تواصلت في المغرب، أمس الثلاثاء، عمليات البحث والإنقاذ في المناطق التي ضربها الزلزال في مناطق بمراكش، رغم تضاؤل الآمال بالعثور على ناجين بعد أكثر من 72 ساعة من الهزة المدمّرة التي خلّفت نحو 2900 قتيل، فيما أطلق الصليب الأحمر الدولي مناشدة لجمع أكثر من 100 مليون دولار لمساعدة المنكوبين.
وتحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية ومتطوعين، تسريع عمليات البحث وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها. وكان القلق بادياً على وجوه الناجين الذين تدبروا ملاجئ بوسائلهم المتواضعة، في قرية دوزرو المدمرة على بعد نحو 80 كيلومتراً جنوب مراكش، وسط البلاد، الذين أكدوا حاجتهم لمن يتكفل بهم، «لأنه لا يمكننا البقاء طويلاً في العراء، فالظروف المناخية جد قاسية، ونخشى الأسوأ مع اقتراب الشتاء»، حسب تصريحات بعضهم.
وفي حي القصبة ببلدة أمزميز، التي تبعد 56 كيلومتراً عن مدينة مراكش، قال عبد الرزاق لقصير إنه نجا وعائلته بأعجوبة من الزلزال، الذي مزّق منزله، بأعجوبة. مضيفاً: «سمعت صراخ زوجتي، ثم لا شيء. قلت لعل مكروهاً أصابها، قبل أن أكتشف أن الزلزال ألقى بها خارج المنزل، بعد أن تعلقت بإطار النافذة الذي رافقته في سقوطه خارج البيت... حينها أمسكت بابني وسحبت نصف جسده من تحت الردم، ودفعت بالخادمة نحو درج الطابق الأول، تاركين المنزل وقد استبد بنا فزع شديد، غير مصدقين أننا نجونا من عنف الزلزال».
بدوره، قال وليد إددان، وهو من أبناء أمزميز، إن كل البيوت المجاورة لبيت عائلته تضررت بفعل الزلزال، الذي أحدث بها تصدعات جعلتها غير صالحة للسكن، مشيراً إلى أنه اضطر وعائلته لترك كل شيء وراءهم، فراراً من الموت.
كما تحدث وليد عن خريطة الدمار الذي أصاب بلدة أمزميز، مشيراً إلى أن الدواوير (الكفور) المجاورة تبقى الأكثر تضرراً وتسجيلاً للخسائر البشرية والمادية، من قبيل «آزرو أوداكر» و«تفغاغت» و«أزغور» و«إمي إن تالا» و«سيدي حساين» و«أنكال».