المغرب: حصيلة الزلزال 2122 قتيلاً... وتعليق الدراسة بالمناطق المتضررة

TT

المغرب: حصيلة الزلزال 2122 قتيلاً... وتعليق الدراسة بالمناطق المتضررة

تعثر جهود إنقاذ وانتشال جثت ضحايا زلزال المغرب بسبب صعوبة الوصول للمناطق المتضررة في الجبال (أ.ف.ب)
تعثر جهود إنقاذ وانتشال جثت ضحايا زلزال المغرب بسبب صعوبة الوصول للمناطق المتضررة في الجبال (أ.ف.ب)

أفاد التلفزيون المغربي اليوم (الأحد) بارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي هز المملكة مساء يوم (الجمعة) إلى 2122 قتيلاً و2421 مصاباً.

ووفق وكالة «أنباء العالم العربي»، أشار التلفزيون إلى أن هذه الأعداد مؤقتة، حيث تم إحصاؤها حتى الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي، فيما يعني أنها مرشحة للزيادة.

ولا تزال جهود إنقاذ الناجين وانتشال جثث الضحايا متعثرة لليوم الثاني على التوالي، حيث تجد السلطات صعوبة بالغة في الوصول إلى المناطق المتضررة كافة الموزعة على مساحات شاسعة في الجبال الممتدة بين مدن مراكش وأغادير وتارودانت، فالانهيارات الصخرية والترابية تجعل بلوغ أقاصي الجبال أمراً مستحيلاً في غياب الطائرات والمروحيات.

 

تعليق الدراسة

وأعلنت وزارة التربية الوطنية في المغرب اليوم تعليق الدراسة في المناطق الأكثر تضررا من الزلزال الأخير الذي ضرب البلاد. ونقل التلفزيون المغربي عن الوزارة قولها إن قرار تعليق الدراسة سيسري اعتبار من يوم غد الاثنين في مناطق بأقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت.
وضرب الزلزال الذي بلغت شدته سبع درجات على مقياس ريختر وسط المغرب مساء يوم الجمعة الماضي، مما أسفر عن سقوط 2122 قتيلا و2421 مصابا حتى الآن.
وشهدت المملكة مئات الهزات الارتدادية في أعقاب الزلزال، الذي وقع مركزه في إقليم الحوز، مما تسبب أيضا في انهيار العديد من المباني بعدد من المناطق والأقاليم.

 

الوضع كارثي

وحتى منتصف اليوم (الأحد) لا يزال المغربي إبراهيم إدمو القاطن بمدينة مراكش يبحث عن سبيل لبلوغ قرية تلات نيعقوب إحدى أكثر القرى المتضررة بإقليم الحوز جنوب مراكش، فأقصى مدى يمكن أن تبلغه السيارات هو قرية كندافة ويتبقى مسافة لا تقل عن 10 كيلومترات يضطر رفقة بعض أصدقائه إلى قطعها على متن الدواب أو الدراجات النارية.

وقال إبراهيم، لوكالة الأنباء الألمانية إن الوضع كارثي، ولا يمكن وصفه، فالكثير ما زال تحت الأنقاض، والناجون معزولون عن العالم بسبب انقطاع الكهرباء، ونفاد بطاريات الهواتف.

وأضاف «زرت القرية يوم أمس وأنا في طريقي إليها من جديد أحمل المياه والأكل والأدوية لإيصالها للمتضررين والناجين الذين باتوا ليلتهم الثانية في العراء، ويحاولون إزالة الأنقاض بوسائلهم البسيطة ببطء شديد، زرتهم بالأمس، واليوم أنا قادم لمد يد المساعدة للمنكوبين، لم يصب أي من عائلتي بأذى، لكن أغلب الأسر الأخرى فقدت بعض أفرادها».

وأصبحت قرية تلات نيعقوب مثل كثير من القرى الكثيرة ذات التجمعات السكانية الصغيرة الموزعة على الجبال الممتدة على مساحة شاسعة بين مراكش وتارودانت، معزولة كليا عن العالم الخارجي، فالسلطات لم تستطع حتى اليوم الوصول إليها في وقت ما زال فيه الكثيرون تحت الأنقاض.

وإذا كانت الصور المتداولة تظهر وصول المساعدات والخيام والأغذية والأدوية، فإنها لم تجد طريقها لمجموعة كبيرة من الضحايا بعد.

يقول إبراهيم الشاهد على ما يحدث على طول الطريق الممتدة من مراكش إلى قرية إيغيل حيث مركز الزلزال: «تصل الخيام والمساعدات تباعا إلى قرية أسني وهي آخر نقطة تصلها السيارات والشاحنات بفضل الطريق المعبدة، لكنها لم تصل بعد إلى النقاط البعيدة في الجبال، حيث ما زال سكان قرى تبعد عن أسني بحوالي 70 كيلومترا ينتظرون المساعدة مثل أكنديس وكندافة ووادي أوكدمت».

