وزير العدل المغربي يقدّم قانون العقوبات البديلة أمام لجنة نيابية

تضمن العمل من أجل المنفعة العامة والمراقبة الإلكترونية وفرض تدابير تأهيلية

عبد اللطيف وهبي وزير العدل المغربي (الشرق الأوسط)
عبد اللطيف وهبي وزير العدل المغربي (الشرق الأوسط)
TT

وزير العدل المغربي يقدّم قانون العقوبات البديلة أمام لجنة نيابية

عبد اللطيف وهبي وزير العدل المغربي (الشرق الأوسط)
عبد اللطيف وهبي وزير العدل المغربي (الشرق الأوسط)

قال عبد اللطيف وهبي، وزير العدل المغربي، إن مشروع قانون العقوبات البديلة يستهدف تخفيف الاكتظاظ في السجون، حيث وصل عدد السجناء حوالي 100 ألف سجين في البلاد، ما يقارب نصفهم معتقلون احتياطياً.

وأوضح وهبي، اليوم الثلاثاء، أمام لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، خلال تقديمه مشروع قانون العقوبات البديلة عن السجن، أن هذه العقوبات تتمثل في العمل لأجل المنفعة العامة والمراقبة الإلكترونية، وفرض تدابير تأهيلية أو علاجية، مثل الخضوع لعلاج نفسي أو العلاج من الإدمان على الكحول والمخدرات والمؤثرات العقلية.

كما تتضمن العقوبات البديلة تدابير أخرى تقييدية، مثل عدم الاقتراب من الضحية والخضوع للمراقبة لدى مصالح الشرطة والدرك الملكي، والخضوع لتكوين أو تدريب وغير ذلك، كما تم في إطار إقرار العدالة التصالحية إضافة عقوبة إصلاح الأضرار الناتجة عن الجريمة. وبخصوص التنصيص في المشروع على «شراء العقوبة السجنية»، وهو مقتضى تم سحبه من مشروع القانون، الذي صادقت عليه الحكومة، قال وهبي إنه مع وضع هذه الإمكانية التي تتيح للشخص، الذي صدر ضده حكم أن يشتري أيام السجن، وأضاف «يمكن شراء كل يوم سجن مقابل 3000 درهم (300 دولار)». وأوضح وهبي أن المقصود هو ألا تتولى الدولة مصاريف المحكومين بالسجن. منتقداً كثرة المتابعات في حالة الاعتقال، ما أدى إلى اكتظاظ السجون بالمعتقلين احتياطياً، وقال بهذا الخصوص: «هناك معتقلون قد يتم الحكم عليهم بالبراءة بعد سنة من الاعتقال، في حين هناك محكومون بالسجن في حالة سراح (إفراج)». في سياق ذلك، أشار وهبي إلى أن مشروع القانون ينص على توسيع دائرة الاستفادة من العقوبات البديلة لتشمل الجنح الصادر بشأنها عقوبة لا تزيد على خمس سنوات حبساً، مع استثناء بعض الجنح الخطيرة، مثل جرائم الفساد المالي وجرائم أمن الدولة والإرهاب والجرائم العسكرية والاتجار الدولي في المخدرات، والاتجار في المؤثرات العقلية، والاتجار في الأعضاء البشرية، وكذا الاستغلال الجنسي للقاصرين، أو الأشخاص في وضعية إعاقة.

