أجهزة أمنية تابعة لـ«الوحدة» الليبية تشن اعتقالات ضد نشطاء

سفير فرنسا لدى ليبيا يقدم لنشطاء المجتمع المدني مبادرات بلاده لتأهيل الشباب

سفير فرنسا خلال اجتماعه بنشطاء المجتمع المدني في زليتن (السفير الفرنسي)
سفير فرنسا خلال اجتماعه بنشطاء المجتمع المدني في زليتن (السفير الفرنسي)
TT

أجهزة أمنية تابعة لـ«الوحدة» الليبية تشن اعتقالات ضد نشطاء

سفير فرنسا خلال اجتماعه بنشطاء المجتمع المدني في زليتن (السفير الفرنسي)
سفير فرنسا خلال اجتماعه بنشطاء المجتمع المدني في زليتن (السفير الفرنسي)

تحدثت مصادر في العاصمة الليبية طرابلس عن «حملة اعتقالات» (غير معلنة) تشنها الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الوحدة (المؤقتة)، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتطال نشطاء محليين وصُناع محتوى على موقع «تيك توك». وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم (الثلاثاء) معلومات عن «شروع جهاز المخابرات التابع لحكومة الوحدة رسميا في اعتقال صُناع المحتوى على (تيك توك)». ووفقاً لوسائل إعلام محلية «اعتقلت قوة مشتركة من جهاز الردع، وكتيبة (فرسان جنزور) مغني الراب الليبي، المعروف باسم تاكيشي، في ضاحية جنزور بالعاصمة طرابلس».

بدوره، أعلن فرع جهاز المخابرات الليبية بالمنطقة الشرقية، أنه بصدد «اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والأمنية الرادعة حيال كل منظمة، أو مؤسسة أو هيئة تتلقى دعماً مالياً أو عينياً من المنظمات الدولية عند عدم الإفصاح عن ذمتها المالية والإدارية، وعن نشاطها ومشروعاتها، وعن تحركات الأجانب العاملين بها أو الداعمين لمشروعاتها».

وأدرج الجهاز هذه الخطوة في إطار ما وصفه بـ«التصدي للأنشطة المعادية والهدامة، التي تقوم بها بعض الدول من خلال تلك المنظمات التي تستهدف الهوية الوطنية والقيم ومبادئ المجتمع الليبي». وقال إنه «يتابع عمل المنظمات الحكومية وغير الحكومية الدولية والمحلية»، لافتاً إلى أنه «لا يخفى على أحد ما تسعى إليه تلك المنظمات لتحقيق أجندتها في ليبيا».

في المقابل، أعلن سفير فرنسا لدى ليبيا، مصطفى مهراج، خلال زيارة إلى بلدية زليتن، أنه «قدم لنشطاء المجتمع المدني مبادرات فرنسا لتأهيل الشباب للوصول إلى الاكتفاء الذاتي»، مشيرا إلى أنه اطلع خلال اجتماعه مع عميد البلدية، مفتاح حمادي، بحضور مع أعضاء المجلس البلدي، ونشطاء المجتمع المدني على رؤية البلدية 2030.

وأكد مهراج، الذي زار اليوم بلدية مصراتة (غرب) في تصريحات تلفزيونية مساء الاثنين، دعم بلاده لمبادرة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي وللانتخابات في ليبيا. ودعا لجنة (6+6) إلى «الإسراع في إنجاز القوانين الانتخابية»، معتبرا أن «الاستقرار سيمكن من إجراء الانتخابات، وسيلعب دورا في نزاهتها ليتمكن الناخبون من الذهاب لمكاتب الاقتراع بحرية وأريحية»، على حد تعبيره.



جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.