«النواب» يوافق على استضافة مصر مقر وكالة الفضاء الأفريقية

الاتفاقية تهدف إلى تسريع خطط التنمية المستدامة في القارة

 جانب من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (مجلس النواب)
جانب من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (مجلس النواب)
TT

«النواب» يوافق على استضافة مصر مقر وكالة الفضاء الأفريقية

 جانب من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (مجلس النواب)
جانب من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (مجلس النواب)

وافق مجلس النواب المصري «البرلمان» في جلسته العامة، (الأربعاء)، على استضافة مصر مقر وكالة الفضاء الأفريقية، التي يأتي من ضمن أهدافها «تسريع خطط التنمية المستدامة في القارة السمراء». وذكرت وسائل إعلام محلية أن مجلس النواب المصري وافق على قرار الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي وقعه في 24 من يناير (كانون الثاني) الماضي، بالتصديق على اتفاقية استضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الأفريقية.

وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، الدكتور أيمن عاشور، قد وقع في يناير الماضي بالقاهرة مع الاتحاد الأفريقي اتفاقية استضافة مصر مقر وكالة الفضاء الأفريقية، تنفيذاً لقرار القمة الأفريقية في فبراير (شباط) 2019. وحضر مراسم التوقيع مفوض التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار بالاتحاد الأفريقي، الدكتور محمد بلحسين.

وكالة الفضاء المصرية (الصفحة الرسمية لوكالة الفضاء المصرية على «فيسبوك»)

وقال الوزير المصري في إفادة رسمية حينها إن «الوكالة ستكون بمثابة بوابة للبحوث والابتكار في أفريقيا»، موضحا أن استضافة مصر لمقر الوكالة «ستساهم في تطوير وازدهار قطاع تكنولوجيا الفضاء، وذلك تلبية لاحتياجات القارة في دعم التنمية».

ووفق مراقبين فإن اتفاقية استضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الأفريقية تهدف إلى «تعزيز وتنفيذ السياسة والاستراتيجية الأفريقية في مجال الفضاء، وتعزيز أنشطة توظيف تكنولوجيات الفضاء وتطبيقاتها من أجل الإسراع في عمليات التنمية الاقتصادية والمستدامة»، كما ستسهم في «دعم صناعة الفضاء في مصر، التي سيكون لها دور بارز في دعم الاقتصاد القومي، من خلال دعم وتنشيط الصناعات الصغيرة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأجندة أفريقيا 2063».

وأكد عضو مجلس إدارة الجمعية الفلكية المصرية، الدكتور أسامة فتحي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «أهمية وكالة الفضاء الأفريقية لا تنحصر في بحوث الفضاء؛ لكنْ لها دور مهم في التنمية، فمن خلال تكنولوجيا الاستشعار عن بعد يمكن البحث عن المياه الجوفية، واستكشاف الثروات في القارة الأفريقية، من معادن وبترول وغير ذلك». فضلا عن «دراسة التغيرات المناخية والجيولوجية بما يخدم أهداف التنمية، كما أن لها دوراً كبيراً في الاكتشافات الأثرية، والبحث عن المواقع الأثرية المدفونة في أعماق كبيرة بباطن الأرض».

وبحسب فتحي ستكون الوكالة «نواة جيدة للبحث العلمي المشترك بين دول القارة السمراء، كما أنها ستمتلك كثيرا من الأقمار الصناعية، التي يُمكن استخدامها في كثير من الأهداف التنموية، مثل مراقبة ودراسة أنشطة مياه الأنهار».

ويعود مشروع تأسيس مقر وكالة الفضاء الأفريقية في مصر إلى عام 2019؛ حيث أعلن المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في الثامن من فبراير (شباط) من العام نفسه، قراره بالموافقة على استضافة مصر مقر الوكالة، بهدف «تعزيز وتنفيذ السياسة والاستراتيجية الأفريقية في مجال الفضاء، وتعزيز أنشطة توظيف تكنولوجيات الفضاء وتطبيقاتها، من أجل تحقيق تسريع عمليات التنمية الاقتصادية والمستدامة».

وتزامن القرار مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وتنافس مع مصر حينها على استضافة مقر وكالة الفضاء الأفريقية عدد من الدول، منها «نيجيريا، وإثيوبيا، وناميبيا، وغانا».


مقالات ذات صلة

مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

شمال افريقيا مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)

مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

وفق إفادة للنيابة العامة المصرية الأحد فإن إجراء رفع أسماء مدرجين بـ«قوائم الإرهاب» يأتي في إطار توجه للحكومة المصرية بـ«مراجعة موقف القوائم الإرهابية جميعها»

أحمد إمبابي (القاهرة)
المشرق العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يوقع في دفتر الشرف بمقر وزارة الخارجية الكويتية (صفحة الخارجية المصرية عبر «فيسبوك»)

وزير الخارجية المصري: قد نكون الأكثر تضرراً من التصعيد في البحر الأحمر

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، إن مصر قد تكون الأكثر تضرراً بالتصعيد الحالي في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
شمال افريقيا أحمد رفعت (الشرق الأوسط)

رفع الحصانة عن برلماني مصري في قضية وفاة اللاعب رفعت

وافق مجلس الشيوخ المصري على رفع الحصانة عن النائب أحمد دياب؛ للاستماع إلى أقواله في تحقيقات النيابة العامة بشأن وفاة اللاعب أحمد رفعت.

