ترقب مصري لفتح باب الترشح في الانتخابات الرئاسية

ازدياد التكهنات بعقدها قبل نهاية ديسمبر

لافتات لدعم السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة (حزب المصريين الأحرار)
لافتات لدعم السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة (حزب المصريين الأحرار)
TT

ترقب مصري لفتح باب الترشح في الانتخابات الرئاسية

لافتات لدعم السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة (حزب المصريين الأحرار)
لافتات لدعم السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة (حزب المصريين الأحرار)

رجحت مصادر مصرية مطلعة إجراء الانتخابات الرئاسية قبل نهاية العام الحالي «ارتباطاً بتفسير نص دستوري يرهن استمرار الإشراف القضائي الكامل على الاقتراع حتى منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل». وبينما لم يعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نيته الترشح حتى الآن، تدرس قوى المعارضة الرئيسية إمكانية الدفع بـ«مرشح توافقي» يمثلها في خوض السباق الرئاسي.

ويترقب المصريون إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن مواقيت إجراءات الترشح والانتخاب قريباً، وسط تقدير رسمي لعدد من يحق لهم التصويت بـ60 مليوناً.

وتكثف أحزاب عدة، أبرزها «مستقبل وطن»، الذي يحوز الأغلبية بمجلس النواب المصري، مساعيها الداعمة لترشح الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، لفترة رئاسية جديدة. ووفق المادة 241 (مكرر)، من الدستور المصري، «تنتهي مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء 6 سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيساً للجمهورية (في أبريل (نيسان) 2018)، وتجوز إعادة انتخابه لمرة تالية». كما تنص المادة 140 من الدستور نفسه على «بدء إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمائة وعشرين يوماً على الأقل، وأن تُعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوماً على الأقل».

وتنص المادة 34 من قانون الهيئة الوطنية للانتخابات (198 لسنة 2017) على إتمام «الاقتراع والفرز في الاستفتاءات والانتخابات في السنوات العشر التالية للعمل بالدستور تحت إشراف كامل من أعضاء الجهات والهيئات القضائية». وهذه المادة مأخوذة من نص المادة 210 من الدستور الذي أُقِر منتصف يناير 2014، وهي ما يستند إليه القائلون بأولوية إجراء الاستحقاق الرئاسي «قبل حلول يناير المقبل للاستفادة بسريان نص الإشراف القضائي».

ومساء السبت، أعلن مجلس أمناء «التيار الحر»، وهو تكتل حزبي ليبرالي، «تعليق جميع مشاركاته السياسية مؤقتاً»، بعد صدور حكم قضائي بسجن رئيس مجلس أمنائه، الناشط هشام قاسم، 6 أشهر، بتهمة سبّ وزير القوى العاملة الأسبق، كمال أبو عيطة، وموظفين عموميين.

وفي بيان له، أكد «التيار» «عدم الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة»، مشيراً إلى أن قاسم «كان مرشحاً رئاسياً محتملاً إذا ما توافرت الضمانات الانتخابية الأساسية». واستدرك البيان أن قراره بعدم الدفع بمرشح «لا يعد ملزماً لأعضائه من الأحزاب على أساس أن لوائح الأحزاب الداخلية تظل هي المرجعية النهائية لها».

وفي وقت سابق، أعلن حزب المحافظين، أحد أحزاب «التيار الحر»، الإعداد للدفع برئيسه أكمل قرطام، مرشحاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنه رَهن إتمام تلك الخطوة بـ«توافر ضمانات». وتكرر الموقف نفسه من الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي أشار إلى إمكانية خوض رئيسه، السياسي الاشتراكي فريد زهران، السباق.

وأصدرت «الحركة المدنية الديمقراطية»، وهي تجمع معارض من 12 حزباً وشخصيات عامة، في وقت سابق، بياناً دعا إلى كفالة أن يكون «الإعلام، ومؤسسات الدولة، على مسافة واحدة من جميع المرشحين، والسماح بمتابعة المنظمات المحلية والدولية المشهود لها بالنزاهة والموضوعية للعملية الانتخابية، كضمانات أساسية».

وفي المقابل، يقول البرلماني المصري مصطفى بكري: «هناك من يزعم أنه لا توجد ضمانات لهذه الانتخابات، رغم أن الهيئة الوطنية للانتخابات المشرفة على مجريات هذه العملية تدير مراحلها كافة من خلال قضاة مستقلين، ومراقبين من المجتمع المدني، ومتابعة من الصحافة والإعلام».

ورجح بكري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقال: «لا شك أن الأيام المقبلة، قبل نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي، ستشهد فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وأتوقع أن يعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ترشحه بالتأكيد خلال الفترة المقبلة». كما توقع عضو مجلس النواب المصري «ظهور أسماء جديدة في قائمة المرشحين المحتملين، لكن مع ضرورة الوفاء باشتراطات الترشح».

ومن بين المرشحين المحتملين لخوض الانتخابات المقبلة، رئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر، والبرلماني السابق أحمد الطنطاوي. ويُشترط في كل مرشح للرئاسة، بموجب المادة 142 من الدستور المصري، أن ينال تزكية «20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب (البرلمان)، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن، ممن لهم حق الانتخاب، في 15 محافظة على الأقل».

وفي سياق آخر، قررت محكمة القضاء الإداري في مصر، السبت، تأجيل دعوى قضائية تطالب بمنع جمال وعلاء، نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك، من الترشح لأي منصب رفيع بالدولة، إلى جلسة 25 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وإلى جانب الدعوة إلى التحقيق مع نجلي الرئيس الأسبق بتهمة «الكسب غير المشروع»، يطالب مقيم الدعوى، مدير المركز القومي لدعم المواطنة وحقوق الإنسان، عبد السلام إبراهيم إسماعيل، بـ«منع عائلة مبارك من الترشح لأي منصب رفيع بالدولة المصرية».


