«قوائم الإرهاب» المصرية... هل تُمهّد لترحيل «إخوان الخارج»؟

إدراج جديد شمل قيادات «بارزة» في التنظيم وإعلاميين

محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في القاهرة عام 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في القاهرة عام 2018 (أ.ف.ب)
TT

«قوائم الإرهاب» المصرية... هل تُمهّد لترحيل «إخوان الخارج»؟

محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في القاهرة عام 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في القاهرة عام 2018 (أ.ف.ب)

جاء الإدراج الجديد لقيادات «بارزة» في تنظيم «الإخوان» على «قوائم الإرهاب» في مصر، ليثير تساؤلاً بشأن هل تُمهد «قوائم الإرهاب» التي تصدرها القاهرة لترحيل «إخوان الخارج»، وسط حديث لخبراء ومتخصصين في الشأن الأصولي بأن «(قوائم الإرهاب) تأتي في سياق سياسات القاهرة القانونية، لكن ليس بالضرورة أن تتفاعل الدول مع هذه القوائم»، لكن أشاروا إلى «مخاوف بين عناصر (الإخوان) في الخارج من (ترحيلات محتملة) إلى القاهرة الفترة المقبلة».

وتحظر السلطات المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع قادة وأنصار التنظيم حالياً، على رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».

وقضت محكمة مصرية (الخميس) بإدراج قيادات وعناصر موالية لـ«الإخوان» على «قوائم الإرهاب» لمدة خمس سنوات، من أبرزهم عصام تليمة، وعلي بطيخ، ويحيى السيد إبراهيم موسى، ومحمد جمال أحمد حشمت، والإعلامي حمزة زوبع.

وقررت «الدائرة الأولى إرهاب» بمصر، في يونيو (حزيران) 2022 إعدام يحيى السيد إبراهيم موسى و9 آخرين، في اتهامهم «بتشكيل مجموعات مسلحة باسم (كتائب حلوان)، لتنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد وضباط الشرطة ومنشآتها، وتخريب أملاك ومنشآت عامة». كما أدرجت الخارجية الأميركية، في يناير (كانون الثاني) 2022 يحيى السيد إبراهيم موسى على «لائحة الإرهابيين الدوليين» بصفته قيادياً لـ«حسم»، المصنفة من قبل واشنطن «حركة إرهابية».

ووفقاً لقانون تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين الذي صدر عام 2015 بمصر، فإن إدراج أي جماعة أو أشخاص على هذه القوائم، يتبعه تلقائياً «التحفظ على الأموال، والمنع من السفر، والإدراج على قوائم الترقب من الوصول والمنع من السفر». ونهاية العام الماضي، دعت «الدائرة الأولى إرهاب» في مصر إلى «إخطار (الإنتربول) الدولي لإدراج كل من معتز مطر، وعبد الله الشريف، ومحمد ناصر، وحمزة زوبع، و14 آخرين، على (النشرة الحمراء) وضبطهم وحبسهم»، لاتهامهم بـ«تمويل الإرهاب». وأسندت النيابة للمتهمين «الانضمام وتولي قيادة (جماعة إرهابية)».

وقال الخبير المصري في الشأن الأصولي، أحمد بان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «(قوائم الإرهاب) المصرية تأتي في سياق سياسات القاهرة القانونية، وليس بالضرورة أن تُمهد هذه القوائم لترحيل (الإخوان) سواء من تركيا أو من أي دولة أخرى». وشرح أن «مصر تُصدر قوائم بأسماء المُدرجين على (قوائم الإرهابيين)، وكل دولة تتفاعل مع ذلك بطريقتها الخاصة وبحسب أجندتها وسياستها».

وأكد بان، أن «ارتفاع مستوى التمثيل الدبلوماسي لمستوى السفير بين مصر وتركيا، والحديث عن لقاء (قريب) بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب إردوغان؛ كل هذا يشير إلى إنجاز جميع القضايا (العالقة) بين البلدين». وأضاف أن «تركيا اتخذت عدداً من التدابير خلال الفترة الأخيرة، من أبرزها الحملة التي شنتها السلطات التركية لضبط من لا يحملون الجنسية التركية والإقامة، ورغم مساعي جبهتي (الإخوان) في (لندن وإسطنبول) للتدخل لدى السلطات التركية بخصوص هذا الشأن؛ فإن تلك المساعي لم تلقَ نجاحاً»، لافتاً إلى أن «هناك تقنيناً لأوضاع عناصر (الإخوان) القانونية في تركيا، ومن لم يوفق وضعه القانوني، قد تضطر السلطات التركية لإبعاده لدولة ثالثة».

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، الشهر الحالي، ترفيع علاقاتهما الدبلوماسية لمستوى السفراء، وتمت تسمية السفيرين في البلدين، وذلك بعد 10 سنوات من القطيعة والتوتر السياسي على خلفية دعم أنقرة لـ«الإخوان» بعد عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي من الحكم عقب مظاهرات شعبية في عام 2013. وقامت السلطات التركية أخيراً بحملة توقيف بحق العشرات من عناصر «الإخوان» المقيمين على أراضيها منذ سنوات. كما تردد الحديث عن ترحيل 7 من هؤلاء العناصر إلى دول مجاورة.

في السياق، لا يتوقع أحمد بان أن تقوم «الدولة التركية بترحيل (الإخوان) لمصر، لكنه رجح أن يكون الترحيل لدولة ثالثة، خاصة للعناصر الصادر بحقها أحكام قضائية في مصر، وذلك لرفع الحرج عن أنقرة حال طلب القاهرة ترحيلهم»، لكنه قال: «أعتقد أن ملف (الإخوان) في تركيا تم تسويته بالكامل، خاصة أنه أقل الملفات المصرية - التركية أهمية».

وأشار بان إلى أن «هناك حالة انزعاج لدى مجموعتي (لندن وإسطنبول) من الإجراءات التركية الأخيرة ضد عناصر التنظيم، وأدركت المجموعتان أن (الإخوان) لن يجدوا (ملاذاً آمناً) في الدول مثلما حدث في السابق».

من جهته، يرى الباحث المصري المتخصص في الشأن الأصولي، أحمد زغلول، أن «هناك مخاوف لدى عناصر (الإخوان) في تركيا، وبعض الدول من احتمالية (تتردد) للترحيل إلى مصر»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المخاوف تتزايد يوماً بعد يوم، خاصة بالنسبة للعناصر الإخوانية المُدرجة على (قوائم الإرهاب) أو التي صدر بحقها أحكام (غيابية) بمصر في جرائم (قتل وعنف)»، لافتاً إلى أن «(إخوان الخارج) يعيشون فترة (صعبة) الآن، خاصة مع التقارب بين القاهرة وأنقرة».

وأدرجت السلطات التركية في وقت سابق عناصر إخوانية ومذيعين ومعدي برامج على ما يسمى بـ«أكواد الإرهاب»، وتم إبلاغهم بأنهم مطلوبون لمصر لانتمائهم إلى «تنظيم إرهابي». ووفق مراقبين، تم فرض «(قيود مشددة) على أنشطة هذه العناصر وتحركاتها».


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.