لجنة نيابية تناقش دراسة السلوكات الإدمانية في المغرب

ارتفع عدد المدخنين في عموم البلاد إلى زهاء 6 ملايين شخص

جانب من مناقشات البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)
جانب من مناقشات البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)
TT

لجنة نيابية تناقش دراسة السلوكات الإدمانية في المغرب

جانب من مناقشات البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)
جانب من مناقشات البرلمان المغربي (الشرق الأوسط)

أفاد تقرير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي (مؤسسة دستورية استشارية)، حول الإدمان في المغرب بأن أحدث المؤشرات والمعطيات المتوفرة تشير إلى أن الإدمان بات ظاهرة مثيرة للقلق، حيث يقدر حجم تعاطي المواد ذات التأثير النفسي والعقلي بـ4.1 في المائة، ويناهز الاستهلاك المفرط للمخدرات والإدمان عليها 3 في المائة، كما يقدر الإفراط في استهلاك الكحول بـ2 في المائة، والإدمان عليه بـ1.4 في المائة.

وتم تقديم التقرير مساء الثلاثاء أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، تحت عنوان «مواجهة السلوكات الإدمانية» في المغرب، بحضور عضوين منتدبين عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

ويقدر عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن في المغرب بـ18 ألفاً و800 شخص؛ مع تسجيل معدل انتشار مرتفع في صفوف الأشخاص المصابين بالالتهاب الكبدي «C» (57 في المائة)، وداء فقدان المناعة المكتسبة (11.4 في المائة).

ويوجد في المغرب زهاء 6 ملايين من المدخنين، منهم نصف مليون من القاصرين دون سن 18، ويمارس ما بين 2.8 و3.3 مليون شخص ألعاب الرهان، علماً بأن 40 في المائة منهم معرضون لخطر الإدمان على اللعب.

كما رصد التقرير تنامي الاستخدام الإدماني للشاشات وألعاب الفيديو والإنترنت في المغرب، خاصة في صفوف المراهقين والشباب، موضحاً أنه تنجم عن كل هذه السلوكات الإدمانية انعكاسات خطيرة على الأشخاص المعنيين بها في سلامتهم النفسية وصحتهم الجسدية.

ويسعى النواب من خلال مناقشة التقرير، حسب قصاصة لمجلس النواب نشرها في موقعه الرسمي على الإنترنت، للاستفادة من الخلاصات لوضع تشريعات جديدة لمواجهة الظاهرة. ويوضح التقرير أنه على الرغم من وضع وزارة الصحة لاستراتيجية وطنية لمكافحة الإدمان، تهم الفترة ما بين 2018 و2022، فإن السلوكات الإدمانية لا تحظى حتى الآن بالقدر الكافي من الاعتراف، والتكفل بها من قبل هيئات الحماية الاجتماعية، والتعامل معها بوصفها أمراضاً رغم إدراجها في قائمة منظمة الصحة العالمية.

واقترح التقرير توصيات عدة؛ منها الاعتراف بالإدمان، سواء باستخدام مواد مخدرة أو ممارسة إدمانية، بوصفه مرضاً يتطلب علاجاً قابلاً من الناحية القانونية للتكفل به من طرف هيئات الضمان والتأمين الصحي والحماية الاجتماعية. كما اقترح مراجعة القانون الجنائي، بما يسمح بالتطبيق الممنهج للمقتضيات القانونية، التي تمنح متعاطي المخدرات الحق في الخضوع للعلاج. ومن جهة أخرى، العمل على تشديد العقوبات ضد شبكات الاتجار في المخدرات والمواد غير المشروعة.

ولمواجهة الظاهرة اقترح التقرير توجيه نسبة ثابتة من مداخيل الدولة (10 في المائة) التي يتم استخلاصها من الأنشطة المشروعة التي قد تسبب الإدمان، مثل التبغ، والكحول، ورهانات سباق الخيول واليانصيب والرهانات الرياضية، نحو العلاج والبحث والوقاية.

وتحقق هذه المواد والخدمات رقم معاملات يبلغ أزيد من 32 مليار درهم (3.2 مليار دولار)، أي ما يمثل نحو 9 في المائة من المداخيل الجبائية للدولة، و3 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي.



الأزمة الجزائرية - الفرنسية تشهد تصعيداً جديداً

الرئيسان الجزائري والفرنسي في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)
الرئيسان الجزائري والفرنسي في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)
TT

الأزمة الجزائرية - الفرنسية تشهد تصعيداً جديداً

الرئيسان الجزائري والفرنسي في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)
الرئيسان الجزائري والفرنسي في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)

في خطوة تصعيدية جديدة، دلّت على بلوغ الأزمة السياسية بين الجزائر وفرنسا ذروتها، ردّ البرلمان الجزائري بحدة على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول سجن الكاتب بوعلام صنصال، الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضاً، والذي يُواجه متاعب صحية استدعت نقله إلى المستشفى، منذ أسبوعين.

