تطورات جديدة في ملف اغتيال القيادي التونسي بلعيد

أبرزها اتهام القاضي بـ«التستر على متهمين»

شكري بلعيد ومحمد البراهمي اللذان تعرضا للاغتيال سنة 2013 (الشرق الأوسط)
شكري بلعيد ومحمد البراهمي اللذان تعرضا للاغتيال سنة 2013 (الشرق الأوسط)
TT

تطورات جديدة في ملف اغتيال القيادي التونسي بلعيد

شكري بلعيد ومحمد البراهمي اللذان تعرضا للاغتيال سنة 2013 (الشرق الأوسط)
شكري بلعيد ومحمد البراهمي اللذان تعرضا للاغتيال سنة 2013 (الشرق الأوسط)

كشفت الجلسة القضائية المخصصة للنظر في ملف اغتيال القيادي اليساري التونسي شكري بلعيد عن تطورات جديدة؛ أهمها اتهام القاضي المعزول بشير العكرمي بالتأثير على سير القضية، والتستر على متهمين رئيسيين في هذا الملف، وهو ما عبّرت عنه هيئة الدفاع عن بلعيد ومحمد البراهمي، اللذين تعرضا للاغتيال سنة 2013، عندما كانت حركة النهضة تتزعم المشهد السياسي التونسي.

ودارت الجلسة القضائية، مساء الجمعة، بمقر المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية تحت حراسة أمنية مشددة، وتم إحضار 4 متهمين في قضية الاغتيال، التي جرت في السادس من فبراير (شباط) 2013، من بينهم محمد العوادي قائد الجناح العسكري لتنظيم أنصار الشريعة المحظور، في حين لم يحضر بقية المتهمين للرد على الاتهامات الموجهة لهم، بعد أن رفضوا مغادرة غرفة التوقيف بالمحكمة، والمثول أمام القضاء التونسي.

وقدّم ممثل النيابة العامة مطلبين إلى هيئة المحكمة؛ الأول يتعلق بأحد المتهمين تبين أنه توفي، والثاني يتعلق بمتهم آخر يدعى قيس الظاهري تبين أنه غادر السجن، وبالمناداة على المتهمين المحالين بحال سراح حضروا جميعاً. غير أن المحكمة قررت تأجيل النظر في ملف القضية إلى 15 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعد أن تبين أن تركيبة المحكمة غير مكتملة، بسبب الحركة القضائية الأخيرة، وانتقال عدد من القضاة للعمل في محاكم أخرى.

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التي اتهمت بإتلاف وثائق عدة مؤثرة على سير ملف اغتيال بلعيد (إ.ب.أ)

وقالت صبيحة بالطوزية، عضو هيئة الدفاع عن بلعيد، إن القضاء أنجز معظم الطلبات التحضيرية التي طلبتها الهيئة، ومنها إجراء جميع الاختبارات الباليستية على السلاح المستعمل في عملية الاغتيال، والاستماع لقيادات أمنية عليا بوزارة الداخلية، ومعاينة الغرفة السوداء التي تتهم قيادات من حركة النهضة بإتلاف وثائق عدة مؤثرة على سير هذا الملف القضائي.

يذكر أن شقيق شكري بلعيد قد استبق هذه الجلسة القضائية بتوجيه اتهام إلى العكرمي، القاضي المعزول والموقوف في السجن، أكد من خلاله وجود اتفاق بين سائق الدراجة النارية التي أقلت منفذ عملية الاغتيال، كمال القضقاضي، مشيراً إلى اعتراف السائق بوجود اتفاق بينه وبين القاضي المعزول بأن يتحمل كل اتهامات القضية، مقابل إخراجه من السجن، وهو اتهام لم يؤكده أي مصدر مستقل.

لكن حمادي الزعفراني، محامي العكرمي، قال إنه سيقدم شكوى قضائية ضد شقيق شكري بلعيد، بتهمة نشر معلومات زائفة للتأثير على سير القضاء، مؤكداً أنها اتهامات لا يمكن تصديقها لأن أي قاضٍ تونسي لا يعقل أن يعقد صفقات مع المتهمين، على حد تعبيره.

وكان شقيق الضحية قد أكد أن سائق الدراجة النارية التي نُفذت بواسطتها عملية الاغتيال، لاحظ دخول أغلب قيادات النهضة للسجن، وعلى رأسهم راشد الغنوشي، ووزير العدل الأسبق نور الدين البحيري، إضافة للقاضي العكرمي الذي وعده بالإفراج عنه، فقرر تغيير موقفه والكشف عن معطيات جديدة في هذه القضية.

الرئيس سعيد اتهم القاضي العكرمي بالتستر على نحو 6 آلاف ملف على علاقة بالعمليات الإرهابية (رويترز)

ويقبع العكرمي، الذي تعهد سابقاً بالكثير من الملفات الإرهابية، بما فيها ملفات الاغتيال، في سجن المرناقية (غربي العاصمة)، وقد أثار توقيفه جدلاً واسعاً في تونس، بعد أن دخل حينها في نوبة هستيرية فرضت نقله لمستشفى الرازي للأمراض العقلية قبل إعادته للسجن.

وكان الرئيس قيس سعيد قد اتهم العكرمي بالتستر على نحو 6 آلاف ملف على علاقة بالعمليات الإرهابية، وهو ما نفاه القاضي، قائلاً إن سجنه هو جزء من تصفية حسابات سياسية مع قيادات حركة النهضة.