ووفق الوزير وهبي، الذي كان يتحدث بحضور أعضاء لجنة العدل والتشريع، فإن ارتفاع مؤشرات الجريمة، وتنامي حالات العود، واكتظاظ المؤسسات السجنية، هي نتيجة مباشرة لقصور السياسة العقابية المتبعة عن بلوغ الأهداف المسطرة، المرتبطة باجتثاث منابع الجريمة وإصلاح المحكوم عليهم، وإعادة تأهيلهم وإدماجهم داخل المجتمع. وقال وهبي في هذا السياق: «لهذا السبب ارتفعت الأصوات في معظم الأنظمة الجنائية الحديثة منادية بإعادة النظر في الأساليب المعتمدة في العقاب، وأصبح هذا الموضوع من الانشغالات الأساسية للرأي العام لما له من انعكاس على أمن وطمأنينة الأفراد، وكذا هيبة المؤسسات». وأوضح وهبي أن الوضع العقابي بالمغرب بحاجة ماسة لاعتماد نظام العقوبات البديلة، بوصفه حلا معولا عليه للتصدي للنواقص التي تعتري السياسة العقابية الحالية، خاصة في ظل المؤشرات والمعطيات المسجلة على مستوى الساكنة السجنية، والتي تؤثر سلباً على الوضعية داخل المؤسسات السجنية، وتحد من المجهودات والتدابير المتخذة من طرف الإدارة العقابية في تنفيذ برامج الإدماج، وإعادة التأهيل وترشيد تكلفة الإيواء.


مقالات ذات صلة

المغرب: إلغاء اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة مع أوروبا لن يكون له تأثير

شمال افريقيا وزير الفلاحة محمد صديقي (الشرق الأوسط)

المغرب: إلغاء اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة مع أوروبا لن يكون له تأثير

قال وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، محمد صديقي، إن إلغاء محكمة العدل الأوروبية اتفاقيتي الصيد البحري مع أوروبا «لن يكون له تأثير على تنمية القطاع».

«الشرق الأوسط» (طنجة)
يوميات الشرق الممثلة المغربية نعيمة المشرقي (الخدمة الإعلامية لمهرجان مالمو)

وفاة الممثلة المغربية نعيمة المشرقي... سفيرة يونيسيف للنوايا الحسنة

توفيت الممثلة المغربية نعيمة المشرقي اليوم السبت عن عمر يناهز 81 عاماً بعد مشوار حافل بالعطاء في المسرح والسينما والتلفزيون امتد لأكثر من خمسة عقود.

«الشرق الأوسط» (الرباط )
شمال افريقيا أطفال من قرية سيدي بوشتة يتزودون بالمياه الصالحة للشرب بعد تحليتها (أ.ف.ب)

بعد 6 سنوات من الجفاف... المغاربة يروون عطشهم من مياه البحر

بدأ سكان قرية سيدي بوشتة المغربية يروون عطشهم بمياه المحيط الأطلسي بعد تحليتها بفضل محطات متنقلة.

«الشرق الأوسط» (بدوزة (المغرب))
شمال افريقيا الملك محمد السادس مستقبلاً الرئيس ماكرون خلال زيارته للرباط في نوفمبر 2018 (رويترز)

ماكرون يزور المغرب لإعادة إطلاق العلاقات الثنائية

أعلن قصر الإليزيه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور المغرب في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (إ.ب.أ)

الجزائر تعيد فرض تأشيرات دخول على مواطني المغرب

قررت الجزائر «إعادة العمل الفوري» بفرض تأشيرات دخول على حاملي جوازات السفر المغربية، وفق ما أكدت وزارة الخارجية، على خلفية نشاطات «تمسّ باستقرار» البلاد.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مطالبة مدنية بتدخل دولي لوقف الانتهاكات في السودان

مشهد من المعارك التي تجددت قبل أيام في أحد أحياء الخرطوم (رويترز)
مشهد من المعارك التي تجددت قبل أيام في أحد أحياء الخرطوم (رويترز)
TT

مطالبة مدنية بتدخل دولي لوقف الانتهاكات في السودان

مشهد من المعارك التي تجددت قبل أيام في أحد أحياء الخرطوم (رويترز)
مشهد من المعارك التي تجددت قبل أيام في أحد أحياء الخرطوم (رويترز)

أدان التحالف المدني المعروف بـ«تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، القصف الجوي الذي شنه الطيران الحربي السوداني على عدد من البلدات طوال الأيام الأربعة الماضية، وأدى حسب مصادر صحفية لمقتل قرابة 500 شخص، بغارات استهدفت مدينة الحصاحيصا بوسط البلاد، ومدن حمرة الشيخ بشمال كردفان، وكتم ومليط بشمال دارفور، بجانب قصف «قوات الدعم السريع» بالمدفعية، منطقة الحتانة الواقعة تحت سيطرة الجيش في شمال أم درمان.

