«إيغاد»: مفاوضات جدة لوقف دائم للنار في السودان

«الدعم السريع» تطلق أسرى للجيش لتعزيز الثقة مع انطلاق المفاوضات

السكرتير التنفيذي لـ«إيغاد» ورغنه غبهيو شارك في اجتماعات جدة (سونا)
السكرتير التنفيذي لـ«إيغاد» ورغنه غبهيو شارك في اجتماعات جدة (سونا)
TT

«إيغاد»: مفاوضات جدة لوقف دائم للنار في السودان

السكرتير التنفيذي لـ«إيغاد» ورغنه غبهيو شارك في اجتماعات جدة (سونا)
السكرتير التنفيذي لـ«إيغاد» ورغنه غبهيو شارك في اجتماعات جدة (سونا)

أعلنت الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في القرن الأفريقي (إيغاد)، الجمعة، أن سكرتيرها التنفيذي، ورغنه غبهيو، يشارك في مفاوضات جدة المخصصة للأزمة في السودان، إلى جانب وفدي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأفريقي، لتسهيل المفاوضات الجارية حالياً بين طرفي الصراع في السودان، الجيش وقوات «الدعم السريع». وأكدت الهيئة الأفريقية، أن المفاوضات تهدف في المقام الأول إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار لمعالجة الأوضاع الإنسانية.

واستؤنفت مفاوضات جدة، الخميس، مع استمرار المعارك الحربية في العاصمة الخرطوم وجنوب دارفور، ويشارك غبهيو فيها بالنيابة عن رؤساء دول وحكومات «إيغاد». وقالت «إيغاد» في بيان: «تواصل الهيئة والاتحاد الأفريقي التشاور المستمر مع أصحاب المصلحة لعقد حوار سياسي شامل يقوده ويمتلكه السودانيون، يُعقد في وقت لاحق في مقرها في عاصمة جيبوتي». وأضاف البيان: «تظل (إيغاد) وأصدقاء السودان ملتزمين بدعم الشعب السوداني في سعيه لتحقيق سلام دائم وتسوية سياسية».

وأجرى وفد مشترك من الاتحاد الأفريقي و«إيغاد»، الأسبوع الماضي، في العاصمة المصرية القاهرة، مشاورات مع الكتل السياسية السودانية للاتفاق على تصور جديد للعملية السياسية لإنهاء الحرب في البلاد.

ترحيب خليجي

وبدوره، رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، باستئناف المحادثات بين ممثلي الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مدينة جدة. وقال الأمين العام للمجلس في بيان إن عودة طرفي النزاع بالسودان للمحادثات تؤكد التزامهما الكامل بسيادة البلاد والحفاظ على وحدة مؤسساتها وسلامة أراضيها. وعبر البديوي عن أمله في أن تسهم محادثات جدة في الوصول لحل سلمي دائم وشامل يحافظ على سيادة السودان، «ويحقق طموحات الشعب السوداني في الأمن والسلام والاستقرار السياسي والتنمية».

حمدوك في أديس أبابا خلال الاجتماعات التحضيرية لتأسيس «الجبهة المدنية» (المكتب الإعلامي للجبهة)

من جانبه، رحب رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، باستئناف المباحثات في جدة، داعياً طرفي الصراع إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة. وحث حمدوك عبر صفحته على «فيسبوك» الجيش و«الدعم السريع» على التحلي بالإرادة السياسية والوصول إلى حل يوقف إطلاق النار ويعالج «الكارثة الإنسانية» وينقذ البلاد من «مخاطر الانقسام».

وأضاف: «أناشد أطراف النزاع تسهيل وصول العون الإنساني العاجل وتسهيل إجراءات دخول العاملين في الحقل الإنساني إلى المحتاجين في كافة أرجاء البلاد، كما أناشد المجتمع الدولي بضرورة حشد الدعم الإنساني بصورة عاجلة». وأشاد رئيس الوزراء السابق بالجهود التي تبذلها السعودية والولايات المتحدة والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي من أجل وقف الحرب.

