إدانة القاهرة لـ«حادث» مرقد شاه جراغ... هل تدفع مسار التقارب مع طهران؟

عقب إشارات إيرانية «متكررة» دعت لتعزيز التعاون مع مصر

وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال استقباله الوفد الإيراني المشارك بقمة «كوب 27» بشرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال استقباله الوفد الإيراني المشارك بقمة «كوب 27» بشرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (الخارجية المصرية)
TT

إدانة القاهرة لـ«حادث» مرقد شاه جراغ... هل تدفع مسار التقارب مع طهران؟

وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال استقباله الوفد الإيراني المشارك بقمة «كوب 27» بشرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال استقباله الوفد الإيراني المشارك بقمة «كوب 27» بشرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (الخارجية المصرية)

دفعت إدانة مصر (الثلاثاء) «حادث» مرقد شاه جراغ في إيران إلى تساؤل حول مسار التقارب بين القاهرة وطهران، في أعقاب إشارات إيرانية «متكررة» دعت لتعزيز التعاون مع مصر.

ونشر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، عبر حسابه على موقع «إكس» (تويتر سابقاً)، (الثلاثاء)، إدانة للحادث الذي شهدته مدينة شيراز جنوب إيران (مساء الأحد)، في خطوة تباينت حولها آراء خبراء ودبلوماسيين مصريين بشأن ما «إذا كانت مؤشراً على تطور جديد في (مسار التقارب) بين البلدين، أم مجرد (إجراء دبلوماسي اعتيادي) درجت عليه القاهرة في سياستها الخارجية عند كل حادث مماثل».

وجاء في تغريدة متحدث الخارجية المصرية: «تدين مصر بأشد العبارات التفجير (الإرهابي) الذي استهدف مرقد شاه جراغ الديني في مدينة شيراز الإيرانية». وتابع: «خالص التعازي لحكومة وشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا المصاب الأليم ولأسر الضحايا، وتمنياتنا بسرعة الشفاء للمصابين».

ومساء الأحد أفادت وسائل إعلام إيرانية، بتعرض مرقد أحمد بن موسى الكاظم (شاه جراغ) في مدينة شيراز إلى «اعتداء إرهابي». ووفق وكالة «تسنيم» الإيرانية، فإن «شخصين من خدمة المرقد قتلا وأصيب آخرون بجروح جراء الاعتداء»، الذي نفذه «عنصران إرهابيان».

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير صلاح حليمة، قال إنه من حيث المبدأ «مصر تدين أي أعمال (إرهابية) في أي دولة من دول العالم، لكن إذا كان هذا في نفس إطار الحديث عن تقارب بين مصر وإيران، فهذا يُعزز هذا التوجه بالطبع». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن هذا التقارب (أمر يحدث بالفعل)، فهذه الإدانة المصرية تدعم هذه المساعي، وتُقدم إشارة واضحة بأن هناك اتجاهاً لتصبح العلاقات بين البلدين في سبيلها نحو (التنامي والتعاظم والتطبيع)».

وشهدت الفترة الماضية تصريحات إيرانية متواترة بشأن التقارب مع مصر. وكان منها ما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبد اللهيان، في مايو (أيار) الماضي، حيث وصف الدبلوماسي الإيراني، مصر، بـ«الشقيقة والصديقة». وأعرب عن أمله حينها في أن تشهد العلاقات مع مصر «تطوراً وانفتاحاً متبادلاً». وخلال الشهر نفسه، زار سلطان عمان، هيثم بن طارق، مصر، وإيران، تباعاً، وسط حديث تنامى حينها عن «وساطة قادها سلطان عمان في إطار الملف نفسه»، حسب تقارير حينها.

والشهر الماضي، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية، في لقاء متلفز، إنه «نتيجة للتطور الذي شهدته العلاقات الإيرانية - الخليجية خلال الفترة الأخيرة، يتوقع البعض أنه من الطبيعي أن تشهد العلاقات المصرية - الإيرانية تطوراً مشابهاً». وأضاف أن «التفاعل والتواصل موجودان دائماً، ولم ينقطعا في أي مرحلة من المراحل». وشدد متحدث الخارجية المصرية على أن «مصر حريصة أن يكون التفاعل الإيراني مع الإقليم (تفاعلاً إيجابياً) يحترم سيادة الدول وإرادة الشعوب، وعدم التدخل في الشأن الداخلي لهذه الشعوب، ويعزز من استقرار الإقليم».

المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير عزت سعد، لا يربط بين الإدانة المصرية لحادث مرقد شاه جراغ، ومسار التقارب مع إيران. لكنه قال لـ«الشرق الأوسط»: «ربما تكون هناك وساطة أو اتصالات»، مؤكداً أن «قضية مكافحة (الإرهاب) من أولويات السياسة الخارجية المصرية، حفاظاً على الأمن واستقرار الدول، وبالتالي لا أرى في هذا (أي الإدانة المصرية لحادث إيران) أي (رسالة سياسية) أو (تحول سياسي) في الموقف المصري من إيران».


