كيف تُسهم الجهود المصرية في الحد من الزيادة السكانية؟

إحدى جلسات «المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية» في مصر (وزارة الصحة المصرية «فيسبوك»)
إحدى جلسات «المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية» في مصر (وزارة الصحة المصرية «فيسبوك»)
TT

كيف تُسهم الجهود المصرية في الحد من الزيادة السكانية؟

إحدى جلسات «المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية» في مصر (وزارة الصحة المصرية «فيسبوك»)
إحدى جلسات «المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية» في مصر (وزارة الصحة المصرية «فيسبوك»)

طرح حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، (الثلاثاء)، عن «ضرورة الحد من الزيادة السكانية في مصر»، تساؤلات حول: كيف تُسهم الجهود الحكومية في الحد من الأزمة التي تعود إلى عقود مضت؟ في حين يرى بعض الخبراء ضرورة اللجوء إلى «قرارات أخرى للحد من الإنجاب».

ولدى افتتاحه «المؤتمر العالمي الأول للسكان والصحة والتنمية»، بالعاصمة الإدارية الجديدة، (الثلاثاء)، انتقد السيسي «(الحرية المطلقة) في الإنجاب». وقال: «يجب أن يتم تنظيم الإنجاب، وإن لم يتم تنظيمه فإنه يمكن أن يتسبب في (كارثة) للبلد»، مشيراً إلى أن «مصر تستهدف خفض عدد المواليد السنوي إلى حدود 400 ألف، مقابل نحو مليوني مولود يُسَجَّلون سنوياً في الوقت الحالي».

وقد ارتفع عدد سكان مصر من 20.7 مليون عام 1950 إلى 69.9 مليون بحلول عام 2000، ثم توالى الارتفاع ليصل عدد السكان إلى 93.8 مليون عام 2015، وفق دراسة لخبير السكان ودراسات الهجرة في مصر، الدكتور أيمن زُهري. وتتوقع الدراسة المعنونة «الديموغرافيا الخطرة: سكان مصر في القرن الحادي والعشرين» وصول عدد السكان إلى 119.7 مليون نسمة عام 2030.

وحول إمكانية الحد من معدلات الزيادة السكانية عبر «تقييد الإنجاب»، قال زُهري لـ«الشرق الأوسط»: «لا أرى جدوى من (تقييد الإنجاب) من خلال سن القوانين»، مضيفاً: «حتى لو اتبعت مصر سياسة الطفل الواحد، سوف يكون عدد المواليد نحو مليون مولود كل عام، ذلك لأن عقود الزواج تقارب المليون سنوياً».

وعن وجود حلول عملية لقضية الزيادة السكانية، أوضح زُهري: «لا يوجد حل قصير الأجل للزيادة السكانية في مصر، أي حلول (جادة) لن يظهر أثرها قبل 15 أو 20 عاماً من الآن»، لافتاً إلى أن «النمو السكاني ينخفض تدريجياً، ولا حل إلا بتمكين المرأة من خلال النهوض بالتعليم، وتوفير فرص عمل للنساء (خارج المنزل)، وعدم استعجال النتائج».

وتنص المادة 41 من الدستور المصري على التزام الدولة «بتنفيذ برنامج سكاني يهدف إلى تحقيق التوازن بين معدلات النمو السكاني والموارد المتاحة، وتعظيم الاستثمار في الطاقة البشرية وتحسين خصائصها، وذلك في إطار تحقيق التنمية المستدامة».

ويرى خبير السكان ودراسات الهجرة أن «(الحل السحري) يكمن في تمكين المرأة»، لافتاً إلى أن «عدد المواليد السنوي منخفض وآخذ في الانخفاض، وكذلك معدل الخصوبة، ومعدل الزيادة السكانية، وهو حالياً 1.6 في المائة سنوياً».

ويرى بعض المعنيين «ضرورة تحول الدولة إلى اتخاذ قرارات عملية». وفي ذلك، قال أستاذ علم الاجتماع في مصر، الدكتور سعيد صادق، إنه دعا في جلسة سابقة بـ«الحوار الوطني»، وهو آلية سياسية تجمع قوى وأحزاباً متنوعة برعاية رئاسية، إلى «فرض ضريبة سنوية على الطفل الثالث، تتضاعف عند ميلاد الطفل الرابع، وهكذا». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «اقترحت أيضاً اشتراط محو الأمية للإناث قبل السماح بزواجهن؛ لأن 30 في المائة من المصريات أميّات، ومحو الأمية من شأنه تأخير الزواج، وتقليل ظاهرة الزواج المبكر».

وحول عدم تحول الزيادة السكانية في مصر إلى «قوة تنموية»، أرجع صادق ذلك إلى «ضعف مخرجات التعليم» و«غياب ثقافة العمل».


