حميدتي يهدد بإنشاء سلطة عاصمتها الخرطوم

في حال تشكيل البرهان حكومة بشرق السودان

قائد قوات «الدعم السريع» حميدتي (أ.ب)
قائد قوات «الدعم السريع» حميدتي (أ.ب)
TT

حميدتي يهدد بإنشاء سلطة عاصمتها الخرطوم

قائد قوات «الدعم السريع» حميدتي (أ.ب)
قائد قوات «الدعم السريع» حميدتي (أ.ب)

هدد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" بتشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها قواته وعاصمتها "الخرطوم"، إذا أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تشكيل "حكومة حرب" في بورتسودان بشرقي البلاد، أو حال تمسك خصمة البرهان بشرعيته "الزائفة" رئيسا للبلاد.

وقال حميدتي في رسالة صوتية نشرت على صفحته على منصة (X) أمس، إنه إذا قام الفلول – يقصد بهم أنصار نظام الرئيس البشير والإسلاميين – بتشكيل حكومة في بورتسودان، سيشرع فورا في إجراء مشاورات واسعة لتشكيل سلطة حقيقية في مناطق سيطرته الواسعة والممتدة، وأن الخرطوم العاصمة القومية ستكون عاصمة لها، وعدم السماح بخلق أي عاصمة بديلة.

وأوضح حميدتي أن يسميه: "اجتمعوا جميعاً في بورتسودان، بما في ذلك واجهات المؤتمر الوطني، ومعهم الفارون من سجون العدالة ويسعون للادعاء بأنهم سلطة شرعية"، واصفا جولات البرهان الخارجية التي أعقبت خروجه من القيادة العامة إلى بورتسودان بأنها "محاولة لانتحال صفة رئيس الدولة رغم أنه لا شرعية له".

وحذر حميدتي من ما أسماه من تشكيل حكومة في جزء من أجزاء السودان، واعتبرها خطوة لتقسيم السودان، وقال: "برغم سيطرة قواتنا على غالب السودان فإننا لم نقم بإعلان حكومة، لأننا لسنا طلاب سلطة ولأننا نتمسك بالحفاظ على وحدة السودان أرضا وشعبا".

واتهم حميدتي البرهان ومؤيديه من أنصار النظام السابق وجماعة الأخوان الذين يجتمعون في بورتسودان، بأنهم يجمعون مجموعات المرتزقة الذين يشكلون تهديدا لدول الجوار وأن البحر الأحمر. وقطع حميدتي بعدم وجود سلطة شرعية منذ انقلاب أبريل (نسيان) 2021، وأن مرحلة ما بعد الحرب في 15 أبريل الماضي، أحدثت انهيارا دستوريا شاملا "فقدت بسببه حكومة الأمر الواقع – حكومة الانقلاب – شرعيتها تماما".

وقال إن محاولات إعلان حكومة على جزء من السودان، واستمرار البرهان في محاولات إدعاء "شرعية زائفة"، يؤدي لتقسيم السودان، وتابع: "البرهان لم يستطع الحفاظ على شرعيته في القيادة العامة التي هرب منها، فكيف يمكن أن يدعي شرعية حكم السودان ككل"؟

ووصف البرهان الحرب بين قواته والجيش بأنها كانت محاولة لقطع الطريق أمام العملية السياسية وعودة الحكم المدني، تحقيقا لمخطط قديم عند البرهان يصبح بموجبه رئيس دكتاتور، ومن أجله خطط للحرب مع الفلول، وأضاف: "عندما بدأ الفلول الحرب، كانت تقديراتهم أنهم سيهزمون الدعم السريع في ساعات، لكن بحمد الله وتوفيقه نحن هزمناهم وأفشلنا انقلابهم، والآن الدعم السريع يسيطر على معظم ولاية الخرطوم، وأجزاء واسعة من البلاد، وهو أمر أكد تقرير الأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن الأخيرة".

وتوعد البرهان بالاستيلاء على المناطق التي يسيطر عليها الجيش، بقوله: "برهان والفلول يسيطرون الآن على شرق السودان، وبعض المناطق في شمال السودان، وهي في متناول أيدينا، إذا أردنا فسنكون اليوم في بورتسودان".