مقالات ذات صلة

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

شمال افريقيا حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

تكثف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار... وناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي، لتقليل تأثيرات وخسائر الحرب.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الحكومة المصرية)

«النواب» المصري على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات

دخل مجلس النواب المصري (البرلمان) على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات في البلاد.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مصر تدعو إلى «حلول سلمية» للنزاعات في القارة السمراء

دعت مصر إلى ضرورة التوصل لحلول سلمية ومستدامة بشأن الأزمات والنزاعات القائمة في قارة أفريقيا. وأكدت تعاونها مع الاتحاد الأفريقي بشأن إعادة الإعمار والتنمية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة» الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )

تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
TT

تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)

قضت محكمة تونسية، مساء أمس (الجمعة)، بتخفيف حكم قضائي استئنافي في حق المعارضة عبير موسي، رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، من السجن سنتين إلى سنة و4 أشهر في قضية تتعلق بانتقادها لهيئة الانتخابات، بحسب ما أكد محاميها نافع العريبي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ومطلع أغسطس (آب) الماضي، أصدرت محكمة ابتدائية حكماً بالسجن لمدّة عامين بحقّ موسي لانتقادها أداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطلع عام 2023.

وأصدرت المحكمة حُكمها بموجب «المرسوم 54»، الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد عام 2022 لمكافحة «الأخبار الكاذبة»، والذي يواجه انتقادات شديدة من المعارضة ونقابة الصحافيين. وأوقفت موسي، النائبة السابقة البالغة 49 عاماً، في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمام القصر الرئاسي في قرطاج. وأعلنت بعد ذلك ترشحها للانتخابات الرئاسية، لكن هيئة الانتخابات رفضت ملفها لعدم استكمال الوثائق وجمع تواقيع التزكيات اللازمة. وتواجه موسي تهماً خطيرة في قضايا أخرى، من بينها «الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة».

وجاء هذا القرار، بعد أن قال علي البجاوي، المحامي ورئيس هيئة الدفاع عن رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن وضعها الصحي في السجن «متدهور ولا يبشر بخير»، وذلك بعد أن قام بزيارتها في السجن الخميس، مشيراً إلى أنها «تعاني من ضعف وحالة إنهاك شديد».

مظاهرة نظمها مؤيدون لعبير موسي ضد المرسوم 54 الذي أصدره الرئيس سعيد (أ.ف.ب)

وتابع البجاوي موضحاً: «وزنها يتراجع بسبب النقص في التغذية، كما تعاني من أوجاع في الكتف والرقبة»، مبرزاً أن رئيسة «الحزب الدستوري الحر» أجرت تحاليل وخضعت لكشوفات طبية لم يتم الاطلاع على نتائجها بعد. وتواجه موسي، وهي من بين المعارضين الرئيسيين للرئيس الحالي قيس سعيد، تهمة «الاعتداء القصد منه تبديل هيئة الدولة»، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.

وتعود هذه التهمة إلى قضية «مكتب الضبط» للقصر الرئاسي، حين توجهت موسى إليه لإيداع تظلم ضد مراسيم أصدرها الرئيس قيس سعيد، وأصرت على إيداعه لدى المكتب، قبل أن يتم إيقافها من قبل الأمن وإيداعها لاحقاً السجن.

وعلى أثر ذلك، تقدمت هيئة الدفاع بطعن ضد قرار قضاة التحقيق. وقال المحامي البجاوي إنه «لا توجد جريمة، ورئيسة الحزب قدمت تظلمها وفق الإجراءات القانونية». وعلاوة على ذلك، تلاحق موسي أيضاً في قضايا أخرى، من بينها قضية قامت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتحريكها ضدها بتهمة نشر «معلومات مضللة» عن الانتخابات التشريعية لعام 2022، بعد إطاحة الرئيس سعيد بالنظام السياسي السابق في 2021، وصدر حكم ضدها بالسجن لسنتين في هذه القضية، لكن هيئة الدفاع تقدمت بطعن ضده.

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)

وخلف القضبان تقبع شخصيات معارضة أخرى، مثل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وعصام الشابي وغازي الشواشي، المتهمين بالتآمر على أمن الدولة، واللذين سبقا أن أعلنا نيتهما الترشح للرئاسة قبل أن يتراجعا عن ذلك. وتنتقد المعارضة ومدافعون عن حقوق الإنسان ومنظمات دولية وتونسية الرئيس التونسي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي بأكثر من 90 في المائة من الأصوات، وتتهمه بـ«التضييق على الحريات».