سلطات طرابلس تتعاقد مع ألفي طبيب وممرض من بنغلاديش

بعض المستشفيات تعاني نقصاً في أدوية الأورام

أطباء يجرون عملية جراحية في مركز مصراتة الطبي (إدارة الإعلام بالمركز)
أطباء يجرون عملية جراحية في مركز مصراتة الطبي (إدارة الإعلام بالمركز)
TT

سلطات طرابلس تتعاقد مع ألفي طبيب وممرض من بنغلاديش

أطباء يجرون عملية جراحية في مركز مصراتة الطبي (إدارة الإعلام بالمركز)
أطباء يجرون عملية جراحية في مركز مصراتة الطبي (إدارة الإعلام بالمركز)

أعلنت وزارة الصحة بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أنها تعاقدت مع ألفي عنصر طبي وتمريض، من بنغلاديش، في تخصصات متنوعة، في وقت يعاني فيه مرضى الأورام مع نقص الأدوية الأساسية في المراكز الطبية.

وقال رئيس لجنة توزيع العناصر الطبية والطبية المساعدة الوافدة بوزارة الصحة، عبد العاطي عبد السلام، في تصريح نقلته وزارة الصحة بحكومة «الوحدة» اليوم (الاثنين)، إنه حصل على موافقة مكتب استخدام الصحة بوزارة العمل، لاستجلاب ألفي عنصر طبي وتمريض من بنغلاديش.

وتحدث عبد السلام عن وصول الدفعة الأولى من العناصر الوافدة التي تتكون من 21 عنصراً طبياً وطبياً مساعداً، وُزعوا على مستشفيات جنوب البلاد، موضحاً أن دفعة ثانية مكونة من 120 عنصراً ستصل إلى البلاد خلال 15 يوماً.

ولفت إلى أن استجلاب العناصر الوافدة جاء «بعد خضوعهم لامتحانات»، مؤكداً أن التعاقد معهم «تم وفق اللوائح والقوانين المعمول بها لدى الدولة الليبية، بعقد يمتد عاماً واحداً قابلاً للتجديد».

صورة من داخل مركز مصراتة الطبي (إدارة الإعلام بالمركز)

وتعاني المنظومة الصحية في ليبيا تراجعاً كبيراً منذ إسقاط النظام السابق عام 2011، لأسباب عديدة، من بينها الحروب التي شهدتها البلاد، والانقسام السياسي والأزمة الاقتصادية، مما أدى إلى نقص المعدات والأدوية، وخصوصاً جرعات العلاج الكيماوي لمرضى السرطان؛ لكن حكومة الدبيبة تقول إنها تعمل منذ عام على «توطين العلاج» في ليبيا.

من جهته، قال الدكتور عثمان عبد الجليل، وزير الصحة بحكومة «الاستقرار» المكلفة من مجلس النواب: «نسعى من خلال منظومة حصر ومتابعة مرضى الأورام لتقدير الاحتياج الدوائي للمرضى».

ويعوض الليبيون العجز في القطاع الطبي بالبحث عن علاج في الخارج، وخصوصاً مرضى الأورام؛ لا سيما مع «نقص العلاج بالأشعة، وعدم توفر معظم الأدوية الكيماوية، بجانب نقص في الوسائل التشخيصية الحديثة، مثل المسح النووي وغيره»، وفق ما صرح به مسؤول في أحد المراكز الطبية في غرب البلاد.

وتحدث «البرنامج الوطني لمكافحة السرطان» عن تعقد وضع المصابين بأمراض سرطانية في البلاد؛ لكنه لفت إلى إحصائية أممية تشير إلى أن 6077 شخصاً ينضمون لطابور المرضى بالسرطان في ليبيا سنوياً.

وتقول وزارة الصحة بحكومة «الاستقرار» التي يترأسها أسامة حمّاد، إنها «تعمل جاهدة» على تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين، وتغطية احتياجات المستشفيات والمراكز الصحية بما تحتاجه من أدوية ومعدات ومستلزمات طبية؛ خصوصاً الضرورية منها، رغم قلة الموارد المالية المتاحة لها.