مقالات ذات صلة

وزارة العدل الأميركية تُسقط كل الدعاوى الفيدرالية ضد ترمب

الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب خلال جلسة محاكمة ضده في نيويورك (أ.ف.ب)

وزارة العدل الأميركية تُسقط كل الدعاوى الفيدرالية ضد ترمب

أسقطت وزارة العدل الأميركية قضيتين جنائيتين رفعتا ضد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بتهم محاولته قلب نتائج انتخابات عام 2020، ونقل وثائق سرية إلى منزله في فلوريدا.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

القضاء يردّ دعوى التآمر المرفوعة ضد ترمب بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات

وافقت قاضية أميركية، الاثنين، على طلب النيابة العامة ردّ الدعوى المرفوعة ضدّ الرئيس المنتخب بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي خسرها قبل 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
أوروبا القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك (إ.ب.أ)

«سفاح النرويج» يطلب الإفراج المشروط للمرة الثانية

مَثُل القاتل النرويجي، أندرس بيرينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في حادث تفجير وإطلاق نار عشوائي عام 2011، أمام المحكمة، الثلاثاء، لحضور جلسة استماع بشأن إطلاق

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)

تستعد القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم وتعزيز «الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، يوم الاثنين المقبل، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.

وأعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن استضافة «مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، يوم 2 ديسمبر (كانون الأول)، وقال خلال مشاركته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا الاثنين: «المؤتمر سيبحث إجراءات تعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، حسب إفادة للخارجية المصرية.

وأعاد عبد العاطي التأكيد على محددات الموقف المصري تجاه التطورات الإقليمية، التي تتضمن «ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلاً عن أهمية الانتقال لإيجاد أُفق سياسي لتنفيذ حل الدولتين».

وكشفت مصادر مصرية مطلعة أن «المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء الخارجية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الحضور سيشمل تمثيلاً إقليمياً، من دول المنطقة، ودولياً، من المجتمع الدولي»، إلى جانب «تمثيل المؤسسات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة المعنية بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها (الأونروا)».

وتجري القاهرة استعداداتها المكثفة لاستضافة المؤتمر، لضمان مشاركة واسعة فيه إقليمياً ودولياً، وفق المصادر، التي أشارت إلى أن «مصر ما زالت تتلقى تأكيدات من الدول التي ستشارك»، وأوضحت أن «المؤتمر سيناقش الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للوضع في قطاع غزة»، وأن «دعم عمل وكالة (الأونروا)، سيكون من فعاليات المؤتمر».

ويعقد المؤتمر في ظل مطالبات عربية رسمية برفع القيود الإسرائيلية على مرور المساعدات لقطاع غزة، بعد قرار إسرائيل بحظر عمل أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويتوقف رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، صلاح عبد العاطي، عند عقد المؤتمر بالتزامن مع الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، وقال إن «الفلسطينيين ينظرون بإيجابية لمؤتمر القاهرة الوزاري، أملاً في تحقيق اختراق لأزمة المساعدات الإنسانية، والتدخل لإنفاذ الدعم لسكان القطاع»، مشيراً إلى أن «استمرار الوضع الحالي، مع حلول موسم الشتاء، يفاقم من المعاناة الإنسانية للسكان بغزة».

وتحدث عبد العاطي عن الأهداف التي يأمل الفلسطينيون أن يحققها المؤتمر، ودعا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «ضرورة أن يحقق المؤتمر استجابة إنسانية سريعة لسكان القطاع، كما حدث في التدخلات المصرية السابقة»، إلى جانب «ممارسة ضغوط على الجانب الإسرائيلي لفتح المعابر أمام المساعدات الإغاثية»، كما طالب بـ«تشكيل تحالف دولي إنساني لدعم الإغاثة الإنسانية لغزة».

وتقول الحكومة المصرية إنها قدمت نحو 80 في المائة من حجم المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة، وفق تصريحات لوزير التموين المصري في شهر مايو (أيار) الماضي.

واستضافت القاهرة، في أكتوبر من العام الماضي، «قمة القاهرة للسلام»، بمشاركة دولية واسعة، بهدف «دفع جهود المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، والعمل على تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة».

وباعتقاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، أن «مؤتمر القاهرة الوزاري يستهدف إعادة تقديم القضية الفلسطينية للواجهة الدولية، مرة أخرى، في ضوء التطورات الإقليمية»، وقال إن «توقيت ومستوى التمثيل في المؤتمر، يقدمان رسائل تنبيه مبكرة لخطورة الوضع في القطاع، والمسار المستقبلي للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي».

وستتجاوز مناقشات المؤتمر حدود الدعم الإنساني والإغاثي لسكان قطاع غزة، وفقاً لفهمي، الذي قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤتمر سياسي بالدرجة الأولى، ويستهدف استعراض الجهود المبذولة، خصوصاً من الدول العربية، لوقف الحرب في القطاع»، مشيراً إلى أن «المؤتمر سيسعى لصياغة مقاربات جديدة للتعاطي مع الأزمة في غزة، والقضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تولي إدارة دونالد ترمب مهامها الرسمية في أميركا».