«الحوار الوطني» بمصر لفتح ملفَّي الأحزاب والمحليات

يواصل أعماله للأسبوع الثاني على التوالي

جانب من جلسات «الحوار الوطني» في القاهرة الأسبوع الماضي (الصفحة الرسمية للحوار الوطني)
جانب من جلسات «الحوار الوطني» في القاهرة الأسبوع الماضي (الصفحة الرسمية للحوار الوطني)
TT

«الحوار الوطني» بمصر لفتح ملفَّي الأحزاب والمحليات

جانب من جلسات «الحوار الوطني» في القاهرة الأسبوع الماضي (الصفحة الرسمية للحوار الوطني)
جانب من جلسات «الحوار الوطني» في القاهرة الأسبوع الماضي (الصفحة الرسمية للحوار الوطني)

يواصل «الحوار الوطني» في مصر، أعماله للأسبوع الثاني على التوالي، بفتح ملفات سياسية واقتصادية من بينها «الأحزاب السياسية، وقانون المحليات، والاستثمار الخاص». وشهدت فعاليات الأسبوع الأول من جلسات «الحوار الوطني» التي جرت في العاصمة القاهرة، مناقشة ملفات عدة، كان في مقدمتها النظام الانتخابي في ظل الضوابط الدستورية (قانون مجلس النواب)، حيث أبرزت الجلسات «أهمية تمثيل طوائف الشعب المصري كافة في السلطة التشريعية».

ووفق المنسق العام للحوار، ضياء رشوان، تشمل القضايا المُدرجة على طاولة النقاش خلال الأسبوع الثاني، من 21 حتى 25 مايو (أيار) الجاري، «ملف الأحزاب السياسية، وقانون (المجالس المحلية)، وأسباب تراجع مساهمة الصناعة في الاقتصاد المصري، وتحديات وفرص مناخ الاستثمار المحلي والأجنبي في البلاد، بالإضافة إلى التعليم قبل الجامعي، والحالة السكانية في مصر».

وأشار المنسق العام للحوار إلى أن «لجنة الأحزاب السياسية سوف تناقش قضاياها كافة، وهي قواعد تعزيز ودعم نشاط الأحزاب وإزالة المعوقات أمامها، وتشكيل واختصاصات لجنة الأحزاب، بالإضافة إلى الحوكمة المالية والإدارية داخل الأحزاب».

ويمثل قانون «المجالس المحلية»، المُدرج على طاولة نقاش يوم (الأحد)، في جلستين، أهمية كبيرة؛ حيث أوكل الدستور المصري لهذا القانون صلاحية «تنظيم شروط وطريقة تعيين أو انتخاب المحافظين، ورؤساء الوحدات الإدارية المحلية الأخرى في المحافظات المصرية، وتحديد اختصاصاتهم».

وإلى جانب النص على «دعم الدولة اللامركزية الإدارية والمالية والاقتصادية للمحليات». ينص الدستور المصري، في مادته 178 على أن «تكون للوحدات المحلية موازنات مالية مستقلة، ويدخل في مواردها ما تخصصه الدولة لها من موارد، والضرائب والرسوم ذات الطابع المحلى الأصلية، والإضافية».

وقد سعت «لجنة الإدارة المحلية» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، لإقرار قانون «المجالس المحلية»، بعد سلسلة جولات من «الحوار المجتمعي» بمقر مجلس النواب؛ إلا أن «تلك الجهود أخفقت حين تم عرض مشروع القانون في الجلسة العامة لمجلس النواب»، وهو ما عزته «لجنة الإدارة المحلية» بالبرلمان إلى «غياب التوافق السياسي حول القانون».

وقال رئيس «لجنة الإدارة المحلية» بمجلس النواب، أحمد السجيني، لـ«الشرق الأوسط» إن «أي ملف قد يكون بحاجة إلى إصلاحات أو أفكار جديدة»، في رده على سؤال حول ما إذا كانت جلسات «الحوار الوطني» المزمعة، والتي سيشارك فيها، ستبحث ملف المحليات في ضوء ما انتهت إليه اللجنة، أو عبر عملية جديدة كلياً.