واعتبر حميدتي إنهاء الحرب وتوحيد السودان أولوية بالنسبة له، بقوله: "علينا عدم السماح بحكومة حرب في بورتسودان، وإن قيام هذه الحكومة يعني أن نتجه لسيناريوهات حدثت في دول أخرى، ووجود طرفين يسيطرون على مناطق مختلفة في بلد واحد"، وقال: "لا نرغب في هذا السيناريو، فهو سيناريو يبدد الأمن والسيادة الثروات، ويطيل أمد الحرب ومعاناة المدنيين".

وأكد رغبته في إنهاء الحرب وعودة السلام، وتوحيد السودان، وإقامة حكم مدني ديموقراطي وبناء جيش مهني واحد، وقال: "صبرنا كثيرا على قرارات البرهان المنفردة على الرغم عدم شرعيته، ولذلك لن نسمح لكائن من كان الحديث باسم السودان وادعاء أي شرعية".

ودعا القوى السياسية والمدنية المتطلعة إلى السلام والديموقراطية لتحمل مسؤوليتها بالوقوف أمام محاولات تفتيت السودان، مؤكدا رغبته في إنهاء الحرب سلميا وتشكيل سلطة مدنية شرعية لإدارة البلاد، وتابع: "ندعو كل أهل السودان لحوار واسع حول كيفية المحافظة على وحدة البلاد وتجنيبها ويلات الانقسام واستمرار الحرب وإفشال مخططات الفلول الشريرة".

وحذر بلدان الجوار والمجتمعين الإقليمي والدولي مما أسماه مخاطر مخطط تقسيم السودان ومحاولات الفلول لجلب "مرتزقة" يشاركوا في القتال وزعزعة الأمن الإقليمي والدولي،ودعاهم لعدم الاعتراف بأي خطوة من هذا القبيل.


مقالات ذات صلة

أزمة بيع مواد الإغاثة تتفاقم في السودان... وتبرؤ حكومي

شمال افريقيا أطفال يحملون حزماً من المساعدات الإنسانية في مدرسة للنازحين بمدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

أزمة بيع مواد الإغاثة تتفاقم في السودان... وتبرؤ حكومي

تفاقمت أزمة بيع المواد الإغاثية في أسواق سودانية، فيما تبرَّأت المفوضية الإنسانية التابعة للحكومة من المسؤولية عن تسريبها.

محمد أمين ياسين (نيروبي) وجدان طلحة (بورتسودان)
المشرق العربي الحرب في السودان والقيود المفروضة على توصيل المساعدات تسببتا في مجاعة في شمال دارفور (رويترز)

الأمم المتحدة: أكثر من 30 مليون شخص في السودان بحاجة إلى المساعدة

قالت الأمم المتحدة الاثنين إن أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان بعد عشرين شهرا من الحرب المدمرة.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
العالم العربي مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30، في غارة جوية جنوب الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان (السودان))
شمال افريقيا «سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على إكس)

توالي الزلازل في إثيوبيا يجدد مخاوف مصرية بشأن أمان «سد النهضة»

جدد توالي الزلازل في إثيوبيا خلال الأيام الأخيرة مخاوف مصرية بشأن أمان «سد النهضة»، الذي أقامته أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا شاحنة تحمل مسلحين تابعين للجيش السوداني في أحد شوارع مدينة القضارف (شرق) في نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

توسع أحكام الإعدام في السودان بمزاعم التعاون مع «الدعم السريع»

قالت هيئة حقوقية سودانية إن الأجهزة الأمنية المُوالية للحكومة في العاصمة المؤقتة بورتسودان، تحتجز مئات الأشخاص تعسفياً، بمزاعم التعاون مع قوات «الدعم السريع».

أحمد يونس (السودان)

المنقوش: لقاء كوهين كان بتنسيق بين إسرائيل وحكومة الدبيبة

المنقوش في لقائها مع «منصة 360» التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية
المنقوش في لقائها مع «منصة 360» التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية
TT

المنقوش: لقاء كوهين كان بتنسيق بين إسرائيل وحكومة الدبيبة

المنقوش في لقائها مع «منصة 360» التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية
المنقوش في لقائها مع «منصة 360» التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية

كشفت وزيرة الخارجية المقالة بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، نجلاء المنقوش، عن أن لقاءها مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين الذي تمّ قبل أكثر من عام في روما، كان بتنسيق بين إسرائيل والحكومة، وقالت إنها ناقشت معه عدداً من القضايا «الأمنية الحساسة التي تهم استقرار ليبيا وفقاً لما كُلفت به».

