السودان»: مجلس السيادة قد يعفي البرهان من الرئاسة

القائد العسكري السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يقف على المنصة خلال حفل توقيع الاتفاق الإطاري بين الحكام العسكريين والقوى المدنية في الخرطوم - السودان 5 ديسمبر 2022 (رويترز)
القائد العسكري السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يقف على المنصة خلال حفل توقيع الاتفاق الإطاري بين الحكام العسكريين والقوى المدنية في الخرطوم - السودان 5 ديسمبر 2022 (رويترز)
TT

رئيس «قوى تحرير السودان»: مجلس السيادة قد يعفي البرهان من الرئاسة

القائد العسكري السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يقف على المنصة خلال حفل توقيع الاتفاق الإطاري بين الحكام العسكريين والقوى المدنية في الخرطوم - السودان 5 ديسمبر 2022 (رويترز)
القائد العسكري السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يقف على المنصة خلال حفل توقيع الاتفاق الإطاري بين الحكام العسكريين والقوى المدنية في الخرطوم - السودان 5 ديسمبر 2022 (رويترز)

قال الطاهر حجر، رئيس تجمع «قوى تحرير السودان»، اليوم (الأربعاء)، إن من وصفهم بأعضاء مجلس السيادة «الشرعيين» سيعقدون اجتماعاً قريباً ليتخذوا قرارات حاسمة تجاه «القضايا الوطنية الكبرى»، وقد يكون من بينها إعفاء رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان من منصبه.

وفي تصريحات خاصة لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، قال حجر، الذي كان البرهان قد أعفاه قبل يومين من عضوية مجلس السيادة: إن «جميع القرارات التي يتخذها المجلس السيادي الانتقالي بتشكيلته الحالية، المكونة فقط من خمسة أعضاء، هي قرارات باطلة وغير شرعية؛ لأن المجلس في الأساس يجب أن يتكون من 14 عضواً».

وأضاف: «مجلس السيادة لديه لائحة داخلية تحدد النصاب القانوني اللازم لاجتماعات المجلس بتسعة أعضاء، وقراراته يجب أن تصدر بموافقة عدد محدد لا يقل عن تسعة أعضاء... الأعضاء التسعة الذين تم إبعادهم عن المجلس بشكل غير شرعي سيعقدون اجتماعاً وسيتخذون قرارات تهدف إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه في البلاد».

وتابع: «ستكون الأولوية لإيقاف الحرب الدائرة بين القوات المسلحة وقوات (الدعم السريع)».

كان حجر أعلن عبر صفحته على «فيسبوك» عدم اعترافه بما صدر عن البرهان وعدم تعاطيه معه، وقال: إنه سيقوم بواجباته مع بقية أعضاء مجلس السيادة «الشرعيين» في تحمّل المسؤولية للعمل مع أطراف النزاع والقوى المدنية والأطراف الدولية لوقف الحرب واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي عبر الحلول السلمية المتفاوض عليها، بحسب وصفه.

ورأى حجر، أن قائد الجيش عبد الفتاح الرهان «يقود البلاد إلى الهاوية، وهذا اتضح منذ اليوم الأول للحرب، بعد أن ثبت أنه لا يملك قرار إيقاف هذه الحرب، وأنه ترك قرار الحرب في يد المتطرفين وفلول النظام السابق».

أضاف: «البرهان يتصرف بطريقة همجية، لا تلتزم بالدستور أو بالقانون أو بأي وثائق أو أعراف؛ وهو ما يتضح في قرارات الإقالة». لكنه أعرب عن رضاه تجاه ردود الفعل التي أثارها قرار البرهان بإعفائه من عضوية مجلس السيادة، والتي قال: إنها «كانت إيجابية في تفاعلها مع قرارنا بعدم قبول هذا القرار».

متمسكون باتفاق جوبا

وأكد حجر، أن التطورات الجارية في البلاد «لن تؤثر بأي حال من الأحوال على اتفاق جوبا للسلام، حيث إنه اتفاق دولي، أوقف نزيف الدم السوداني وأسكت أصوات البنادق».

