أعلنت مصادر رسمية تونسية صباح الاثنين عن انفجار لغم جديد في جبل الشعانبي في محافظة القصرين الحدودية مع الجزائر.
وقد تسبب الحادث في إصابة رجل يبلغ من العمر، 30 عاماً، كان بصدد رعي الأغنام. وأدى الانفجار إلى بتر ساقه وإصابته بجروح متفاوتة الخطورة، وفق تصريح صحافي أدلى به المدير الجهوي لمصالح وزارة الصحة في محافظة القصرين عبد الغني الشعباني.
ونُقل المصاب إلى المستشفى الجهوي في المحافظة لإجراء عملية جراحية على ساقه، وقد ينقل إلى أحد مستشفيات العاصمة إذا قرر الأطباء ذلك.
ووفق التقارير الأمنية الأولية، فإن هذا الرجل كان يرعى الأغنام في المراعي العمومية في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين الحدودية، الذي شهد خلال العشرية الماضية مواجهات مسلحة وأعمال عنف بين مجموعات إرهابية وقوات عسكرية وأمنية تونسية.
وتسببت تلك المواجهات في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين الأمنيين والعسكريين والإرهابيين.
وكان عدد من العسكريين والأمنيين والمدنيين قد تعرضوا طوال العقد الماضي لحوادث انفجار ألغام مماثلة، تسبب بعضها في إلحاق خسائر بعربات الأمنيين والعسكريين، قبل أن تشتري تونس عدداً كبيراً من العربات المصفحة والمضادة للألغام من تركيا وأميركا وبلدان أوروبية.
ورغم جهود المؤسستين الأمنية والعسكرية طوال الأعوام الماضية في مجال كشف الألغام فإن حوادث انفجار بعض الألغام «المهملة» تتعاقب عند مرور الرعاة وأبناء الفلاحين بين القرى والمزارع بحثاً عن مورد رزق.
وشهد الصيف الماض حادث انفجار في المنطقة نفسها للغم في وجه طالب في الثانوية، بينما كان يجمع الأعشاب بهدف بيعه وتوفير الأموال التي يحتاج إليها لإكمال دراسته في المعهد الثانوي واجتياز امتحان البكالوريا.
وقد تسبب الانفجار في فقدان الشاب المصاب إحدى عينيه وإصابة في يده اليمنى.
وقد تابعت وسائل الإعلام التونسية والمواقع الاجتماعية باهتمام كبير قصة الشاب الذي أمرت السلطات بنقله للعلاج من محافظة القصرين إلى المستشفى العسكري في العاصمة تونس.
كما زاره الرئيس قيس سعيد وهو على فراش المرض مع عدد من كبار المسؤولين في الدولة، وأمر بأن تتكفل الدولة بعلاجه وبمصاريف دراسته لاحقاً.