استؤنفت، في مدينة جدة، أمس (الأحد)، المحادثات بين القوات المسلَّحة السودانية وقوات «الدعم السريع»، بعد توقف دامَ أشهراً عدة. وحسب بيان مشترك صدر عن الميسرين (المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) مع الاتحاد الأفريقي)، فإن المحادثات بين الجانبين تستهدف «تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق النار، وإجراءات بناء الثقة، وإمكانية التوصل لوقف دائم للأعمال العدائية» من دون أن تتناول «أي قضايا ذات طبيعة سياسية».
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد رحّبت باستئناف المحادثات، وحضت الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» على استئناف ما جرى الاتفاق عليه بينهما في «إعلان جدة» لحماية المدنيين، الصادر في 11 مايو (أيار) 2023، واتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقّع من الطرفين في الشهر نفسه.
كما أكدت المملكة حرصها على «وحدة الصف وأهمية تغليب الحكمة، ووقف الصراع لحقن الدماء ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، دعماً لانتهاء هذه الأزمة وخروج السودان منها، وصولاً إلى اتفاق سياسي يتحقق بموجبه الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه الشقيق».
ورحبت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونيتاميس) باستئناف المحادثات، وعبّرت في بيان عن أملها في أن تؤدي هذه الجولة الجديدة من المفاوضات إلى تنفيذ إعلان «مبادئ جدة» لحماية المدنيين، ووقف شامل لإطلاق النار، بينما أبلغ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان المبعوث السويسري للقرن الأفريقي سلفاين إستير، أن الجيش «لا يرغب في أن يكون طرفاً في أي عملية سياسية مستقبلاً». كما بحث معه «أهمية تشكيل حكومة من المستقلين لإدارة المرحلة الانتقالية، وصولاً لإجراء انتخابات عامة».