ووصف اتفاق جوبا للسلام بأنه «اتفاقية عظيمة وكبيرة، وتحمل مميزات كثيرة للسودانيين، وجميع أطرافها هي أطراف مؤثرة في المشهد السوداني، وجميعهم قرّروا الحفاظ عليها».

وأضاف: «البرهان لا يستطيع أن يؤثر على هذا الاتفاق؛ لكنّه يعمل حالياً على تفتيت القوى المعنية بها، وهذا أمر معروف تقوم به الحكومات العسكرية، وفقاً لمقولة فرّق تسد».

وأردف قائلاً: «لكن نحن، الأطراف الموقّعة على اتفاق جوبا للسلام، مهما اختلفنا، فلن نختلف في مضمون اتفاق السلام ونؤمن أن بقاء هذا الاتفاق يصبّ في مصلحة السودان؛ لأنه يدعو إلى وحدة السودان وأراضيه وشعبه».

وتابع: «الاختلافات الحالية بين حركات الكفاح المسلح الموقّعة على اتفاق جوبا للسلام فيما يخص الحياد إزاء الحرب الجارية بين الجيش السوداني وقوات (الدعم السريع) هي تباين في وجهات النظر وليست انقساماً... أعتقد أن هذا التباين يأتي من الجانب السياسي لهذه الحركات وموقفها من انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021».

أضاف: «الحركات التي دعمت البرهان في هذا الانقلاب تسير في طريق عدم الحياد، وهو قرار اتخذه بعض الأطراف في هذه الحركات. وحتى بين هذه الأطراف، توجد تباينات كبيرة فيما يخص الجانب السياسي والجانب الأمني في الحركة».


مقالات ذات صلة

مصر و«الجامعة العربية» تدينان «قوات الدعم السريع» السودانية

شمال افريقيا أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية من جراء قصف بالطيران (أرشيفية - رويترز)

مصر و«الجامعة العربية» تدينان «قوات الدعم السريع» السودانية

أدانت مصر وجامعة الدول العربية في بيانين، «قوات الدعم السريع» في السودان بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ووصفتها القاهرة مجدداً بـ«الميليشيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الحرب أجبرت الآلاف على الفرار من ولاية الجزيرة إلى ولايات مجاورة (أرشيفية - أ.ف.ب)

«رحلة الهروب من الموت»... من حرب في ولاية الجزيرة

روى شهود هربوا من المعارك الدائرة في شرق ولاية الجزيرة لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل «مرعبة ومأساوية» لما شاهدوه من جرائم يندى لها الجبين وانتهاكات لحقوق الإنسان.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي في تشاد (رويترز)

«بعثة تقصي الحقائق الأممية»: حجم العنف الجنسي في السودان «مهول»

حمّلت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان «قوات الدعم السريع» في السودان، المسؤولية عن ارتكاب عنف جنسي على نطاق واسع و«بدرجة مهولة».

شمال افريقيا عناصر من قوات الأمن السودانية يشاركون في حفل افتتاح مقر في مدينة بورتسودان التي يسيطر عليها الجيش السوداني 28 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

ميليشيا «الأورطة الشرقية» تعلن نشر قواتها في شرق السودان

أعلنت ميليشيا «الأورطة الشرقية»، الثلاثاء، نشر قواتها في شرق السودان، بالتنسيق مع قوات الجيش الذي يخوض حرباً طاحنة مع «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي نازحون من المناطق الشرقية لولاية الجزيرة السودانية يصلون إلى مدينة القضارف أول من أمس (أ.ف.ب)

أكثر من 14 مليون نازح في السودان

نزوح أكثر من 14 مليون شخص من منازلهم في السودان.

«الشرق الأوسط» (جنيف )

سلطات ليبيا تحقق لكشف لغز «مقبرة جماعية» بتاجوراء

استخراج الجثث من «مقبرة جماعية» بتاجوراء (الجمعية العامة للبحث عن المفقودين)
استخراج الجثث من «مقبرة جماعية» بتاجوراء (الجمعية العامة للبحث عن المفقودين)
TT

سلطات ليبيا تحقق لكشف لغز «مقبرة جماعية» بتاجوراء

استخراج الجثث من «مقبرة جماعية» بتاجوراء (الجمعية العامة للبحث عن المفقودين)
استخراج الجثث من «مقبرة جماعية» بتاجوراء (الجمعية العامة للبحث عن المفقودين)

تجري الجهات الأمنية والقضائية في ليبيا تحقيقات موسعة لحل لغز العثور على «مقبرة جماعية» في منطقة بئر الأسطى بمدينة تاجوراء، الواقعة غربي البلاد.

