برلماني ليبي: لقاء رئيسي «النواب» و«الدولة» فشل بالفعل

أوحيدة قال إنه لا يحق لأحد أن يرفض قوانين الانتخابات لأنها «صدرت بشكل دستوري»

من اجتماع سابق لأعضاء مجلس النواب الليبي (المجلس)
من اجتماع سابق لأعضاء مجلس النواب الليبي (المجلس)
TT

برلماني ليبي: لقاء رئيسي «النواب» و«الدولة» فشل بالفعل

من اجتماع سابق لأعضاء مجلس النواب الليبي (المجلس)
من اجتماع سابق لأعضاء مجلس النواب الليبي (المجلس)

قال جبريل أوحيدة، عضو مجلس النواب الليبي، إن اللقاء الذي جمع بين رئيس المجلس عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة في القاهرة «لم يحقق أي نتيجة، وكان الفشل هو نتيجته المحتومة».

وأضاف أوحيدة لوكالة أنباء العالم العربي، اليوم (الجمعة)، موضحاً أن هذا اللقاء «كان محكوماً عليه بالفشل، وهو ما حدث بالفعل، والدليل على ذلك عدم صدور بيان عنه، وما خرج جاء للتغطية فقط على عدم التوصل إلى نتائج، وكان مجرد تصريح سياسي لا فائدة منه». وتابع أوحيدة مبرزاً أن تكالة ذهب إلى القاهرة بقناعة مبدئية بأنه «ربما يريد العودة إلى نقطة الصفر فيما يخص القوانين الانتخابية، وهذا شيء غير ممكن، لأن هذه القوانين بشكل دستوري وقانوني قد صدرت، ولا يحق لأحد الآن أن يرفضها».

وكان المكتب الإعلامي لمجلس النواب قد أعلن في بيان عن لقاء جمع بين رئيسه ورئيس المجلس الأعلى للدولة الأربعاء الماضي في القاهرة، بغرض التشاور المستمر بين رئاسة المجلسين. وأوضح أن الجانبين استعرضا خلال اللقاء تطورات الموقف الراهن في ليبيا، واتفقا على استمرار التشاور حول الأزمة السياسية للوصول إلى «حل ليبي - ليبي يحقق تطلعات الشعب الليبي ومصالحه». واتهم أوحيدة حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأطرافاً أخرى بعرقلة إجراء أي انتخابات. وقال بهذا الخصوص إن «كل المستفيدين من الأوضاع الحالية، الذين يحققون مكاسب سياسية ومالية، مثل حكومة الدبيبة، يعرقلون العملية الانتخابية، والدبيبة نفسه أعلن صراحة أنه لا يقبل بقوانين الانتخابات التي أقرها مجلس النواب، ولن يسلم السلطة إلا إلى سلطة منتخبة، وهو في الأصل يعارض إقامة الانتخابات، وقد عرقلها في السابق». كما وجّه أوحيدة أصابع الاتهام أيضاً إلى المجلس الرئاسي والمجموعات المسلحة «الذين يمثلون آيديولوجيات بعينها ويخافون على أوضاعهم بعد أن يسيطر الشعب على الدولة عبر انتخابات حقيقية، وللأسف هناك دول خارجية تدعم هذه المجموعات».

* مجلس النواب منفتح على الجميع

وأعرب أوحيدة عن انفتاح مجلس النواب الليبي على التعاون مع الجميع من أجل مصلحة ليبيا، وقال: «ليس لدينا فيتو على أحد، نحن نتمنى من الجميع أن يساعدونا على حل هذه الأزمة، ودول كثيرة ساعدت ليبيا منذ ثورة 17 فبراير (شباط) أو بعد ذلك مثل قطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة». وحول زيارة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى قطر وتركيا، قال أوحيدة: «هذه الزيارة تمثل قناعاته الشخصية لأن مجلس النواب لم يقرر ذلك، ونتائجها ستكون مرهونة به وحده».

وأشاد بالدور المصري تجاه بلاده قائلاً: «مصر هي الدولة الوحيدة التي نراها تسعى إلى إتمام أي توافق، والوصول لانتخابات، غير ذلك، كل الدول الآن تتلاعب بأزمة ليبيا وكثير منها لديه أجندة للأسف، أي مصالح ربما يرون أنها تتعارض مع استقرار ليبيا».



«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لـ«تجاوز مرحلة التفاصيل» وإبرام الاتفاق

مدنيون داخل مبنى مهدم عقب غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
مدنيون داخل مبنى مهدم عقب غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لـ«تجاوز مرحلة التفاصيل» وإبرام الاتفاق

مدنيون داخل مبنى مهدم عقب غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
مدنيون داخل مبنى مهدم عقب غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

اتهامات متبادلة لطرفي الحرب في قطاع غزة بـ«وضع شروط جديدة» جعلت المفاوضات تراوح مكانها وسط مساعٍ لا تتوقف من الوسطاء لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، ودعوات فلسطينية بـ«أهمية تخلي» إسرائيل عن أي مطالب تؤخر إبرام الاتفاق.

المفاوضات المستمرة في نقاش تفاصيل الاتفاق «تنتظر رداً من إسرائيل عقب عودة وفدها قبل أيام من الدوحة للتشاور، لتجاوز تلك المرحلة والدخول في الترتيبات الفنية الأخيرة للتنفيذ والإعلان»، وفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدين أنه «لا مفر عن تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن شروطه المرتبطة بالحصول على قائمة الرهائن الأحياء كاملة أو إضافة أسماء جديدة لنظيرتها التي ستطلق بالمرحلة الأولى من (الصفقة) ليتم إنجازها».

