صدمة في الجزائر بعد غرق مهاجرين في عرض البحر

تداول فيديو لأحدهم يطلب الصفح من والدته بعدما أدرك أن القارب يوشك على الانقلاب

صورة أرشيفية لمهاجرين جزائريين في البحر المتوسط (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لمهاجرين جزائريين في البحر المتوسط (الشرق الأوسط)
TT

صدمة في الجزائر بعد غرق مهاجرين في عرض البحر

صورة أرشيفية لمهاجرين جزائريين في البحر المتوسط (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لمهاجرين جزائريين في البحر المتوسط (الشرق الأوسط)

تضاربت الأخبار، اليوم (السبت)، في الجزائر، بخصوص عدد الأشخاص الذين ماتوا غرقاً في عرض البحر الأبيض المتوسط باتجاه سواحل إسبانيا، بعد أيام من مغادرة بلدتهم واسيف بجبال الجرجرة (120 كلم شرق العاصمة الجزائر).

وضجت حسابات بمنصات الإعلام الاجتماعي، تابعة لنشطاء بجمعيات بلدية واسيف، بأنباء عن الشبان الذين يعتقد أن القارب التقليدي الذي كان يقلهم من سواحل غرب الجزائر إلى إسبانيا، انقلب أول من أمس، بسبب عاصفة فاجأتهم وهم في نصف الطريق.

ووفق هؤلاء النشطاء، فقد نجا منهم شاب واحد فقط، يوجد حالياً بمستشفى وهران، المحافظة الساحلية الأقرب إلى أول جزيرة من جزر إسبانيا بالمتوسط. علماً بأن البحر يحصد كل سنة أرواح مئات المهاجرين، الذين يغامرون بأنفسهم بحثاً عن آفاق اقتصادية رحبة.

إيدير اعمران الناجي الوحيد من الحادثة (منصات الإعلام الاجتماعي)

ونشرت بعض الحسابات صوراً وفيديو لتجمع مئات الأشخاص، أمس (الجمعة)، أمام بيت الشاب كسيلة، الذي لفظته مياه البحر، وهو يخرج داخل نعش، محملاً على الرؤوس ليشيع إلى مقبرة البلدة. وسمعت زغاريد النساء وبكاء ذويه في بداية الجنازة. كما تم تداول فيديو لكسيلة وهو يطلب من أمه أن تسامحه، في وقت كانت فيه الأمواج هائجة والقارب يوشك على الانقلاب، وكان معه مجموعة من أبناء بلدته المهاجرين. كما تداول صورة لرفيق له يدعى إيدير، وهو المهاجر الذي نجا من الحادثة، ويوجد حالياً بالمستشفى في وهران.

ولا يعرف بالتحديد عدد الأشخاص الذين ركبوا البحر، وما إن كان الأمر يتعلق بقارب واحد أو أكثر، ولا عدد الذين لفظتهم الأمواج، ومن هم في عداد المفقودين. لكن بحسب شهادات بعض سكان واسيف، فإن عددهم يفوق الـ20، غادروا أهاليهم من دون إعلامهم بحقيقة «المشروع»، خشية محاولة ثنيهم عن خوض المغامرة.

رسم بياني لأماكن انطلاق قوارب الهجرة بالجزائر ومكان وصولها (الشرق الأوسط)

المعروف أن البطالة متفشية وسط سكان واسيف، كغيرها من بلدات المنطقة الجبلية، التي يعيش سكانها على رعي الماشية، وبعض الأنشطة الزراعية البسيطة.

وبحسب متتبعي تفاصيل المأساة، فقد انطلق المهاجرون الشباب إلى وهران (400 كلم عرب) بسيارات، وعند وصولهم إليها، كان صاحب القارب الذي استأجروه بانتظارهم للسفر ليلاً، رغم أن الظروف المناخية كانت سيئة في الأيام الأخيرة، بفعل الاضطراب الجوي الذي ميز المدن الساحلية.

تعاني واسيف كغيرها من بلدات المنطقة الجبلية من تفشي البطالة وسط الشباب (أ.ف.ب)

وفي العادة يتحاشى «تجار» تهريب المهاجرين الإبحار في مثل هذه الظروف. لكن يسود اعتقاد بأن شباب واسيف قرروا المغامرة على أمل تفادي أن يتم رصدهم من خفر السواحل، كون دورياته في البحر تصبح قليلة عندما تكون أحواله على غير ما يرام.

والأربعاء الماضي، نشرت وزارة الدفاع حصيلة عمليات الجيش في الفترة ما بين 31 مايو (أيار) و6 يونيو (حزيران)، تضمنت أن حراس السواحل «أحبطوا محاولات هجرة غير شرعية بسواحلنا الوطنية، وأنقذوا 256 شخصاً كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع».

وفي مارس (آذار) الماضي، أعلن ناشطون بالمجتمع المدني بمحافظة سكيكدة (550 كلم شرق) وفاة 15 شخصاً، انطلقوا من شاطئ مدينة القل الصغيرة ليلاً، على أمل الوصول صباح اليوم الموالي إلى جزيرة لامبيدوزا بإيطاليا، التي تشهد يومياً وصول مهاجرين غير نظاميين من تونس وليبيا والجزائر، خصوصاً في فصل الصيف. وقد جرى انتشال 7 جثث من البحر، فيما أكدت التحريات حول الحادثة وجود امرأتين ضمن الغرقى.

