الجيش و«الدعم السريع» يتبادلان الاتهام بقتل العشرات في قصف على سوق بالخرطوم

الدخان يتصاعد فوق مباني الخرطوم بعد قصف جوي خلال الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع (رويترز)
الدخان يتصاعد فوق مباني الخرطوم بعد قصف جوي خلال الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع (رويترز)
TT
20

الجيش و«الدعم السريع» يتبادلان الاتهام بقتل العشرات في قصف على سوق بالخرطوم

الدخان يتصاعد فوق مباني الخرطوم بعد قصف جوي خلال الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع (رويترز)
الدخان يتصاعد فوق مباني الخرطوم بعد قصف جوي خلال الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع (رويترز)

تبادل الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» اليوم الأحد، الاتهام بقصف سوق في العاصمة الخرطوم، والذي قالت نقابة أطباء السودان إنه خلف أكثر من 40 قتيلا.
واتهمت قوات «الدعم السريع» الجيش بقتل وإصابة عشرات المدنيين في «قصف جوي على السكان» في حي مايو بجنوب الخرطوم، حيث يقع سوق قورو. وأوضحت بيان أن القصف أسفر عن مقتل 23 مدنيا «كحصيلة أولية»، إلى جانب عشرات الإصابات تم نقلها إلى مستشفى البشائر.
وفي وقت لاحق، وجهت وزارة الدفاع السودانية الاتهام لقوات «الدعم السريع» بقصف سوق قورو «باستخدام الطيران المسير والمدفعية»، متهمة إياها بمحاولة «إلصاق التهمة بالقوات المسلحة».
وذكرت الوزارة في بيان أن قوات «الدعم السريع» تعمل على «تحويل الأعيان المدنية والمستشفيات والمنازل السكنية لثكنات عسكرية، وأضافت لسجلها الحافل بالانتهاكات قصف المدنيين أثناء مرور الطيران الحربي وبدونه أحيانا أخرى».
ومن جانبها، قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 43 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 55 آخرين في القصف الجوي الذي استهدف سوق قورو.
واندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل (نيسان) الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الجانبين.

ومنذ اندلاعه في 15 أبريل (نيسان)، حصد النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، نحو 7500 قتيل، وفق أحدث أرقام لمنظمة «أكليد» غير الحكومية التي ترجح، كما غيرها من المصادر الطبية والميدانية، أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى، خصوصاً في ظل انقطاع الاتصالات بمناطق عدة، ورفض طرفي القتال إعلان خسائرهما.

واضطر نحو 5 ملايين شخص من إجمالي عدد سكان البلاد المقدّر بنحو 48 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار، خصوصاً مصر وتشاد، وفق الأمم المتحدة.

وتركزت المعارك في الخرطوم ومحيطها، وإقليم دارفور بغرب البلاد، مع تواصل النزاع بين حليفين سابقين من دون أفق للحل.

ومنذ بدء الاشتباكات، لم يحقق أي من الطرفين تقدماً ميدانياً مهماً على حساب الآخر. وتسيطر قوات الدعم على أحياء سكنية في العاصمة، ويلجأ الجيش في مواجهتها إلى سلاح الطيران والقصف المدفعي. وأفاد شهود في الآونة الأخيرة بأن القصف الجوي يزداد حدة، ومعه حصيلة الضحايا المدنيين، مع محاولة الجيش استعادة مواقع في العاصمة.

والأربعاء، أفاد ناشطون وسكان وكالة الصحافة الفرنسية بنزوح مئات العائلات من إحدى ضواحي الخرطوم، غداة مقتل 19 مدنياً فيها بقصف نفّذه الجيش على مواقع لقوات الدعم السريع، لكّنه أخطأ هدفه.


