السيسي مفتتحاً «قمة جوار السودان»: الحفاظ على مؤسسات الدولة حتى التوصل لحل سياسي

خلال قمة تستضيفها القاهرة في محاولة جديدة للوساطة بين طرفي الصراع

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
TT

السيسي مفتتحاً «قمة جوار السودان»: الحفاظ على مؤسسات الدولة حتى التوصل لحل سياسي

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الخميس)، إن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لوقف نزيف الدم السوداني، وذلك خلال قمة إقليمية تستضيفها مصر اليوم في محاولة للتوسط بين الطرفين المتحاربين بالسودان، ضمن أحدث المساعي الدولية الرامية لمنع اندلاع حرب أهلية وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وأوضح السيسي أنه يتعين على دول جوار السودان توحيد رؤيتها نحو حل الأزمة الراهنة، لافتاً إلى أن الاقتتال الدائر في السودان دمّر البنية التحتية والمرافق الحيوية، وتابع: «تدهور المؤسسات الصحية في السودان أسفر عن تداعيات إنسانية كارثية».

وأشار الرئيس المصري إلى أنه يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية حتى التوصل لحل سياسي شامل، مشيداً بمواقف دول جوار السودان التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين. كما طالب «المجتمع الدولي بالوفاء بتعهدات دعم دول جوار السودان».

وأكد السيسي أن مصر تدعم تطلعات الشعب السوداني نحو العيش في سلام مستدام، مطالباً الطرفين المتحاربين في السودان بوقف التصعيد والبدء في مفاوضات جادة، وحماية الممرات الإنسانية بالسودان، وتأمين قوافل المساعدات. كما تطرق إلى دعوة بلاده لإطلاق حوار شامل وجامع لتلبية تطلعات الشعب السوداني.

من جهته، دعا الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، اليوم إلى احترام استقلال وسيادة السودان، ومنع التدخلات الخارجية في الشأن السوداني. وقال أفورقي، في كلمة خلال مؤتمر دول جوار السودان المنعقد في العاصمة المصرية (القاهرة)، إن «الشعب السوداني ستكون له الكلمة الأخيرة في حل الأزمة»، مؤكداً أن هذه القمة تعدّ فرصة سانحة لشعب السودان؛ لإيجاد مَخرج للأزمة.

وأوضح أن عقد هذه القمة خطوة أولى في رحلة طويلة، مشدداً على أنه لا يوجد مبرر للحرب في السودان. وأكد أن «بلاده ترفض أي تدخل خارجي في السودان تحت أي مُسمى، ومستعدون لدعم السودان بالطرق كلها»، مطالباً بـ«إعطاء فرصة للشعب السوداني لإنهاء الحرب وتحديد مستقبله».

أما رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، فدعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان، معرباً عن شكره لاستضافة القاهرة مؤتمر دول جوار السودان من أجل التوصل لحلول يمكن من خلالها إنهاء الأزمة المشتعلة في البلاد.

وقال سلفا كير، خلال مؤتمر دول جوار السودان، «يجب توسيع مبادرة (إيقاد) لتضمين ممثلين عن الشعب السوداني، كما يجب وقف إطلاق النار فوراً في السودان». وأكد أن «القمة تأتي في وقت حساس لنا، وتعطي فرصة للتداول فيما بيننا، لنؤكد للعالم أن إنهاء الصراع هو أولوية بالنسبة للسودان».

وأضاف: «أريد تسليط الضوء على هذه القمة؛ للتباحث حول الوضع في السودان ومحاولة إنهاء الأزمة».

ودعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، اليوم إلى حشد الجهود لاحتواء الآثار الإنسانية للأزمة السودانية. وأشار المنفي، في كلمته إلى أنه «جددنا تأكيد جاهزيتنا لبذل أقصى جهودنا لتحقيق السلم والأمن في المنطقة». وتابع: «ما دفعنا للقاء اليوم ليس فقط الخوف على ما يلحق بشعوبنا من الآثار السلبية لهذه الحرب، بل احتواء الوضع في السودان».

وتطرق المنفي إلى نزوح عديد من اللاجئين نتيجة الحرب في السودان، داعياً إلى تركيز الجهود لتوحيد الصف لإنهاء الأزمة في السودان.

وقال رئيس تشاد، محمد إدريس ديبي، إنه يجب أن تتفاعل جهود دول جوار السودان والاتحاد الأفريقي لحل الأزمة. وأضاف: «نعاني من العواقب الوخيمة لاستمرار الصراع في السودان».

أما رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد علي، فقال: «أتمنى أن تكون هناك سلطة في السودان تأخذ زمام الأمور وتنهي الأزمة»، ودعا أيضاً إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في السودان. وتابع: «يجب البدء في عملية انتقالية للسلطة في السودان».

وعلق رئيس المفوضية الأفريقية موسى فقي محمد، ضمن القمة، قائلاً: «إن عوامل سلبية داخلية وخارجية أشعلت الوضع في السودان».

ودعت مصر دول جوار السودان لحضور قمة اليوم. وقال مصدران أمنيان، لوكالة «رويترز»، إن القمة تهدف إلى منع التدخل والتأثير الأجنبيَين في القتال، وإطلاق عملية للتوصل إلى اتفاق سلمي لوقف القتال.