وعلى الرغم من سن قانون منذ 10 سنوات يجرم الهجرة السرية، وينص على عقوبات صارمة بالسجن، لكن الظاهرة بقيت في تصاعد من عام لآخر. والمعروف أن عنابة وسكيكدة هما نقطتا انطلاق قوارب الهجرة إلى إيطاليا بالنسبة لمدن شرق الجزائر. أما وهران ومستغانم فتمثلان أشهر الأماكن للهجرة إلى إسبانيا بالنسبة لغرب البلاد.



تفاعل في مصر مع نفي رسمي لـ«ادعاءات» سقوط صاروخ في أسوان

العاصمة المصرية القاهرة (أرشيفية - رويترز)
العاصمة المصرية القاهرة (أرشيفية - رويترز)
TT

تفاعل في مصر مع نفي رسمي لـ«ادعاءات» سقوط صاروخ في أسوان

العاصمة المصرية القاهرة (أرشيفية - رويترز)
العاصمة المصرية القاهرة (أرشيفية - رويترز)

أثار مقطع فيديو جرى تداوله على صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، مخاوف بين مصريين، خلال الساعات الماضية، حيث «زعم» المقطع سقوط صاروخ في إحدى قرى محافظة أسوان (جنوب مصر)، لكن سرعان ما تدخلت وزارة الداخلية المصرية لكشف حقيقة هذه «الادعاءات».

وقالت «الداخلية» في إفادة رسمية، مساء الخميس، إنها تمكنت من ضبط القائم على نشر المقطع، والذي تبين أنه يعمل فني صيانة هواتف جوالة، ويقيم بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة). وأضافت أنه بمواجهة المتهم «اعترف بأنه قام بالحصول على مقطع فيديو لصاروخ محطم بإحدى الدول من خلال بحثه بمواقع التواصل الاجتماعي، وادعى سقوطه في محافظة أسوان».

وبحسب الوزارة فإن ناشر المقطع قام بذلك لـ«رفع معدلات المشاهدات، وتحقيق أرباح مالية من وراء ذلك»، لافتةً إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ضده.

وتفاعل مصريون، الجمعة، مع النفي الرسمي لـ«ادعاءات» سقوط الصاروخ بأسوان. كما تداول كثيرون حقيقة الصاروخ - كما بيَّنتها وزارة الداخلية - وسط تحذيرات من الانسياق وراء مقاطع شبيهة مفبركة. وأشار بعض المغردين إلى أن الهدف من وراء تداول الفيديو هو «نشر المخاوف بين المصريين، والتضليل الإعلامي».

وتستنفر مصر أجهزتها لمواجهة انتشار «الشائعات»، وتفنيدها والرد عليها، وخلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وجّه رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، جميع المسؤولين بحكومته بالرد على ما يتردد على منصات التواصل الاجتماعي، وشرح الأمور للمواطنين، مؤكداً أن هذا الأمر يدخل في صميم دور الحكومة؛ وذلك لعدم ترك المجال لبعض الأخبار غير الصحيحة للانتشار، مشدداً على أهمية مواصلة جهود توضيح الحقائق ودحض الإشاعات.

وطالب كثير من رواد «السوشيال ميديا» بـ«تغليظ عقوبة نشر الأخبار الكاذبة التي تضر بالأمن القومي والسلام الاجتماعي».

واتفق كثير من الحسابات على أن هوس «التريند» لتحقيق نسب المشاهدة والتربُّح، هو الدافع وراء نشر مثل تلك المقاطع، ولو كان الأمر على «حساب أمن البلاد وسمعتها».

بينما وصف أحد الحسابات ما قام به ناشر الفيديو بـ«الصعلكة الإلكترونية».

وشهدت الفترة الأخيرة قيام «الداخلية المصرية» بنشر توضيحات عدة حول مقاطع فيديو، جرى تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع إصدار بيانات توضيحية بشأن تفاصيل الفيديوهات التي احتوت على مخالفات قانونية، في حين تجري إحالة الوقائع للجهات المختصة لاستكمال التحقيقات، ونشر تفاصيل ضبط المتورطين فيها، واعترافاتهم عبر بيانات رسمية.

وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للداخلية على فيسبوك)

وكان تقرير للمركز الإعلامي لـ«مجلس الوزراء المصري» قد أشار في فبراير (شباط) الماضي، إلى ازدياد معدلات انتشار الشائعات خلال السنوات الأخيرة، ووفق التقرير «بلغت نسبة الشائعات عام 2023 نحو 18.8 في المائة، وفي 2022 نحو 16.7 في المائة، وفي 2021 نحو 15.2 في المائة».

كما يناشد مجلس الوزراء، بشكل مستمر، وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، تحرِّي الدقة والموضوعية ‏في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر ‏معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة البلبلة بين المواطنين.