كانت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين بطرابلس قد عثرت على «مقبرة جماعية» بمنطقة بئر الأسطى ميلاد، في 21 من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، استخرجت منها 6 جثامين مجهولة الهوية، بعد إخطار جهات التحقيق بالواقعة، مشيرة إلى أنه جرى بتعاون بين إدارتي البحث عن الرفات والطب الشرعي بالهيئة العامة، أخذ العينات من تلك الجثامين، وإحالتها إلى إدارة المختبرات بالهيئة لإجراء تحليل الحمض النووي بهدف التعرف على هويات الجثامين.

فريق الجمعية العامة للبحث عن المفقودين يواصل استخراج الجثث من «مقبرة جماعية» بتاجوراء (الجمعية)

وفي حين كشفت الهيئة العامة أن هذه الجثث تعود لعام 2011، فإن جهات التحقيق لم تعلن حتى الآن عن الكيفية التي قضوا بها في تلك الأثناء، لكنّ مصدراً بالنيابة العامة قال إن ليبيا شهدت أحداثاً دموية على فترات متقطعة خلال السنوات التي تلت إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، متوقعاً أن تكون هذه الجثث، التي ارتفع عددها إلى 46 جثة، نتيجة لهذه الأحداث، وقال إنهم سيعلنون قريباً عن معطيات تتعلق بمقبرة بئر الأسطى ميلاد.

فريق الجمعية العامة للبحث عن المفقودين ينتشل عدداً من الجثث (الجمعية العامة للبحث عن المفقودين)

وكانت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين قد أعلنت، مساء أمس (الأربعاء)، أن فرق الهيئة تمكنت من استخراج 21 جثماناً من مقبرة بئر الأسطي خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي ارتفع إلى 46 جثة.

في غضون ذلك، تؤكد الهيئة عزمها على مواصلة جهودها للكشف عن مصير المفقودين وتقديم الدعم لذويهم.

وعرفت ليبيا «المقابر الجماعية»، أو حفر الموت، بشكل مفجع بعدما رحلت ميليشيا «الكانيات» عن مدينة ترهونة، الواقعة على بُعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة الليبية طرابلس.

وفور انتهاء الحرب التي شنها «الجيش الوطني» على العاصمة مطلع يونيو (حزيران) 2020، عثر عدد من المواطنين في ترهونة على «مقابر جماعية»، ضمت مئات الجثث من مختلف الأعمار. وأظهرت مقاطع فيديو آنذاك عمليات الكشف وانتشال عشرات الجثث لأشخاص بعضهم مكبل اليدين، بينهم عدد من الأطفال، من مواقع بصحراء ترهونة، وحاوية حديدية، وبئر معطلة بالقرب من ترهونة، الأمر الذي أحدث ردود فعل محلية ودولية واسعة.

وتواجه «الكانيات» اتهامات بتصفية مئات الأسرى، الذين وقعوا في قبضتها انتقاماً لمقتل آمرها محسن الكاني، وشقيقه عبد العظيم، ودفنهم في «مقابر جماعية» على أطراف مدينة ترهونة.

من عمليات البحث عن الجثث (الجمعية العامة للبحث عن المفقودين)

وتاجوراء منطقة ساحلية تقع في شرق العاصمة طرابلس، وتبعد 21 كيلومتراً من وسط طرابلس. وسبق أن عثرت جمعية «الهلال الأحمر الليبي» في تاجوراء على 7 جثث مجهولة الهوية عام 2015، وقالت حينها إنهم قتلوا بسبب الاشتباكات المسلحة العنيفة التي شهدتها المنطقة.

واكتشف مواطنون خلال السنوات الماضية «مقابر جماعية» في ليبيا، كما عثروا على جثث عليها آثار رصاص ملقاة على قارعة الطريق، لكن لم تصل التحقيقات التي أجريت حينها إلى نتيجة.