وأشار السجيني إلى أن «(لجنة الإدارة المحلية) عقدت 71 اجتماعاً، بإجمالي عدد ساعات عمل بلغت 185 ساعة، لأغراض دراسة وإعداد مشروع (المجالس المحلية)»، مضيفاً أن «اللجنة على قناعة بأن (الحوار الوطني) من شأنه إثراء النقاش العام حول القانون، بما يُمهد لعملية إصدار البرلمان للقانون عند مناقشته تحت قبة السلطة التشريعية من جديد».

وفي حين قال السجيني إن مشاركته في «الحوار الوطني» ستكون بصفته رئيساً لـ«لجنة الإدارة المحلية»، ونائباً عن حزب «مستقبل وطن»، أجاب عن سؤال بشأن احتمالات أن يُسفر «الحوار الوطني» عن التعجيل بصدور قانون «المجالس المحلية»، قائلاً: «أتمنى ذلك».

وحول مدى شمول أدوات منصة «الحوار الوطني» التوصية بإصدار قانون «المجالس المحلية» بعد «توافق وطني» بشأنه من خلال المناقشات المزمع عقدها هذا الأسبوع. قال رئيس الأمانة الفنية لـ«الحوار الوطني»، محمود فوزي، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا الأمر «وارد جداً حسب المناقشات» التي ستدار بمشاركة الأطراف المعنية كافة.


مقالات ذات صلة

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الحكومة المصرية تتعهد بعدم اللجوء إلى «تخفيف أحمال الكهرباء»

TT

الحكومة المصرية تتعهد بعدم اللجوء إلى «تخفيف أحمال الكهرباء»

تعهّدت الحكومة المصرية بعدم اللجوء إلى خطة «تخفيف أحمال الكهرباء»، أي قطع الخدمة مدة محددة يومياً، الصيف المقبل، وقالت إنها «وفّرت الوقود الكافي لتشغيل المحطات»، إلى جانب «التوسع في إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة».

وافتتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، محطة «أبيدوس 1» للطاقة الشمسية في مدينة كوم أمبو، بمحافظة أسوان (جنوب مصر)، ضمن خطوات للحكومة المصرية للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء.

ولجأت الحكومة المصرية لخطة تُسمى «تخفيف الأحمال»، تقضي بقطع التيار عن مناطق عدة خلال الصيف الماضي لمدة وصلت إلى ساعتين يومياً، وذلك لتقليل الضغط على شبكات الكهرباء، بسبب زيادة الاستهلاك، في حين اشتكى مواطنون من تجاوز فترات انقطاع الكهرباء أكثر من ساعتين.

وتعهّد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، بـ«عدم اللجوء إلى تخفيف أحمال الكهرباء مرة أخرى»، وقال في كلمته خلال افتتاح محطة «أبيدوس 1» للطاقة الشمسية، السبت، إن «حكومته خصصت التمويل لتوفير الوقود اللازم لاستقرار إنتاج الشبكة القومية للكهرباء»، مشيراً إلى «وضع خطة عاجلة لإضافة 4 آلاف ميغاواط من الطاقة المتجددة لتأمين الاستهلاك في صيف 2025».

رئيس الوزراء المصري خلال افتتاح محطة أبيدوس للطاقة الشمسية - (مجلس الوزراء المصري)-

وأوضح مدبولي أن «وزارة الكهرباء تمكّنت من حل مشكلة الانقطاعات بالتنسيق، وتحسين الإنتاجية»، إضافة إلى «وضع خطة لتأمين التغذية الكهربائية لصيف 2025 مع وزارة البترول، تقوم على سد فجوة متوقعة في الإنتاج في حدود من 3 إلى 4 آلاف ميغاواط إضافية، بتكلفة استثمارية تقارب 4 مليارات دولار»، مشيراً إلى أنه «سيتم الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة لسد فجوة الإنتاج والاستهلاك في الصيف المقبل، وتجنّب اللجوء لتخفيف الأحمال، وتقليل استيراد المواد البترولية».

