دخلت أنشودة تنظيم «داعش» الإرهابي، والمعروفة باسم «صليل الصوارم»، على خط الجدل السائد في مصر حاليا، بشأن حفلات تخرج طلاب الجامعات المصرية، حين وجد طلاب كلية الصيدلة بجامعة الأزهر بأسيوط أنفسهم في مرمى «الاتهام السوشيالي»، بعدما انتشر مقطع فيديو خلال حفل التخرج وهم يؤدون غناء جماعيا وصفه البعض بأنه يشبه طريقة «صليل الصوارم».
وتداول مستخدمو مواقع التواصل مقطعا يظهر فيه فتيات وشباب دفعة كلية الصيدلة وهم يرتدون ملابس التخرج وينشدون بالفصحى وراء مغنٍ على مسرح كلمات الأغنية الخاصة بهم، والتي تبدأ بمقطع «إلى مثل هذا قطعنا الدروب... ذرفنا الدموع بيوم عصيب».
ووجد البعض في المقطع المصور نموذجا لحفلات «التخرج الإيجابية» من حيث الغناء الراقي والاحتفال البعيد عن «الابتذال» والرقص المنتشر مؤخرا بين الشباب والفتيات.
ملقوش فى الورد عيب قاله عليه صليل الصوارمحقيقى اجمل حفله تخرج شوفتها من سنين بارك الله فى الازهر وفى المنظومه التعليميه الازهربههى دى مصر pic.twitter.com/LL7vH19QJM
— شمس النهار (@yyvv009) September 7, 2023
فيما رأي آخرون أن طريقة أداء النشيد تعيد للأذهان «فيديوهات عمليات داعش» التي يُصوّر فيها التنظيم قتل ضحاياه.
على طريقة دا عش ... يحتفل خريجى ازهر اسيوطوالله لو كنتم صادقينلن تغنوا اصلاولن تتمايل النساء امام الكاميرات وبجوار الرجالولما هذا الاختلاط وقد دفع المصريين من جيوبهم عشرات المليارات لبناء كليات وجامعات منفصلة ؟داعش له ارضية متينه فى مصر pic.twitter.com/dOLva6OBnq
— Karim Gahin (@karimGahin1) September 6, 2023
وفي وسط الجدل المحتدم حول احتفال طلبة «الأزهر»، استدعى البعض مقطع فيديو تم تداوله مؤخراً لفتاة قامت بأداء رقصة نوبية في حفل تخرجها وهو الفيديو الذي لاقى رواجاً ما بين انتقاد لـ«رقص» الطالبة، وإعجاب بعفويتها واحتفالها بنجاحها على طريقتها «المحلية» الخاصة.
هو انت حبيت فيديو البنت النوبية اللي بترقص ف تخرجها علشان : هي مبسوطة ؟ و لا علشان هي بتتخرج ؟ و لا علشان نوبية ؟!#السعوديه_منغوليا #ابراهيم_عيسي #صليل_الصوارم #امير_سعيود #الرجل_الاوسم pic.twitter.com/fgJ2IJkq3T
— جرجيرة هانم (@GargeraHanem) September 6, 2023
وانقسم رواد مواقع التواصل بين فريق يعتبر أن طريقة احتفال طلبة الأزهر «تمثل» تقاليد المجتمع المصري من حيث الالتزام، فيما رفض فريق آخر هذا الحكم والتأكيد على أن هذا النوع من الغناء لا يمثل الشعب المصري ولا وسطيته.
وحسب آمال عبد المقصود، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، فإن «الفتاة التي أدت الرقصة النوبية، ومثلها عدد آخر من الفتيات اللاتي تفنن في الرقص الصعيدي والشعبي، ابتهاجاً في حفل تخرجهم، أدوا ذلك (بشكل فردي)، وهو أمر مختلف في دلالته عن حفل أجمع فيه الطلاب على اختيار أغنية التخرج المصاحبة لهم».
وتضيف عبد المقصود لـ«الشرق الأوسط»: «ظاهرة احتفالات دفعات التخرج أصبحت على مدار السنوات الأخيرة مصحوبة بأسلوب (الترند) الذي يغلب على أسلوب تفكير هذا الجيل، وسط إدراك منهم أن كل شيء صار يُذاع ويُتداول بشكل واسع عبر السوشيال ميديا».
ولا تخلو حفلات التخرج بالجامعات المصرية خلال السنوات الأخيرة من «تقليعات» منها اتفاق الفتيات على ارتداء لون موحد خلال حفل التخرج، أو تأدية رقصات احتفالية.