وأضاف المصدران أن تلك الخطة ستسعى للتوصل إلى هدنة مدتها 3 أشهر، وفتح مسارات للمساعدات الإنسانية من خلال سلسلة من الاجتماعات مع الزعماء العسكريين والقبليين.


مقالات ذات صلة

«الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني

شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني

توعدت «الدعم السريع» بمواصلة «العمليات الخاصة النوعية»، لتشمل «جميع المواقع العسكرية لميليشيات البرهان والحركة الإسلامية الإرهابية»، واعتبارها أهدافاً بمتناولها

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

تكثف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار... وناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي، لتقليل تأثيرات وخسائر الحرب.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، «تحرير» مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، من عناصر «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أعلن الجيش السوداني اليوم (السبت) «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

حددت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي 11 ديسمبر المقبل لبدء المرافعات الختامية في قضية السوداني علي كوشيب، المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية بدارفور.

أحمد يونس (كمبالا)

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
TT

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

أثار عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، حفيظة وغضب أنصار نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وعدد من أطياف المجتمع الراغبين في السلطة، بعدما تعهّد «بعدم إعادتهم إلى حكم البلاد مرة ثانية».

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

وكان الدبيبة يلقي كلمة أمام فعاليات ختام «ملتقى شباب ليبيا الجامع» في مصراتة، مساء السبت، وتطرَّق فيها إلى «الذين يريدون العودة إلى السلطة»، مثل النظام السابق ومؤيدي «الملكية الدستورية»، بالإضافة إلى من يريد «العسكر»، وقال متحدياً: «لن يحكمونا».

ووجّه حديثه لليبيين، وقال: «هناك 4 مكونات هي أسباب المشكلة في ليبيا».

وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الدبيبة انتقادات لاذعة لكل هذه الأطراف مجتمعة، من منطلق أن «الحكم في ليبيا يحدَّد بالدستور وليس بخشم البندقية».

حفتر في لقاء سابق مع عدد من قادة قواته ببنغازي (الجيش الوطني)

ودون أن يذكر أسماء أشخاص، قال: «هناك من يريد الحكم بالسلاح، وآخرون يتخذون من الدين شعاراً ويريدون السلطة، بجانب من يدعون للعودة إليها مرة ثانية؛ سواء الملكية أم نظام القذافي»؛ في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، وأنصار «الملكية الدستورية» الذين يستهدفون تنصيب الأمير محمد السنوسي ملكاً على البلاد.

واستطرد الدبيبة: «النظام العسكري لن يحكمنا مرة أخرى، ولا تفكروا فيمن تجاوز الثمانين أو التسعين عاماً وما زال يحلم بحكم ليبيا»؛ في إشارة إلى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.

وخرجت صفحات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موالية للنظام السابق، تنتقد الدبيبة، وتتهم حكمه بـ«الفساد»، رافضة تلميحاته بشأن المشانق التي كانت تُعلَّق بالمدن الرياضية إبان عهد القذافي. وذلك في معرض تعليقه على هتاف مجموعة من الشباب للقذافي، بعد خسارة منتخبهم أمام بنين في تصفيات «أمم أفريقيا».

سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب)

وبجانب انتقاده النظم السابقة، التي قال إنها «تريد العودة لحكم ليبيا»، تطرّق الدبيبة أيضاً إلى من «يستخدمون الشعارات الدينية»، ومن «ينادون بحكم القبيلة».

وتحدّث الدبيبة أمام جموع الشباب في أمور مختلفة؛ من بينها المجموعات المسلَّحة، التي كرر رغبته في «دمجها في مؤسسات الدولة، ومنح عناصرها رواتب»، مذكّراً بأن عماد الطرابلسي «كان زعيم ميليشيا، والآن لديه مسؤوليات لحفظ الأمن والاستقرار بصفته وزيراً للداخلية في حكومتي الشرعية».

وللعلم، أتى الدبيبة إلى السلطة التنفيذية في ليبيا، وفق مخرجات «حوار جنيف» في 5 فبراير (شباط) 2021 بولاية مؤقتة مدتها عام واحد فقط، للإشراف على الانتخابات العامة، لكنه يؤكد عدم تخليه عن السلطة إلا بإجراء انتخابات عامة في البلاد.

محمد السنوسي يتوسط شخصيات ليبية من المنطقة الغربية (حساب محمد السنوسي على «إكس»)

وكثّف الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي لقاءاته بشخصيات ليبية في إسطنبول مؤخراً، ما طرح عدداً من الأسئلة حينها حول هدف الرجل المقيم في بريطانيا من مشاوراته الكثيرة مع أطياف سياسية واجتماعية مختلفة.

ومحمد الحسن هو نجل الرضا السنوسي، الذي عيَّنه الملك إدريس السنوسي ولياً للعهد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1956، وتُوفي في 28 من أبريل (نيسان) 1992.

ولوحظ أن السنوسي، الذي لم يزرْ ليبيا منذ كان صبياً، يكثّف لقاءاته في الخارج بشخصيات ليبية مختلفة، بعضها ينتمي لقبائل من المنطقة الغربية، بالإضافة إلى الأمازيغ والطوارق؛ وذلك بهدف «إنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية».

ولا تزال شروط الترشح لمنصب الرئيس في ليبيا عائقاً أمام التوافق بشأن القوانين اللازمة للاستحقاق المؤجل، في ظل وجود معارضة بشكل كامل لترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، والذين عليهم أحكام جنائية لهذا المنصب.