«المستضيف المصري» للأجانب يثير تفاعلاً ومخاوف

انتقادات ساخرة... وحملات دعم لمواجهة «الإقامة غير المشروعة»

وزير الصحة المصري خلال زيارته للمعابر الحدودية مع السودان في أبريل الماضي للوقوف على ترتيبات استقبال آلاف السودانيين الفارين من القتال (مجلس الوزراء المصري)
وزير الصحة المصري خلال زيارته للمعابر الحدودية مع السودان في أبريل الماضي للوقوف على ترتيبات استقبال آلاف السودانيين الفارين من القتال (مجلس الوزراء المصري)
TT
20

«المستضيف المصري» للأجانب يثير تفاعلاً ومخاوف

وزير الصحة المصري خلال زيارته للمعابر الحدودية مع السودان في أبريل الماضي للوقوف على ترتيبات استقبال آلاف السودانيين الفارين من القتال (مجلس الوزراء المصري)
وزير الصحة المصري خلال زيارته للمعابر الحدودية مع السودان في أبريل الماضي للوقوف على ترتيبات استقبال آلاف السودانيين الفارين من القتال (مجلس الوزراء المصري)

أثار قرار الحكومة المصرية إلزام «المقيمين غير الشرعيين» على أراضيها بمهلة 3 أشهر لتوفيق أوضاعهم، وفقاً لضوابط وشروط، من بينها وجود «مستضيف مصري»، ودفع رسوم تعادل ألف دولار، العديد من ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي، التي تراوحت بين الترحيب بالقرار أو انتقاده، فضلاً عن كثير من الاستفسارات المتعلقة بالفئات المستهدفة به.

وأصدر رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الخميس، قراراً ينص على أنه «يجب على الأجانب المقيمين في البلاد بصورة (غير شرعية) توفيق أوضاعهم وتقنين إقامتهم شريطة وجود (مُستضيف مصري الجنسية)، خلال 3 أشهر من تاريخ العمل بهذا القرار، مقابل سداد مصروفات إدارية بما يعادل ألف دولار أميركي (الدولار يعادل نحو 30.90 جنيه)».

«التنظيم وليس التقييد»

وقال مصدر حكومي إن القرار «يستهدف التنظيم وليس التقييد»، مشيراً إلى أن تدفق أعداد كبيرة من النازحين من عدة دول على مصر «كان يستلزم وضع ضوابط تمكن السلطات المصرية من توفير الخدمات لهذه الأعداد الكبيرة، والحفاظ على الحالة الأمنية، حمايةً للجميع ومنعاً لأي مخالفات قد تستخدم لتعكير صفو إقامة ضيوف مصر على أراضيها وبين شعبها».

وأضاف المصدر، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن القرار يستهدف «المقيمين بصورة غير شرعية»، أي الذين خالفوا ضوابط الإقامة في مصر، وهؤلاء بحكم القوانين المحلية قد يتعرضون لعقوبات جنائية تصل إلى الحبس، ومن ثم فإن القرار يمثل «فرصة لهم لتوفيق الأوضاع وتجنب اتخاذ أي إجراءات قانونية بحقهم».

المعابر الحدودية البرية استقبلت مئات الآلاف من النازحين السودانيين الفارين إلى مصر (مجلس الوزراء المصري)
المعابر الحدودية البرية استقبلت مئات الآلاف من النازحين السودانيين الفارين إلى مصر (مجلس الوزراء المصري)

وحسب تقديرات رسمية، فإن أعداد المقيمين الأجانب في مصر تبلغ نحو 9 ملايين شخص، بينهم 4 ملايين سوداني، و1.5 مليون مواطن سوري، وفق آخر رصد قبل الأزمة السودانية الأخيرة، لكن «في ضوء الوضع الحالي في السودان من المرجح أن العدد قد يزيد بنحو مليوني لاجئ إضافي»، وفق تصريحات صحافية مؤخراً لرئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء خيرت بركات.

وأشار المصدر إلى أن من يقيمون بصورة شرعية أو المسجلين لدى مفوضية اللاجئين، أو من يمتلكون تأشيرات سارية لأي غرض «غير مخاطبين بالقرار»، وأن اشتراط تسجيل مستضيف مصري لمن يوفقون أوضاعهم هدفه «تيسير التواصل»، لافتاً إلى أن بعض المقيمين قد يغيروا محل إقامتهم أكثر من مرة خلال فترة الإقامة، وبالتالي يكون تسجيل مستضيف مصري «نوعاً من التيسير، وليس كما ذهب البعض» إلى اعتباره تقييداً، مشدداً على أن مصر «ترحب بكل من يقيم على أرضها، وتسعى إلى القيام بواجباتها تجاه مواطنيها وضيوفها على السواء».

