«الرئاسي» الليبي يُمهد لـ«مؤتمر جامع للمصالحة» الوطنية

أطلق أعمال لجنته التحضيرية في برازافيل بمشاركة أطراف سياسية محلية

جانب من أعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر جامع للمصالحة الوطنية الليبية (المجلس الرئاسي)
جانب من أعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر جامع للمصالحة الوطنية الليبية (المجلس الرئاسي)
TT

«الرئاسي» الليبي يُمهد لـ«مؤتمر جامع للمصالحة» الوطنية

جانب من أعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر جامع للمصالحة الوطنية الليبية (المجلس الرئاسي)
جانب من أعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر جامع للمصالحة الوطنية الليبية (المجلس الرئاسي)

يُمهّد المجلس الرئاسي الليبي لعقد مؤتمر جامع للمصالحة الوطنية قريباً في البلاد، بعدما أطلق أعمال لجنته التحضيرية في العاصمة الكونغولية برازافيل، بمشاركة أطراف سياسية محلية.

وأعلن عبد الله اللافي، عضو المجلس الرئاسي الليبي، من برازافيل، مساء الخميس، انطلاق أعمال اللجنة التحضيرية، بحضور رئيس الجمهورية دنيس ساسو إنغيسو، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقيه، ووزير خارجية الكونغو جان كلود، بالإضافة إلى ممثل عن جامعة الدول العربية، وعبد الله باتيلي المبعوث الأممي لدى ليبيا، الذي شارك في الاجتماع عبر تطبيق «زوم».

وقال اللافي إن مجلسه أخذ على عاتقه «مسؤولية ملف المصالحة الوطنية، وبذل قصارى جهده لوضع تصور نظري للمشروع، بعقول وخبرات ليبية، قصد صياغة مشروع استراتيجي محدد الأهداف، ملكيته خالصة للشعب».

وأشاد اللافي، في كلمته، بجهود إنغيسو، الذي يترأس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى لمتابعة ملف المصالحة الوطنية في ليبيا، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، و«الدول الداعمة لاستقرار ليبيا التي تسعى لنجاح هذا المشروع».

كما استعرض اللافي محطات العمل الكثيرة، «حتى وصول مشروع المصالحة لهذه المحطة الهامة؛ بانطلاق أعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية في الكونغو»، لافتاً إلى أنها «ستواصل عقد اجتماعاتها من ليبيا للإعداد للمؤتمر الجامع، الذي ستشارك فيه أطياف الشعب الليبي».

في السياق ذاته، قال المجلس الأعلى للدولة إن وفداً من المجلس برئاسة خليفة الذويب، رئيس لجنة المصالحة به، شارك في مؤتمر المصالحة الوطنية المنعقد في الكونغو برازافيل.

وأكد الذويب، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس، على الإعلان عن تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية، والاتفاق على عقد جميع اجتماعات اللجنة المقبلة في ليبيا، لافتاً إلى أن وفد المجلس شدد خلال المؤتمر على أهمية ملف المصالحة الوطنية؛ «خاصة في هذا التوقيت الذي تمر به ليبيا»؛ مبرزاً أن «تحقيق تقدم في ملف المصالحة يساعد في التعجيل بإجراء الاستحقاق الانتخابي».

مؤتمر سابق عقد في طرابلس مطلع العام الحالي لمناقشة المصالحة الوطنية (المجلس الرئاسي)

بدوره، قال باتيلي، خلال كلمة مسجلة ألقاها في جلسة افتتاح أعمال اللجنة التحضيرية، إن تنظيم انتخابات شفافة وشاملة «شرط لإعادة توحيد» ليبيا، مؤكداً أن الأمم المتحدة «تؤيد تأييداً كاملاً» جميع المبادرات الهادفة لدعم المصالحة الوطنية في البلاد.

وكان الملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية قد اختتم أعماله بطرابلس، في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، بحضور اللافي وباتيلي، ومشاركة ممثلين عن جميع الأطراف والمكونات الليبية. وعبّر باتيلي حينها عن «سعادته لما وصل إليه الليبيون من نجاحات خلال هذا الملتقى الذي جمع كل الأطياف الليبية داخل الوطن؛ للخروج بحل ليبي للأزمة الليبية»، وقال إن «الليبيين اليوم وضعوا العربة على الطريق للانطلاق نحو الاستقرار».



الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.