مقالات ذات صلة

رئيس المخابرات المصرية يبحث مع البرهان سبل استعادة الاستقرار للسودان

العالم العربي رئيس مجلس السيادة السوداني يستقبل رئيس المخابرات المصرية (مجلس السيادة السوداني)

رئيس المخابرات المصرية يبحث مع البرهان سبل استعادة الاستقرار للسودان

بحث اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية، الثلاثاء، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، سبل استعادة الاستقرار.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا البرهان مستقبلاً رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد (مجلس السيادة / «إكس») play-circle 00:33

مصر والسودان لترقية التعاون المشترك

تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، رسالة شفوية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل ترقية التعاون المشترك.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جنود يسيرون بالقرب من مركبة عسكرية مدمرة ومبانٍ تعرضت للقصف بينما يستعيد الجيش السوداني السيطرة على الأراضي في الخرطوم (رويترز)

رئيس المخابرات المصرية يبحث مع البرهان العمل المشترك لإنهاء الحرب السودانية

التقى رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد اليوم، مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، خلال زيارة إلى بورتسودان، حيث بحثا العمل المشترك لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا نازحون من مدينة الفاشر المحاصرة (الشرق الأوسط)

السودان: تفاقم الوضع الإنساني يجبر آلاف المدنيين على الفرار من الفاشر

أجبر تفاقم الوضع الإنساني بمدينة الفاشر غرب السودان الآلاف من السكان على الفرار منها بعدما وصلت الأوضاع الإنسانية إلى مستويات وصفتها منظمات دولية بـ«الكارثية».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جانب من رحلة عودة سودانيون من القاهرة إلى بلدهم (مبادرة راجعين للبلد الطيب)

سودانيون يتزاحمون للعودة إلى بلدهم من مصر

تضاعفت أعداد الرحلات البرية لعودة سودانيين من مصر، على وقع انتصارات الجيش السوداني الأخيرة واسترداد العاصمة الخرطوم، حسب مسؤولين عن مبادرات «العودة الطوعية».

أحمد إمبابي (القاهرة )

وزير خارجية مصر يبحث مع ويتكوف «الأمن والحوكمة» في قطاع غزة

صورة ملتقطة في 18 سبتمبر 2024 بالقاهرة تُظهر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 18 سبتمبر 2024 بالقاهرة تُظهر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT
20

وزير خارجية مصر يبحث مع ويتكوف «الأمن والحوكمة» في قطاع غزة

صورة ملتقطة في 18 سبتمبر 2024 بالقاهرة تُظهر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 18 سبتمبر 2024 بالقاهرة تُظهر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

أفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية اليوم (الأربعاء) بأن اتصالاً هاتفياً جرى بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والمبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تناول ضمان بدء المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار في غزة.

كما جرى بحث مسألة «الأمن والحوكمة» في قطاع غزة عقب وقف إطلاق النار، مع التأكيد على أهمية تضافر الجهود لخفض التصعيد في المنطقة، وتجنب توسيع رقعة الصراع، حسب البيان.

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

ونقل البيان عن تميم خلَّاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، القول إن الاتصال تناول الجهود المشتركة التي تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وضمان بدء المرحلة الثانية، وتحقيق الهدوء، وخفض التصعيد.

وكذلك تناول الوزير عبد العاطي خطة إعادة إعمار غزة التي تم اعتمادها عربياً وإسلامياً، وتحظى بدعم من الاتحاد الأوروبي واليابان وفاعلين دوليين آخرين.

وشدد وزير الخارجية على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى غزة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وأهمية إيجاد أفق سياسي يؤدي إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي سياق متصل، أفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية، بأن عبد العاطي بحث أمس مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان التحركات المقبلة للجنة العربية- الإسلامية الوزارية، بشأن إعادة إعمار غزة.

وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد (وام)
وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد (وام)

جاء ذلك على هامش فعاليات مؤتمر حوار الشرق الأوسط- أميركا (MEAD) بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث جرى أيضاً بحث استمرار التنسيق المشترك لخفض التصعيد، وتجنب انزلاق المنطقة لمزيد من التوترات. وتناول اللقاء، كذلك، العلاقات «في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية، والحرص المتبادل على مزيد من تطويرها وتعميقها».