المبيت في الخارج

صرح بعض سكان مراكش وأغادير وتارودانت وباقي القرى المجاورة أنهم فضلوا المبيت في الشوارع والحدائق بعيدا عن المباني خوفا من الهزات، في حين أن كثيرا من المنكوبين باتوا في العراء بسبب فقدان منازلهم وذويهم في انتظار وصول المساعدة المتعثرة بسبب وعورة المسالك الجبلية، وتوزع المجموعات السكانية على مناطق شاسعة يصعب الوصول إليها بوسائل النقل العادية.

عرض مساعدة جزائري

من جانبها، عرضت الجزائر اليوم (الأحد)، مخططا طارئا لتقديم مساعدات للشعب المغربي الشقيق المتضرر من آثار الزلزال.

وذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، أنه في إطار المساعدات اللوجيستية والمادية الطارئة التي تستعد الجزائر لتقديمها للشعب المغربي الشقيق لمواجهة آثار الزلزال، تعرض الجزائر مخططاً طارئاً للمساعدة في حال قبول المملكة المغربية لهذه المساعدة.

وتتمثل المساعدات في فريق تدخل للحماية المدنية (الدفاع المدني) مكون من 80 متخصصاً، بالإضافة إلى فريق سينوتقني (الكلاب المدربة) المتخصص في عمليات البحث تحت الأنقاض، وفريق طبي إلى جانب مساعدات إنسانية تتمثل في الإسعافات الأولية وأفرشة وخيم.

وأكدت الرئاسة الجزائرية أن «السلطات الجزائرية العليا أبدت استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية، ووضع الإمكانيات المادية والبشرية كافة تضامناً مع الشعب المغربي الشقيق».

كذلك أعلنت الرئاسة الجزائرية في وقت سابق أن السلطات العليا في البلاد قررت فتح المجال الجوي مع المغرب أمام الرحلات لنقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين.

يُذكر أن الجزائر كانت قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في 24 أغسطس (آب) 2021، بسبب ما سمته بـ«أعمال عدائية من الرباط ضدها». وبعد شهر من ذلك أغلقت مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، وكذلك التي تحمل رقم تسجيل مغربي، متّهمة المملكة بمواصلة الاستفزازات والممارسات العدائية تجاهها.

 


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا

آسيا عناصر من البحث والإنقاذ يتدربون على محاكاة لإخلاء ضحايا تسونامي في إندونيسيا (إ.ب.أ)

زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا

ضرب زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر شرق إندونيسيا، اليوم السبت، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
آسيا رسم بياني لزلزال (متداولة)

زلزال بقوة 5.9 درجة قبالة كامتشاتكا الروسية

قال «المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل»، إن زلزالاً بقوة 5.9 درجة وقع قبالة الساحل الشرقي لمنطقة كامتشاتكا الروسية، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جانب من أعمال منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكي ألوفا اليوم (إ.ب.أ)

تزامناً مع انعقاد قمة إقليمية... زلزال بقوة 6.9 درجة يضرب تونغا

ضرب زلزال بلغت قوته 6.9 درجة اليوم (الاثنين)، تونغا الواقعة في المحيط الهادئ، حسبما ذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نوكي ألوفا)
شؤون إقليمية أشخاص ينتظرون حافلة في كهرمان مرعش المتضررة بالزلزال في 28 مايو 2023 (أ.ف.ب)

بعد 25 عاماً على «كارثة مرمرة»... إسطنبول تعيش مخاوف زلزال كبير

600 ألف مبنى سكني يقطنها نحو 2.5 مليون نسمة معرضة للانهيار في الدقائق الأولى من زلزال محتمل يهدد إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي نقطة تفتيش حدودية بالقرب من معبر نصيب بين الأردن وسوريا 29 سبتمبر 2018 (رويترز)

زلزال بقوة 4.8 يهز الحدود بين الأردن وسوريا

قال مركز أبحاث علوم الأرض الألماني (جي إف زد)، إن زلزالاً بقوة 4.8 درجة هز منطقة الحدود الأردنية - السورية، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (عمّان)

الأمن السوداني يفرق بالذخيرة الحية احتجاجات في كسلا

متظاهرون حول مقر الأمن في كسلا (مواقع التواصل)
متظاهرون حول مقر الأمن في كسلا (مواقع التواصل)
TT

الأمن السوداني يفرق بالذخيرة الحية احتجاجات في كسلا

متظاهرون حول مقر الأمن في كسلا (مواقع التواصل)
متظاهرون حول مقر الأمن في كسلا (مواقع التواصل)

قال شهود عيان إن قوات الأمن السودانية أطلقت الذخيرة لتفريق المئات من المتظاهرين احتجاجاً على مقتل أحد الشباب تحت التعذيب في معتقلات جهاز الأمن والمخابرات بمدينة كسلا (شرق السودان).

وحاصر متظاهرون غاضبون (الأحد) مقر الأمن في المدينة، وطالبوا بتقديم المسؤولين المتورطين من رجال الأمن إلى العدالة فوراً.

ويتحدر القتيل، ويدعى الأمين محمد نور، من إحدى أكبر المجموعات السكانية بإقليم شرق السودان، الذي ظلّ لسنوات طويلة يعاني من الصراعات ذات الطابع القبلي.

