الرئيس التونسي يهيئ «المناخ القانوني» لإجراء الانتخابات المحلية

استجاب لثلاثة شروط أعلنت عنها الهيئة المعنية بالاستحقاق

صورة من جلسة سابقة للبرلمان التونسي (موقع البرلمان التونسي)
صورة من جلسة سابقة للبرلمان التونسي (موقع البرلمان التونسي)
TT

الرئيس التونسي يهيئ «المناخ القانوني» لإجراء الانتخابات المحلية

صورة من جلسة سابقة للبرلمان التونسي (موقع البرلمان التونسي)
صورة من جلسة سابقة للبرلمان التونسي (موقع البرلمان التونسي)

قبل أشهر قليلة من موعد انتخابات مجلس الجهات والأقاليم المبرمجة نهاية السنة الحالي، أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أن أمرين رئاسيين سيصدران قريباً؛ يتعلق الأول بتحديد وتقسيم الدوائر الانتخابية، والثاني بدعوة الناخبين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية).

واهتم سعيد كذلك لدى استقباله، الاثنين، فاروق بوعسكر، رئيس هيئة الانتخابات بقصر قرطاج، بملف سد الشغور الحاصل على مستوى تركيبة الهيئة التي تعمل حالياً بأربعة أعضاء فقط، بدلاً من العدد سبعة القانوني، وهو ما جعلها محل انتقادات حادة، واتهامها من قبل الأطراف التونسية المعارضة، «بعدم الحياد، والعمل بكل الوسائل على إنجاح المسار السياسي للرئيس التونسي قيس سعيد على رغم تدني نسب المشاركة في المواعيد الانتخابية».

تونسي يدلي بصوته في الانتخابات السابقة (رويترز)

وتهدف هذه الإجراءات الرئاسية إلى تهيئة المناخ الملائم لإجراء الانتخابات. وقد أكد الرئيس التونسي «ضرورة التطبيق الصارم للقانون، حتى تكون الانتخابات تعبيراً صادقاً عن إرادة الناخبين». ودعا إلى التصدي «للمال الفاسد الذي يظهر بخاصة، بمناسبة أي موعد انتخابي».

وبالتزامن مع الاستعداد لهذا الموعد الانتخابي، فقد دعا سعيد لدى استقباله أحمد الحشاني، رئيس الحكومة التونسية المعين قبل نحو شهر، إلى «المضي قدماً في تطهير دواليب الدولة التونسية من كل من تسلل إليها بغير وجه حق». وخص بالذكر مَن «لا يعملون وفق مبادئ المرفق العمومي كما وفق مبدأ الحياد»، في إشارة إلى إغراق الحكومات السابقة للإدارة التونسية، بآلاف الموظفين الموالين لأطراف سياسية.

وأشار سعيد في أكثر من مناسبة إلى وجود عدد ممن سماهم «المندسين في الإدارة التونسية»، وكشف عن إعداد مشروع أمر رئاسي يتعلق بإجراء «عملية تدقيق شاملة للمناظرات ومسارات الانتداب، ابتداء من شهر يناير (كانون الثاني) 2011»، قائلاً إنه سيعرض على اجتماع مجلس الوزراء المقبل.

ويذكر أن محمد التليلي المنصري، المتحدث باسم الهيئة، قال إن انتخابات المجالس المحلية ستكون في النصف الأول من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

من اجتماع سابق لهيئة الانتخابات التونسية (موقع الهيئة)

ولإنجاح هذه المحطة الانتخابية الجديدة، قال المنصري إن هيئة الانتخابات التونسية تشترط الاستجابة لثلاثة نقاط أساسية وهي: سد الشغور في هيئة الانتخابات نفسها، وصدور أمر رئاسي أول يقضي بتقسيم الدوائر الانتخابية، وفق التقسيم الجديد والمسح الترابي الذي أجرته هيئة الانتخابات بالتعاون مع السلطات المحلية والجهوية، وكذلك صدور أمر رئاسي ثان بدعوة الناخبين إلى صناديق الاقتراع قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات.

ومن خلال اجتماعه برئيس هيئة الانتخابات، استجاب الرئيس التونسي لهذه الشروط القانونية التي ستهيئ المناخ لإجراء عملية الاقتراع لاختيار مجلس الأقاليم والجهات، الذي سيتشكل من 77 عضواً، وسيعمل إلى جانب البرلمان المنبثق عن انتخابات 2022 والذي يضم 161عضواً، تم انتخاب 154 منهم، ولا تزال سبع دوائر انتخابية خارج تونس من دون نواب.