أحمد عدلي (القاهرة)
العالم العربي اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
TT

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

أثار عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، حفيظة وغضب أنصار نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وعدد من أطياف المجتمع الراغبين في السلطة، بعدما تعهّد «بعدم إعادتهم إلى حكم البلاد مرة ثانية».

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

وكان الدبيبة يلقي كلمة أمام فعاليات ختام «ملتقى شباب ليبيا الجامع» في مصراتة، مساء السبت، وتطرَّق فيها إلى «الذين يريدون العودة إلى السلطة»، مثل النظام السابق ومؤيدي «الملكية الدستورية»، بالإضافة إلى من يريد «العسكر»، وقال متحدياً: «لن يحكمونا».

ووجّه حديثه لليبيين، وقال: «هناك 4 مكونات هي أسباب المشكلة في ليبيا».

وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الدبيبة انتقادات لاذعة لكل هذه الأطراف مجتمعة، من منطلق أن «الحكم في ليبيا يحدَّد بالدستور وليس بخشم البندقية».

حفتر في لقاء سابق مع عدد من قادة قواته ببنغازي (الجيش الوطني)

ودون أن يذكر أسماء أشخاص، قال: «هناك من يريد الحكم بالسلاح، وآخرون يتخذون من الدين شعاراً ويريدون السلطة، بجانب من يدعون للعودة إليها مرة ثانية؛ سواء الملكية أم نظام القذافي»؛ في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، وأنصار «الملكية الدستورية» الذين يستهدفون تنصيب الأمير محمد السنوسي ملكاً على البلاد.

واستطرد الدبيبة: «النظام العسكري لن يحكمنا مرة أخرى، ولا تفكروا فيمن تجاوز الثمانين أو التسعين عاماً وما زال يحلم بحكم ليبيا»؛ في إشارة إلى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.

وخرجت صفحات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موالية للنظام السابق، تنتقد الدبيبة، وتتهم حكمه بـ«الفساد»، رافضة تلميحاته بشأن المشانق التي كانت تُعلَّق بالمدن الرياضية إبان عهد القذافي. وذلك في معرض تعليقه على هتاف مجموعة من الشباب للقذافي، بعد خسارة منتخبهم أمام بنين في تصفيات «أمم أفريقيا».

سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب)

وبجانب انتقاده النظم السابقة، التي قال إنها «تريد العودة لحكم ليبيا»، تطرّق الدبيبة أيضاً إلى من «يستخدمون الشعارات الدينية»، ومن «ينادون بحكم القبيلة».

وتحدّث الدبيبة أمام جموع الشباب في أمور مختلفة؛ من بينها المجموعات المسلَّحة، التي كرر رغبته في «دمجها في مؤسسات الدولة، ومنح عناصرها رواتب»، مذكّراً بأن عماد الطرابلسي «كان زعيم ميليشيا، والآن لديه مسؤوليات لحفظ الأمن والاستقرار بصفته وزيراً للداخلية في حكومتي الشرعية».

وللعلم، أتى الدبيبة إلى السلطة التنفيذية في ليبيا، وفق مخرجات «حوار جنيف» في 5 فبراير (شباط) 2021 بولاية مؤقتة مدتها عام واحد فقط، للإشراف على الانتخابات العامة، لكنه يؤكد عدم تخليه عن السلطة إلا بإجراء انتخابات عامة في البلاد.

محمد السنوسي يتوسط شخصيات ليبية من المنطقة الغربية (حساب محمد السنوسي على «إكس»)

وكثّف الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي لقاءاته بشخصيات ليبية في إسطنبول مؤخراً، ما طرح عدداً من الأسئلة حينها حول هدف الرجل المقيم في بريطانيا من مشاوراته الكثيرة مع أطياف سياسية واجتماعية مختلفة.

ومحمد الحسن هو نجل الرضا السنوسي، الذي عيَّنه الملك إدريس السنوسي ولياً للعهد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1956، وتُوفي في 28 من أبريل (نيسان) 1992.

ولوحظ أن السنوسي، الذي لم يزرْ ليبيا منذ كان صبياً، يكثّف لقاءاته في الخارج بشخصيات ليبية مختلفة، بعضها ينتمي لقبائل من المنطقة الغربية، بالإضافة إلى الأمازيغ والطوارق؛ وذلك بهدف «إنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية».

ولا تزال شروط الترشح لمنصب الرئيس في ليبيا عائقاً أمام التوافق بشأن القوانين اللازمة للاستحقاق المؤجل، في ظل وجود معارضة بشكل كامل لترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، والذين عليهم أحكام جنائية لهذا المنصب.