مقالات ذات صلة

كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

خاص عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

تسبب الوجود السوري المتنامي بمصر في إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد مشروعاتهم الاستثمارية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)

السيسي: الأوضاع المضطربة في المنطقة تفرض بناء قدرات شاملة لحماية مصر

أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالجهود التي تبذلها القوات المسلحة لـ«حماية الحدود المصرية من أي تهديدات محتملة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من قطاع الاتصالات في مصر (وزارة الاتصالات)

زيادة مرتقبة لأسعار خدمات الاتصالات تعمق أزمة الغلاء بمصر

أثار حديث مسؤول حكومي مصري عن زيادة مرتقبة في أسعار خدمات الاتصالات مخاوف لدى المصريين من موجة غلاء جديدة.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من المحادثات المصرية - الإيطالية للتعاون في مجال المياه (الري المصرية)

تعاون مصري - إيطالي لمجابهة «الفقر المائي»

تعاني مصر من «عجز مائي» بنحو 30 مليار متر مكعب سنوياً، حيث «تبلغ حصتها من مياه نهر النيل 55.5 مليار متر مكعب سنوياً».

عصام فضل (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)
جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)
TT

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)
جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

طالبت مصر بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس» في هذه المرحلة الدقيقة. وأعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

وتكثّف القاهرة مشاوراتها بهدف احتواء التصعيد الراهن، وتؤكد ضرورة استمرار وتكثيف الجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان. ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، فقد استعرض عبد العاطي خلال الاتصال الهاتفي مع عراقجي، التحركات التي تجريها مصر مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لخفض التصعيد، مشيراً إلى حرص القاهرة على استمرار تقديم كل أشكال الدعم السياسي والإنساني للبنان وشعبه الشقيق، مؤكداً «أهمية التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في لبنان».

وزار عراقجي القاهرة منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في أول زيارة لوزير خارجية إيراني إلى مصر منذ ما يزيد على عشر سنوات. وأعرب خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن «تقدير بلاده الجهود المصرية المستمرة لتحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة»، وأكد الرئيس المصري حينها «موقف بلاده الداعي لعدم توسّع دائرة الصراع، وضرورة وقف التصعيد للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة».

صورة من طهران بعد عدة انفجارات إثر موجات هجومية من إسرائيل (أ.ف.ب)

وذكرت «الخارجية المصرية»، الخميس، أن اتصال «عبد العاطي - عراقجي» تناول أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، حيث أكد الوزير المصري «ضرورة دعم جميع الأطراف للبنان في هذه المرحلة الحرجة لانتخاب رئيس للبلاد عبر توافق وطني دون تدخلات خارجية»، مشيراً إلى أهمية تمكين المؤسسات اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكل عناصره.

كما أكد عبد العاطي «ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة باعتباره العنصر الرئيسي لوقف التصعيد في المنطقة»، لافتاً إلى أن «استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يخاطر باستمرار توسيع رقعة الصراع بما يتسبب في تأجيج الأوضاع بالإقليم».

ولم تُسفر مفاوضات، استمرت شهوراً بوساطة كل من مصر وقطر والولايات المتحدة، عن التوصل إلى وقف القتال بين حركة «حماس» وإسرائيل، باستثناء هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.

السيسي وبزشكيان في جلسة موسعة مع وفدي البلدين بقمة «بريكس» الشهر الماضي (الرئاسة المصرية)

واتفقت مصر وإيران على أهمية الجهود المشتركة لاستكشاف آفاق تطوير العلاقات الثنائية، بعد سنوات من الجمود، وذلك خلال لقاء جمع الرئيس المصري ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، على هامش قمة تجمع «البريكس» بمدينة قازان في روسيا الاتحادية، الشهر الماضي. وكان البلدان قد قطعا العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1979، قبل أن تُستأنف بعد ذلك بـ11 عاماً، لكن على مستوى القائم بالأعمال.

وشهد العام الماضي لقاءات بين وزراء مصريين وإيرانيين في مناسبات عدة، لبحث إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين، وتطوّر الأمر في مايو (أيار) من العام نفسه، بتوجيه رئاسي إيراني لوزارة الخارجية في طهران باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز العلاقات مع مصر. وكذا لقاءات على مستوى وزراء الخارجية، بخلاف لقاء السيسي والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، في الرياض في نوفمبر من العام الماضي.

وشدد السيسي خلال لقاء بزشكيان، في أكتوبر الماضي، على ضرورة «حشد الجهود الدولية لحضّ جميع الأطراف على التعامل بإيجابية مع المساعي الرامية لاستعادة التهدئة بالمنطقة، بما يسمح بمعالجة الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في فلسطين ولبنان».

وكان عبد العاطي قد أكد لنظيره الإيراني خلال اتصال هاتفي، مطلع الشهر الجاري، «ضرورة الحذر من استدراج المنطقة إلى حرب إقليمية لن تحقق مصلحة أي من الأطراف وتؤدي إلى تداعيات خطيرة على شعوب المنطقة».