مقالات ذات صلة

المستشار الألماني «منفتح» على مناقشة موعد تنظيم انتخابات مبكرة

أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ب)

المستشار الألماني «منفتح» على مناقشة موعد تنظيم انتخابات مبكرة

صرّح المستشار الألماني أنه منفتح على مناقشة موعد تنظيم انتخابات مبكرة، في وقت يواجه ضغوطات لتسريع المسار الآيل إلى استحقاق انتخابي بعد انهيار ائتلافه الحكومي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري آنذاك دونالد ترمب يلوح بيده خلال فعالية انتخابية بساحة دورتون في رالي بولاية نورث كارولينا  - الولايات المتحدة الأميركية 4 نوفمبر 2024 (رويترز)

6 أسباب أدت إلى فوز ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية

أشار تحليل لـ«وكالة الأنباء الألمانية» أن العامل الشخصي والمال والتبعيات والخوف وأسباباً إضافية أخرى، قادت إلى فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس (أ.ب)

الولاء لبايدن أم كثرة انتقاد ترمب... لماذا خسرت هاريس الانتخابات؟

تساءل الكثير من المواطنين الديمقراطيين عن أسباب الهزيمة الساحقة لهاريس في سباق بدا للجميع أنه متقارب بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أضاف ماسك وحده 26.5 مليار دولار إلى ثروته (أ.ب)

مكاسب قياسية لأغنى 10 أشخاص في العالم بسبب فوز ترمب

ارتفعت ثروات أغنى 10 أشخاص في العالم بشكل قياسي مع فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، أمس (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس المنتخب دونالد ترمب أثناء توجيه شكره لسوزي وايلز (رويترز) play-circle 02:04

سوزي وايلز «الطفلة الجليدية»... من تكون مستشارة ترمب المفضلة؟

حرص الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، أثناء إعلان فوزه بالانتخابات على تقديم الشكر لمستشارته التي تولت تنظيم حملته الانتخابية سوزي وايلز.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

أطلق رئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك، تحذيراً من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في تسعينات القرن الماضي، مرجعاً ذلك إلى تعدد الجيوش وأمراء الحرب، وتحشيد وتجنيد المدنيين، وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي.

وأعرب حمدوك الذي يرأس تحالف «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة تصبح بؤراً جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.

وقالت «تنسيقية تقدم» في بيان، إن حمدوك شارك في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني) في اجتماع مجلس «مؤسسة مو إبراهيم» التي تعنى بالحكم الرشيد في أفريقيا، وتسلط الضوء على نماذج لقيادات ناجحة، ومجلس «مؤسسة أفريقيا وأوروبا»، وهو منتدى مستقل يعنى بالتعاون بين الجانبين تأسس عام 2020. وحضر الاجتماع عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب قيادة الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.

تحذير من موجة نزوح الى أوروبا

وقال حمدوك إن الحرب تسببت في قتل أكثر من 150 ألف مواطن، وتشريد 12 مليوناً، نزوحاً ولجوءاً، وتدمير قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية. وأضاف: «إن الكارثة الإنسانية الكبرى ما يتعرض له المدنيون من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، في مقابل القصور البين من المجتمع الدولي والأمم المتحدة».

الدكتور عبد الله حمدوك خلال ندوة في لندن الأربعاء 30 أكتوبر (موقع «تقدم» على فيسبوك)

وحذر رئيس الوزراء السابق، من أن استمرار الأوضاع كما هي عليه الآن، سيفاجئ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وعلى أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط.

وطالب حمدوك المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين، عبر تفعيل قرار الجمعية العمومية المعني بمبدأ مسؤولية الحماية.

وكرر دعوته إلى إنشاء مناطق آمنة، ونشر قوات حماية، والبدء في عملية إنسانية موسعة عبر دول الجوار وخطوط المواجهة كافة دون عوائق، ومحاسبة من يعوقون العون الإنساني المنقذ للحياة.

وطالب مجدداً بفرض حظر الطيران الحربي فوق كل السودان، من أجل حماية المدنيين العزل من القصف الجوي، بما في ذلك المسيّرات.

وقالت «تنسيقية تقدم» في البيان إن المشاركين في الاجتماعات أبدوا اهتماماً وتوافقوا على ضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب في السودان.

وذكر البيان أن حمدوك التقى على هامش الاجتماعات بالممثل السامي للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوزيف بوريل، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

تجدد المعارك

ودارت اشتباكات عنيفة الجمعة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منطقة الحلفايا شمال مدينة الخرطوم بحري، استخدما فيها المدفعية الثقيلة والمسيّرات، وهز دوي الانفجارات القوية ضواحي مدن العاصمة الخرطوم.

آثار الدمار في العاصمة السودانية جراء الحرب (د.ب.أ)

وقال سكان في بحري إنهم «شاهدوا تصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة، مع سماع أصوات الأسلحة الثقيلة وتحليق مكثف لطيران الجيش».

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الجيش نفذت فجر الجمعة هجوماً واسعاً على دفاعات «قوات الدعم السريع» في منطقة السامراب.

في المقابل، قالت «الدعم السريع» إنها شنت هجوماً مباغتاً على قوات الجيش المتمركزة في محور الحلفايا، ودمرت عدداً من السيارات القتالية.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، تمكن الجيش السوداني من عبور جسر الحلفايا الذي يربط بين مدينتي أم درمان وبحري، والوصول إلى عمق المناطق التي كانت تسيطر عليها «الدعم السريع».

من جهة ثانية، قالت كتلة منظمات المجتمع المدني بدارفور إن الطيران الحربي للجيش السوداني قصف مدينة الكومة شمال غربي الإقليم بـ6 صواريخ استهدف مدرسة لإيواء النازحين، أسفر عن مقتل عدد من الأطفال وتدمير مصدر المياه، وعدد من المنازل السكنية.

واستنكر التجمع في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه تكرار القصف الجوي الذي يستهدف المدنيين، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ التدابير كافة لحظر الطيران الحربي.