شددت مصر مجدداً على دعوتها لوقف فوري لإطلاق النار والأعمال العدائية في غزة، وذلك للسماح بالتعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع، وتمهيد الطريق للجهود السياسية الهادفة لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم. وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الجمعة، خلال الاجتماع الافتراضي للنسخة الثانية لقمة «صوت الجنوب العالمي» التي عُقدت بتنظيم من حكومة الهند، إن «القصف الإسرائيلي الكبير وغير المسبوق لقطاع غزة يعكس تحيز النظام الدولي وعجزه عن وضع حد للانتهاكات الصارخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام بجانب إسرائيل».
يأتي هذا في وقت تسعى فيه القاهرة لإرسال مزيد من الوقود إلى قطاع غزة، ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية عن مصادر، لم تسمها، أن «الجهود المصرية نجحت في إعادة تدفق الوقود إلى قطاع غزة الذي يعاني نقصاً حاداً في الوقود أدى لتعطل الكثير من المرافق وتوقف المركبات وانقطاع الكثير من الخدمات الرئيسية بالقطاع الطبي». وأضافت المصادر أن «الضغوط المصرية على كل الأطراف نجحت أيضاً في زيادة حجم المساعدات إلى القطاع».
شاحنات الوقود
وأعلن «الهلال الأحمر المصري»، الجمعة، «دخول 15 طناً من السولار إلى قطاع غزة عبر معبر رفح». وقال أمين عام «الهلال الأحمر المصري» بشمال سيناء، رائد عبد الناصر، وفق «وكالة أنباء العالم العربي»، إن «الدفعة الثانية من شاحنات الوقود بدأت في الدخول إلى غزة، الجمعة، وتُقدر بنحو 150 ألف لتر من السولار، بنحو 15 طناً من الوقود محملة على 6 شاحنات».
الخبير الاستراتيجي المصري، سمير فرج، رأى أن «دخول السولار إلى قطاع غزة، الجمعة، بادرة حُسن نية من الجانب الإسرائيلي تشير إلى قرب عقد الهدنة في غزة». وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى «تدخلات أميركية ساعدت على زيادة عدد شاحنات الإغاثة التي تدخل إلى غزة».
وتكثف مصر من تحركاتها باتجاه إبرام صفقة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، تتضمن «الإعلان عن هدنة وتبادل جزئي للأسرى بين الجانبين».
قرب الهدنة
وتوقع الخبير الاستراتيجي المصري «قرب إعلان هدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني». وقال إن «الهدنة المرتقبة يجري الإعداد لها منذ وصول رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) للقاهرة، الثلاثاء الماضي، واجتماعه مع رئيس المخابرات العامة المصرية».
ووفق سمير فرج «تُجرى مفاوضات شاملة حول الوصول لهدنة محدودة، قد تكون مدتها ما بين 3 إلى 5 أيام، يجري خلالها وقف إطلاق النار، والدفع بقوافل الإغاثة إلى قطاع غزة، ومن الجانب الآخر الإفراج عن الرهائن الموجودين لدى (حماس)»، موضحاً أن «التفاوض يجري حول عدد يتراوح ما بين 70 إلى 50 رهينة على أن يكونوا من الأطفال والنساء».
وزار رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، مصر الثلاثاء الماضي، حيث التقى كبار المسؤولين المصريين. ووفق مصادر رسمية تحدثت لقناة «القاهرة الإخبارية» المصرية، حينها، فإن الزيارة اقتصرت على مباحثات لـ«تنفيذ هدنة إنسانية وملف تبادل الأسرى». وجاءت زيارة المسؤول الإسرائيلي، بعد أيام من اجتماع شهدته القاهرة أيضاً، بين رئيس جهاز المخابرات المصرية، عباس كامل، ووفد من حركة «حماس» برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي، وعضوية خالد مشعل، وخليل الحية.
مساعدات إغاثية
وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر، الجمعة، طائرتا مساعدات من المملكة العربية السعودية والكويت إلى غزة.
وقال رئيس «الهلال الأحمر المصري» بشمال سيناء، خالد زايد، إن «إجمالي طائرات المساعدات التي وصلت إلى مطار العريش حتى الآن بلغت 136 طائرة من دول عديدة، بحمولة وصلت لنحو 4700 طن من المساعدات المختلفة المقدمة من 31 دولة حول العالم، و14 منظمة دولية وعالمية وأممية».
وكان وزير الخارجية المصري قد أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء الخميس «ضرورة أن يكون الهدف الأساسي في غزة هو الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار». وأشار شكري إلى «رفض بلاده القاطع سياسات التهجير القسري للفلسطينيين سواء داخل أو خارج قطاع غزة».