حميدتي: «فاغنر» يدعم الجيش ولا نتلقى إمدادات خارجية

اتهم «الإسلاميين المتطرفين بالسيطرة التامة» على القرار في القيادة العسكرية

محمد حمدان دقلو (حميدتي) تم تجريده من منصبه الرئاسي (أ.ف.ب)
محمد حمدان دقلو (حميدتي) تم تجريده من منصبه الرئاسي (أ.ف.ب)
TT

حميدتي: «فاغنر» يدعم الجيش ولا نتلقى إمدادات خارجية

محمد حمدان دقلو (حميدتي) تم تجريده من منصبه الرئاسي (أ.ف.ب)
محمد حمدان دقلو (حميدتي) تم تجريده من منصبه الرئاسي (أ.ف.ب)

أكد قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن قواته لا تربطها أي علاقات مع مجموعة «فاغنر» الروسية شبه العسكرية. ووصف، في حوار حصري مع وكالة «نوفا» الإيطالية، نشرته الخميس، ما يتردد عن إمدادات عسكرية أو تدريبات مزعومة لقوات «الدعم السريع» من ليبيا أو الإمارات العربية المتحدة، أو أي جهة أجنبية أخرى، بأنها «شائعات لا أساس لها».

حميدتي خلال لقاء (قبل الحرب) مع قواته في ولاية نهر النيل (أ.ب)

وأضاف حميدتي: «أولاً وقبل كل شيء، يمارس الإسلاميون المتطرفون داخل قيادة الصف (الجيش) سيطرة كاملة على عملية صنع القرار فيها. هؤلاء الأفراد هم من فلول النظام السابق، وهؤلاء الأفراد هم من قاموا بتدبير انقلاب عسكري ضد الحكومة الديمقراطية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، ما أدى إلى تصاعد التوترات والصراع على السلطة داخل السودان». وأوضح: «تهدف هذه الجماعات إلى إقامة دولة إسلامية شبيهة بـ(داعش)، إن لم تكن متطابقة». وأضاف أنه من المهم التأكيد على «أننا ما زلنا منفتحين على جميع الجهود التي يمكن أن تسهم حقاً في حل سلمي، يضمن دولة ديمقراطية». وأوضح قائد «الدعم السريع»: «من الضروري الدخول في حوار ومفاوضات تعطي الأولوية لمصالح وتطلعات الشعب السوداني. ونرحب بأي مبادرة تعزز عملية سلام مستدامة وشاملة، وتدعم المبادئ الديمقراطية وتحمي حقوق ورفاهية جميع المواطنين السودانيين. ومن خلال تعزيز بيئة الثقة والشمولية واحترام المعايير الدولية، يمكننا العمل من أجل مستقبل يمكن للسودان أن يزدهر فيه كدولة ديمقراطية، بدعم من قواته الخاصة، بما في ذلك قوات الدعم السريع».

الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)

وأعرب حميدتي عن تقديره الكبير لدور الوساطة الأميركي السعودي في عقد محادثات السلام بمدينة جدة، مضيفاً: «إن نجاح مبادرات السلام هذه يعتمد على رغبة والتزام الطرف الآخر بالالتزام بجدية الحوار وإيجاد حلول مقبولة للطرفين». ولفت إلى أن «التزام ودعم المجتمع الدولي لحل النزاع في السودان هما خطوتان حاسمتان لضمان مستقبل أفضل للشعب السوداني. من خلال منع أعمال المتطرفين الإسلاميين داخل القوات المسلحة السودانية، التي تتسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وتستهدف الفئات الضعيفة مثل الأطفال والنساء». وقال: «إن مبادرة الوساطة لديها القدرة على تمهيد الطريق لتحقيق سلام دائم». وأضاف: «دعونا نأمل أن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن. نحن نؤمن إيماناً قوياً بالحاجة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ما يمكن أن يكون بمثابة جسر لحل دائم لهذا الصراع. لسوء الحظ، فشلت القوات المسلحة السودانية حتى الآن في الالتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه، بما في ذلك وقف إطلاق النار المؤقت الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، فضلاً عن الاتفاقيات الإنسانية». وأكد استعداده ورغبته «في الدخول في مفاوضات جديدة... وسنحترم أي وقف لإطلاق النار نحققه. ومع ذلك، يجب على القوات المسلحة السودانية إثبات قدرتها على الالتزام بوقف إطلاق النار الإنساني المؤقت».

قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) (أ.ف.ب)

وقال إنه مقتنع بوجود كثير من مراكز صنع القرار داخل وحول قيادة الجيش، وإن المفاوضات فشلت حتى الآن بسبب عدم وجود مندوب واحد من القوات المسلحة السودانية قادر على تعزيز موقف موحد على طاولة المفاوضات. واستطرد بالقول: «إذا لم يتم حل هذا الوضع، فمن الصعب للغاية تخيل طريقة للمضي قدماً. يؤثر كثير من الأشخاص من النظام السابق على جهاز صنع القرار في القوات المسلحة السودانية في هذا الوقت. هذا يثير مشكلات كبيرة للسودان بشكل عام، وكذلك على وجه التحديد فيما يتعلق بالمفاوضات لإنهاء هذه الحرب».


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا من مخيمات النزوح في الفاشر (أ.ف.ب)

اتهامات تلاحق الجيش و«الدعم السريع» باستهداف مخيمات النازحين بالفاشر

علي يوسف «تقدم بالشكر للشقيقة مصر على وقفتها الصلبة الداعمة للسودان وهو يخوض حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا (الدعم السريع) المتمردة».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا الفريق شمس الدين الكباشي (وكالة السودان للأنباء- سونا)

نائب البرهان يغلق باب التفاوض مع «الدعم السريع»

«المسار السياسي لا صلة له بالمسار العسكري، والحسم أولاً وإغلاق الملف العسكري، ثم مناقشة القضايا الأخرى».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا حمدوك مترئساً الجلسة الافتتاحية (مواقع التواصل)

تحالف «تقدم» السوداني يعقد «اجتماعاً مفصلياً» في عنتيبي

«طبيعة الحرب تغيرت؛ من حرب بين طرفين سودانيين يقتتلان إلى حرب بالوكالة، متأثرة بالصراعات في منطقة القرن الأفريقي»

أحمد يونس (عنتيبي)
شمال افريقيا تصاعد الدخان فوق المباني بعد قصف جوي، خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم 1 مايو 2023 (رويترز)

6 قتلى في قصف لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين في شمال دارفور

قُتل 6 أشخاص على الأقل في قصف نفذته «قوات الدعم السريع» طال مخيماً للنازحين في شمال دارفور بغرب السودان، وفق ما أفاد ناشطون الاثنين.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الرباط تحتضن الاجتماع الـ22 للجنة العسكرية المغربية - الفرنسية

العلاقات المغربية - الفرنسية شهدت زخماً جديداً بعد زيارة ماكرون الأخيرة للرباط (أ.ف.ب)
العلاقات المغربية - الفرنسية شهدت زخماً جديداً بعد زيارة ماكرون الأخيرة للرباط (أ.ف.ب)
TT

الرباط تحتضن الاجتماع الـ22 للجنة العسكرية المغربية - الفرنسية

العلاقات المغربية - الفرنسية شهدت زخماً جديداً بعد زيارة ماكرون الأخيرة للرباط (أ.ف.ب)
العلاقات المغربية - الفرنسية شهدت زخماً جديداً بعد زيارة ماكرون الأخيرة للرباط (أ.ف.ب)

تنفيذاً لتعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ترأس الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، مع الجنرال تييري بوركهارد، رئيس أركان القوات المسلحة للجمهورية الفرنسية، الاثنين، في العاصمة الرباط، الاجتماع الـ22 للجنة العسكرية المختلطة المغربية - الفرنسية، بحسب ما أوردته تقرير لوكالة الأنباء المغربية الرسمية.

وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن المباحثات بين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية تمحورت حول مختلف أوجه التعاون العسكري الثنائي، وكذا الوضع الأمني الإقليمي والدولي.

وأضاف المصدر ذاته أن المسؤولين أشادا بالمستوى المتميز للتعاون بين القوات المسلحة للبلدين؛ ما يعكس الروابط القوية التي تجمعهما، والتي ما فتئت تتعزز في مختلف القطاعات. كما اتفقا على الاستفادة من الدينامية التي أحدثتها الشراكة الاستثنائية المعززة، التي أرساها قائدا البلدين، الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون.

وخلال اللقاء، ركزت اللجنتان على بحث نتائج التعاون العسكري الثنائي لعام 2024، وكذا الأنشطة التي سيتم تنفيذها في عام 2025.

كما أجرى الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف إدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، في اليوم نفسه، مباحثات بمقر الوزارة مع الجنرال تيري بوركهارد، رئيس أركان القوات المسلحة للجمهورية الفرنسية.

وخلال هذه المحادثات، يضيف البلاغ، أعرب المسؤولان عن ارتياحهما للدينامية الإيجابية لعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين، وكذا آفاق توسيعها لتشمل مجالات الفضاء والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي خدمة للقوات المسلحة والصناعة الدفاعية.