إطلاق أسرى من الجيش

من جهة أخرى، أمرت قيادة قوات «الدعم السريع» بإطلاق سراح 265 من أسرى القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى لديها، في إطار تعزيز بناء الثقة، وتأكيد الرغبة الصادقة لإنجاح التفاوض. وقالت في بيان: «تأتي هذه الخطوة تزامناً مع بدء المباحثات في منبر جدة لإنهاء معاناة شعبنا بسبب الحرب التي أشعلها فلول النظام البائد ومنسوبوه في قيادة القوات المسلحة». وأكد إبراهيم مخير، مستشار قائد قوات «الدعم السريع» في السودان، أن قوات «الدعم» عازمة على التوصل إلى هدنة في أقرب وقت ممكن.

قوات «الدعم السريع» عازمة على التوصل إلى هدنة في أقرب وقت ممكن

إبراهيم مخير

وقال مخير في تصريحات لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «معنويات وفدنا مرتفعة جداً، وكله ثقة في أنه سيبذل مجهوداً كبيراً من أجل الوصول إلى هدنة في أقرب وقت ممكن». وتابع: «عازمون على الوصول إلى هدنة؛ لأن الهدف الأساسي هو تخفيف المعاناة عن السودانيين». ووصف مخير جلسة المفاوضات الأولى بأنها «سرية»، مؤكداً الحرص على عدم كشف تفاصيلها للإعلام «حتى لا تؤدي للإثارة وتوتر الأجواء». وعبر عن اعتقاده بأن هناك عوامل أدت إلى الضغط على الجيش للجلوس إلى طاولة المفاوضات، لافتاً إلى أن من بين هذه العوامل «تغير الأوضاع العسكرية داخل السودان، وتكشف الوضع عن سيطرة أكبر لـ(الدعم السريع)». ورأى مخير أنه ستكون هناك صعوبة في سير المفاوضات، لافتاً إلى وجود ما سماه «تضارباً في اتخاذ القرار في القيادة بين العسكريين وعناصر النظام السابق المتطرفين».

صورة أرشيفية لقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) مع قواته في جنوب دارفور (أ.ف.ب)

وكانت قوات «الدعم السريع» أعلنت، الخميس، الاستيلاء على الفرقة «16 مشاة» في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور (غرب البلاد)، بعد معارك ضارية مع الجيش. وأدانت «هيئة محامي دارفور» وشركاؤها (هيئة قانونية) انتهاكات قوات «الدعم السريع» ضد الأطباء والكوادر الصحية في المستشفى الإيطالي في نيالا، وحملتها مسؤولية تحويل الحرب الدائرة مع الجيش إلى حرب أهلية. وطالبت بالكف الفوري عن كافة الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها قوات «الدعم السريع» بحق المدنيين، وإطلاق سراح المعتقلين من الكوادر الطبية. وكانت وزارة الصحة السودانية أدانت، ليل الخميس، استهداف واحتلال قوات «الدعم السريع» مستشفى الطوارئ في ولاية جنوب دارفور، وتحويله إلى حامية عسكرية، إلى جانب احتجاز الأطباء والكوادر المساعدة.

اجتماع لـ«مجلس السيادة»

في موازاة ذلك، عقد «مجلس السيادة» في السودان، يوم الجمعة، في مدينة بورتسودان (شرق البلاد)، اجتماعاً ترأسه قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، بحضور نائبه مالك عقار، وعضوي المجلس من العسكريين، شمس الدين الكباشي وإبراهيم جابر، ناقش فيه الأوضاع الأمنية والاقتصادية الراهنة. وهذا هو الاجتماع العلني الأول للمجلس خارج العاصمة الخرطوم منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) الماضي. وقد غاب عنه عضوا المجلس من ممثلي الفصائل المسلحة، الهادي إدريس والطاهر حجر، وقائد العمليات العسكرية للجيش في قطاع أمدرمان ياسر العطا.

البرهان مستقبلاً نائبه شمس الدين الكباشي في بورتسودان (الجيش السوداني)

وأفاد إعلام «مجلس السيادة»، في بيان، بأن الاجتماع تطرق للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها «ميليشيا (الدعم السريع) المتمردة ضد المواطنين الأبرياء، والتخريب المتعمد للمرافق والمنشآت العامة». وأشاد المجتمعون بالأدوار العظيمة التي تقوم بها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في «التصدي للمحاولات اليائسة للميليشيا المتمردة التي تستهدف أمن واستقرار الوطن». ووفق البيان، تناول الاجتماع قضايا الناس المعيشية، ومجهودات الحكومة في تأمين الغذاء والدواء للمواطنين في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد.