الدخان يتصاعد نتيجة القتال في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقالت مجموعة «محامو الطوارئ»، وهي هيئة تطوعية حقوقية، في بيان «إن نحو 100 شخص بينهم نساء وأطفال قتلوا جراء قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني محلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة». وانتقدت بشدة الغارات الجوية في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وغرب وشمال دارفور وشمال كردفان، وعدّت استمرار القصف الجوي «جريمة حرب، وانتهاكاً واضحاً لمبادئ التمييز والتناسب التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني، بوصفه مستوى من مستويات الإبادة الجماعية».

وندّد «محامو الطوارئ» أيضاً بالقصف الجوي الذي استهدف سوق فور بولاية الجزيرة، الاثنين، ودعت المجتمع الدولي «للتدخل العاجل من أجل وقف الانتهاكات وحفظ أرواح المدنيين، وممارسة الضغوط على قيادة الجيش لوقف قصف الأسواق والمساكن وأماكن تجمع المدنيين».

ويقول الجيش، الذي يستخدم القصف الجوي بكثافة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، إنه يستهدف «تجمعات (قوات الدعم السريع)، ومناطق تمركزها»، بينما يقول «الدعم» إنه يستهدف بالمدفعية وحدات الجيش العسكرية، لكن تقارير شهود العيان ومقاطع الفيديو التي يبثونها، تنقل جثث أطفال ونساء وكبار سن، ولا تُظهر أي أشخاص بثياب عسكرية.

وقال حزب «الأمة القومي»، وهو أحد أكبر الأحزاب السودانية، في بيان، الثلاثاء، إن القصف الجوي الذي استهدف مدينة الحصاحيصا، أدى لمقتل وإصابة أكثر من 100 مدني جلهم من النساء والأطفال، وفي الوقت نفسه تعرضت منطقة الحتانة بمدينة أم درمان لقصف مدفعي من «قوات الدعم السريع»، أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، لم تتسنَّ معرفة عددهم.

وأدان الحزب استمرار «الانتهاكات المروّعة»، وطالب طرفي الحرب «بالتوقف عن الانتهاكات ضد المدنيين، والإيفاء بتعهداتهما السابقة»، وذلك في إشارة إلى «إعلان جدة الإنساني» الموقّع في 11 مايو (أيار) 2023، وبوساطة سعودية أميركية.

من جهتها، أبدت تنسيقية «تقدم»، «أسفها» لاستمرار طرفَي الحرب في استهداف المدنيين، ودعتهما للالتزام بتعهداتهما بحماية المدنيين، والعودة للتفاوض «الصادق والجاد» من أجل وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين.

ووفقاً لإحصاءات أهلية، بلغ عدد قتلى الغارة الجوية على مدينة الكومة، بولاية شمال دارفور، 65 مدنياً، الجمعة الماضي، فضلاً عن عشرات الجرحى... وفي اليوم ذاته، قُتل 23 شخصاً في مدينة مليط بشمال دارفور أيضاً، مع عدد غير محدد من الجرحى والمصابين.

كما قُتل 38 شخصاً وأصيب 150 بجراح في مدينة حمرة الشيخ، بولاية شمال كردفان، إثر قصف جوي نفّذه الطيران الحربي التابع للجيش في المدينة الصحراوية.

وذكرت منصات موالية لـ«قوات الدعم السريع» أنها سيطرت على منطقة الدم جمد، بولاية غرب كردفان، وتتجه إلى مدينة النهود، إحدى مدن الولاية الكبرى. ونشرت مقاطع فيديو أظهرت عدداً من الأسرى داخل عربة يستجوبهم رجالها، وهم يشيرون إلى سيارات قتالية زعموا أنهم استولوا عليها.

ويسيطر «الدعم» على معظم مدن ولاية غرب كردفان، باستثناء مدينة بابنوسة بحاضرة الولاية؛ حيث مقر «الفرقة 22» التابعة للجيش، التي شهدت معارك كبيرة منذ أكثر من شهر.