الجزائر تعلن موافقة النيجر على وساطتها لحل الأزمة السياسية

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
TT

الجزائر تعلن موافقة النيجر على وساطتها لحل الأزمة السياسية

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

أعلنت الخارجية الجزائرية اليوم (الاثنين)، تلقي الحكومة مراسلة عبر خارجية النيجر تفيد بقبول الوساطة الجزائرية الرامية لبلورة حل سياسي للأزمة القائمة في البلاد، بحسب المبادرة التي تقدم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

وأوضحت «الخارجية» في بيان عبر منصة «إكس»، نقلته وكالة أنباء العالم العربي، أن قبول النيجر بالمبادرة الجزائرية يعزز خيار الحل السياسي للأزمة في النيجر ويفتح المجال أمام توفير الشروط الضرورية التي من شأنها تسهيل إنهاء الأزمة بالطرق السلمية بما يحفظ مصلحة النيجر والمنطقة.

وقالت وزارة الخارجية إن تبون كلف الوزير أحمد عطاف بالتوجه للعاصمة النيجرية نيامي في أقرب وقت ممكن، للشروع في مناقشات تحضيرية مع كل الأطراف المعنية حول سبل تفعيل المبادرة الجزائرية.

وأعلنت الجزائر في أغسطس (آب) الماضي، عن مبادرة لحل الأزمة في النيجر من خلال ترتيبات على مدى 6 أشهر، تحت إشراف سلطة مدنية توافقية بما يفضي إلى استعادة النظام الدستوري في البلاد.


مقالات ذات صلة

استئناف الحوار بين الجزائر والنيجر بعد تصاعد الأزمة في 2023

شمال افريقيا سفير النيجر بالجزائر يسلم أوراق اعتماده للرئيس تبون (الرئاسة الجزائرية)

استئناف الحوار بين الجزائر والنيجر بعد تصاعد الأزمة في 2023

يسعى وفد من حكومة النيجر يزور الجزائر حالياً، لطي خلاف حاد نشأ في صيف 2023 بسبب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، واشتدت الأزمة باحتجاج نيامي على …

أفريقيا رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

النيجر نحو تنظيم «مؤتمر وطني» بشأن ميثاق انتقالي

أعلنت وزارة الداخلية في النيجر أن النظام العسكري الحاكم سينظّم «مؤتمراً وطنياً» من 15 حتى 19 فبراير (شباط)، يهدف خصوصاً لتحديد مدة للفترة الانتقالية.

«الشرق الأوسط» (نيامي)
الولايات المتحدة​ قاعدة أغاديز (أرشيفية - أ.ب)

الجيش الأميركي أنهى سحب قواته من آخر قاعدة في النيجر

أعلن الجيش الأميركي، الاثنين، إنهاء سحب كل قواته من قاعدته الأخيرة في النيجر؛ تلبية لمطلب قادة الانقلاب العسكري في الدولة الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أفريقيا متظاهرون يهتفون تأييداً للقوات النيجرية أثناء تجمعهم أمام السفارة الفرنسية في نيامي (أ.ف.ب)

مقتل 15 جندياً في النيجر قرب الحدود مع بوركينا فاسو

قتل 15 جنديا في النيجر على الأقل أمس (الاثنين) خلال معارك في منطقة تير (جنوب غرب) قرب بوركينا فاسو.

«الشرق الأوسط» (نيامي)
أفريقيا مجموعة أفراد يحملون شبكة صيد في طريقهم لبحيرة الثعبان لجمع الأسماك بمالي (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تدعو إلى «تحرك دولي فوري» لحل أزمة منطقة الساحل الأفريقي

دعت الأمم المتحدة، الجمعة، إلى تحرك دولي فوري لوضع حد للنزوح القسري للمدنيين في منطقة الساحل الأفريقي التي تشهد أزمة إنسانية تزداد سوءا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

المنفي والدبيبة يوجّهان بتقصي مصير الموقوفين في سجون الميليشيات الليبية

وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» الليبية في زيارة سابقة لمجمع المحاكم والنيابات بمصراتة (وزارة العدل)
وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» الليبية في زيارة سابقة لمجمع المحاكم والنيابات بمصراتة (وزارة العدل)
TT

المنفي والدبيبة يوجّهان بتقصي مصير الموقوفين في سجون الميليشيات الليبية

وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» الليبية في زيارة سابقة لمجمع المحاكم والنيابات بمصراتة (وزارة العدل)
وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» الليبية في زيارة سابقة لمجمع المحاكم والنيابات بمصراتة (وزارة العدل)

فتحت أحداث الاقتتال التي شهدتها العاصمة الليبية الشهر الماضي، كثيراً من الملفات، من بينها أوضاع المحتجزين والمغيَّبين داخل سجون الميليشيات المسلحة في طرابلس.

وتدير تشكيلات مسلحة، تتبع «اسمياً» جهات حكومية أو تعمل بمعزل عن قانون الدولة، سجوناً ومراكز احتجاز عديدة خارج نطاق سيطرة السلطة الرسمية، كما تُتَّهم بأنها «تمارس صلاحيات أمنية وقضائية على نحو غير مشروع».

ودفع الاقتتال العنيف الذي شهدته طرابلس في مايو (أيار) الماضي، بين ميليشيات وقوات تابعة لحكومة «الوحدة» المؤقتة، السلطة التنفيذية بالعاصمة إلى فك الارتباط مع عدد من هذه التشكيلات، لا سيما بعد اغتيال رئيس جهاز «دعم الاستقرار» عبد الغني الككلي.

