افتتاح الندوة الدولية الثالثة حول المياه والمناخ في فاس

وزير مغربي: اتخذنا إجراءات آنية لموجهة نقص المياه بشكل استباقي

الحكومة المغربية عزت ارتفاع أسعار السلع الغذائية إلى تعرض البلاد لأزمة جفاف مستمرة (أ.ف.ب)
الحكومة المغربية عزت ارتفاع أسعار السلع الغذائية إلى تعرض البلاد لأزمة جفاف مستمرة (أ.ف.ب)
TT

افتتاح الندوة الدولية الثالثة حول المياه والمناخ في فاس

الحكومة المغربية عزت ارتفاع أسعار السلع الغذائية إلى تعرض البلاد لأزمة جفاف مستمرة (أ.ف.ب)
الحكومة المغربية عزت ارتفاع أسعار السلع الغذائية إلى تعرض البلاد لأزمة جفاف مستمرة (أ.ف.ب)

قال وزير التجهيز والماء المغربي نزار بركة، الخميس، بفاس، إن بلاده اتخذت بشكل استباقي إجراءات آنية لمواجهة النقص المائي، من خلال مشروعات مهيكلة في إطار تشاركي.

وأبرز بركة، في كلمته بافتتاح الندوة الدولية الثالثة حول المياه والمناخ، أنه «بهدف التكيف مع تأثير تغير المناخ على الموارد المائية، اتخذت المملكة بشكل استباقي إجراءات آنية لمواجهة النقص المائي، من خلال برمجة وتفعيل مشروعات مهيكلة في إطار تشاركي بين كل القطاعات والمؤسسات المعنية بالماء، وكذلك القطاع الخاص؛ لما له من تجربة في إنجاز المشروعات الكبرى».

وسجل بركة أن المغرب «يواجه، على غرار أغلب دول العالم، ولا سيما المتوسطية، إكراهات تتعلق بندرة الموارد المائية، وعدم انتظام توزيعها في الزمان والمكان»، مشيراً إلى أنه يتوقع «أن يتفاقم هذا الوضع في المستقبل، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، وانخفاض كميات الموارد المائية».

صورة لحقل يعاني الجفاف في مراكش بالمغرب (رويترز)

وأشار الوزير المغربي إلى أن الحكومة تعمل على «إنجاز برنامج مهم لمشروعات تحلية مياه البحر، لكل المدن الساحلية؛ لضمان الماء الصالح للشرب والماء الصناعي، ولتخفيف الضغط على الموارد المائية الاعتيادية بالبلاد، ما سيمكن من تخصيص هذه المياه للمناطق الداخلية؛ لضمان ماء الشرب للساكنة، ولسد حاجيات مياه السقي للدوائر المجهزة؛ الكبرى منها والمتوسطة والصغرى».

وأشار بركة إلى إحداث 10 وكالات أحواض مائية على صعيد التراب المغربي، وتعزيز مهامّها، وأوضح أن الهدف يتمثل في دراسة كل ما يتعلق بالموارد المائية السطحية والجوفية، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالَجة، وتحلية مياه البحر، مع كل سبل التدبير المندمج لهذه المياه، والاقتصاد في الماء، وكذا الجوانب المالية والتشريعية اللازمة للتنزيل الأفضل لهذه المخططات في أفق الـ30 سنة المقبلة.

نزار بركة وزير التجهيز والماء المغربي يلقي كلمته في افتتاح المؤتمر بفاس (الشرق الأوسط)

وسجل الوزير المغربي أن هذا المؤتمر الدولي، الذي يتمحور حول الدور الفعال للماء في كل المجالات وأهمية تدبيره آنياً ومستقبلاً، يندرج ضمن ترجمة توجيهات الملك محمد السادس. وشدد على أنه منذ استضافة مؤتمر «كوب 22» بمراكش سنة 2016، الذي يُعدّ مؤتمر الحلول المناخية والمائية بعد مؤتمر باريس، دعا المغرب إلى وضع الماء في قلب المفاوضات المناخية، وكثّف مشاركته في مؤتمرات الأطراف المناخية، لتسليط الضوء على تحديات المياه وزيادة الوعي إلى الحاجة المُلحة للتكيف مع تغير المناخ وتبِعاته على الموارد المائية.

العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)

ودعا الوزير المغربي إلى تسريع إجراءات التكيف مع تغير المناخ، من خلال وضع آليات وإجراءات وخريطة طريق واضحة المعالم للنهوض بمجال الماء للسكان. وانتهز الوزير هذه المناسبة لإعطاء الانطلاقة الرسمية للدورة الثامنة لـ«جائزة الحسن الثاني العالمية» الكبرى للماء، التي أحدثت، في مارس (آذار) 2000، بمبادرة مشتركة من المملكة المغربية و«المجلس العالمي للماء»؛ تكريماً للملك الراحل الحسن الثاني على رؤيته المستنيرة واستراتيجيته الحكيمة في الإدارة المتكاملة والمستدامة لموارد المياه، والتي تُعدّ من أهم وأرقى الجوائز الدولية في مجال الماء.

يشارك في الندوة الدولية الثالثة حول الماء والمناخ، المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس، أزيد من 500 مشارك من مختلف أنحاء العالم.


مقالات ذات صلة

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

العالم كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

اتفقت دول العالم بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، «تحرير» مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، من عناصر «قوات الدعم السريع».

وأكد الناطق باسم الجيش السوداني على منصة «إكس» أن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى نجحت في تحرير سنجة... وسنستمر في التحرير، وقريباً سننتصر على كل المتمردين في أي مكان».

وفي وقت لاحق، قال رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، إن «الانتصار الكبير والعظيم سيكون له ما بعده».

وأضاف المجلس، في حسابه على «تلغرام»، أن البرهان أكد عزم القوات المسلحة على تحرير كل شبر من البلاد «ودحر الميليشيا التي تستهدف وحدة السودان».

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى.

وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد، وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء السودان.