وكان رئيس الوزراء المصري قد بحث خلال اجتماع حكومي، الخميس، مع وزراء الكهرباء والبترول والمالية، «ضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من الوقود في فصل الصيف المقبل»، وأكد «ضمان الجاهزية، وعدم وجود انقطاعات في الكهرباء، واستدامة واستقرار التغذية بالكهرباء بمختلف المحافظات»، وفق إفادة لمجلس الوزراء المصري.

ولجأت الحكومة المصرية في شهر يونيو (حزيران) الماضي، لاستيراد 300 ألف طن مازوت، و20 شحنة من الغاز لضخ كميات كافية من الوقود لإنتاج الكهرباء، ووقف خطة انقطاع الكهرباء، في حين قدرت وزارة الكهرباء المصرية حجم الاحتياج اليومي لإنهاء انقطاعات الكهرباء بنحو 135 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، و10 آلاف طن من المازوت.

وعدّ مدبولي افتتاح محطة «أبيدوس» للطاقة الشمسية، «تحولاً نوعياً» في استثمار الموارد الطبيعية في بلاده، وتوظيفها بشكل «أكثر كفاءة بما يغطي الاحتياجات».

وتقام محطة «أبيدوس 1» لإنتاج الطاقة الشمسية على مساحة 10 آلاف متر مربع، وتضم أكثر من مليون لوح شمسي، بقدرة إنتاجية تصل إلى 560 ميغاواط، ما يجعلها ثاني أكبر محطة للطاقة الشمسية في أفريقيا بعد محطة «بنبان» في أسوان

وتضاف المحطة لمشروعات الطاقة الشمسية في محافظة أسوان؛ حيث سبق أن افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يوليو (تموز) 2018، محطة «الطاقة الشمسية في بنبان» بأسوان، والتي تصنف الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط، بطاقة إنتاجية 2000 ميغاواط من الكهرباء، حسب مجلس الوزراء المصري.

ويعتقد خبير الطاقة المصري، علي عبد النبي، أن توسع الحكومة المصرية في مشروعات الطاقة المتجددة «خطوة ضرورية لمواجهة عجز الإنتاج في فترات ذروة الاستهلاك»، وشدد على «ضرورة اتخاذ الحكومة حزمة من الإجراءات لتحقيق أمن الطاقة، من بينها الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء».

ووضعت الحكومة المصرية استراتيجية وطنية للطاقة المتجددة، تستهدف إنتاج 42 في المائة من الكهرباء، من مصادر الطاقة الجديدة بحلول عام 2030، وفق مجلس الوزراء المصري.

وطالب عبد النبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بـ«ضرورة استثمار موارد مصر الطبيعية في إقامة مزيد من مشروعات الطاقة الجديدة، مثل التوسع في محطات الطاقة الشمسية في أسوان، ومحطات الرياح في محافظتي البحر الأحمر والسويس»، مشيراً إلى «ضرورة إقامة محطات لتخزين الكهرباء للاستفادة من إنتاج مشروعات الطاقة الجديدة».

محطة أبيدوس للطاقة الشمسية - (مجلس الوزراء المصري)

من جهته، يرى أستاذ الطاقة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، جمال القليوبي، أن الحكومة المصرية «تتخذ 3 إجراءات استباقية لتأمين إنتاج الكهرباء في الصيف المقبل»، مشيراً إلى أن «أولى تلك الخطوات التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية والرياح لإنتاج نحو 4 آلاف ميغاواط من الكهرباء».

وأوضح القليوبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة المصرية تتجه لإبرام صفقات لاستيراد الغاز والوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، مع التوسع في عمليات البحث والتنقيب والاستكشافات المحلية»، مشيراً إلى أن القاهرة «تستهدف تقليل فاتورة استيراد الطاقة من الخارج، بالاعتماد على مصادر الإنتاج المحلية».

وعلى هامش افتتاح محطة «أبيدوس»، شهد رئيس الوزراء المصري، توقيع اتفاقين لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في منطقة خليج السويس، بين وزارة الكهرباء المصرية وشركة «إيميا باور» الإماراتية.