صورة أرشيفية لنجلاء المنقوش (الوحدة)

وأضافت المنقوش لـ«منصة 360»، التابعة لقناة «الجزيرة» القطرية، مساء يوم الاثنين، في أول حديث لها منذ مغادرتها ليبيا، أن اللقاء مع كوهين كان سرياً لأغراض أمنية واستراتيجية، لكنها أوضحت أنه كان يتعلّق «بالبحر المتوسط، والمحافظة على الموارد الليبية النفطية والمائية بالإضافة إلى الطاقة».

وأشارت إلى أنها «لم تكن طرفاً في الترتيب لأجندة الاجتماع مع كوهين... الحكومة هي التي رتبت، وأنا دوري كان إيصال الرسائل إلى الجانب الإسرائيلي»، واصفة تنصل «الوحدة» من اللقاء بأنه «عدم حكمة أو فقد القدرة على معالجة الأزمة بعد تسريب خبر اللقاء».

وأبدت المنقوش استغرابها من تسريب الجانب الإسرائيلي اللقاء، بالنظر إلى أن «الاتفاق كان عدم إعلانه وإبقاءه سرياً... المشكلة بالنسبة لي لم تكن في تسريب الخبر؛ بل كانت في طريقة معالجته، لأن ما قمت به هو من صميم عملي الدبلوماسي، كنت أقود الدبلوماسية الليبية؛ وعملي مقابلة كل وزراء الخارجية».

وقالت إن لقاءها كوهين «لم يكن خطأ من ناحية المبدأ»، مشددة على أن مقابلة الطرف الإسرائيلي كانت محددة في موضوعات وإطار معين، وكما يقولون «رب ضارة نافعة»، فبداية حديثي مع الوفد الإسرائيلي أكدت لهم أن موقف الليبيين الشرفاء والعرب الشرفاء هو الاعتراض على السياسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته.

احتجاجات سابقة في طرابلس على اللقاء بين المنقوش ونظيرها الإسرائيلي (أ.ب)

وسبق أن أثار اجتماع المنقوش - كوهين، الذي احتضنته إيطاليا في أغسطس (آب) الماضي، حالةً من الغضب في ليبيا تسببت في مغادرتها البلاد، في حين نفى عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة علمه بلقائها كوهين.

ولُوحظ خروج الكثير من المواطنين في مصراتة (غرب ليبيا)، سعياً للتظاهر ضد الدبيبة الذي قالت تقارير إنه وجّه وزير الداخلية بتشديدات أمنية على طرابلس لمواجهة أي احتجاجات.

وصعّد رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حمّاد، يوم الاثنين، أمام مجلس النواب، من هجومه ضد غريمه الدبيبة، وعدّ لقاء مسؤولين في «الوحدة» مع «العدو الصهيوني» سقوطاً أخلاقياً وقانونياً، يجرّمه القانون بشأن مقاطعة إسرائيل.

والمنقوش المولودة في بنغازي (54 عاماً) خرجت من ليبيا سراً، عقب حالة غضب عارمة ومظاهرات في بعض المدن، إثر وقوعها تحت طائلة القانون الليبي، الصادر في عام 1957 بشأن «مقاطعة إسرائيل».

ويقضي القانون بـ«الحبس لمدة لا تقل عن 3 سنوات، ولا تزيد على 10 سنوات، وبغرامة لا تتجاوز 5 آلاف دينار، عقاباً لكل مَن يعقد اتفاقاً مع أي نوع من هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل، أو منتمين إليها بجنسيتهم، أو يعملون لحسابها».

وأبدت المنقوش احترامها للقانون الليبي، وقالت إنها مستعدة للمثول أمام جهات التحقيق، لإثبات الحقيقة لليبيين الذين قالت «إنها تحبهم، وليس لديها ما تخفيه عنهم». وكان النائب العام أحالها إلى التحقيق منذ أغسطس 2023، لكنها تقول: «لم يتم استدعائي حتى اليوم».