وأظهرت تسجيلات مصورة، متداولة بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي، أعداداً كبيرة من المتظاهرين يفرون من أصوات الذخيرة الحية التي تُسمع بوضوح.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المئات من المحتجين الغاضبين تجمّعوا منذ الصباح الباكر، وأغلقوا كل الطرق والمداخل المؤدية إلى مقرَي النيابة العامة، وجهاز الأمن والمخابرات بالمدينة.

وردّد المحتجون هتافات تطالب بتسليم الجناة للعدالة، وإقالة مدير جهاز الأمن والمخابرات على الفور ومحاسبته على هذه الجريمة.

وقالت مصادر محلية، إن قوات أمن بالزي المدني، وأخرى ترتدي الأزياء الرسمية للشرطة، أطلقت الذخيرة الحية بكثافة لتفريق المئات من المتجمهرين حول المناطق الأمنية.

ولم يتسنَّ التأكد من وقوع قتلى أو إصابات وسط المحتجين، في حين أصدر «تجمع شباب قبائل البني عامر والحباب» بولاية كسلا ليل السبت - الأحد بياناً أكد فيه أن الشاب القتيل، الأمين محمد نور، جرى اعتقاله من قبل مجموعة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، و«فارق الحياة نتيجة للتعذيب الذي تعرّض له». وأضاف أن «تقرير التشريح بمستشفى كسلا أظهر وجود كدمات على أجزاء واسعة من جسده».

الشاب القتيل الأمين محمد نور (مواقع التواصل )

وذكر البيان، أن مدير جهاز الأمن والمخابرات بالولاية، العميد رضوان، أبلغ ناظر قبيلة البني عامر، بخبر وفاة الشاب المعتقل، زاعماً بوجود علاقة بين القتيل و«قوات الدعم السريع»، ومدعياً في الوقت نفسه، أن الوفاة «نتيجة لضيق التنفس». وقال «التجمع القبلي» إن تقرير الطب الشرعي فنّد ادعاءات مدير جهاز الأمن، مؤكداً أن وفاته حدثت بسبب التعذيب.

وأعلن «التجمع» خطوات تصعيدية بإغلاق السوق الرئيسية بالمدينة، مؤكداً أنه لن يتم تسلم جثمان القتيل إلا بعد القبض على المتهمين وتسليمهم للشرطة ومثولهم أمام النيابة. كما طالب بإقالة مدير جهاز الأمن بولاية كسلا، وتحميله كامل المسؤولية عن الحادثة.

بدورها، قالت «لجان مقاومة كسلا» (مجموعة محلية)، إن جهاز الأمن «يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان الذي أدى إلى مقتل المعتقل».

من جانبه، قال «تحالف قوى الحرية والتغيير»، وهو أكبر التكتلات السياسية في البلاد: «نتيجة لإعادة سلطات القمع والاعتقال لجهاز الأمن، قامت عناصره باعتقال وتعذيب المواطن الأمين محمد نور بصورة وحشية حتى فاضت روحه».

ودان في بيان هذه الجريمة، مطالباً «بتسليم المتهمين فوراً لمحاكمة علنية وعادلة لينالوا الجزاء، وترك القضاء العادل يقول كلمته من دون أي تدخلات سياسية لعرقلة وصول القضية إلى نهايتها».

متظاهرون حول مقر الأمن في كسلا (مواقع التواصل)

وأعادت الحادثة إلى الأذهان اغتيال المعلم أحمد الخير عوض الكريم تحت التعذيب الشديد داخل المقر نفسه إبان الاحتجاجات الشهيرة في 2019 التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول، عمر البشير، الموالي للإسلاميين.

وخرج وقتها مدير عام الشرطة بولاية كسلا ليقول إن المعلم أحمد الخير توفي «نتيجة تسمم حدث مع آخرين من القوات النظامية بعد تناولهم وجبة فول بالجبن»، لكن تقرير الطبيب الشرعي أكد أنه تعرّض للتعذيب الشديد والضرب بآلة حادة، بما أدى إلى وفاته.

وأعاد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بأمر تنفيذي بعد أقل من شهر على انقلابه على الحكومة المدنية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، جهاز الأمن والمخابرات بكامل صلاحياته السابقة، ومنحه سلطة القبض والاعتقال على الأشخاص، والتفتيش والحجز على الأموال.

ونصّ الأمر على «عدم اتخاذ أي إجراءات في مواجهة أفراد القوات النظامية، التي تتولى تنفيذ قانون الطوارئ وحماية السلامة العامة لسنة 1997».

ويقول مراقبون «إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني، اتُّهم في حقبة البشير على مدى 3 عقود، بارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات ضد المعارضين لحكم الإسلاميين، وقُتل داخل معتقلاته المئات من المواطنين؛ بسبب التعذيب».

وأصدرت محكمة سودانية في ديسمبر (كانون الأول) حكماً بإعدام 31، وتبرئة 7 من منسوبي جهاز الأمن، بتهمة قتل المعلم أحمد الخير، بعد تعرضه للتعذيب.