مقالات ذات صلة

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

شمال افريقيا السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع لحظات بكاء وتأثر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه، الخميس، مع قادة القوات المسلحة المصرية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة المصرية للحد من «فوضى» الاعتداءات على الطواقم الطبية بالمستشفيات، عبر إقرار قانون «تنظيم المسؤولية الطبية وحماية المريض».

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا مشاركون في ندوة جامعة أسيوط عن «الهجرة غير المشروعة» تحدثوا عن «البدائل الآمنة» (المحافظة)

مصر لمكافحة «الهجرة غير المشروعة» عبر جولات في المحافظات

تشير الحكومة المصرية بشكل متكرر إلى «استمرار جهود مواجهة الهجرة غير المشروعة، وذلك بهدف توفير حياة آمنة للمواطنين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
خاص عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

خاص كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

تسبب الوجود السوري المتنامي بمصر في إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد مشروعاتهم الاستثمارية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
TT

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية مفجعة، أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

وشهدت مصر، الجمعة، حادثاً أُصيب خلاله نحو 52 شخصاً، إثر انقلاب حافلة (أتوبيس رحلات) على طريق «الجلالة - الزعفرانة» (شمال محافظة البحر الأحمر - جنوب مصر)، قبل توجهها إلى دير الأنبا أنطونيوس بالمحافظة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية «خروج جميع المصابين من المستشفى، بعد تحسّن حالاتهم»، وقالت في إفادة لها، الجمعة، إن «الحادث أسفر عن إصابة 52 راكباً؛ نُقل 31 منهم إلى مستشفى (رأس غارب) التخصصي، في حين تم إسعاف 21 مصاباً آخرين بموقع الحادث».

واحتجزت الأجهزة الأمنية سائق «الحافلة» المتسبّب في الحادث، في حين كلّفت السلطات القضائية لجنة فنية بفحص أسباب وقوع الحادث حول ما إذا كان عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً نتيجة للقيادة الخاطئة، حسب وسائل إعلام محلية.

وأعاد انقلاب الحافلة بطريق «الجلالة - الزعفرانة» إلى الأذهان حادث انقلاب حافلة تابعة لجامعة «الجلالة الأهلية»، على الطريق السريع «الجلالة - العين السخنة»، في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ مما أدّى إلى وفاة 7 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين.

وشهدت منطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) حادث «دهس» سيارة، دراجةً نارية كان يستقلها عامل «دليفري» (التوصيل المنزلي)؛ مما أدى إلى مقتله.

كما شهدت محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) حادث انقلاب سيارة نقل ركاب، الخميس، على الطريق الصحراوي السريع؛ مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.

وأظهرت التحريات الأولية للحادث أن السيارة تعرّضت للانقلاب، نتيجة السرعة الزائدة، وفقدان السائق السيطرة عليها.

وسجّلت إصابات حوادث الطرق في مصر ارتفاعاً بنسبة 27 في المائة، على أساس سنوي، بواقع 71016 إصابة عام 2023، في حين بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق خلال العام نفسه 5861 حالة وفاة، بنسبة انخفاض 24.5 في المائة، وفقاً للنشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في شهر مايو (أيار) الماضي.

طريق الجلالة (وزارة النقل المصرية)

وباعتقاد رئيس الجمعية المصرية لرعايا ضحايا الطرق (منظمة مدنية)، سامي مختار، أن «نحو 80 في المائة من حوادث الطرق يحدّث نتيجة لأخطاء من العنصر البشري»، مشيراً إلى أن «تكرار الحوادث المرورية يستوجب مزيداً من الاهتمام من جهات حكومية؛ للحد من وقوعها، وتعزيز السلامة على الطرق».

ودعا مختار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية بالسلامة المرورية، لجميع مستخدمي الطرق، من سائقي السيارات والركاب»، قائلاً إن حملات التوعية يجب أن تشمل «التعريف بقواعد وآداب السير على الطرق، وإجراءات السلامة، والكشف على تعاطي المخدرات للسائقين في أثناء السير»، ومشدداً على ضرورة «تكثيف حملات الرقابة بخصوص تعاطي المخدرات في أثناء القيادة».

ولقي حادث انقلاب حافلة طريق «الجلالة» تفاعلاً من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث دعوا إلى «مراجعة الحالة الفنية للطريق، بعد تكرار حوادث انقلاب حافلات الركاب عليه».

بينما يستبعد أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، حسن مهدي، فرضية أن يكون وقوع الحوادث بسبب الحالة الفنية للطريق، مرجعاً ذلك إلى «عدم تكرار الحوادث في مكان واحد على الطريق»، ومشيراً إلى أن «وقوع الحوادث المرورية في مناطق متفرقة يعني أن السبب قد يكون فنياً؛ بسبب (المركبة)، أو لخطأ بشري من السائق».

وأشار مهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى ضرورة «تطبيق منظومة النقل الذكي، للحد من الحوادث، خصوصاً على الطرق السريعة»، مضيفاً أن «التوسع في المراقبة الذكية لحركة السير سيقلّل من الأخطاء، ويُسهم في التزام السائقين بإجراءات السلامة في أثناء القيادة»، وموضحاً أن «مشروع قانون المرور الجديد، المعروض أمام البرلمان ينص على تطبيق هذه المنظومة بشكل موسع».

وتضع الحكومة المصرية «قانون المرور الجديد» ضمن أولوياتها في الأجندة التشريعية لدور الانعقاد الحالي للبرلمان، وناقش مجلس النواب، في شهر أكتوبر الماضي «بعض التعديلات على قانون المرور، تضمّنت عقوبات مغلظة على مخالفات السير، والقيادة دون ترخيص».