مقالات ذات صلة

البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «الدعم السريع»

شمال افريقيا رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «الدعم السريع»

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم (الثلاثاء)، أن انتصارات الجيش ستتواصل، وإن الحرب لن تتوقف إلا بالقضاء على «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا سودانيون يحتفلون في مروي في الولاية الشمالية شمال السودان في 11 يناير 2025... بعد أن أعلن الجيش دخول عاصمة ولاية الجزيرة الرئيسية ود مدني (أ.ف.ب)

الجيش السوداني ينفي تورّطه في هجمات على مدنيين بولاية الجزيرة

نفى الجيش السوداني، اليوم (الثلاثاء)، تورطه في هجمات على مدنيين في ولاية الجزيرة التي استعاد عاصمتها ود مدني من «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا أعمدة من الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

أكثر من 120 قتيلاً بقصف على أم درمان

أفاد مسعفون سودانيون بأن أكثر من 120 شخصاً قُتلوا، أمس (الاثنين)، في قصف استهدف منطقة بأم درمان الواقعة ضمن الخرطوم الكبرى.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان (السودان))
شمال افريقيا شهدت مدينة بورتسودان انقطاعاً واسعاً في الكهرباء منذ صباح الاثنين (رويترز)

انقطاع الكهرباء في عدة مناطق سودانية بعد مهاجمة سد مروي

انقطعت الكهرباء، اليوم (الاثنين)، عن بورتسودان، مقر الحكومة السودانية المتحالفة مع الجيش، بعدما استهدف هجوم بمسيّرة سداً لتوليد الطاقة الكهرومائية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا خيام نازحين سودانيين في بعض الدول (المنظمة الدولية للهجرة)

هل تفتح انتصارات البرهان الباب لعودة سودانيين من مصر؟

«انتصارات البرهان» الأخيرة تفاعل معها سودانيون يقيمون في ضاحية فيصل بمحافظة الجيزة بمصر، عبر احتفالات واسعة للجالية السودانية.

أحمد إمبابي (القاهرة )

مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار تشاد

استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار تشاد

استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)

أكدت مصر دعمها أمن واستقرار تشاد. وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التشادي، محمد إدريس ديبي، الثلاثاء، عن «إدانة بلاده الكاملة للهجوم الذي استهدف أخيراً القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي.

وقال الشناوي: «إن الرئيس المصري أشاد خلال الاتصال بالدور الذي يلعبه ديبي في قيادة جهود بلاده للتصدي ودحر الجماعات الإرهابية»، مشدداً على دعم القاهرة المُستمر للخطوات التشادية في مُكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف.

كانت الحكومة التشادية أعلنت، في وقت سابق، أن الهجوم المسلّح الذي استهدف، مساء الأربعاء الماضي، القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا خلّف 19 قتيلاً، بينهم 18 في صفوف المهاجمين. وقال وزير الخارجية المتحدث باسم الحكومة التشادية، عبد الرحمن كلام الله، إنّ المجموعة المسلّحة تألّفت من «24 شخصاً» سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح.

وخلال المحادثة الهاتفية هنأ السيسي ديبي بمناسبة حصول حزبه على الأغلبية في الجمعية الوطنية في الانتخابات التشريعية التي جرت أخيراً، بحسب متحدث الرئاسة المصرية، الذي أشار إلى أن «الرئيس التشادي أعرب، من جانبه، عن تقديره البالغ للدعم المستمر الذي توليه مصر لأمن واستقرار بلاده»، مشيداً بالعلاقات الوثيقة والممتدة بين البلدين، ومؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر في مختلف المجالات.

وقالت الهيئة المعنية بالانتخابات في تشاد، الأحد، إن حزب الرئيس ديبي، «حركة الخلاص الوطني»، حصل على 124 مقعداً من أصل 188 في الجمعية الوطنية، في الانتخابات التي جرت نهاية الشهر الماضي.

وفي 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وصل وزير الخارجية والهجرة المصري، إلى العاصمة نجامينا في زيارة رسمية، بحث خلالها مع المسؤولين التشاديين المستجدات الإقليمية وتعزيز العلاقات الثنائية، وأكد عبد العاطي آنذاك، «حرص بلاده على تقديم الدعم لتشاد لتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية ذات الصلة بتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف»، وأشار إلى «أهمية تبني مقاربة شاملة تراعي الأبعاد التنموية والاجتماعية والأمنية والفكرية».