وقال مكتب «المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية الأولى)، في بيان أصدره ليل الاثنين: «إنه يستنكر بشدة التصريحات غير المسؤولة الصادرة عن الرئيس الفرنسي، التي تُمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للجزائر، ومسّاً بسيادتها وكرامتها بشأن قضية قيد النظر وفق القوانين الجزائرية». مشدداً على أن الأمر «محاولة مكشوفة لتشويه صورة الجزائر، ومؤسساتها السيادية».

ووفق البيان نفسه، فقد «عانت الجزائر من أبشع الانتهاكات إبان الحقبة الاستعمارية الفرنسية، وهي ترفض اليوم بشكل قاطع أي تدخل خارجي، أو تلقّي دروس في مجال حقوق الإنسان والحريات»، مؤكداً أن «مثل هذه التصرفات تظل غير مقبولة من عموم الشعب الجزائري، كما أنها لن تؤثر على مساره المستقل، بل ستزيده قوة وإصراراً على حماية سيادته وكرامته». ودعا البرلمان فرنسا إلى «الالتزام بقواعد العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل».

وأمام سفراء فرنسا وقناصلتها، الذين تجمعوا الاثنين في «الإليزيه»، ككل سنة، عدّ الرئيس ماكرون أن الروائي الجزائري - الفرنسي، المسجون في الجزائر، والموجود حالياً في وحدة علاجية، «محتجز بشكل تعسفي من قبل المسؤولين الجزائريين».

الرئيس الجزائري مع الوزير الأولى الفرنسية السابقة بالجزائر 2022 (الرئاسة الجزائرية)

وصعّد ماكرون انتقاده للحكومة الجزائرية، بشأن القضية ذاتها، قائلاً إن الجزائر «تسيء إلى نفسها» بعدم إطلاق سراح السبعيني صنصال، المتابع بموجب مادة في قانون العقوبات الجزائري، وتتعامل مع «أي فعل يستهدف أمن الدولة، وسلامة الأراضي، واستقرار المؤسسات أو سيرها الطبيعي»، بصفته عملاً إرهابياً أو تخريبياً.

ويعود سبب سجن مؤلف «2084: نهاية العالم»، و«قرية الألماني»، إلى تصريحات أدلى بها لمنصة إخبارية مقربة من اليمين الفرنسي المتطرف، عدّ فيها أن محافظات من الغرب الجزائري «تابعة تاريخياً للمغرب»، وأن الاستعمار الفرنسي بشمال أفريقيا خلال القرنين الـ19 و20، «هو مَن اجتزأها من المغرب، وألحقها بالجزائر».

وأضاف ماكرون في خطابه أمام الدبلوماسيين، موضحاً أن «الجزائر التي نحبها كثيرًا، والتي نشاركها عدداً من الأبناء وكثيراً من القصص، تدخل في تاريخ يسيء إليها، بمنع رجل مريض بشدة من تلقي العلاج. هذا لا يتناسب مع مكانتها». مضيفاً: «نحن الذين نحب الشعب الجزائري وتاريخه، نطالب بشكل عاجل حكومته بإطلاق سراح بوعلام صنصال»، الذي وصفه بـ«مناضل من أجل الحرية».

الرئيس الفرنسي في خطابه الاثنين أمام السفراء (الإليزيه)

وتحدّث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن اعتقال صنصال لأول مرة في 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عادّاً أنه «دجال مجهول الهوية والأب، أرسلته إلينا فرنسا». ولمّح إلى أن حديثه عن الوحدة الترابية الجزائرية «من وحي الفرنسيين».

كما هاجم حزب «جبهة التحرير الوطني»، القوة السياسية الأولى في البلاد، الرئيس ماكرون، الثلاثاء، في بيان شديد الحدّة، أبرز ما جاء فيه أن تصريحاته «تؤكد حالة التيه التي يعيشها صانع القرار بفرنسا، بسبب ما تعيشه من أزمات سياسية واقتصادية عميقة». موضحاً أن ماكرون «يتزعم دولة تعتمد الكيل بمكيالين تجاه مختلف القضايا في العالم».

وفي اليوم نفسه، انتقد وزير الاتصال محمد مزيان، خلال نشاط له بغرب البلاد، «الادعاءات التي سوقتها فرنسا لتبرير احتلالها الجزائر، ومفادها نشر الحضارة والتحضر، ما هي إلا أراجيف وبهتان». مبرزاً أن «فرنسا الكولونيالية جسدت نكراناً للجميل، أجمع عليه كل المؤرخين الموضوعيين».

وكان الوزير يخوض في الخلاف مع فرنسا في تصريحاته، ولم يبدِ أنه ردّ على كلام ماكرون بشأن سجن الروائي، الذي يُضاف إلى الأزمة الجديدة بين باريس والجزائر، التي بدأت في يوليو (تموز)، بقرار من الرئيس ماكرون، الاعتراف بالصحراء جزءاً من السيادة المغربية.