سجن معيتيقة في طرابلس (المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان)

ولم تعد حكومة «الوحدة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تجد حرجاً في تسمية التشكيلات المسلحة «الميليشيات»، وهو الاسم الذي كانت تتحاشاه منذ أن جاءت إلى السلطة قبل أكثر من 4 أعوام، وكانت تطلق عليها «أجهزة أمنية».

وعقب حديثه عن انتهاء «عصر الميليشيات»، طالب الدبيبة، النائب العام المستشار الصديق الصور في خطاب رسمي، بتشكيل لجنة لتقصى مصير المحتجزين بسجون تابعة لتشكيلات من بينها جهاز «قوة الردع» و«الشرطة القضائية».

وأشار الخطاب الذي وجهه أمين عام مجلس وزراء الحكومة، راشد أبوغفة، إلى مكتب النائب العام وتداولته صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، إلى مطالبات عدد من الأسر الليبية بالكشف عن مصير أبنائها وإحالتهم إلى النيابة العامة، أو إطلاق سراح من لم يصدر بحقه أي اتهام من القضاء.

وبحسب تقارير محلية وأممية ومنظمات دولية، من بينها «هيومن رايتس ووتش»، تُرتكب انتهاكات موثّقة «تصل إلى التعذيب النفسي والجسدي» داخل هذه السجون ومقار الاحتجاز بعيداً عن السلطة القضائية، كما تُستخدم هذه السجون لـ«تصفية حسابات سياسية أو ابتزاز عائلات المحتجزين».

ومن بين السجون التي تقودها الميليشيات بطرابلس «معسكر 77» و«معسكر الحرس» في مدينة تاغوراء شرق العاصمة، بالإضافة إلى مقار تابعة لجهازي «دعم الاستقرار» و«قوة الردع»، و«اللواء 444».

وسجون الميليشيات في طرابلس، وفق حقوقيين ليبيين، تُمثّل واحداً من أكثر مظاهر غياب الدولة والازدواج الأمني وضوحاً، ويُنظَر إليها على أنها عائق كبير أمام مسار العدالة، خصوصاً أن غالبية القائمين عليها يرفضون تفتيشها حتى من قِبل السلطة القضائية الرسمية.

ويسيطر جهاز «قوة الردع» على سجن معيتيقة الواقع داخل قاعدة معيتيقة الجوية، شرق العاصمة طرابلس. ورغم أنه يُعدّ تابعاً لوزارة الداخلية، فإنه عملياً يخضع لسلطة الجهاز فقط. ويُحتجز فيه بعض قيادات من نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وعناصر يُشتبه بانتمائهم إلى «داعش»، و«القاعدة».

النائب العام الليبي الصديق الصور (مكتب النائب العام)

وجاءت مطالبة الدبيبة للنائب العام بتشكيل هذه اللجنة متوازية مع قرار أصدره رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، لتشكيل لجنة حقوقية لمتابعة أوضاع السجناء والسجون وأماكن الاحتجاز، بالإضافة إلى إجراء زيارات تفتيش ميدانية دورية وحصر ومراجعة حالات التوقيف التي تمت خارج نطاق السلطة القضائية. وطالب المنفي برفع توصيات بشأنها إلى الجهات المختصة مع ضمان احترام الإجراءات القانونية.

وفي أكثر من تقرير، نقلت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» في ليبيا ما يتعرض له المحتجزون في السجون دون عرضهم على النيابة، معبّرة عن استهجانها الشديد لما وصفته بـ«سياسة التهميش الممنهجة» التي تنتهجها الحكومة ضد المؤسسات الحقوقية المحلية، وذلك بمنعها من متابعة أوضاع السجناء والسجون.

وقالت «المؤسسة الوطنية» في تصريح مساء الأحد، إنه «تم إقصاء المؤسسات الحقوقية الليبية الحكومية والمستقلة من التمثيل في قرار رئيس المجلس الرئاسي المتعلق بتشكيل لجنة حقوقية لمتابعة أوضاع السجون وأماكن الاحتجاز»، ورأت أن هذا الإجراء «يعرّض ما ينتج عن هذه اللجنة إلى التشكيك في مصداقيتها».

وترى «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» أن عدم تمثيل المؤسسات الحقوقية المحلية في اللجان الوطنية المعنية بمتابعة حالة حقوق الإنسان، والتي من بينها أوضاع السجون والسجناء، «لا يُسهم في إيجاد معالجات جذرية وبشفافية ونزاهة كاملة في التعاطي مع هذه الملفات الشائكة».

وتعتقد المؤسسة أنه «في ظل إقصاء المنظمات الحقوقية الليبية، لن تكون هناك حلول حقيقية شاملة لملف أوضاع السجون والسجناء بمراكز الاحتجاز».

رئيس حكومة «الوحدة» الليبية عبد الحميد الدبيبة مع وزير داخليته عماد الطرابلسي (مكتب الدبيبة)

وسبق للدبيبة القول إن تأمين العاصمة طرابلس «بات من اختصاص وزارة الداخلية فقط، للمرة الأولى منذ عام 2011»، مشيراً إلى «انصياع الجميع إلى الترتيبات الأمنية» التي بدأت حكومته تنفيذها بالتنسيق مع المجلس الرئاسي.

ونقلت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» عن أُسر معتقلين القول إن أبناءها محرومون من الزيارات، ولا يُعرضون على النيابة، مما يترتب عليه إبقاؤهم في السجون طويلاً دون تهمة.