​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
TT

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

قال رئيس منظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، إن كثيراً من النساء وأطفالهن يعانون من صدمات نفسية سيئة جراء الحرب الدائرة في السودان، مشيراً إلى أن بعض الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم بضعة أشهر تعرضوا لإصابات بالذخيرة الحية في مناطق الرأس والصدر.

وأضاف في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أننا إزاء أسوأ أزمة إنسانية شهدتها المنظمة على الإطلاق... آلاف الأسر تفرقت، خرج أفرادها من دون أن يحملوا شيئاً، أحياناً كانوا حفاة ويسيرون على أقدامهم، ومن الصعوبة أن يتم توفير المساعدات لهم من الغذاء والمياه والأدوية، يبدو هذا الأمر مستحيلاً في بعض أجزاء البلد.

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم زمزم للنازحين (أ.ف.ب)

ورأى أن «الحرب تعد مشكلة حقيقية للنساء والأطفال تحديداً... أجرينا في أحد المستشفيات العاملة بالعاصمة الخرطوم فحوصات لنحو 4200 امرأة وطفل، ووجدنا أن ثلثهم يعاني من سوء التغذية الحاد، وهذا القياس يدل على أن كل الذين أجريت لهم فحوصات، يعانون من سوء التغذية المتوسط والحاد بدرجات متفاوتة».

وأوضح أن «واحداً من كل 6 جرحى يعالجون في المستشفى ذاته، يعاني من أمراض مصاحبة... لدينا أطفال لا تتعدى أعمارهم شهوراً تعرضوا لإصابات بالرصاص في الرأس أو الصدر، وللأسف في بعض الأحيان لا تتوفر المواد الطبية اللازمة لعلاجهم، في ظل حالة الحصار على المستشفى، ومنع وصول المعونات الطبية إليه».

الوضع في دارفور

وكشف الرئيس الدولي لمنظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، عن ارتفاع نسبة حالات الإصابة بسوء التغذية وسط النساء الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع في إقليم دارفور (غرب البلاد)، «وهو ما يتسبب في الوفيات لأسباب بسيطة يمكن علاجها لو توفرت الإمدادات الطبية».

امرأة وطفلها في مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر شمال دارفور بالسودان (أرشيفية - رويترز)

وقال إن «نسبة انتشار أمراض سوء التغذية وفقر الدم أعلى بكثير من قدرة فرقنا على علاجها».

وأضاف كريستو: «في أغسطس (آب) الماضي، أجرينا فحوصات لنحو 30 ألف طفل في عمر سنتين وأقل، حيث أثبتت أن ثلث هذا العدد يعاني من سوء تغذية حاد».

وكشف تقرير سابق لمنظمة «أطباء بلا حدود» في فبراير (شباط) الماضي عن وفاة طفل كل ساعتين في «مخيم زمزم» للنازحين في ولاية شمال دارفور.

ووفقاً للمنظمة، فإن الصراع في إقليم دارفور «أخذ طابعاً عرقياً، وعلى وجه الخصوص أحداث العنف التي جرت في ولاية غرب دارفور، وأدت إلى مقتل الآلاف ولجوء أكثر من 500 ألف شخص إلى تشاد».

وتجاوزت نسبة وفيات الأمهات في جنوب دارفور منذ مطلع العام الحالي التي سجلتها مرافق «أطباء بلا حدود»، 7 في المائة، وبينت الفحوصات التي أُجريت لرصد سوء التغذية بين الأطفال، معدلات هائلة تتجاوز عتبات الطوارئ.

وحض كريستو المجتمع الدولي «على بذل مزيد من الجهود للضغط على الأطراف المتحاربة للسماح بمرور المساعدات الإنسانية العاجلة؛ لتوفير الغذاء والدواء للآلاف من المدنيين في السودان».

وعالجت فرق «أطباء بلا حدود» أكثر من 4214 إصابة ناجمة عن العنف، بما في ذلك الأعيرة النارية وانفجارات القنابل، وشكلت نسبة الأطفال دون سن الخامسة عشرة، 16 في المائة منهم.