موجة انتقادات

وأثار القرار موجة كبيرة من التدوينات والتغريدات لا تزال متواصلة، واستخدم عددٌ من رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات ساخرة لانتقاد القرار، فيما رحب به آخرون وحاولوا تقديم بعض الإجابات المتعلقة بنطاق تطبيقه والفوائد الناتجة عنه، من هؤلاء الصحافي المصري عبد الواحد عاشور، مدير التحرير السابق لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية المصرية، الذي انتقد ما وصفه بـ«تلقف إعلام الخارج الهدام وبعض المتربصين على السوشيال الموضوع، وعمموه على كل الداخلين لمصر أو المقيمين فيها، لتخويف وتطفيش السائحين والمستثمرين وغيرهم من الداخلين والخارجين بطريقة شرعية».

وأضاف في شرحه للقرار أنه «خاص فقط بالمقيمين إقامة غير شرعية، يعني لا هو مسجل لاجئ لدى مفوضية اللاجئين، ولا معه إقامة قانونية أياً كان نوعها (عمل- استثمار - دراسة وغيرها)، وبالطبع ليس للسياحة بأنواعها علاقة بهذا تماماً».

في المقابل، أثار القرار العديد من المخاوف بشأن التطبيق، خشية استغلال البعض له ممن وصفوهم بـ«ضعاف النفوس ومحبي المال»، مطالبين بمزيد من الرقابة لضمان تجنب ما قد تؤدي إليه تلك المخالفات من «خطورة على الأمن العام لمصر»، وفق تعبير بعض المدونين.


مقالات ذات صلة

8 صحافيين مصريين يتنافسون على منصب نقيب الصحافة

شمال افريقيا صحافيون مصريون يسجلون حضورهم بالجمعية العمومية للنقابة في 21 مارس الماضي (نقابة الصحفيين المصرية)

8 صحافيين مصريين يتنافسون على منصب نقيب الصحافة

دعت اللجنة المشرفة على الانتخابات أعضاء النقابة للتصويت، الجمعة، بعد تأجيل الانتخابات 4 مرات، نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا دار القضاء العالي في وسط القاهرة (رويترز)

الحكم في قضية «طفل دمنهور» يثير تفاعلاً متصاعداً بمصر

أثار الحكم في القضية المعروفة إعلامياً في مصر بـ«طفل دمنهور» تفاعلاً متصاعداً، الخميس، عقب الحكم بالسجن المؤبد (25 عاماً) ضد المتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا لقي 7 أشخاص حتفهم وأصيب 9 آخرون في حادث تصادم سيارتين بمصر (أرشيفية)

7 قتلى و9 جرحى في حادث تصادم بشمال مصر

لقي 7 أشخاص حتفهم وأصيب 9 آخرون في حادث تصادم سيارة نقل ثقيل وأخرى نقل خفيف بطريق العلمين - وادي النطرون في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مباني مصر القديمة والحديثة ستخضع لرقم قومي موحد (الشرق الأوسط)

مصر إلى تمييز مبانيها بـ«رقم قومي»

أقر مجلس النواب المصري (البرلمان) الثلاثاء الماضي قانوناً جديداً ينص على إصدار «رقم قومي موحد» للعقارات.

رحاب عليوة (القاهرة)
يوميات الشرق شكاوى من منظومة التطوير الجديدة في منطقة الأهرامات (الشرق الأوسط) play-circle

أشهر 10 خرافات وأسرار عن الأهرامات المصرية

يقدّم موقع «إم إس إن» أشهر 10 خرافات عن الأهرامات المصرية، ويكشف عما تقوله الأدلة والبحوث الحديثة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الدعم السريع» تسيطر على ثاني أكبر مدن كردفان

الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم  جراء المعارك (أ.ف.ب)
الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم جراء المعارك (أ.ف.ب)
TT
20

«الدعم السريع» تسيطر على ثاني أكبر مدن كردفان

الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم  جراء المعارك (أ.ف.ب)
الأضرار التي لحقت بالقصر الجمهوري في الخرطوم جراء المعارك (أ.ف.ب)

أعلنت «قوات الدعم السريع»، أمس، سيطرتها على النهود، ثاني أكبر مدن ولاية غرب كردفان، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني والقوات الموالية له.

وبسيطرتها على هذه المدينة ستتمكن «الدعم السريع» من قطع كل الطرق أمام الجيش لفك الحصار على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، كما تضع مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، تحت الحصار.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، لـ«الشرق الأوسط»: «قواتنا موجودة في مدينة النهود، وتصدّت لهجمات عدة من (الدعم السريع)».

كذلك، استهدفت «الدعم السريع» القصر الجمهوري وسط العاصمة، الخرطوم، بقصف مدفعي بعيد المدى. وقال مواطنون في مدينة كوستي، بولاية النيل الأبيض، إن سرباً من المسيّرات هاجم صباح أمس مقر الفرقة الـ18 التابعة للجيش في المدينة.