وتضع التقديرات احتمال تعمد نتنياهو وضع هذه الشروط، لتأخير إعلان الاتفاق لوصول حليفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلطة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، لعدم منح إدارة جو بايدن هذا المكسب.

ووفق نائب الأمين العام لـ«حركة الجهاد»، محمد الهندي، في تصريحات الخميس، فإنه «لا يمكن القول إن مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة فشلت حتى الآن»، مشيراً إلى أن «المحادثات كانت جدية وتم بحث كل تفاصيل مقترح الصفقة».

وما يؤخر الانتقال من مرحلة التفاصيل لمرحلة التنفيذ «طلب المفاوض الإسرائيلي أسماء الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وهذا يستغرق وقتاً طويلاً»، حسب الهندي، الذي أشار إلى أن «المفاوض الإسرائيلي وضع أسماء جديدة لا ينطبق عليها شروط المرحلة الأولى من المقترح».

وبرأي الهندي فإن «المفاوضات جادة ودخلت في التفاصيل وأبدينا مرونة، ووافقت على وقف العدوان على 3 مراحل»، مضيفاً: «على الاحتلال التخلي عن أسماء الأسرى الجديدة التي طرحها وأن يكف نتنياهو في المماطلة في إبرام الصفقة لحسابات سياسية».

وتمتلك «(حماس) ورقة الجنود الأسرى إذا لم يلتزم الاحتلال بمراحل الاتفاق»، وفق القيادي الفلسطيني، معتقداً أن «هناك علاقة بين نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتوقيت تسلُّم ترمب للسلطة»؛ إذ يرى أن ترمب «جاد بإيقاف الحرب بغزة مع الحفاظ على المصالح الإسرائيلية».

وفي ظل غموض موقف نتنياهو، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول مطلع على المفاوضات، أن «المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مستمرة، لكن المفاوضين ينتظرون التحديث بعد مغادرة الفريق الإسرائيلي قطر للتشاور في وقت سابق»، لافتة إلى أنه «لا تزال هناك بعض الثغرات التي تحتاج إلى تسوية».

اندلع عمود دخان فوق خان يونس من رفح في جنوب قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

ونقل موقع «والا» الإسرائيلي، عن نتنياهو، قوله إنه «لا يمكن التوصل لصفقة دون الحصول على قائمة بأسماء الأسرى الأحياء».

وبتقدير مسؤولين إسرائيليين للموقع ذاته، فإنه «لا تزال هناك فجوات كبيرة رغم إحراز بعض التقدم في مفاوضات الدوحة»، مؤكدين أن «المفاوضات لم تنهَر، لكنها عالقة».

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور خالد سعيد، أن الإعلام الإسرائيلي يمهد لموقف نتنياهو المنتظر بشأن المفاوضات بعد عودة فريقه من الدوحة، وبدأ الحديث بكثافة عن التفاصيل بعدما كان مقتصراً على الإشارة لوجود تقدم أو فجوات فقط، لافتاً إلى أنه من الواضح أن «الشروط الجديدة متعمدة من نتنياهو لتأخير الاتفاق».

ويعتقد سعيد أن «الطرف الفلسطيني قدم مرونة كافية، ولن يقدم على أي تنازلات جديدة، وستبقى الكرة في ملعب نتنياهو مع استمرار الوسطاء في مساعي تذليل الفجوات».

فلسطينيون يتفقدون أضرار غارة إسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

وحسب المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، فإن المفاوضات في مرحلة تفاصيل «أكثر صعوبة» و«عض أصابع»، موضحاً أن الجانب الفلسطيني حتماً لن يسلّم نتنياهو قائمة الرهائن الأحياء المتبقين بعد المرحلة الأولى، لأسباب مرتبطة بأهمية وجود هدوء لمزيد من التقصي وجمع المعلومات، فضلاً عن أن تسليم القائمة سيتبعه نتنياهو بمطالب جديدة كعادته.

ويرجّح أن تستمر جهود الوسطاء لتذليل الفجوات، مستبعداً رداً حاسماً من نتنياهو إلا بعد انتهاء العيد اليهودي الحالي، وغالباً قد يحدث مطلع الشهر المقبل. ونقل موقع «تايمز أوف إسرائيل»، الجمعة، تقديرات مفادها أن «مسؤولين إسرائيليين وأميركيين يقولون إن احتمالات التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن قبل تنصيب ترمب ضئيلة»، وأشار الموقع إلى تقارير عربية تتحدث عن استمرار الخلافات.

ونقلت تلك التقارير عن مسؤول في «حماس»، الخميس، أن الحركة «قدمت قائمة جزئية بأسماء الرهائن الأحياء للمفاوضين، لكنها غير قادرة على التواصل مع كل المجموعات التي تحتجز الرهائن»، لافتاً إلى أنها «ستكون في وضع أفضل لتقديم معلومات عن الرهائن بمجرد بدء وقف إطلاق النار وتسهيل الاتصالات في غزة».

وبينما يتوقع سعيد أن الاتفاق قد يتأخر حسمه إلى تنصيب ترمب، وليس قبله في ظل «عراقيل نتنياهو»، يرجح الرقب أن نتنياهو لا يريد منح مكافأة لإدارة جو بايدن في نهاية ولايته بإبرام اتفاق، وسيؤجله لمنح ذلك المكسب لترمب، معتقداً أن «ما يحدث هو تأجيلات إعلامية فقط لتأخير موعد الحسم لوصول الرئيس الأميركي، ويتم الإعلان عنه عشية أو غداة التنصيب».